يتساءل الكثيرون، لماذا لا يوجد نساء فلاسفة؟ هناك قلة من الفيلسوفات مثل هيباتيا، حنة ارندت،سيمون بوفوار، وأهمهن في رأيي "جوليا كرستيفا". لكن عموماً لا تحب المرأة التجوال في خزعبلات الفلاسفة، لكنها قد تتخذ موقفاً وجودياً مجرداً مثل ارندت وسيمون ونسويات كثيرات، أو تشتغل داخل الفهم المنهجي مثل جوليا وباقي العالِمات. لكن ليس على مستوى الفلسفة الكلاسيكية، وخاصة المثالية. في الحقيقة، أو ما أعتقده صواباً هو أن عقل المرأة عقل براغماتي، ولا يحب الخوض في قضايا عقيمة. تهتم المرأة بالحقيقة كما هي لا بالحقيقة المثالية، لا يمكن أن تكون المرأة أفلاطونية أبداً، فعقل المرأة أرسطي. تهتم المرأة بشكلها لأن الشكل مهم وجذاب، وبدون أي أهمية للبحث عن فلسفة الجمال أو أبعد من ذلك. تهتم بالمال، لأن الحياة لا يمكن أن تسير بلا مال، وتهتم بالمتعة لأن العمر قصير والحياة لحظة. يبحث الرجل خلف الظلال بحماقة عن حقائق غير موجودة. يتساءل مثلاً عن ما هي التفاحة، لكن حواء تأكلها لتعرف. هذا هو الفرق. يتساءل أيهما نتج عن الآخر: الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة؟ تسأل المرأة، هل يمكن حشو الدجاجة بالبيض كما يصلح ذلك بالارز لطعام اليوم أم لا؟ ينفق الرجل سنوات في أفكار غير منتجة، في حين تعمل المرأة بحيوية في الانتاج، داخل المنزل أو خارجه. ولأن عقل المرأة نفعي، فإنها تستطيع أن تتحمل الألم من أجل تحقيق الغاية. ونحن في قلب إفريقيا وحرارتها أرى نسوة يرتدين فساتين من الحرير المطعم بالترتر والخرز فقط ليظهرن جميلات، هذا ألم لا يمكن أن يتحمله الرجل. تتحمل المرأة قرابة سنة من أجل أن تلد؟ في حين لن يتحمل الرجل قشة في بطنه. تتحمل المراة الرجل ولا يستطيع رجل إن يتحمل رجلاً آخر إلا إن لم يكن سوياً. كل دوافع المرأة هي المنفعة الواضحة والمعيشية، أما الرجل فهو يحيا في عالم من الأفكار الغيبية والميتافيزيقية المشتتة لمجهوده الذهني والنفسي ولذلك فأغلب الانبياء رجال. إن المرأة كائن عقلاني نفعي ومتصالح مع واقعه وحياته. الرجل كائن خيالي، ولذلك يعاني من أزمات غير مفهومة بالنسبة للمرأة.
أمل الكردفاني
أمل الكردفاني