علجية عيش - كرونولوجيا الاغتيالات في الجزائر من الثورة إلى ما بعد العشرية السوداء

كرونولوجيا الاغتيالات في الجزائر من الثورة إلى ما بعد العشرية السوداء

تأليف علجية عيش

هو كتاب صدر عن دار ألأوطان للنشر و التوزيع الجزائر في طبعته الأولى سنة 2021 يؤرخ لشخصيات دينية و فكرية و سياسية و قيادات تاريخية كانت ضحية العنف في الجزائر، تورط فيها أشخاص لأسباب عديدة من أجل التموقع و الوصول إلى الحكم و قد تطرقت الكاتبة إلى ابرز الشخصيات التي تعرضت للاغتيال بطريقة وحشية ، حيث قدمت تعريفا للجريمة السياسية و الاغتيال، أسبابه و دوافعه ، كما أجرت مقارنة بين القتل المادي و القتل المعنوي مع ذكر أسماء الشخصيات التي تعرضت لمحاولة اغتيال و أخرى وضعت تحت الإقامة الجبرية و ظلت فاقدة للحرية إلى غاية وفاتها، الكتاب يحتوي على 132 صفحة قسمته المؤلفة إلى محاور عرضت فيه فتنة السلطة و خطاب العنف في الجزائر، و ما تسببه الصراعات في تقسيم الجزائريين، قبل أن تشير إلى ما جاءت به القوانين الدولية حول الجريمة السياسية.

وقد اعتمدت المؤلفة في كتابها على المنهج الكرونولوجي ( تاريخ وقوع الجريمة)، انطلقت من الأحداث التي وقعت أيام الثورة الجزائرية و ما وقع من تصفيات جسدية مست قادة تاريخيين قتلوا على أيدي رفقاء الكفاح مثلما حدث مع الشهيد عبان رمضان الذي اغتيل بالمغرب على يد مسؤول المخابرات عبد الحفيظ بوالصوف و المتواطئين معه ، و من القادة التاريخيين الذي اغتيلوا شيهاني بشير، مصطفى بن بوالعيد، عبان رمضان، العموري، كريم بلقاسم و العقيد عميروش و سي الحواس العقيد محمد شعباني في الولاية التاريخية السادسة، محمد خيضر، قاصدي مرباح، كما تطرقت المؤلفة إلى ظروف اغتيال الرئيس هواري بومدين و محمد بوضياف، بالإضافة إلى ما شهدته الجزائر من تصفيات لشخصيات مثلوا المعارضة السياسية في الجزائر .

و ركزت صاحبة الكتاب على أبرز الشخصيات التي تمثل التيار الإسلامي من دعاة و أئمة و علماء أمثال الشيخ سحنون رئيس رابطة الدعوة الإسلامية في تلك الفترة ، الداعية محمد بوسليماني المحسوب عن حركة مجتمع السلم الإسلامية المعروفة باسم إخوان الجزائر، و القيادي الثالث في الجبهة الإسلامية للإنقاذ FIS الدكتور عبد القادر حشاني و هو رجل سلم و حوار، و لم يكن راض عما يحدث من الجزائر و آخرون ، و في محور آخر ذكرت الكاتبة علجية عيش أبرز الإعلاميين الذين اغتيلوا من أجل حرية التعبير، و في محور آخر عالجت فيها صاحبة الكتاب كيف غدر النظام الجزائري بالنخبة المثقفة أو كما يسمون بــ: الإنتلجنسيا، دون أن تستثني الشخصيات الدينية التي توفيت و هي تحت الإقامة الجبرية أمثال الشيخ البشير الإبراهيمي و غيرهم.

من خلال هذه القراءة التاريخية و التحليل للوضع الذي عاشته الجزائر خسرت فيه رموز تاريخية و فكرية و شخصيات دينية لها وزن ثقيل في الساحة الوطنية و كانت معروفة على المستوى العربي ، حيث استخلصت أن قراءة الأحداث أو مراجعتها تجعل القارئ يقف على حقيقة هي أن الاغتيال السياسي جريمة بشعة بل عمل إرهابي، تاركة تساؤلات عديدة منها سؤال متعلق بمن هو المجرم الحقيقي هل هو الذي يحرض على الجريمة و يخطط لها أم الذي ينفذها مرغما لأنه مهدد بالقتل في حالة الرفض ارتكابها، كانت جرائم بشعة لكن لم يحرك النظام الجزائري في معاقبة مرتكبيها، فكيف يستقر السلام و يتحقق الأمن و المعتدِي (المجرم) لم يرتد عن عدوانه؟، تقول الكاتبة إن أزمة الأمة اليوم هي أزمة منهجية فكرية و أزمة تلوث ثقافي و أزمة نشوء نفسي.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...