~ المقدمة~
"إن المرأة يجب أن لا تدفع شيئاً"، تقول الشابة لصديقتها التي لم تكن تملك ثمن شراء حذاء طويل العنق ظل يراودها في أحلام اليقظة كثيراً، بالفعل اتبعت الفتاة نصيحة صديقتها واحتست فنجان قهوة على حساب رجل خمسيني، وبعد يومين اشترت ذات الحذاء دون أن تدفع شيئاً. بل ودون أن تقدم الكثير من التنازلات.
من هنا تنبع عجرفة الجنس. باعتباره نصراً للرجل، وتنازلاً تمنحه المرأة طعم هزيمتها المختلقة. إنها ليست علاقة متكافئة كما قد يبدو من مفهومها الأوَّلي كتبادل لإشباع الرغبة، بل هي إشباع أحادي وفردي، يحول أغلب علاقات الزواج لكابوس مزمن. لا يمكننا أن نختزل هذه القصة في تأصيل ثقافي منحصر داخل إطار الزمكان، لأن التاريخ قد يكشف لنا عن خطأنا إن نحن فعلنا ذلك. من هنا لا تكون النكتة الإباحية مجرد مفارقة، بل عجرفة، ولذلك يتم تبادلها بشكل سري جداً. إذ أن الجنس يعتبر بمثابة سر تجاري (ربح وخسارة)، رغم أنه ليس كذلك لو أسقطنا بصرنا على الجنس في عالم الحيوان ما دون الإنسان. وبما أن الجنس هنا ميزة، ونصر، وكبرياء، وعجرفة، فإن النكتة الإباحية هي بدورها علامة حضارية. فالتناسب العكسي بين التحضر والعمومية، والتناسب الطردي بين التحضر والخصوصية، يعني أن النكتة الإباحية تستمد عمقها التأثيري من كونها تعبيراً حضارياً متجاوزاً، وبالتالي فهو تعبير سوبر؛ قادر على اختراق ما هو متكلِّف وسياسي، ورغم ذلك فهو ليس تعبيراً نخبوياً ولا شعبوياً، بل هو تعبير وسيط، ولأنه كذلك فهو أداة تواصلية لها رسائلها وأهدافها ومستهدفيها، فالنكتة الإباحية تعتمد على عناصر النكتة التقليدية، أي: (١) (الحدثين أو أكثر)، و(٢) (المفارقة) التي ينتجها ضم متعمد بين الحدثين أو الأحداث، (٣) (جماهيرية المفهوم)، وهذه الجماهيرية، تعني تشاركاً نسقياً إما على مستوى بشري كوني، أو تشاركاً محصوراً في الزمكان (الخصوصيات الثقافية)، وهنا تكون النكتة مرآة إجتماعية لهذه الأخيرة بكل حمولاتها. وهي تفترض معقولية الربط بين الأحداث ومنطقية المفارقة. فإن كانت الأحداث غير معقولة أو كانت المفارقة غير منطقية، فقدت النكتة تأثيرها الإضحاكي. باختصار ينضاف الجنس إلى تلك العناصر، ولكنه ليس عنصراً ثانوياً كما نتصور جراء كونه لاحقة. بل هو جوهر أصيل يمنح النكتة ألقها، لأنه يضيف إليها عناصر غائبة، كالميزة (الصراع المزمن بين الرجل والمرأة) والكبرياء والنصر والعجرفة، ويعني أننا عبره نخترق الحضارة، ونتحدث عن سر قوتها وعظمتها وجبروتها، وبما أنه كذلك فهو -أي الجنس- يجب أن يظل سراً لا ينكشف على كل من هب ودب. وبتكامل الجنس والنكتة تظهر النكت الإباحية. التي يمكنها أن تعطنا ملمحاً سوسيولوجياً عن محيطها، وأنساقاً ثقافية متوارية خلف ذلك الملمح.
