تمثل مواقع التراث العالمي الثقافية و الطبيعية المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة ( اليونسكو ) مغريات سياحية مهمة و مؤثرة بالنسبة للسياح , و يعرف عنها تعزيزها لبعض أنواع السياحة المستدامة , مثل السياحة الايكولوجية و السياحة الايكوثقافية و السياحة المجتمعية – الثقافية و سياحة مراقبة الطيور و الحيوانات البرية . و هي ليست بمنأى عن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية و الاحتباس الحراري بحسب النتائج التي توصلت إليها ( لجنة التراث العالمي ) التابعة لليونسكو عند استعراضها وتقييمها واقع ( 1031 ) موقعا في ظل التغيرات المناخية على مستوى العالم في اجتماعها في بون – المانيا في آب 2015 . إذ تبين إن موقعا واحدا من أصل ستة مواقع مهدد فعليا . و وفقا لتقرير بعنوان ( التراث العالمي و السياحة في مناخ متغير ) صدر عن المنظمة المذكورة في 26 آب 2016 , و بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ( يونيب ) و اتحاد العلماء المعنيين , و هو منظمة غير ربحية , تلعب دورا رقابيا , و مقره في ( كامبريدج ) بولاية ( ماساشوستس ) في الولايات المتحدة الامريكية . و قد حصر بموجبه ( 31 ) موقعا من هذه المواقع في ( 29 ) بلدا ( 4 في أفريقيا و 3 في المنطقة العربية و 9 في آسيا و المحيط الهادي و 4 في أمريكا الشمالية و 6 في أمريكا اللاتينية و 5 في أوروبا ) بعد أن طالتها الاضرار , مثل : أوغندا , لبنان , فيتنام , اليابان , الفلبين , فرنسا , الولايات المتحدة الامريكية , فنزولا , بيرو , شيلي , و الدنمارك . بالإضافة إلى مواقع عديدة أصيبت بالأضرار , و كانت مرشحة لتدرج ضمن قائمة المنظمة المذكورة نظرا لأهميتها الثقافية و البيئية . و يوضح التقرير بإسهاب الأهمية السياحية و الثقافية و البيئية و الاقتصادية لمواقع التراث العالمي , طبيعية كانت أو ثقافية , و المخاطر و التحديات التي تواجهها في ظل ظاهرة التغير المناخي , بالإضافة إلى جملة من التوصيات بشأن كيفية حماية هذه المواقع , و المحافظة عليها بالظروف المناخية الراهنة و مستقبلا . و قبلها كانت اليونسكو قد أصدرت أيضا تقريرا مفصلا بعنوان ( دراسة حالات عن تغير المناخ و التراث العالمي 2006 ) , بناء على قرار صادر عن لجنة التراث العالمي في دورتها ال ( 29 / 2005 ) , و على ضوء ( اتفاقية التراث الثقافي و الطبيعي ) المعتمدة من قبل اليونسكو في عام 1972 . و شملت ( 26 ) حالة من أصل ( 830 ) موقعا للتراث العالمي , و منها : منتزه هواسكاران الوطني ( أضيف إلى القائمة في عام 1085 ) الذي يعتبر وجهة مثلى للسياحة الشعبية في جمهورية البيرو التي شهدت انكماشا في الأنهار الجليدية في جبال الانديز , مع تراجع شديد في أعداد السياح في المتنزه من ( 100 ) ألف سائح في تسعينيات القرن الماضي إلى ( 30 ) ألف سائح فقط في عام 2014 . الامر الذي دفع السلطات المعنية إلى تبني مبادرة فعالة , لتدارك و الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية و تحت عنوان ( درب تغير المناخ ) . و أيضا منطقة تشان تشان الاثرية ( 1986 ) في وادي ( موشي ) بين ( هوانشاكو ) و ( تروجيلو ) في بيرو التي ضربها ( النينو ) , الامر الذي هدد عموم المنطقة و بخاصة القلعة الرئيسية و أربعة من معابدها التاريخية جراء الامطار الغزيرة و ارتفاع مستوى المياه الجوفية و الرطوبة العالية . و منطقة الجبال الزرقاء الكبرى في استراليا ( 2000 ) التي شهدت عدة حرائق مدمرة بفعل ارتفاع درجة الحرارة مع تهديد فعلي للعديد من الاحياء الحيوانية و النباتية . و مدينة تمبكتو ( جوهرة الصحراء – مدينة الاولياء ) وسط مالي ( 1988 ) التي تعرضت إلى عواصف رملية عاتية مع ارتفاع درجة الحرارة . و منتزه ساغارماتا الوطني في سلسلة جبال الهيمالايا شرق النيبال ( 1979 ) الذي تعرض إلى تغيرات في النظم الايكولوجية بفعل التغيرات المناخية و الأنشطة البشرية مع ذوبان الأنهار الجليدية و ظهور البحيرات و زيادة مخاطر الفيضانات .