مر على مصر عهد كانت فيه ملتقى الأدباء ومجمع العلم، بما حوته من دور الصحافة ومنافذ النشر، يتبارى كل صاحب فن في عرضه والحديث عنه بما وسعته القدرة وما استجمعته الحياة من ثقافات مغايرة.
كانت سوقا رائجة لمستطرف القول.
منتديات يتبارى فيها الأبيناء ومدارس أدبية تشاد في مقاه ومسارح ومدارس ووفود تأتي وأفكار تتنازع لا تتعادى مبشرة بعلم وتطبيق يضاهي ما جادت به دور الفنون في معاهد أوربا.
وعت ذاكرة الصحافة مجلات رائدة في بابها مثل المقتطف والرسالة والثقافة بل إن الصحف اليومية كانت تفرد لأعلام البيان مكانا مميزا، قصيدة لشوقي وأخرى لحافظ ومطارحة لمطران بل إن شئت مقالة نقدية لمندور، أو مغاضبة يرفع لواءها طه حسين، جرت الحياة بماء التجديد رغم بداوة ظاهرة وأمية تفشت، حتى إذا توقف القارئء عند بقية منهم وجد الأستاذ وديع فلسطين ذلكم الأديب المترجم الذي اختزن ما يقارب ثمانين عاما من تاريخ الحياة الثقافية، أبدع في مجال الترجمة والتقى مئين من أفذاذ العربية في سعة من فكر ونبل في التأليف؛ كنت أعجب من رجل يحمل فلسطين في اسمه حتى خلته له لقبا لكن الواقع اثبت صحة الاسم غنية عن ظن بلقب.
لا تكاد الناشئة اليوم تعي تاريخ أعلام الأمة مشدوهة بما تزينه غواية الفن وبهرجة الأضواء ممن جعلوا مثار الحديث قدوة شائهة مزيفة.
يعيش الرجل بيننا خيال ظل ووميض طيف لا يكاد يأبه له منبر أو تتحدث عنه صحيفة وهو الذي أثرى القلم بلقاءاته وحواراته العميقة.
يتخطاه مجمع اللغة العربية فلا يشرف به علما ولا تهتم به وزارة فتكرم سنه وتفرد له معاونا شأن ما تهتم الأمم الراقية بنابهيها وحملة ذاكرتها.
كانت مصر - والمؤمل أن تعود- قاطرة الثقافة ومنتهى الفن روعة وشدوا، تسع المخالفين وتغرد بأوتار البلاغة إبداعا وترجمة.
ميدان حتى جايل معاصريه وغمطه لاحقوه بعدما قارب مائة عاما.
لم تكن الحياة بحدية صفرية بين اتجاهين يتنافران بغضا بل كانت لمسلم وقبطي ويهودي في جديلة حضارية تشابه عصور الحضارة العربية الزاهرة في بغداد وقرطبة والقاهرة؛ تجمل الحياة بالتنوع والاختلاف لا بالقولبة والنمطية الرتيبة.
شأن المصلحين أن يفردوا لمناهج التدريس أمثلة تثري الحياة؛ لينشأ الجيل وقد تعافى من التفرق والتئم شمله؛ إنها دعوة لحياة متنوعة؛ ولا يكون بغير تنبيه بالأعلام وبحث عن جديدهم.
فمصر آية الله في أرضه؛ نيلا عبقريا وفنا مدهشا وتاريخا يمتد؛ للعلوم فيها أعلام ولذوي الفكر تراث قل نظيره؛
بها للعمارة نماذج خط الدهر بقلمه آيات روائعه.
وطني الذي درج بي أبي في أنحائه وغدتني أمي من خيره؛ فماازال بي الأمل معقود الرجاء أن يعود مجده في سالف الدهر!
كانت سوقا رائجة لمستطرف القول.
منتديات يتبارى فيها الأبيناء ومدارس أدبية تشاد في مقاه ومسارح ومدارس ووفود تأتي وأفكار تتنازع لا تتعادى مبشرة بعلم وتطبيق يضاهي ما جادت به دور الفنون في معاهد أوربا.
وعت ذاكرة الصحافة مجلات رائدة في بابها مثل المقتطف والرسالة والثقافة بل إن الصحف اليومية كانت تفرد لأعلام البيان مكانا مميزا، قصيدة لشوقي وأخرى لحافظ ومطارحة لمطران بل إن شئت مقالة نقدية لمندور، أو مغاضبة يرفع لواءها طه حسين، جرت الحياة بماء التجديد رغم بداوة ظاهرة وأمية تفشت، حتى إذا توقف القارئء عند بقية منهم وجد الأستاذ وديع فلسطين ذلكم الأديب المترجم الذي اختزن ما يقارب ثمانين عاما من تاريخ الحياة الثقافية، أبدع في مجال الترجمة والتقى مئين من أفذاذ العربية في سعة من فكر ونبل في التأليف؛ كنت أعجب من رجل يحمل فلسطين في اسمه حتى خلته له لقبا لكن الواقع اثبت صحة الاسم غنية عن ظن بلقب.
لا تكاد الناشئة اليوم تعي تاريخ أعلام الأمة مشدوهة بما تزينه غواية الفن وبهرجة الأضواء ممن جعلوا مثار الحديث قدوة شائهة مزيفة.
يعيش الرجل بيننا خيال ظل ووميض طيف لا يكاد يأبه له منبر أو تتحدث عنه صحيفة وهو الذي أثرى القلم بلقاءاته وحواراته العميقة.
يتخطاه مجمع اللغة العربية فلا يشرف به علما ولا تهتم به وزارة فتكرم سنه وتفرد له معاونا شأن ما تهتم الأمم الراقية بنابهيها وحملة ذاكرتها.
كانت مصر - والمؤمل أن تعود- قاطرة الثقافة ومنتهى الفن روعة وشدوا، تسع المخالفين وتغرد بأوتار البلاغة إبداعا وترجمة.
ميدان حتى جايل معاصريه وغمطه لاحقوه بعدما قارب مائة عاما.
لم تكن الحياة بحدية صفرية بين اتجاهين يتنافران بغضا بل كانت لمسلم وقبطي ويهودي في جديلة حضارية تشابه عصور الحضارة العربية الزاهرة في بغداد وقرطبة والقاهرة؛ تجمل الحياة بالتنوع والاختلاف لا بالقولبة والنمطية الرتيبة.
شأن المصلحين أن يفردوا لمناهج التدريس أمثلة تثري الحياة؛ لينشأ الجيل وقد تعافى من التفرق والتئم شمله؛ إنها دعوة لحياة متنوعة؛ ولا يكون بغير تنبيه بالأعلام وبحث عن جديدهم.
فمصر آية الله في أرضه؛ نيلا عبقريا وفنا مدهشا وتاريخا يمتد؛ للعلوم فيها أعلام ولذوي الفكر تراث قل نظيره؛
بها للعمارة نماذج خط الدهر بقلمه آيات روائعه.
وطني الذي درج بي أبي في أنحائه وغدتني أمي من خيره؛ فماازال بي الأمل معقود الرجاء أن يعود مجده في سالف الدهر!