في مسيرته الطويلة الممتدة لأربعين عاما،تمكن حزب الله من تحقيق النصر الاستراتيجي مرتين،الاولى في العام 2000 عندما هزم اسرائيل واخرجها من جنوب لبنان دون قيد او شرط،والثاني في العام 2017 عندما هزم المجموعات المسلحة الارهابية من جرود وجبال المنطقة الشرقية من البقاع والشمال.
وقد نجح في الانجازين الكبيرين المذكورين،وكان بقدر التحدي الصعب وشبه المستحيل في كلتا الحالتين ، اليوم وفي مسألة ترسيم الحدود البحرية مع " اسرائيل" وانتزاع الحقوق اللبنانية الكاملة في التنقيب واستخراج وتسويق غازه ونفطة من مياهه الاقليمية ،تحد ثالث لا يقل اهمية عن التحديين السابقين، فهذه الثروة النفطية والغازية التي تتكدس تحت مياه لبنان الاقليمية هي قارب النجاة للشعب اللبناني وحكومته من الافلاس والجوع والضياع والفشل،فلا يخفى على احد سوء الوضع الاقتصادي اللبناني السائر نحو الهاوية إن لم نقل انه دخل في عتمتها، والذي ينذر بفوضى واضطراب قد يأتي على ما تبقى من مقومات الدولة اللبنانية من جذورها،فحزب الله الواعي والمدرك لهذه الحقيقة يعيشها كباقي شركائه في الوطن لحظة بلحظة وساعة بساعة،يدرك أيضا أن الشفاء من هذا الداء الخطير هو بدواء الثروة التي يقدر اكثر الخبراء تشاؤما انه إذا ما تم استخراجها وبيعها ستعود على لبنان بعوائد مالية،تصل الى ثلاثمئة مليار دولار، وآخرون يقدرون ناتج تلك الثروة بستماية مليار دولار في السنوات والعقود القادمة مما ينقل لبنان من واقع الافلاس والانهيار الى واقع الانعاش والازدهار.
ولعل حزب الله الذي رسم مسيرة نضاله في قتال الاحتلال الاسرائيلي منذ نهاية العام 1982 وحتى العام 2000، وما بعدها خلال حرب العام 2006، كان مؤمنا بحتمية النصر على هذا العدو بالرغم من تواضع الإمكانيات قياسا مع إمكانيات العدو، لكنه أنجز، وفي حربه ضد العصابات المسلحة في شرق وشمال لبنان التي سيطرت على مساحات واسعة واصبحت تهدد فعليا المدن والبلدات اللبنانية قاتلها ايضا وهو مدرك حتمية الانتصار عليها واخراحها من الاراضي اللبنانية هو والجيش اللبناني، وفي كلا الحالتين كانت الظروف اصعب من الحالة الثالثة التي يستعد لها من كثير من النواحي .
اما من حيث المقومات التي نجدها في حزب الله الذي يمهد او دخل معركة الانتصار الثالث فهي عديدة ولا نبالغ إذا قلنا انها غيرمسبوقة في ظل المقارنه مع مقومات الانتصارين الاخرين وهي:-
• وضوح الهدف واتساع مساحة الاجماع عليه لبنانيا،فالهدف واضح لا يختلف عليه إثنان،وهو الاحقية في الثروة الغازية والنفطية، لكن ومن منطلق رفض الاخر قد تجد من لا يحبذ الذهاب لحربمن اجل ذلك،وهم قلة اصواتهم خجلة من أن تطلق في الفضاء.
• القوة والإمكانيات لدى الحزب الان هي اقوى من أي زمن مضى عددا وعدة وهو مهيأ لان يذهب إلى ابعد ما يكون إذا وصلت الامور في التفاوض الغير مباشر بين الدولة اللبنانية و" اسرائيل " إلى نهايات سلبية، فالعدد مئة الف مقاتل، والعدة قدره صاروخية تقول التقديرات انها اكثر من مئة وخمسين الف صاروخ قسم لا بأس به صواريخ دقيقة وثقيلة، وهو ما لا تملكه دول اساسية في الحلف الاطلسي، بالإضافة لقدرات لا تزال تحت الماء، أي لا تخرج إلا وقت حاجتها ضمن سياسة المفاجآت.
• التروي والتدريج،فمنذ نهاية شهر تموز الماضي ورغم ضيق الوقت في هذه المسألة التي يحكمها الوقت القصير حكما محكما،فإن الحزب ترك المجال للدولة اللبنانية ان تكثف التفاوض عبر الوسيط الأمريكي، وسلك مسلك ارسال الرسائل التحذيرية بعد الاعلام التمهيدي المكثف بارسال الطائرات المسيرة والتصوير المباشر للمحطات العائمة التابعة لـ " اسرائيل " في المتوسط،وهو بذلك يقصد استنفاذ الطرق الدبلوماسية من جهة وتيهيء الداخل اللبناني للقادم وحتى يضيق مساحة النقد الداخلي له على أي تصرف سيتخذه مستقبلا.
