دأب الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي على محاورة المتلقي في الكثير من قصائده الشعرية مكثرًا من استهلال قصائده بالأساليب الإنشائية (أمر – نهي – استفهام – نداء) التي تهدف إلى مخاطبة المتلقي وتشويقه وجذب انتابهه للاستماع والقراءة بمتعة، بالإضافة إلى غلق المقطوعة الشعرية بالحكمة النافعة الخالدة المؤثرة، وفيما يلي يعرض هذا المقال نماذج لهذه المحاورات مرتب فيها الاستهلال على النحو التالي (أمر – نهي – استفهام – نداء):
*الاستهلال بالأمر في مقطوعة استقبال العام الهجري 1444هـ:
حيث يقول لشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في محاورته حول استقبال العام الهجري 1444هـ مستهلا قصيدته بفعل الأمر "قل " وختم المقطوع بحكمة قائمة على التشبيه في نفع الأمة للآخرين
هيَ كالغيــثِ يملأ الأرض خيراً
ويـهُزُّ الـجبالَ و الآكاما
حيث يقول :
قُلْ سلاماً بهِ تودِّعُ عاما
وبأشذائهِ تُعطِّرُ عـاما
قُلْ سلاماً لمـنْ يُحبُّ سلاما
قبلَ أنْ يُفْلتَ اليراعُ الزِّماما
قُلْ سلاماً لمنْ يوحِّــدُ ربَّاً
ويؤدِّي صـلاتّهُ والصِّيـاما
قلْ سلاماً لكلِّ شهمٍ أبيٍّ
لا يُحبُّ التَّـدْليسَ والإبهاما
قلْ سلاماً لكلِّ ذاتِ وشـاحٍ
علَّمتْها الأخلاقُ أنْ تتسامـى
قُلْ سلاماً وعطر الكونَ حتى
يُصبحَ الوردُ تابعاً والخُزَامـى
قل سلاما واسكُبْ عليهِ إباءً
وشـموخاً، بهِ تصدُّ اللِّئاما
أنتَ من أُمَّةٍ كستها المعالي
طّيْلساناً وقلَّدَتْها وِساما
خاتمُ الأنبياءِ منها، وفيها
نـورُ وحيٍ يُبـدِّدُ الأوهاما
أنتَ من أُمَّـــةٍ بها المـجْدُ غنَّى
وتغنَّى بـها الإبـاءُ وهـاما
فجْرُ قرآنِها أضاءَ الدَّيـاجي
فانْـثـَنى العـزُّ عـندهُ وأقـــاما
وغدتْ أرْضُها اليبابُ رياضاً
وغـدا أُفقُها الفسيحُ غَمـامَا
هيَ كالغيــثِ يملأ الأرض خيراً
ويـهُزُّ الـجبالَ و الآكاما
*ويستهل قصيدة عودي بالأمر (عودي فقد طال الطريقْ)
وختمها بالحكمة الخالدة
ولكل شيء منتهى
إنْ طال أو قَصُرَ الطريقْ
حيث يقول الشاعر القدير الدكتور عبد الرحمن العشماوي:
عودي فقد طال الطريقْ
وأصابني همٌّ وضيقْ
عودي فإن مشاعري
قد حُمِّلتْ ما لا تُطيقْ
يا من تسافر في دمي
وأذوق منهـــا ما أذوقْ
عودي فإن بلابلي
صارت تحنّ إلى الشروقْ
صارت تحن إلى الندى
والفجرُ يمنحها البريقْ
والشمسُ تظهر من وراء
الأُفق منظرها يَروقْ
تَعَبُ الطريق يهون إنْ
أَنِسَ الرفيقُ إلى الرفيقْ
من ذا يغالط نفسه
فيما تريد، ومن يُطيقْ ؟!
