المحامي علي ابوحبله - محمد ابن سلمان لن يستجدي لقاء الرئيس بإيدن ومطلوب تحقيق وحدة الصف العربي

نسمع دائما عن صكوك الغفران في تاريخ الكنيسة الأوروبية ، وذلك عندما كان الأغنياء يدفعون أموالهم إلى الكنيسة كى يشتروا منها "صكا" يسقط عنهم ذنوبهم، ويدخلهم إلى النعيم الإلهي، وربما لولا إصلاحات مارت لوثر في القرن السادس عشر، كانت ستظل هذه الصكوك منتشرة بيننا بشكلها القديم

وهناك قصة لطيفة عن نشأة هذه الصكوك، تقول إن البابا أوربانوس الثانى الذى توفى فى عام 1099 وعاش قبل مارتن لوثر بنحو 500 سنة والمسئول عن إشعال الحرب بين الغرب والشرق تحت لواء المسيح وحماية الدين، بعد دعوته لحملة صليبية كبرى على أرض الشرق، لاستعادة بيت المقدس (القدس)، هو الذي اخترع صكوك الغفران من أجل بث الحماس في القلوب ودفع الناس خاصة الفقراء للذهاب إلى الحروب

وبحسب كتاب "عقيدة الخلاص بالإيمان والأعمال في ضوء الكتاب المقدس" ، فإن الكنيسة الكاثوليكية أصدرت صكوك الغفران فى القرن العاشر، بناء على مجلس راتس سنة 934م، فأقبل معظم الكاثوليك على شرائها، بغض النظر عن كفارة المسيح أو الحالة الروحية للذين يبتاعون الصكوك، لكن تلك الصكوك لم تظهر بشكلها الشامل إلا عندما قامت الحروب الصليبية، عندما أصدر البابا أوربان غفرانا شاملا لكل الذين يخرجون إلى هذه الحرب بدافع الرغبة فى خدمة المسيحية، وبذلك ضمن الحياة الأبدية بحسب زعم أوربانوس، لكل العاملين في هذه الحرب بغض عن النظر عن حياتهم الروحية.

هذه الرواية عن التاريخ تعيدنا للحاضر وكان أمريكا تريد العودة بالعالم القهقرى لتعيد فرض عهد الكنيسة البابوية وتناست أمريكا أنها ليست قدرا محتوما لتتحكم في مقدرات الشعوب لتفرض إرادتها على قادة وحكام و شعوب العالم ، وتناسى قادة أمريكا أن عهد الكنيسة البابوية انتهى منذ زمن بعيد

وفي خطوه امريكيه تدلل على تحكم عقلية الكنيسة البابوية على الرئيس الأمريكي وقادة البيت الأبيض ، كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأحد، أنّ "الرئيس الأميركي جو بايدن ليس لديه أيّ خطط للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش اجتماعات قمة العشرين ، وقال سوليفان، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، إنّ "بايدن لا يخطّط للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين".

وأكد سوليفان أنّ الرئيس الأميركي "لا يتطلع إلى مصالح الولايات المتحدة وحسب بل إلى مصالح الحلفاء أيضاً، وكان من ضمن الأشياء التي حقّقها خلال لقائه (ولي العهد السعودي) في تموز/يوليو فتح الأجواء السعودية التاريخي أمام الرحلات التجارية الإسرائيلية ، وذكر سوليفان إلى أن بايدن "سيتصرف بطريقة منهجية في إعادة تقويم العلاقة الأميركية السعودية".

وتأتي تصريحات سوليفان في ظلّ توتر سياسي بين السعودية والولايات المتحدة في أعقاب قرار منظمة "أوبك " خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، ما أثار استياء واشنطن، التي اعتبرت القرار "انحيازاً لروسيا"، وأنه "يسهم في تقليل أثر العقوبات الأميركية على موسكو" بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

في المقابل نفت السعودية الاتهامات بأنّ قرار خفض إنتاج النفط ناتج عن دوافع سياسية، مشيرةً إلى أنّ "مجموعة "أوبك " تتخذ قراراتها باستقلالية ، ورفضت السعودية هذه التصريحات "التي لا تستند إلى الحقائق"، وأشارت إلى أنّ "قرار "أوبك " اتُخذ بالإجماع من دول المجموعة كافة"، وشدّدت على أنّها "لا تقبل بأيّ نوع من الإملاءات، وترفض أيّ تصرفات تهدف إلى تحوير الأهداف، التي تسعى لها لحماية الاقتصاد العالمي ، وأعلنت الولايات المتحدة رداً على ذلك، أنها "بحاجة إلى إعادة النظر في العلاقات بالسعودية".

وفي رد سعودي بحسب وكالة أنباء الأحرار أفادت ان مسئولا سعوديا رفيع المستوى ابدى استغرابه التام من تصريح مسئول الامن القومي الأميركي سوليفان حول عدم تخطيط بايدن للقاء ولي العهد السعودي في مؤتمر العشرين ، وقال المسئول نستغرب ذلك لأننا لم نتقدم بطلب لترتيب هذا اللقاء

محمد ابن سلمان ولي العهد السعودي لم يستجدي اللقاء مع الرئيس الأمريكي بإيدن لان أمريكا هي بحاجه للسعودية وأن السعودية بإمكانياتها ليس بحاجه لأمريكا وهي تملك القدرات لإحداث علاقات متوازنة بين دول العالم وتدرك أمريكا حقيقة ذلك

أي إجراءات عقابيه ضد السعودية الخاسر أمريكا لأنها ستخسر مصالحها في المنطقة ، ودعوة أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي إلى اتخاذ خطوات عقابية ضد السعودية، إثر القرار الذي شاركت فيه في تحالف أوبك+ بخفض إنتاج النفط، وهي الخطوة التي أثارت غضبا أمريكا، واعتبرها الرئيس جو بايدن "عدائية" و"اصطفافا مع روسيا هو تدخل في الشأن الداخلي للسعودية وهو مرفوض من قبل قادة السعودية

مطلوب اصطفاف عربي وإنجاح القمة العربية في الجزائر لمواجهة التهديدات والضغوط الامريكيه ضد السعودية وتعامل أمريكا بسياسة الكيل بمكيالين فيما يخص القضايا العربية وتحديدا القضية الفلسطينية وهذا يتطلب من السعودية إنهاء الحرب في اليمن وتحقيق الاستقرار في العراق وعودة سوريا لتتبوأ مقعدها في ألجامعه العربية والعودة عن قرارات التطبيع مع إسرائيل وإلغاء اتفاقات أبراهام والعودة إلى التضامن العربي الذي تحقق في حرب أكتوبر 1973.. الجزائر والسعودية والعراق والسودان والإمارات والكويت والأردن وليبيا والمغرب شاركوا بالمال والسلاح والقوات العسكرية في مواجهة الخطر الصهيو أمريكي الذي يتهدد أمن الامه العربيه وما أحوجنا اليوم لتحقيق ذلك ردا على التهديدات التي يتعرض لها الامن القومي العربي



.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...