كان الشيخ الغزالي من الرافضين لفكرة تسييس الإسلام، داعيا إلى تأسيس جبهة إسلامية تخدم الإسلام و الإشعاع الثقافي، حيث وقف الغزالي موقفا سلبيا من بعض التيارات الإسلامية و كان يعتبر النظام الديمقراطي من أرشد النظم و أحسنها، وكانت الجحزائر في كمل سنة تحيي ذكرى وفاه من خلال عقد ملتقيات دولية تنشطها المنظومات الطلابية و بخاصة على مستوى جامعة ألأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة شرق الجزائر لمناقشة أفكاره و منهجه الدعوي ، بحضرها شيوخ و علماء من مختلف الدول العربية
يعود تواجد الشيخ محمد الغزالي في الجزائر إلى أيام الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد ، الذي استدعاه في بداية 1984 و طالبه بأن يجعل من الجامعة الجزائرية أزهر الجزائر، قضى الشيخ محمد الغزالي في الجامعة الإسلامية بقسنطينة فيها خمس سنوات و أنشأ فيها جامعة بتكليف من الشاذلي بن جديد، و استطاع الشيخ محمد الغزالي طيلة إقامته بالجامعة الإسلامية أن يقف على مواهب جزائرية كانت مخبوءة، و رأى أن هذه المواهب المخبوءة إذا وجدت من يكتشفها فإنها تتألق و تهدي الآخرين، و كان يستمع إلى الرئيس الشاذلي و هو يقول : " نحن نريد أن نعود غالى الإسلام و إلى النظام الإسلامي" و كان قد سمعه يقول: " مادام هناك حزب شيوعي لابد من حزب إسلامي" و تكوّن الحزب الإسلامي ، لكن أول ما قام به هذا الحزب هو إقصاء الشاذلي بن جديد، و قد أكد ذلك الدكتور رابح لونيسي في كتابه الجديد صدرت طبعته الأولى في 2013 بعنوان : " الشاذلي بن جديد " دراسة أكاديمية حول سياساته و نظامه مع قراءة في الجزء الأول من مذكراته، يقول الدكتور لونيس أن الشاذلي بن جديد سعى في تمدين ظاهرة التدين في الجزائر التي انتشرت بقوة مما دفعه إلى الاستعانة بالشيخ محمد الغزالي و الشيخ يوسف القرضاوي، و استغل ملتقيات الفكر الإسلامي، كما أنشأ معاهد إسلامية في كل من العاصمة و أدرار، عام 1986، إضافة إلى جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة التي كان الشيخ الغزالي رئيس مجلسها العلمي، لكن لم تخل الظاهرة الدينية في الجزائر من التوظيف السياسي.
و بالعودة إلى سيرة الشيخ محمد الغزالي نجد أن والده أحمد السقا، كان أكثر تأثرا بكتابات أبي حامد الغزالي، لدرجة أن سمى ابنه (محمد الغزالي ) على اسمه قبل أن يولد، حفظ القرآن في عشر سنين، بعد وفاة والده تكفل الشيخ محمد الغزالي بتربية إخوته و تزويجهم، كان يفترش الجرائد القديمة على الأرض و الكتب من حوله تتناثر هنا و هناك، و كان يعطي دروسا لأحد أبناء التجار الكبار مقابل مبلغ زهيد، إلى أن تخرج من معهد الإسكندرية عام 1938، و التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة، و تخرج من الأظهر عام 1941 و توظف و بقي يدرس إلى أن تحصل على إجازة الدعوة و الإرشاد و الشهادة العالمية مع إجازة التدريس، بدأ الشيخ محمد الغزالي مدرسا و إماما و خطيبا بمسجد العتبة، و قد تزوج الشيخ الغزالي من ابنة صديق والده و هو في الخامسة و العشرين من عمره، و كانت له سندا في حياته العلمية و الدعوية، و تثمينا لجهوده في حقل الدعوة تحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ، و لكن الشيخ الغزالي تبرع بقيمة الجائزة لإنشاء مكتب بالقاهرة ليقوم بدور الدعوة الإسلامية.
محمد الغزالي كان " إخوانيًّا " فكرًا.. لا ممارسة
انتمى الشيخ الغزالي في بداية حياته إلى جماعة الإخوان المسلمين بشكل رسمي عام 1938 ، و أخذ منهم الكثير من المبادئ، و كان أكثر وعيا لطبيعة الانتماء الإخواني، من الجانب الفكري فقط ، أما الفعل يقول الغزالي :"' لم أتورط فيه كثيرا" ، و طبعا هذا الكلام يطرح الكثير من التساؤلات حول الأعمال التي تورط فيها الإخوان المسلمون في مصر؟ و شهد الغزالي ثورة تموز ( جويلية) 1952 و كانت له أفكاره فيها، و يذكر الغزالي في رده على أسئلة الصحافة أن جمال عبد الناصر ذهب يوما إلى قبر الإمام حين البنا و بايع الضباط الإخوان المسلمين، و أخذ البيعة منهم الإمام سيد سابق.