١- تفكيك سوسيوثقافي: النكتة الأولى:
"قال ليك في خالة كده حلوووة وشاااايله صلب عجيب ومجيهة جيهة جد دخان وحنة وحركات ود الجيران صغير بقرا في الثانوي باكي فيها شديد طوالي بشاغلها وهي ولااا شغالة بيهو وسافهاهو ساااي يوم كده جات ماشة لقتو قاعد بره قام شاغلها قالت كدي اقوم اسوقو البيت اتسلى بيهو شوية مشى معاها دخلتو الغرفة شبكها ليك أحضان وبوس لمن سخنت فتح ليك رجولها وقطعو فيها الشافع قال ليك عندو عتالة مباااالغه حمار بس ظووووط كده لمن عيونها زغللت وريقها نشف حكاها حك نضيييف وكب فيها خلى جملها شطة شطة و قام منها حقو مدلدل زي كراع البيبي عاينت ليهو كده وقالت ليهو *شكيتكم على الله شفع الزمن ده زي الفجل تكبروا من تحت بس"
...
تلخص لنا النكتة الأولى، العديد مما سيتم طرحه في هذا المؤلف من أوصاف سوسيولوجية وأنساق ثقافية، فالمفارقة في هذه النكتة تكمن في مجموعة تصورات محددة اجتماعياً تجاه الجنس، تبدأ من أول الفقرة بمفهوم استعلائي، وهي كلمة "خالة"، وخالة تعني في ثقافة هذا المجتمع امرأة كبيرة في السن، تجاوزت الثلاثين، وهي بالتالي خسرت نضرة الصبا. تستدرك الجملة هذا الواقع وتشير إلى أن تصوراتنا هذه خاطئة، فهذه المرأة لم تفقد نضرتها، بل تظل انثى ناضجة الأنوثة، تمتلك مؤخرة جاذبة (صلب). وهذا يعكس اهتمام هذا المجتمع بمعيار جمالي أكثر بروزا من ضمن معايير أخرى وهو معيار المؤخرة دون غيرها. وهذا المعيار الليبيدي السائد قد تحكَّم بالفعل في التكلف الجمالي عند المرأة في السودان بالبحث عن أدوية لتكبير المؤخرة، وانتشرت تجارة المؤخرات الإسفنجية الصناعية التي يتم ارتداءها تحت الثوب. إذاً، فالنكتة لم تعتمد على مخيال المؤلف الخاص بل على المشترك الثقافي. والذي يمثل علاقة الأنثى بالذكر في اتجاهين: اتجاه السن واتجاه الجسد. يعزز التناقض بين السن (الكبير) والمعيار الليبيدي مفهوما ثالثاً يؤكد عدم الارتباط بين السن والجاذبية الجنسية، سيتم ترسيخ ذلك في باقي الحبكة التي تخلق المفارقة، ولكن من وجهة عكسية، وهي مفهوم الخبرة الجنسية. فالسن (الخالة) لا تعني فقط المعيار الجسدي بل كذلك الخبرة، خبرة الحياة الجنسية، فهذه الخالة تملك (بحكم السن) خبرة جنسية عالية، تؤكدها العجرفة التي مارستها تجاه الصبي ابن الجيران (سافهاهو). فهي بدورها تبحث عن رجل له خبرة. وهذا البحث يؤكده اهتمامها بجسدها وفق الطقوس الفلوكلورية المتمثلة في الدخان، فالدخان وهو حطب أخشاب عطرية معينة، يتم حرقه داخل حفرة تجلس فوقها المرأة عارية ومغطاة بالكامل بخرق او ببطاطين، وجراء هذه الساونا التقليدية، يخرج عرق المرأة ويتشرب جلدها برائحة تلك الأخشاب العطرية، ويشاع في هذه الثقافة أيضاً بأن عملية الدخان هذه تؤدي إلى تضييق فرج المرأة (سنجد ذلك التأكيد في نكتة أخرى لاحقاً).
قلنا بأن الجنس ليس مسألة تبادلية متساوية بل آلية متعجرفة واستعلائية، وتمثل في الثقافة السودانية معركة تنتهي بالنصر أو الهزيمة (انتصار الذكر وهزيمة الأنثى) أو (هزيمة الذكر وانتصار الأنثى) فلا مكان لنصر مشترك ولا هزيمة مشتركة. يعكس ذلك فكرة العداء المبطن بين الجنسين، العداء والحب في نفس الوقت. ستؤكد باقي النكتة هذه العلاقة الغريبة التي تبدو متناقضة جداً. حين امتلك الصبي ابن الجيران قضيباً ضخماً يقترب في حجمه من حجم رِجل طفل (من الفخذ حتى القدمين). انتهت النكتة بانتصار الصبي وهزيمة الخالة، لتستدعي هذه المرأة ثقافتها الزراعية الكلاسيكية وتشبه نمو (صبية هذا الجيل) بنمو الفجل الذي يكبر تحت الأرض في حين يبقى الجزء منه فوق الأرض صغير الحجم.
