صدر تصنيف شنغهاي لأفضل الجامعات في العالم أمس. وتتصدر جامعة هارفارد قائمة الترتيب للعام العشرين على التوالي. تليها جامعة ستانفورد في المرتبة الثانية. وارتقى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) إلى المرتبة الثالثة. ومن بين أفضل الجامعات العشر الأخرى: كامبردج (الرابعة)، بيركلي (5)، برينستون (6)، أكسفورد (7)، كولومبيا (8)، معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (9)، وشيكاغو (10).
جامعتان بريطانيتان، والبقية أمريكية. والأهم أيضا أنها جميعها أنجلوسكسونية، وليست فرنكوفونية ولا ألمانية، وإن جاءت جامعة Paris-Saclay الفرنسية في المرتبة 16، وجامعة السوربون في المرتبة 43.
كلما توالى صدور التقارير السنوية لمؤشر شنغهاي كل صيف، تصيبني مشاعر الغبن والانكماش المعنوي، وأنا أتأمل حال الجامعات المغربية وخط انحدارها في العقود الثلاثة الماضية. وتكثر المفارقات بين خليط غريب من الأساتذة الذين يتمسك بعضهم باستقلال ورصانة البحث العلمي، وبعضهم الآخر يستخدم المنصب وما ينطوي عليه للتقرب زلفى من دوائر معينة في الرباط.
مفارقة أخرى مدوية تكشف الفرق بين ميزانية هزيلة تخصصها حكومات الرباط للبحث العلمي كانت بقيمة مليار و484 مليون درهم عام 2020. في المقابل، صنع فوزي لقجع صاحب "الانتصارات المؤجلة" و"الهزائم المبررة" لنفسه مملكة رياضية مستقلة ينفق فيها أكثر من 82 مليار سنتيم. وتحظى كرة القدم في المغرب وحدها، دون بقية الرياضات، بما هو 54 ضعفا من ميزانية البحث العلمي.
عدتُ أقرأ عن مفارقة ثالثة ضمن دراسة نشرتها قبل عامين بعنوان "الجامعة المغربية بانتظار السكتة القلبية"، واستوقفتني هذه العبارة:
"خاطب عالم الاجتماع محمد جسوس المؤتمر الوطني الرابع للطلبة الاتحاديين قبل واحد وثلاثين عاما، مدافعا عن حرمة الجامعة بقوله "لا خير في المجتمع المغربي إذا لم يراهن على الجامعة المغربية." وشدّد على أنّ المغرب يجازف باتباع "سياسة على صعيد التعليم والثقافة والتأطير الفكري والإيديولوجي، تحاول خلق جيل جديد لم نعرفه في المغرب: جيل الضبوعة."
قد ينزعج كثيرون من عبارة "جيل الضبوعة"، وقد يقاومون أيّ تجريح في معنويات المغاربة الذين لا يطالعون سوى نسبة 0.79 في الكتاب من كتاب واحد في العام كلّه. وتظل الحقيقة أنّ لا ذكر لمغرب ولا لنبوغ مغربي في هذه الاحتفاليات السنوية بأفضل الجامعات في العالم."
حان الوقت لنؤسس قسم "دراسات التخلف" في جامعاتنا، ونضيف علما جديدا خاصا بنا ضمن تطور العلوم الاجتماعية المعاصرة.
العلم ابن بيئته.. و"علم التخلف" أيضا ابن بيئته..!
________________
www.facebook.com
جامعتان بريطانيتان، والبقية أمريكية. والأهم أيضا أنها جميعها أنجلوسكسونية، وليست فرنكوفونية ولا ألمانية، وإن جاءت جامعة Paris-Saclay الفرنسية في المرتبة 16، وجامعة السوربون في المرتبة 43.
كلما توالى صدور التقارير السنوية لمؤشر شنغهاي كل صيف، تصيبني مشاعر الغبن والانكماش المعنوي، وأنا أتأمل حال الجامعات المغربية وخط انحدارها في العقود الثلاثة الماضية. وتكثر المفارقات بين خليط غريب من الأساتذة الذين يتمسك بعضهم باستقلال ورصانة البحث العلمي، وبعضهم الآخر يستخدم المنصب وما ينطوي عليه للتقرب زلفى من دوائر معينة في الرباط.
مفارقة أخرى مدوية تكشف الفرق بين ميزانية هزيلة تخصصها حكومات الرباط للبحث العلمي كانت بقيمة مليار و484 مليون درهم عام 2020. في المقابل، صنع فوزي لقجع صاحب "الانتصارات المؤجلة" و"الهزائم المبررة" لنفسه مملكة رياضية مستقلة ينفق فيها أكثر من 82 مليار سنتيم. وتحظى كرة القدم في المغرب وحدها، دون بقية الرياضات، بما هو 54 ضعفا من ميزانية البحث العلمي.
عدتُ أقرأ عن مفارقة ثالثة ضمن دراسة نشرتها قبل عامين بعنوان "الجامعة المغربية بانتظار السكتة القلبية"، واستوقفتني هذه العبارة:
"خاطب عالم الاجتماع محمد جسوس المؤتمر الوطني الرابع للطلبة الاتحاديين قبل واحد وثلاثين عاما، مدافعا عن حرمة الجامعة بقوله "لا خير في المجتمع المغربي إذا لم يراهن على الجامعة المغربية." وشدّد على أنّ المغرب يجازف باتباع "سياسة على صعيد التعليم والثقافة والتأطير الفكري والإيديولوجي، تحاول خلق جيل جديد لم نعرفه في المغرب: جيل الضبوعة."
قد ينزعج كثيرون من عبارة "جيل الضبوعة"، وقد يقاومون أيّ تجريح في معنويات المغاربة الذين لا يطالعون سوى نسبة 0.79 في الكتاب من كتاب واحد في العام كلّه. وتظل الحقيقة أنّ لا ذكر لمغرب ولا لنبوغ مغربي في هذه الاحتفاليات السنوية بأفضل الجامعات في العالم."
حان الوقت لنؤسس قسم "دراسات التخلف" في جامعاتنا، ونضيف علما جديدا خاصا بنا ضمن تطور العلوم الاجتماعية المعاصرة.
العلم ابن بيئته.. و"علم التخلف" أيضا ابن بيئته..!
________________
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.