المحامي علي ابوحبله - العدل الحقيقي لا يؤمن إلا بالمساواة بين القوي والضعيف

العنف في المفهوم الإسرائيلي كقوة احتلال تمارس استخدام القوة المادية لإلحاق الأذى والضرر بالأشخاص والممتلكات. ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى أن الحاخامات اليهود المتطرفين (الاثنين24 أغسطس2015) أصدروا فتوى تنص كالآتي «اقتلوهم وأبيدوهم بلا رحمة للحفاظ على إسرائيل».هؤلاء الحاخامات شكلوا قبل عشرات السنين حركة أطلقوا عليها اسم «هسنهدرين هحداشا» (مَجْمَع الحاخامات الجديد). أسس هذه العصابة الحاخام عيدان شتاينليزتس، الحاصل على «جائزة إسرائيل» و«وسام الرئيس الإسرائيلي»، وهما يعدان أرفع الجوائز الإسرائيلية. وان العنف والعنصرية والقتل هي سمه بارزه في المجتمع الصهيوني وهذا ما أفرزته الانتخابات الاسرائيليه الاخيره بنجاح الأحزاب الفاشية للمتطرفين ذات الأصول اليمينية التي هي امتداد للفاشية التي انتشرت في أوروبا أواسط القرون الوسطى وهؤلاء لا يؤمنون سوى بالعنف والقوه وسيله لتحقيق أهدافهم وغاياتهم ونتيجة ذلك كانت الصحوة الاوروبيه التي أطاحت بالنازية والفاشية وإنقاذ المجتمعات الاوروبيه من النزعات المتطرفة لهذه القوى والأحزاب والتي كانت السبب في تدمير المجتمعات الاوروبيه

وحول مفهوم العنف في القاموس الإسرائيلي هو الاستخدام غير العادل للقوة من قبل قادة الأحزاب والعصابات المنضوية تحت لوائها لإلحاق الأذى بالآخرين والضرر بممتلكاتهم ومقدساتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ، فالعنف في قاموسهم يتمثل في استخدام القوة أو القسر أو الإكراه بوجه عام ومثالها أعمال الهدم والإتلاف و التدمير والتخريب وكذلك أعمال القتل والفتك والتعذيب وما شابه، ويعرف العنف أيضا بأنه " الاستخدام غير الشرعي للقوة أو التهديد باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين ويـأتي في هذا السياق تعريف بيير فيو: الذي نظر إلى العنف بأنه ضغط جسدي أو معنوي ذو طابع فردي أو جماعي ينزله الإنسان بالإنسان.

ولو تناولنا أبعاد هذا التحليل للمفهوم في الحقل السوسيولوجي لأمكننا القول بأن العنف - بالمعنى السوسيولوجي- ممارسة للقوة الفاعلة والمؤثرة ضد الآخر بهدف السيطرة عليه أو إلحاق الأذى به، وبالطبع يمكن أن نميز بين العنف المشروع الذي يكون دفاعا عن النفس أو حماية المواطن أو حماية الوطن، وقد يكون العنف غير مشرع مثل الاعتداء والاحتلال والإذلال والعبودية والقهر. ومما لاشك فيه أن مشروعية العنف وطريقة توظيفه مسألة نسبية تؤخذ في سياقها الاجتماعي وفي دلالاتها الفلسفية والإنسانية ، و يمكننا القول بأن كل نضال هو برهان على القوة. وفي السياق الاجتماعي الاقتصادي أو السياسي يمكن القول أيضا بأن كل علاقة مع الآخر ترتسم في صورة علاقة قوة. وبالتالي فإن الظلم ينجم عن خلل في ميزان القوى، حيث يجد الضعيف نفسه مكرها على طاعة القوي، وحيث يعمل القوي على إلغاء الضعيف. وهنا يبرز النضال أو الصراع من أجل بناء علاقات جديدة من القوة، أي من أجل إعادة بناء التوازن الذي يضمن احترام حقوق الجميع.

المقاومة الفلسطينية مشروعه ومحقه ضمن حاجة الفلسطينيين للأمن وتامين مستلزمات حياتهم بعيدا عن التحكم في مقدراتهم وبعيدا عن منازعتهم بأرضهم التي هي حق سيادي لهم ضمن تطلعهم لتحقيق حريتهم وممارستهم للسيادة على ارض وطنهم ، ووفق كل النظريات للدفاع عن النفس تقول إن آلية قتال الثوار لا تعتمد على قوتهم المادية بمقدار رفض إرادتهم الروحية الانصياع لقوة العدوان عليهم ، وهي قوة تلغي قانون القوة العنقية وتضع قانون الحق الدفاعي لرد العدوان وإعادة الحقوق المشروعة المنزوعة .

ثورات الشعوب المضطهدة مثل نظرية العفاف والاقتصاد المغلق التي تبناها ماوتسي تونغ وسياسات مقاطعة بضائع الاستعمار التي تبناها غاندي ونظرية التمرد المتمدن التي أبدعها مانديلا ومارتن لوثر كنغ ؛ في فن الثورة التي قالت أن الضعيف يملك قوة الإرادة وهي قادرة على قهر القوة الاستعمارية العسكرية ولم يعرف العصر الحديث أمة ضعيفة قبلت أن تستعبد من جيش قوي ؛ ونقول أن هناك أمم قبلت أن تفنى وتم قتل أغلبها دون أن تقبل وتتحول إلي عبيد للسيد القوي والهنود الحمر خير مثال على ذلك .


ثورات الشعوب المضطهدة ؛ هي التي فرضت قانون استقلال بلدان العالم الثالث رغم استمرار ضعفه مقابل عتاد المستعمر الشرس .

حكومة الكيان الإسرائيلي لم تعد لتدرك أن قانون القوه تدمير لكل البشرية وأن العدل الحقيقي لا يؤمن إلا بالمساواة بين القوي والضعيف وحرية كل البشر بامتلاكهم الحاجات الأساسية للحياة وعلى رأسها مسكن آمن يسمى وطن حر عند ثوار العالم ؛ وفي ثورتنا نسميه فلسطين مستقلة حرة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...