و نظرا لمواقفه من الاحتلال الإنجليزي الذي نجح في تعطيل تطبيق أحكام الإسلام، تعرض الشيخ الغزالي لكثير من المضايقات و الاعتقالات عام 1949 أثناء حكم جمال عبد الناصر، بسبب انه كان من المؤيدين له ، حيث تم حبسه في سجن طرة، ثم تعرض للطرد أيام السادات، و أوقف عن عمله بوزارة الأوقاف و عن إلقاء الخطب في المساجد، و أشار أن الخلاف بين جمال عبد الناصر و الإخوان المسلمين كان سياسيا من يريد أن يحكم و من له الحق في احتكار السلطة، و كانت له مواقف حيادية في هذا الصراع، لوجود عناصر إخوانية في الجيش، و لم يبد موقفه حتى بالنسبة للثورة، و اتهم الغزالي أنه من الإخوان و أنه ضد الثورة ، و بسببها أدخل السجن في 1965 ، لكن ذلك لم يفشله عن أداء رسالته الدعوية.
التطرف في الجزائر أكذوبة
من يطلع على كتاب "لقاءات و حوارات حول واقع الحركة الإسلامية المعاصرة " يقف على مواقف الشيخ محمد الغزالي كان قد صرح بها للصحافة، خاصة ما تعلق بمسألة الديمقراطية و خروج المرأة إلى العمل، لأن مثل هذه المواقف و الفتاوى تجعل المرأة ننفر بالإسلام، كما كان الشيخ محمد الغزالي يي المفاهيم كانت ناقصة في نظره فقد كان الشيخ محمد الغزالي يرى أن كثرة الأحزاب دليل على تأخر الأمة و ضعف وعيها بينما الأمم الكبرى لا تعرف إلا حزبين أو ثلاثة، لأن تعدد الأحزاب تحت رايات مزعومة يؤدي إلى تبعثر الجماهير، و انتقد الشيخ محمد الغزالي الذين يقلدون في الممارسة السياسية عندما أشار بقوله: " إذا كان كل من نبتت في رأسه فكرة أنشأ بها حزبا فإن مستقبل الأمة مهدد "، كما يرى أن الأحزاب التي نشأت في الجزائر بعضها كان من صنع أيادي أجنبية و أخرى لها أطماع شخصية ، فعندما سئل الشيخ محمد الغزالي عن "التطرف" في الجزائر اعتبره أكذوبة ، و قال يريد الشعب أن يكون مسلما و تريد الدولة أن تكون فرانكفونية، و الشعب يرفض سيادة الفرنسية و العلمانية فكيف يكون ذلك تطرفا؟ و لهذا كان يقول في معظم خطبه وفي الدروس التي كان يلقيها و المحاضرات أن "الجزائر قلعة الحوار كما كانت بالأمس قلعة الثوار"، لكن الظروف القاسية جعلته يغادر قبل أن تدخل الجزائر في فتنة مظلمة.
الغزالي و الديمقراطية
و يعتبر الشيخ محمد الغزالي النظام الديمقراطي من أرشد النظم و أحسنها، كما يؤكد على احترامه لهذا النظام ، لأنه نظام يحترم حقوق الإنسان و لأنه يرفض الإكراه، و يرى أن عيب العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه أنه لا يفهم الديمقراطية و لا يطبقها، و عن نفسه قال الغزالي في تصريحات سابقة أنه يحترم الديمقراطية و ينزل على قوانينها، لأن الإسلام دين شورى و دين يرفض الاستبداد بالرأي، و طالما عبر الغزالي عن أسفه لصدور التزوير في الانتخابات في العالم الإسلامي، بينما لا يوجد تزوير في أمريكا و أوروبا و في جنوب آسيا، كما لا يؤمن الشيخ الغزالي بما اصطلح عليه بـ: " التعصب الديني" فيقول : إن الإسلام دين السماحة و المرونة و أنه لا يوجد تعصب ديني في الإسلام، ماعدا عند أتباع الأديان الأخرى ضد الإسلام نفسه، بقي الشيخ محمد الغزالي على دعوته للإسلام و إصلاح حال المسلمين و يدافع عن الاعتدال في الدين الإسلامي إلى أن فارق الحياة عام 1996، تاركا أثارا قيمة من الكتب و المؤلفات، و هي لا تحصى، غير أن كتابه من هنا نعلم) الذي رد فيها الشيخ محمد الغزالي على خالد محمد خالد لا يعلم من ترجمه إلى اللغة الإنجليزية و كيف و ماذا؟ و رحل الشيخ الغزالي دون أن يجد إجابة..