هذا الزمان -كما - أرى-
قد ضُيِّعتْ فيه الحقوقْ
وحياتنا عما نؤمّل
من مقاصدنا تضيقْ
لله نُسْلِمُ أمرنا
في كل بائقة تَبوقْ
ولكل شيء منتهى
إنْ طال أو قَصُرَ الطريقْ
الاستهلال بالنهي في دعوته للتحلي بالمرويات ومعرفة حقيقة الدنيا:*
حيث يستهل قصيدته بالنهي (لا تغمس " ويختمها بحكمة قائمة على القصر والتأكيد بالنفي والاستثناء لبيان حقيقة الدنيا في قوله:
ماهذه الدارُ إلا ظهرُ راحلةٍ
تَسْتَعْذِبُ الرّكضَ في دربِ المُعاناةِ
يقول شاعرنا في هذه المقطوعة:
لا تَغمسِ النفسَ إلا في المُروءاتِ
وفي اللجوءِ إلى ربِّ السماوات
وفي ينابيعِ إيمانٍ تنال بها
غَسْلَ الذنوبِ وتطهيرَ الخَطيئاتِ
إياك إياك أن تبقى على جُرُفٍ
هارٍ،وأن ترتدي ثوبَ الغَواياتِ
ماهذه الدارُ إلا ظهرُ راحلةٍ
تَسْتَعْذِبُ الرّكضَ في دربِ المُعاناةِ
*الاستهلال بالاستفهام في حثه على معرفة حقيقة الدنيا (من ذا الذي نال في دنياه غايته؟ ويختمها بالحكمة الخالدة:
وإلى الله ينتهي كلُّ شيءٍ
جلَّ مِن حاكمٍ إليه
المآبُ.
حيث يفول :
من ذا الذي نال في دنياه غايته؟
من ذا الذي عاش فيها ناعمَ البال؟
يَفنى الفتى وعلى عينيه أشرعةٌ
من الذهول تواري دمعه الغالي
يَضيق بالمرء عمرٌ لو أفاق له
لَما قضاه بتفريطٍ وإهمال
آمنتُ بالله لا يأسي سينفعني
ولا بكائي فإن الله أبقى لي
كم فتى غائبٍ عن العين موجودٌ
وكم حاضرٍ طَواه الغيابُ
ليس كلُّ الأصحاب أهلَ وفاء
رُبَّما يُمطر العذابَ السحابُ
هذه الدارُ مَركبٌ ينقل الناسَ
وفي غيرها يكون الحسابُ
وإلى الله ينتهي كلُّ شيءٍ
جلَّ مِن حاكمٍ إليه
المآبُ
الاستهلال بالنداء (يا شاغلَ القلبِ بالدنيا عن الدينِ)،والختم بالحكمة :*
دُنياكَ دارُ فناءٍ فاتّخذْ سبباً
إلى نجاتِك في يومِ المَوازينِ
حيث يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن النجاة يوم المَوازين:
يا شاغلَ القلبِ بالدنيا عن الدينِ
ومُغلِقَ البابِ فيي وجهِ المساكينِ
مالي أراك ركبتَ الوهمَ منطلقاً
بغيرِ وعيٍ إلى نار البراكينِ
لم تَبْقَ دنياكَ للماضينَ من سلَفٍ
ولا استقرّتْ لأصحاب الملايينِ
ولم تَدُمْ لذوي جاهٍ وذي صَلَفٍ
ولم يَطُلْ مُكْثُها عند السلاطينِ
لو أن دنياك تبقى لالْتقيت هنا
بقومٍ نوح وأيوبٍ وذي النّونِ
وكنتَ أبصرتَ فرعونَ الذي لَعِبتْ
به حُمَيّا غرورِ الكفرِ بالدّينِ
وكنتَ أبصرتَ عاداً في تَجَبُّرِها
برغمِ دعوةِ هودٍ والبراهينِ
وكنت أبصرتَ كيف الله ُأهلَكهم
كأنهم لم يَذوقوا طَعمَ تَمْكينِ
دُنياكَ دارُ فناءٍ فاتّخذْ سبباً
إلى نجاتِك في يومِ المَوازينِ
ما أروعها من محاورات ومخاطبات حرص فيه شاعرنا القدير الدكتور العشماوي على توظيف أساليب الإنشاء فحفز القارئ والمستمع للتلقي المبدع المشوق، وما أروع الغلق بالحكم الخالدة النافعة المؤثرة.