• ليّ الذراع الامريكية التي تبحث بشراهة عن تعويض الغاز والبترول الروسي الذي كان متدفقا من روسيا الى حليفتها اوروبا، تعويضه من عدة اماكن في العالم ومنها شرق المتوسط وخصوصا اسرائيل،فقرار السلم والحرب في هذه المسألة سيكون امريكيا بالدرجة الاولى ، لان الولايات المتحدة الامريكية تريد ترميم الواقع الاقتصادي لاوروبا حائط الصد المتقدم امام عدوها اللدود بوتين.
• البيئة الاقليمية لحزب الله هي الان في افضل حال قياسا مع البيئة الاقليمية في النصرين السابقين،فالحلفاء من سوريا للعراق ولايران الدولة المركزية في الحلف واليمن وقطاع غزة في وضع وتنسيق أعلى وهم بمثابة العمق الذي يمكن ان تمدد له المعارك إذا ما إندلعت الحرب، وهم في حالة عالية من التقارب والتنسيق والتحالف ، هذا من ناحية الحلفاء، اما من الاعداء الاقليميين ، فلم تعد الولايات المتحدة الامر الناهي لهم مئة بالمئة،وهذا ما ظهر في زيارة بايدن للمنطقة،فبعض الاعداء لحزب الله من دول محورية أخذت تتجه شرقا نحو الصين وروسيا، مثل السعودية ومصر.
• الداخل" الاسرائيلي" الهش من الناحية السياسية والاستراتيجية،فالواقع السياسي منشغل بالتحضير لدوامة الانتخابات، وكل حزب او تكتل يبحث عن سبل حصاد الاغلبية او الاكثرية ، ومغامرة الحرب في هذا الوقت قد تكون قاتلة، هذا من ناحية اما الناحية الاخرى " اسرائيل " في عدوانها الاخير على غزة ومعركتها مع فصيل صغير مقاوم سانده بعض الفصائل الصغيرة لم تتحمل "اسرائيل" ما يقارب الف صاروخ من فئة الصواريخ المتواضعة إن جاز التعبير لمدة نحو خمسين ساعة ،وطلبت تدخل الوسيط المصري عاجلا لايقاف المعركة، فكيف لها أن تتحمل سقوط الاف الصواريخ الدقيقة والثقلية يوميا على امتداد مساحتها من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب بما في ذلك المياه الاقليمية لها ؟؟
لذلك مقومات الانتصار الثالث لحزب الله إذا ما وقعت الحرب المنتظرة كثيرة وواضحة وجلية وقادرة على حمل الانتصار، بل أنها قد تكون البداية الفعلية لتغير وجه المنطقة.
وقد نجح في الانجازين الكبيرين المذكورين،وكان بقدر التحدي الصعب وشبه المستحيل في كلتا الحالتين ، اليوم وفي مسألة ترسيم الحدود البحرية مع " اسرائيل" وانتزاع الحقوق اللبنانية الكاملة في التنقيب واستخراج وتسويق غازه ونفطة من مياهه الاقليمية ،تحد ثالث لا يقل اهمية عن التحديين السابقين، فهذه الثروة النفطية والغازية التي تتكدس تحت مياه لبنان الاقليمية هي قارب النجاة للشعب اللبناني وحكومته من الافلاس والجوع والضياع والفشل،فلا يخفى على احد سوء الوضع الاقتصادي اللبناني السائر نحو الهاوية إن لم نقل انه دخل في عتمتها، والذي ينذر بفوضى واضطراب قد يأتي على ما تبقى من مقومات الدولة اللبنانية من جذورها،فحزب الله الواعي والمدرك لهذه الحقيقة يعيشها كباقي شركائه في الوطن لحظة بلحظة وساعة بساعة،يدرك أيضا أن الشفاء من هذا الداء الخطير هو بدواء الثروة التي يقدر اكثر الخبراء تشاؤما انه إذا ما تم استخراجها وبيعها ستعود على لبنان بعوائد مالية،تصل الى ثلاثمئة مليار دولار، وآخرون يقدرون ناتج تلك الثروة بستماية مليار دولار في السنوات والعقود القادمة مما ينقل لبنان من واقع الافلاس والانهيار الى واقع الانعاش والازدهار.
ولعل حزب الله الذي رسم مسيرة نضاله في قتال الاحتلال الاسرائيلي منذ نهاية العام 1982 وحتى العام 2000، وما بعدها خلال حرب العام 2006، كان مؤمنا بحتمية النصر على هذا العدو بالرغم من تواضع الإمكانيات قياسا مع إمكانيات العدو، لكنه أنجز، وفي حربه ضد العصابات المسلحة في شرق وشمال لبنان التي سيطرت على مساحات واسعة واصبحت تهدد فعليا المدن والبلدات اللبنانية قاتلها ايضا وهو مدرك حتمية الانتصار عليها واخراحها من الاراضي اللبنانية هو والجيش اللبناني، وفي كلا الحالتين كانت الظروف اصعب من الحالة الثالثة التي يستعد لها من كثير من النواحي .