لقد تاسست هذه النكتة على نقض تصورات جنسية خاطئة عديدة، وهي ارتباط الجنس بالسن. لتؤكد النكتة بأن الجنس والسن لا علاقة بينهما سواء بالنسبة للمرأة (الخالة)، ولا بالنسبة للذكر (الولد).
تجنبت النكتة الإشارة إلى قضايا لم تعد ذات أهمية في العلاقة الجنسية غير المؤسسة على الزواج بل مجرد الإشباع، فالمجتمع هنا -أي في هذه الحالة على وجه الخصوص لن يهتم بها كثيراً- مثل ما الحالة الاجتماعية للمرأة، أهي مطلقة أم عزباء أم أرملة، وكيف تعيش لوحدها، وكيف تستدعي الصبي إلى منزلها الذي يبدو أنها تعيش فيه لوحدها. يبدو أن هذه التساؤلات لم تعد مطروحة الآن نسبة للتغيرات الاقتصادية الكبيرة التي حصلت في الدولة خلال العشرين سنة الماضية، بدخول المرأة لعالم التجارة (بكل أنواعها)، ظهور النساء الغنيات بلا رجال، والنساء من مالكات الشركات التجارية، والأبراج والقصور والمنازل، النساء المستقلات القويات جداً، واللائي يمتلكن قوة نفسية وعصبية تساعدهن على مجارات الطبقات المنحطة من المجتمع من أجل الحصول على المال. ولولا هذه الحقيقة الاجتماعية لكان على مؤلف تلك النكتة أن يبحث عن تبريرات مختلفة للحبكة.
"إن المرأة يجب أن لا تدفع شيئاً"، تقول الشابة لصديقتها التي لم تكن تملك ثمن شراء حذاء طويل العنق ظل يراودها في أحلام اليقظة كثيراً، بالفعل اتبعت الفتاة نصيحة صديقتها واحتست فنجان قهوة على حساب رجل خمسيني، وبعد يومين اشترت ذات الحذاء دون أن تدفع شيئاً. بل ودون أن تقدم الكثير من التنازلات.
من هنا تنبع عجرفة الجنس. باعتباره نصراً للرجل، وتنازلاً تمنحه المرأة طعم هزيمتها المختلقة. إنها ليست علاقة متكافئة كما قد يبدو من مفهومها الأوَّلي كتبادل لإشباع الرغبة، بل هي إشباع أحادي وفردي، يحول أغلب علاقات الزواج لكابوس مزمن. لا يمكننا أن نختزل هذه القصة في تأصيل ثقافي منحصر داخل إطار الزمكان، لأن التاريخ قد يكشف لنا عن خطأنا إن نحن فعلنا ذلك. من هنا لا تكون النكتة الإباحية مجرد مفارقة، بل عجرفة، ولذلك يتم تبادلها بشكل سري جداً. إذ أن الجنس يعتبر بمثابة سر تجاري (ربح وخسارة)، رغم أنه ليس كذلك لو أسقطنا بصرنا على الجنس في عالم الحيوان ما دون الإنسان. وبما أن الجنس هنا ميزة، ونصر، وكبرياء، وعجرفة، فإن النكتة الإباحية هي بدورها علامة حضارية. فالتناسب العكسي بين التحضر والعمومية، والتناسب الطردي بين التحضر والخصوصية، يعني أن النكتة الإباحية تستمد عمقها التأثيري من كونها تعبيراً حضارياً متجاوزاً، وبالتالي فهو تعبير سوبر؛ قادر على اختراق ما هو متكلِّف وسياسي، ورغم ذلك فهو ليس تعبيراً نخبوياً ولا شعبوياً، بل هو تعبير وسيط، ولأنه كذلك فهو أداة تواصلية لها رسائلها وأهدافها ومستهدفيها، فالنكتة الإباحية تعتمد على عناصر النكتة التقليدية، أي: (١) (الحدثين أو أكثر)، و(٢) (المفارقة) التي ينتجها ضم متعمد بين الحدثين أو