علجية عيش
يعود تواجد الشيخ محمد الغزالي في الجزائر إلى أيام الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد ، الذي استدعاه في بداية 1984 و طالبه بأن يجعل من الجامعة الجزائرية أزهر الجزائر، قضى الشيخ محمد الغزالي في الجامعة الإسلامية بقسنطينة فيها خمس سنوات و أنشأ فيها جامعة بتكليف من الشاذلي بن جديد، و استطاع الشيخ محمد الغزالي طيلة إقامته بالجامعة الإسلامية أن يقف على مواهب جزائرية كانت مخبوءة، و رأى أن هذه المواهب المخبوءة إذا وجدت من يكتشفها فإنها تتألق و تهدي الآخرين، و كان يستمع إلى الرئيس الشاذلي و هو يقول : " نحن نريد أن نعود غالى الإسلام و إلى النظام الإسلامي" و كان قد سمعه يقول: " مادام هناك حزب شيوعي لابد من حزب إسلامي" و تكوّن الحزب الإسلامي ، لكن أول ما قام به هذا الحزب هو إقصاء الشاذلي بن جديد، و قد أكد ذلك الدكتور رابح لونيسي في كتابه الجديد صدرت طبعته الأولى في 2013 بعنوان : " الشاذلي بن جديد " دراسة أكاديمية حول سياساته و نظامه مع قراءة في الجزء الأول من مذكراته، يقول الدكتور لونيس أن الشاذلي بن جديد سعى في تمدين ظاهرة التدين في الجزائر التي انتشرت بقوة مما دفعه إلى الاستعانة بالشيخ محمد الغزالي و الشيخ يوسف القرضاوي، و استغل ملتقيات الفكر الإسلامي، كما أنشأ معاهد إسلامية في كل من العاصمة و أدرار، عام 1986، إضافة إلى جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة التي كان الشيخ الغزالي رئيس مجلسها العلمي، لكن لم تخل الظاهرة الدينية في الجزائر من التوظيف السياسي.
و بالعودة إلى سيرة الشيخ محمد الغزالي نجد أن والده أحمد السقا، كان أكثر تأثرا بكتابات أبي حامد الغزالي، لدرجة أن سمى ابنه (محمد الغزالي ) على اسمه قبل أن يولد، حفظ القرآن في عشر سنين، بعد وفاة والده تكفل الشيخ محمد الغزالي بتربية إخوته و تزويجهم، كان يفترش الجرائد القديمة على الأرض و الكتب من حوله تتناثر هنا و هناك، و كان يعطي دروسا لأحد أبناء التجار الكبار مقابل مبلغ زهيد، إلى أن تخرج من معهد الإسكندرية عام 1938، و التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة، و تخرج من الأظهر عام 1941 و توظف و بقي يدرس إلى أن تحصل على إجازة الدعوة و الإرشاد و الشهادة العالمية مع إجازة التدريس، بدأ الشيخ محمد الغزالي مدرسا و إماما و خطيبا بمسجد العتبة، و قد تزوج الشيخ الغزالي من ابنة صديق والده و هو في الخامسة و العشرين من عمره، و كانت له سندا في حياته العلمية و الدعوية، و تثمينا لجهوده في حقل الدعوة تحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ، و لكن الشيخ الغزالي تبرع بقيمة الجائزة لإنشاء مكتب بالقاهرة ليقوم بدور الدعوة الإسلامية.
محمد الغزالي كان " إخوانيًّا " فكرًا.. لا ممارسة
انتمى الشيخ الغزالي في بداية حياته إلى جماعة الإخوان المسلمين بشكل رسمي عام 1938 ، و أخذ منهم الكثير من المبادئ، و كان أكثر وعيا لطبيعة الانتماء الإخواني، من الجانب الفكري فقط ، أما الفعل يقول الغزالي :"' لم أتورط فيه كثيرا" ، و طبعا هذا الكلام يطرح الكثير من التساؤلات حول الأعمال التي تورط فيها الإخوان المسلمون في مصر؟ و شهد الغزالي ثورة تموز ( جويلية) 1952 و كانت له أفكاره فيها، و يذكر الغزالي في رده على أسئلة الصحافة أن جمال عبد الناصر ذهب يوما إلى قبر الإمام حين البنا و بايع الضباط الإخوان المسلمين، و أخذ البيعة منهم الإمام سيد سابق.
