بالأمس سأل احد الصحفيين في المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" والمستشار الالماني " اولاف شولتس "سأل ابو مازن هل بإمكانه الاعتذار عن عملية ميونخ (العلمية التي نفذتها مجموعة ايلول الاسود تابعة لفتح ضد لاعبين اسرائيليين وأسفرت عن مقتل 11 منهم حينها، حدث ذلك في الرابع من ايلول من عام 1972)،فأجاب الرئيس بطريقة غير مباشرة وتحدث عن بعض المجازر التي نفذتها اسرائيل منذ العام وحتى الان ...
اسرائيل استشاطت غضبا وفهمت من تصريح الرئيس ابو مازن انه "يتنكر" او"يستهتر" أو يتجاهل "الهولوكوست"... فقامت الدنيا ولم تقعد، وعندما حاول حسين الشيخ نائب رئيس اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية تخفيف وقع التصريحات وقام بالاتصال برئيس حكومة اسرائيل " يائير لبيد "، استعمل لابيد لهجة الاستعلاء المعتادة لدى المسؤولين الاسرائيليين،فوصف تصريحات الرئيس عباس " بالحقيرة "
ورغم التوضيحات وتصريح عباس الثاني الذي اكد ان "الهولوكوست" هي ابشع جرائم الإنسانية،إلا ان الجانب الاسرائيلي لم يهدأ ولم يقتنع،ويصر على تمرير ذلك الموقف انه اهانة للشهب اليهودي !!!
المهم ان الموضوع ليس استعراض لجرائم ومذابح،ولا طلب اعتذار متأخر عن عملية ميونخ،فكل العمليات اعتبرت من الماضي بعد توقيع اتفاقية اوسلو،حتى ان بعض من كان لهم علاقة مباشرة تلك العملية ــ كما تدعي إسرائيل ــ عادوا الى الاراضي الفلسطينية وكانوا مسؤولين في مؤسسات السلطة ومنهم المرحوم اللواء أمين الهندي الذي كان رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية في قطاع غزة، لكن جوهر المسألة هو نظرة الاستعلاء والفوقية المتجذرة في ثقافة اسرائيل وزعمائها وقادتها وشعبها،هذه السياسة والثقافة متجذرة وعميقة في الفكر اليهودي الصهيوني، تجعل اهل هذا الفكر ينظرون الى الاخرين انهم اقل منهم شأنا وقدرا حتى لو كانوا طلاب سلام معهم وقدموا لهم ما قدموا من تنازلات
ولو كان الامر يستدعي الحديث عن المجازر والمذابح،فكان الاجدر الحديث عما جرى قبل ايام مع اطفال مخيم جباليا ورفح الذين لم تجف دمائهم بعد،وما جرى لليهود في "الهولوكوست" سواء كان حقيقيا او مبالغ فيه،ليس لنا نحن الفلسطينيين ولا العرب ولا المسلمين علاقة فيه من قريب او بعيد، ولا ينبغي ان تكون تلك اللعنات الصادرة عن هذا الحدث ان تظل سلاحا في وجه من لا علاقة لهم بها،سواء اقررناها بكامل روايتها ، ام قبلها البعض دون مبالغات، إلا ان الجانب الاسرائيلي يوظف هذا التاريخ الذي مضى عليه قرابة ثمانين عاما او اكثر في صفع الاخرين ضمن ثقافة وادبيات الاستعلاء والتكبر المرفوضين من الشعوب والأمم الحرة...
وإذا كانت المكالمة التي اجرها الشيخ مع لبيد بمبادرة من الاول،كانت ساخنة وشابها الكثير من التوتر،فنفترض ان تكون الردود التي قام بها الشيخ للبيد مبنية على عدم السماح للأخير التعامل بالاستعلاء والفوقية ، وعدم تحميل الجانب الفلسطيني افرازات عقدة ما جرى لليهود في اوروبا والمانيا ابان الحرب العالمية الثانية وما قبلها في اسبانيا وبريطانيا،فهذا التاريخ الذي يقض مضاجع اليهود وبالذات الصهاينة منهم يجب ان لا يسمح له ان يشكل منصة اهانة للاخرين...
قد لا نكون قادرين على مقاومة هذا الاحتلال المنكر لابسط حقوقنا بكل الوسائل نظرا لظروف ذاتية وموضوعية، لكن هذا لا يحرمنا من حق تمسكنا بالموقف الوطني الثابت والمتمسك بالكرامة الوطنية التي من اهم شروطها وعي ثقافة وطريقة تعامل العدو، والوقوف في وجهها،لان " الموقف سلاح......" كما قال ذلك الشيخ راغب حرب عندما مد قائد اسرائيلي المناطق المحتلة في جنوب لبنان لمصافحته،فرفض وقال ما قال، ولا ينبغي ان نحقق لهم في المواقف التي تحصل، وينبني عليها سجالات وتصريحات أي نقاط،او أي تمرير دون رد بالمِثْلْ وأكثر من المِثْلْ. وهذا بحد ذاته اضعف الايمان رغم انها مواجهة لفظية مبنية على أساس تواصل مرفوض من غالبية الشعب الفلسطيني صاحب الحق الساطع في الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال الذي لم تتوقف الجرائم والفظائع المرتكبة ضده صباح مساء على امتداد أكثر من سبعين عاما.