الأحداث، (٣) (جماهيرية المفهوم)، وهذه الجماهيرية، تعني تشاركاً نسقياً إما على مستوى بشري كوني، أو تشاركاً محصوراً في الزمكان (الخصوصيات الثقافية)، وهنا تكون النكتة مرآة إجتماعية لهذه الأخيرة بكل حمولاتها. وهي تفترض معقولية الربط بين الأحداث ومنطقية المفارقة. فإن كانت الأحداث غير معقولة أو كانت المفارقة غير منطقية، فقدت النكتة تأثيرها الإضحاكي. باختصار ينضاف الجنس إلى تلك العناصر، ولكنه ليس عنصراً ثانوياً كما نتصور جراء كونه لاحقة. بل هو جوهر أصيل يمنح النكتة ألقها، لأنه يضيف إليها عناصر غائبة، كالميزة (الصراع المزمن بين الرجل والمرأة) والكبرياء والنصر والعجرفة، ويعني أننا عبره نخترق الحضارة، ونتحدث عن سر قوتها وعظمتها وجبروتها، وبما أنه كذلك فهو -أي الجنس- يجب أن يظل سراً لا ينكشف على كل من هب ودب. وبتكامل الجنس والنكتة تظهر النكت الإباحية. التي يمكنها أن تعطنا ملمحاً سوسيولوجياً عن محيطها، وأنساقاً ثقافية متوارية خلف ذلك الملمح.
١- تفكيك سوسيوثقافي: النكتة الأولى:
"قال ليك في خالة كده حلوووة وشاااايله صلب عجيب ومجيهة جيهة جد دخان وحنة وحركات ود الجيران صغير بقرا في الثانوي باكي فيها شديد طوالي بشاغلها وهي ولااا شغالة بيهو وسافهاهو ساااي يوم كده جات ماشة لقتو قاعد بره قام شاغلها قالت كدي اقوم اسوقو البيت اتسلى بيهو شوية مشى معاها دخلتو الغرفة شبكها ليك أحضان وبوس لمن سخنت فتح ليك رجولها وقطعو فيها الشافع قال ليك عندو عتالة مباااالغه حمار بس ظووووط كده لمن عيونها زغللت وريقها نشف حكاها حك نضيييف وكب فيها خلى جملها شطة شطة و قام منها حقو مدلدل زي كراع البيبي عاينت ليهو كده وقالت ليهو *شكيتكم على الله شفع الزمن ده زي الفجل تكبروا من تحت بس"
...
تلخص لنا النكتة الأولى، العديد مما سيتم طرحه في هذا المؤلف من أوصاف سوسيولوجية وأنساق ثقافية، فالمفارقة في هذه النكتة تكمن في مجموعة تصورات محددة اجتماعياً تجاه الجنس، تبدأ من أول الفقرة بمفهوم استعلائي، وهي كلمة "خالة"، وخالة تعني في ثقافة هذا المجتمع امرأة كبيرة في السن، تجاوزت الثلاثين، وهي بالتالي خسرت نضرة الصبا. تستدرك الجملة هذا الواقع وتشير إلى أن تصوراتنا هذه خاطئة، فهذه المرأة لم تفقد نضرتها، بل تظل انثى ناضجة الأنوثة، تمتلك مؤخرة جاذبة (صلب). وهذا يعكس اهتمام هذا المجتمع بمعيار جمالي أكثر بروزا من ضمن معايير أخرى وهو معيار المؤخرة دون غيرها. وهذا المعيار الليبيدي السائد قد تحكَّم بالفعل في التكلف الجمالي عند المرأة في السودان بالبحث عن أدوية لتكبير المؤخرة، وانتشرت تجارة المؤخرات الإسفنجية الصناعية التي يتم ارتداءها تحت الثوب. إذاً، فالنكتة لم تعتمد على مخيال المؤلف الخاص بل على المشترك الثقافي. والذي يمثل علاقة الأنثى بالذكر في اتجاهين: اتجاه السن واتجاه الجسد. يعزز التناقض بين السن (الكبير) والمعيار