*الاستهلال بالأمر في مقطوعة استقبال العام الهجري 1444هـ:
حيث يقول لشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في محاورته حول استقبال العام الهجري 1444هـ مستهلا قصيدته بفعل الأمر "قل " وختم المقطوع بحكمة قائمة على التشبيه في نفع الأمة للآخرين
هيَ كالغيــثِ يملأ الأرض خيراً
ويـهُزُّ الـجبالَ و الآكاما
حيث يقول :
قُلْ سلاماً بهِ تودِّعُ عاما
وبأشذائهِ تُعطِّرُ عـاما
قُلْ سلاماً لمـنْ يُحبُّ سلاما
قبلَ أنْ يُفْلتَ اليراعُ الزِّماما
قُلْ سلاماً لمنْ يوحِّــدُ ربَّاً
ويؤدِّي صـلاتّهُ والصِّيـاما
قلْ سلاماً لكلِّ شهمٍ أبيٍّ
لا يُحبُّ التَّـدْليسَ والإبهاما
قلْ سلاماً لكلِّ ذاتِ وشـاحٍ
علَّمتْها الأخلاقُ أنْ تتسامـى
قُلْ سلاماً وعطر الكونَ حتى
يُصبحَ الوردُ تابعاً والخُزَامـى
قل سلاما واسكُبْ عليهِ إباءً
وشـموخاً، بهِ تصدُّ اللِّئاما
أنتَ من أُمَّةٍ كستها المعالي
طّيْلساناً وقلَّدَتْها وِساما
خاتمُ الأنبياءِ منها، وفيها
نـورُ وحيٍ يُبـدِّدُ الأوهاما
أنتَ من أُمَّـــةٍ بها المـجْدُ غنَّى
وتغنَّى بـها الإبـاءُ وهـاما
فجْرُ قرآنِها أضاءَ الدَّيـاجي
فانْـثـَنى العـزُّ عـندهُ وأقـــاما
وغدتْ أرْضُها اليبابُ رياضاً
وغـدا أُفقُها الفسيحُ غَمـامَا
هيَ كالغيــثِ يملأ الأرض خيراً
ويـهُزُّ الـجبالَ و الآكاما
*ويستهل قصيدة عودي بالأمر (عودي فقد طال الطريقْ)
وختمها بالحكمة الخالدة
ولكل شيء منتهى
إنْ طال أو قَصُرَ الطريقْ
حيث يقول الشاعر القدير الدكتور عبد الرحمن العشماوي:
عودي فقد طال الطريقْ
وأصابني همٌّ وضيقْ
عودي فإن مشاعري
قد حُمِّلتْ ما لا تُطيقْ
يا من تسافر في دمي
وأذوق منهـــا ما أذوقْ
عودي فإن بلابلي
صارت تحنّ إلى الشروقْ
صارت تحن إلى الندى
والفجرُ يمنحها البريقْ
والشمسُ تظهر من وراء
الأُفق منظرها يَروقْ
تَعَبُ الطريق يهون إنْ
أَنِسَ الرفيقُ إلى الرفيقْ
من ذا يغالط نفسه
فيما تريد، ومن يُطيقْ ؟!