اسرائيل استشاطت غضبا وفهمت من تصريح الرئيس ابو مازن انه "يتنكر" او"يستهتر" أو يتجاهل "الهولوكوست"... فقامت الدنيا ولم تقعد، وعندما حاول حسين الشيخ نائب رئيس اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية تخفيف وقع التصريحات وقام بالاتصال برئيس حكومة اسرائيل " يائير لبيد "، استعمل لابيد لهجة الاستعلاء المعتادة لدى المسؤولين الاسرائيليين،فوصف تصريحات الرئيس عباس " بالحقيرة "
ورغم التوضيحات وتصريح عباس الثاني الذي اكد ان "الهولوكوست" هي ابشع جرائم الإنسانية،إلا ان الجانب الاسرائيلي لم يهدأ ولم يقتنع،ويصر على تمرير ذلك الموقف انه اهانة للشهب اليهودي !!!
المهم ان الموضوع ليس استعراض لجرائم ومذابح،ولا طلب اعتذار متأخر عن عملية ميونخ،فكل العمليات اعتبرت من الماضي بعد توقيع اتفاقية اوسلو،حتى ان بعض من كان لهم علاقة مباشرة تلك العملية ــ كما تدعي إسرائيل ــ عادوا الى الاراضي الفلسطينية وكانوا مسؤولين في مؤسسات السلطة ومنهم المرحوم اللواء أمين الهندي الذي كان رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية في قطاع غزة، لكن جوهر المسألة هو نظرة الاستعلاء والفوقية المتجذرة في ثقافة اسرائيل وزعمائها وقادتها وشعبها،هذه السياسة والثقافة متجذرة وعميقة في الفكر اليهودي الصهيوني، تجعل اهل هذا الفكر ينظرون الى الاخرين انهم اقل منهم شأنا وقدرا حتى لو كانوا طلاب سلام معهم وقدموا لهم ما قدموا من تنازلات
ولو كان الامر يستدعي الحديث عن المجازر والمذابح،فكان الاجدر الحديث عما جرى قبل ايام مع اطفال مخيم جباليا ورفح الذين لم تجف دمائهم بعد،وما جرى لليهود في "الهولوكوست" سواء كان حقيقيا او مبالغ فيه،ليس لنا نحن الفلسطينيين ولا العرب ولا المسلمين علاقة فيه من قريب او بعيد، ولا ينبغي ان تكون تلك اللعنات الصادرة عن هذا الحدث ان تظل سلاحا في وجه من لا علاقة لهم بها،سواء اقررناها بكامل روايتها ، ام قبلها البعض دون مبالغات، إلا ان الجانب الاسرائيلي يوظف هذا التاريخ الذي مضى عليه قرابة ثمانين عاما او اكثر في صفع الاخرين ضمن ثقافة وادبيات الاستعلاء والتكبر المرفوضين من الشعوب والأمم الحرة...
وإذا كانت المكالمة التي اجرها الشيخ مع لبيد بمبادرة من الاول،كانت ساخنة وشابها الكثير من التوتر،فنفترض ان تكون الردود التي قام بها الشيخ للبيد مبنية على عدم السماح للأخير التعامل بالاستعلاء والفوقية ، وعدم تحميل الجانب الفلسطيني افرازات عقدة ما جرى لليهود في اوروبا والمانيا ابان الحرب العالمية الثانية وما قبلها في اسبانيا وبريطانيا،فهذا التاريخ الذي يقض مضاجع اليهود وبالذات الصهاينة منهم يجب ان لا يسمح له ان يشكل منصة اهانة للاخرين...
قد لا نكون قادرين على مقاومة هذا الاحتلال المنكر لابسط حقوقنا بكل الوسائل نظرا لظروف ذاتية وموضوعية، لكن هذا لا يحرمنا من حق تمسكنا بالموقف الوطني الثابت والمتمسك بالكرامة الوطنية التي من اهم شروطها وعي ثقافة وطريقة تعامل العدو، والوقوف في وجهها،لان " الموقف سلاح......" كما قال ذلك الشيخ راغب حرب عندما مد قائد اسرائيلي المناطق المحتلة في جنوب لبنان لمصافحته،فرفض وقال ما قال، ولا ينبغي ان نحقق لهم في المواقف التي تحصل، وينبني عليها سجالات وتصريحات أي نقاط،او أي تمرير دون رد بالمِثْلْ وأكثر من المِثْلْ. وهذا بحد ذاته اضعف الايمان رغم انها مواجهة لفظية مبنية على أساس تواصل مرفوض من غالبية الشعب الفلسطيني صاحب الحق الساطع في الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال الذي لم تتوقف الجرائم والفظائع المرتكبة ضده صباح مساء على امتداد أكثر من سبعين عاما.