و نظرا لمواقفه من الاحتلال الإنجليزي الذي نجح في تعطيل تطبيق أحكام الإسلام، تعرض الشيخ الغزالي لكثير من المضايقات و الاعتقالات عام 1949 أثناء حكم جمال عبد الناصر، بسبب انه كان من المؤيدين له ، حيث تم حبسه في سجن طرة، ثم تعرض للطرد أيام السادات، و أوقف عن عمله بوزارة الأوقاف و عن إلقاء الخطب في المساجد، و أشار أن الخلاف بين جمال عبد الناصر و الإخوان المسلمين كان سياسيا من يريد أن يحكم و من له الحق في احتكار السلطة، و كانت له مواقف حيادية في هذا الصراع، لوجود عناصر إخوانية في الجيش، و لم يبد موقفه حتى بالنسبة للثورة، و اتهم الغزالي أنه من الإخوان و أنه ضد الثورة ، و بسببها أدخل السجن في 1965 ، لكن ذلك لم يفشله عن أداء رسالته الدعوية.
التطرف في الجزائر أكذوبة
من يطلع على كتاب "لقاءات و حوارات حول واقع الحركة الإسلامية المعاصرة " يقف على مواقف الشيخ محمد الغزالي كان قد صرح بها للصحافة، خاصة ما تعلق بمسألة الديمقراطية و خروج المرأة إلى العمل، لأن مثل هذه المواقف و الفتاوى تجعل المرأة ننفر بالإسلام، كما كان الشيخ محمد الغزالي يي المفاهيم كانت ناقصة في نظره فقد كان الشيخ محمد الغزالي يرى أن كثرة الأحزاب دليل على تأخر الأمة و ضعف وعيها بينما الأمم الكبرى لا تعرف إلا حزبين أو ثلاثة، لأن تعدد الأحزاب تحت رايات مزعومة يؤدي إلى تبعثر الجماهير، و انتقد الشيخ محمد الغزالي الذين يقلدون في الممارسة السياسية عندما أشار بقوله: " إذا كان كل من نبتت في رأسه فكرة أنشأ بها حزبا فإن مستقبل الأمة مهدد "، كما يرى أن الأحزاب التي نشأت في الجزائر بعضها كان من صنع أيادي أجنبية و أخرى لها أطماع شخصية ، فعندما سئل الشيخ محمد الغزالي عن "التطرف" في الجزائر اعتبره أكذوبة ، و قال يريد الشعب أن يكون مسلما و تريد الدولة أن تكون فرانكفونية، و الشعب يرفض سيادة الفرنسية و العلمانية فكيف يكون ذلك تطرفا؟ و لهذا كان يقول في معظم خطبه وفي الدروس التي كان يلقيها و المحاضرات أن "الجزائر قلعة الحوار كما كانت بالأمس قلعة الثوار"، لكن الظروف القاسية جعلته يغادر قبل أن تدخل الجزائر في فتنة مظلمة.
الغزالي و الديمقراطية
و يعتبر الشيخ محمد الغزالي النظام الديمقراطي من أرشد النظم و أحسنها، كما يؤكد على احترامه لهذا النظام ، لأنه نظام يحترم حقوق الإنسان و لأنه يرفض الإكراه، و يرى أن عيب العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه أنه لا يفهم الديمقراطية و لا يطبقها، و عن نفسه قال الغزالي في تصريحات سابقة أنه يحترم الديمقراطية و ينزل على قوانينها، لأن الإسلام دين شورى و دين يرفض الاستبداد بالرأي، و طالما عبر الغزالي عن أسفه لصدور التزوير في الانتخابات في العالم الإسلامي، بينما لا يوجد تزوير في أمريكا و أوروبا و في جنوب آسيا، كما لا يؤمن الشيخ الغزالي بما اصطلح عليه بـ: " التعصب الديني" فيقول : إن الإسلام دين السماحة و المرونة و أنه لا يوجد تعصب ديني في الإسلام، ماعدا عند أتباع الأديان الأخرى ضد الإسلام نفسه، بقي الشيخ محمد الغزالي على دعوته للإسلام و إصلاح حال المسلمين و يدافع عن الاعتدال في الدين الإسلامي إلى أن فارق الحياة عام 1996، تاركا أثارا قيمة من الكتب و المؤلفات، و هي لا تحصى، غير أن كتابه من هنا نعلم) الذي رد فيها الشيخ محمد الغزالي على خالد محمد خالد لا يعلم من ترجمه إلى اللغة الإنجليزية و كيف و ماذا؟ و رحل الشيخ الغزالي دون أن يجد إجابة..
علجية عيش