د. محمد عباس محمد عرابي - الوقت والموت لفضيلة الشيخ الشاعر عبدالله بن علي العامري

ما أسرع مرور الوقت الذي عمر الإنسان على الأرض، فالعمر دقائق وثواني، وبانتهاء الوقت يأتي الموت، وعن هذه الرحلة تحدث الشعراء، ومنهم فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله بن علي العامري فله درر شعرية حول الوقت وسرعة مروره ومجيء الموت من هذه الدرر الدرة الشعرية التي بعنوان "وقتُك حياتُك" وقصيدة "واعظ الموت "، وفيما يلي وقفات سريعة مع القصيدتين:
*قصيدة وقتُك حياتُك:
وفيها بين فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله بن علي العامري أن الوقت سيمضي، والعمر سينقضي،ونقول : ختم الله أعمارنا بخير ،وجعلنا سبحانه "نموتَ بخير حالٍ" ووفقنا لفعل الخيرات والطاعات والذكر الحسن بعد مماتنا والبر وسعادة الدنيا والآخرة ،ونستغفر الله مما جنت الأيادي إن الله غفور رحيم ،وندعوه سبحانه أن يقينا شرور المعاصي والذنوب ،ونسأله سبحانه الرحمة والمغفرة حول هذه المعاني يقول والموت فضيلة الشيخ الشاعر عبدالله بن علي العامري:
سيمضي الوقتُ والأعمارُ فيهِ
ويطوينا سجلُّ الوقتِ طيَّا

فإمَّا أن نموتَ بخير حالٍ
و يبقى خيرُنا من بعدُ حيَّا

و إما أن نموتَ مواتَ زرعٍ
هشيمٍ ليس يبقى منه شيَّا

حياةُ الناسِ ميدانٌ رحيبٌ
يطيب بنا إذا عشنا سويَّا

تُطيع الله فيما أنتَ فيهِ
و تَبقى العمرَ عبَّادًا تقيا

وتُسعدكَ الحياةُ فأنت فيها
كثيرُ البرِّ معوانًا غنيَّا

و تَخْتِمُ عمْرَكَ الممدود مسكًا
لتبدأ في الخلود رِضًا رَضيا

عبدتَ اللهَ عمرَكَ باجتهادٍ
و ترجوه تناجيهِ خفيا

و تَستذكرْ ذنوبًا إذ تراها
جراحاتٍ و كم قتلتْ فَتيَّا

و تستغفرْ و لا تحقر صغيرًا
فجنبُ الله يُحفظُ يا أُخيَّا

فلا تبرحْ مقاومةَ المعاصي
فمن أمن الذنوب غدى شقيَّا

سألتُ اللهَ أن يختمْ بحسنى
و يرحمَني إذا ما عُدتُ حيا

فَجُدْ يا ربُّ بالتوفيقِ دومًا
و عفوٍ منكَ يُبْقيني صفيا

قصيدة "واعظ الموت "
وفيها يبين فضيلة الشيخ الشاعر عبدالله بن علي العامري أن الموت قادم لا محالة ،فمات الأوائل، الكل مات ؛فالموت باب والكل داخله ،ندعو الله مغفرة الذنوب ،وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين أمين يقول شاعرنا :
إن أقبلَ الموتُ أقبلْ و اتخذْ سببا
الموتُ آتٍ و لو أوسعتَه هربا

الموتُ تلقاه في حلٍ و مرتحلٍ
تلقاه تلقاه مسرورًا و مكتئبا

أينَ الأوائلُ من مَلْكٍ و مملكةٍ
صاروا إلى الموتِ من يمشي ومن ركبا

الموتُ بابٌ إلى الجناتِ مزدلفًا
و الموتُ بابٌ لنارٍ تحرقُ الشهبا

الموتُ بابٌ وكل الناس يدخله
و المحسنون إلى الحسنى قضوا أربا

و القاسطون إلى نارٍ بها حُطموا
مقرنين و كانوا الجمرَ و الحطبا

يا رب فاجعل لنا في موتنا سببا
إلى الجنان فلا نلقى بها نصبا

مع النبي و أصحابٍ له سبقوا
و التابعين و من أدلى بنا نسبا

و إخوةٍ في سبيل الله صحبتهم
تأتي شفاعتهم نعلوا بها الرتبا

يا أسهمَ الموتِ مُدِّي في أعنتها
كأسَ المنايا فكل الخلقِ قد شربا

أدهى من الموتِ ذنبٌ دامَ منتصبا
لم تستفقْ منهُ حتى لازم الكتبا

فاستغفرِ الله في سرٍّ و في علنٍ
اللهُ يغفرُ إلا من عصى و أبى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...