الليبيدي مفهوما ثالثاً يؤكد عدم الارتباط بين السن والجاذبية الجنسية، سيتم ترسيخ ذلك في باقي الحبكة التي تخلق المفارقة، ولكن من وجهة عكسية، وهي مفهوم الخبرة الجنسية. فالسن (الخالة) لا تعني فقط المعيار الجسدي بل كذلك الخبرة، خبرة الحياة الجنسية، فهذه الخالة تملك (بحكم السن) خبرة جنسية عالية، تؤكدها العجرفة التي مارستها تجاه الصبي ابن الجيران (سافهاهو). فهي بدورها تبحث عن رجل له خبرة. وهذا البحث يؤكده اهتمامها بجسدها وفق الطقوس الفلوكلورية المتمثلة في الدخان، فالدخان وهو حطب أخشاب عطرية معينة، يتم حرقه داخل حفرة تجلس فوقها المرأة عارية ومغطاة بالكامل بخرق او ببطاطين، وجراء هذه الساونا التقليدية، يخرج عرق المرأة ويتشرب جلدها برائحة تلك الأخشاب العطرية، ويشاع في هذه الثقافة أيضاً بأن عملية الدخان هذه تؤدي إلى تضييق فرج المرأة (سنجد ذلك التأكيد في نكتة أخرى لاحقاً).
قلنا بأن الجنس ليس مسألة تبادلية متساوية بل آلية متعجرفة واستعلائية، وتمثل في الثقافة السودانية معركة تنتهي بالنصر أو الهزيمة (انتصار الذكر وهزيمة الأنثى) أو (هزيمة الذكر وانتصار الأنثى) فلا مكان لنصر مشترك ولا هزيمة مشتركة. يعكس ذلك فكرة العداء المبطن بين الجنسين، العداء والحب في نفس الوقت. ستؤكد باقي النكتة هذه العلاقة الغريبة التي تبدو متناقضة جداً. حين امتلك الصبي ابن الجيران قضيباً ضخماً يقترب في حجمه من حجم رِجل طفل (من الفخذ حتى القدمين). انتهت النكتة بانتصار الصبي وهزيمة الخالة، لتستدعي هذه المرأة ثقافتها الزراعية الكلاسيكية وتشبه نمو (صبية هذا الجيل) بنمو الفجل الذي يكبر تحت الأرض في حين يبقى الجزء منه فوق الأرض صغير الحجم.
لقد تاسست هذه النكتة على نقض تصورات جنسية خاطئة عديدة، وهي ارتباط الجنس بالسن. لتؤكد النكتة بأن الجنس والسن لا علاقة بينهما سواء بالنسبة للمرأة (الخالة)، ولا بالنسبة للذكر (الولد).
تجنبت النكتة الإشارة إلى قضايا لم تعد ذات أهمية في العلاقة الجنسية غير المؤسسة على الزواج بل مجرد الإشباع، فالمجتمع هنا -أي في هذه الحالة على وجه الخصوص لن يهتم بها كثيراً- مثل ما الحالة الاجتماعية للمرأة، أهي مطلقة أم عزباء أم أرملة، وكيف تعيش لوحدها، وكيف تستدعي الصبي إلى منزلها الذي يبدو أنها تعيش فيه لوحدها. يبدو أن هذه التساؤلات لم تعد مطروحة الآن نسبة للتغيرات الاقتصادية الكبيرة التي حصلت في الدولة خلال العشرين سنة الماضية، بدخول المرأة لعالم التجارة (بكل أنواعها)، ظهور النساء الغنيات بلا رجال، والنساء من مالكات الشركات التجارية، والأبراج والقصور والمنازل، النساء المستقلات القويات جداً، واللائي يمتلكن قوة نفسية وعصبية تساعدهن على مجارات الطبقات المنحطة من المجتمع من أجل الحصول على المال. ولولا هذه الحقيقة الاجتماعية لكان على مؤلف تلك النكتة أن يبحث عن تبريرات مختلفة للحبكة.