هذا الزمان -كما - أرى-
قد ضُيِّعتْ فيه الحقوقْ
وحياتنا عما نؤمّل
من مقاصدنا تضيقْ
لله نُسْلِمُ أمرنا
في كل بائقة تَبوقْ
ولكل شيء منتهى
إنْ طال أو قَصُرَ الطريقْ
الاستهلال بالنهي في دعوته للتحلي بالمرويات ومعرفة حقيقة الدنيا:*
حيث يستهل قصيدته بالنهي (لا تغمس " ويختمها بحكمة قائمة على القصر والتأكيد بالنفي والاستثناء لبيان حقيقة الدنيا في قوله:
ماهذه الدارُ إلا ظهرُ راحلةٍ
تَسْتَعْذِبُ الرّكضَ في دربِ المُعاناةِ
يقول شاعرنا في هذه المقطوعة:
لا تَغمسِ النفسَ إلا في المُروءاتِ
وفي اللجوءِ إلى ربِّ السماوات
وفي ينابيعِ إيمانٍ تنال بها
غَسْلَ الذنوبِ وتطهيرَ الخَطيئاتِ
إياك إياك أن تبقى على جُرُفٍ
هارٍ،وأن ترتدي ثوبَ الغَواياتِ
ماهذه الدارُ إلا ظهرُ راحلةٍ
تَسْتَعْذِبُ الرّكضَ في دربِ المُعاناةِ
*الاستهلال بالاستفهام في حثه على معرفة حقيقة الدنيا (من ذا الذي نال في دنياه غايته؟ ويختمها بالحكمة الخالدة:
وإلى الله ينتهي كلُّ شيءٍ
جلَّ مِن حاكمٍ إليه
المآبُ.
حيث يفول :
من ذا الذي نال في دنياه غايته؟
من ذا الذي عاش فيها ناعمَ البال؟
يَفنى الفتى وعلى عينيه أشرعةٌ
من الذهول تواري دمعه الغالي
يَضيق بالمرء عمرٌ لو أفاق له
لَما قضاه بتفريطٍ وإهمال
آمنتُ بالله لا يأسي سينفعني
ولا بكائي فإن الله أبقى لي
كم فتى غائبٍ عن العين موجودٌ
وكم حاضرٍ طَواه الغيابُ
ليس كلُّ الأصحاب أهلَ وفاء
رُبَّما يُمطر العذابَ السحابُ
هذه الدارُ مَركبٌ ينقل الناسَ
وفي غيرها يكون الحسابُ
وإلى الله ينتهي كلُّ شيءٍ
جلَّ مِن حاكمٍ إليه
المآبُ
الاستهلال بالنداء (يا شاغلَ القلبِ بالدنيا عن الدينِ)،والختم بالحكمة :*
دُنياكَ دارُ فناءٍ فاتّخذْ سبباً
إلى نجاتِك في يومِ المَوازينِ
حيث يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن النجاة يوم المَوازين:
يا شاغلَ القلبِ بالدنيا عن الدينِ
ومُغلِقَ البابِ فيي وجهِ المساكينِ
مالي أراك ركبتَ الوهمَ منطلقاً
بغيرِ وعيٍ إلى نار البراكينِ
لم تَبْقَ دنياكَ للماضينَ من سلَفٍ
ولا استقرّتْ لأصحاب الملايينِ
ولم تَدُمْ لذوي جاهٍ وذي صَلَفٍ
ولم يَطُلْ مُكْثُها عند السلاطينِ
لو أن دنياك تبقى لالْتقيت هنا
بقومٍ نوح وأيوبٍ وذي النّونِ
وكنتَ أبصرتَ فرعونَ الذي لَعِبتْ
به حُمَيّا غرورِ الكفرِ بالدّينِ
وكنتَ أبصرتَ عاداً في تَجَبُّرِها
برغمِ دعوةِ هودٍ والبراهينِ
وكنت أبصرتَ كيف الله ُأهلَكهم
كأنهم لم يَذوقوا طَعمَ تَمْكينِ
دُنياكَ دارُ فناءٍ فاتّخذْ سبباً
إلى نجاتِك في يومِ المَوازينِ
ما أروعها من محاورات ومخاطبات حرص فيه شاعرنا القدير الدكتور العشماوي على توظيف أساليب الإنشاء فحفز القارئ والمستمع للتلقي المبدع المشوق، وما أروع الغلق بالحكم الخالدة النافعة المؤثرة.