اما من حيث المقومات التي نجدها في حزب الله الذي يمهد او دخل معركة الانتصار الثالث فهي عديدة ولا نبالغ إذا قلنا انها غيرمسبوقة في ظل المقارنه مع مقومات الانتصارين الاخرين وهي:-
• وضوح الهدف واتساع مساحة الاجماع عليه لبنانيا،فالهدف واضح لا يختلف عليه إثنان،وهو الاحقية في الثروة الغازية والنفطية، لكن ومن منطلق رفض الاخر قد تجد من لا يحبذ الذهاب لحربمن اجل ذلك،وهم قلة اصواتهم خجلة من أن تطلق في الفضاء.
• القوة والإمكانيات لدى الحزب الان هي اقوى من أي زمن مضى عددا وعدة وهو مهيأ لان يذهب إلى ابعد ما يكون إذا وصلت الامور في التفاوض الغير مباشر بين الدولة اللبنانية و" اسرائيل " إلى نهايات سلبية، فالعدد مئة الف مقاتل، والعدة قدره صاروخية تقول التقديرات انها اكثر من مئة وخمسين الف صاروخ قسم لا بأس به صواريخ دقيقة وثقيلة، وهو ما لا تملكه دول اساسية في الحلف الاطلسي، بالإضافة لقدرات لا تزال تحت الماء، أي لا تخرج إلا وقت حاجتها ضمن سياسة المفاجآت.
• التروي والتدريج،فمنذ نهاية شهر تموز الماضي ورغم ضيق الوقت في هذه المسألة التي يحكمها الوقت القصير حكما محكما،فإن الحزب ترك المجال للدولة اللبنانية ان تكثف التفاوض عبر الوسيط الأمريكي، وسلك مسلك ارسال الرسائل التحذيرية بعد الاعلام التمهيدي المكثف بارسال الطائرات المسيرة والتصوير المباشر للمحطات العائمة التابعة لـ " اسرائيل " في المتوسط،وهو بذلك يقصد استنفاذ الطرق الدبلوماسية من جهة وتيهيء الداخل اللبناني للقادم وحتى يضيق مساحة النقد الداخلي له على أي تصرف سيتخذه مستقبلا.
• ليّ الذراع الامريكية التي تبحث بشراهة عن تعويض الغاز والبترول الروسي الذي كان متدفقا من روسيا الى حليفتها اوروبا، تعويضه من عدة اماكن في العالم ومنها شرق المتوسط وخصوصا اسرائيل،فقرار السلم والحرب في هذه المسألة سيكون امريكيا بالدرجة الاولى ، لان الولايات المتحدة الامريكية تريد ترميم الواقع الاقتصادي لاوروبا حائط الصد المتقدم امام عدوها اللدود بوتين.
• البيئة الاقليمية لحزب الله هي الان في افضل حال قياسا مع البيئة الاقليمية في النصرين السابقين،فالحلفاء من سوريا للعراق ولايران الدولة المركزية في الحلف واليمن وقطاع غزة في وضع وتنسيق أعلى وهم بمثابة العمق الذي يمكن ان تمدد له المعارك إذا ما إندلعت الحرب، وهم في حالة عالية من التقارب والتنسيق والتحالف ، هذا من ناحية الحلفاء، اما من الاعداء الاقليميين ، فلم تعد الولايات المتحدة الامر الناهي لهم مئة بالمئة،وهذا ما ظهر في زيارة بايدن للمنطقة،فبعض الاعداء لحزب الله من دول محورية أخذت تتجه شرقا نحو الصين وروسيا، مثل السعودية ومصر.
• الداخل" الاسرائيلي" الهش من الناحية السياسية والاستراتيجية،فالواقع السياسي منشغل بالتحضير لدوامة الانتخابات، وكل حزب او تكتل يبحث عن سبل حصاد الاغلبية او الاكثرية ، ومغامرة الحرب في هذا الوقت قد تكون قاتلة، هذا من ناحية اما الناحية الاخرى " اسرائيل " في عدوانها الاخير على غزة ومعركتها مع فصيل صغير مقاوم سانده بعض الفصائل الصغيرة لم تتحمل "اسرائيل" ما يقارب الف صاروخ من فئة الصواريخ المتواضعة إن جاز التعبير لمدة نحو خمسين ساعة ،وطلبت تدخل الوسيط المصري عاجلا لايقاف المعركة، فكيف لها أن تتحمل سقوط الاف الصواريخ الدقيقة والثقلية يوميا على امتداد مساحتها من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب بما في ذلك المياه الاقليمية لها ؟؟
لذلك مقومات الانتصار الثالث لحزب الله إذا ما وقعت الحرب المنتظرة كثيرة وواضحة وجلية وقادرة على حمل الانتصار، بل أنها قد تكون البداية الفعلية لتغير وجه المنطقة.