سعيد العليمى - نبوءة من المؤسف أنها تحققت (من روزنامة الثورة)

بغير بناء قوى الثورة سياسيا حول شعار جمهورية ديموقراطية وافراز قيادتها الراديكالية وحزبها الجماهيرى المرتبط بالنضالات الجارية لن يرقى اى تغير لمستوى ماذكرت من ناحية المضمون ( اتاتوركية , ناصرية , بعثية ) حتى شبهها وانما سيلقى بالسلطة مرة اخرى للقوى المنظمة الجاهزة للحكم ( من الوارد انقلاب عسكرى تقليدى ) . وسيكون الحال دائما هكذا ان لم يمثل الثوريون فى الواقع قوة مادية منظمة وذات اثر . الاسلاميون لم " يركبوا " الثورة برغبتهم , ولابمجرد دعاء الركوب , ولابأدعيتهم , وصلواتهم وانما بقوة تنظيمهم المادية . والحال ان السلطة -- مثل الطبيعة -- تكره الفراغ وعليه فان بناء البديل الثورى هو الاساس . ان الدعوات القافزة على الواقع بشعاراتها الصاخبة تتوه عن ماينبغى التركيز عليه . فمن اقصى درجات الحماقة ان تدعوا لحرب فاصلة لا لمجرد معركة وقواتك فى اسوأ اوضاعها تنظيما . والحال ان كثيرا من شعاراتنا تنطلق من رؤوسنا الملتهبة اكثر مما تنطلق من واقع ميزان القوى الفعلى .الثورة الاجتماعية لاتأتى كما يأتى المهدى المنتظر بسنده الالهى وانما ببناء سياسى تنظيمى جماهيرى مادى مؤثر يستمد قوته من الشعب .

12 سبتمبر/أيلول 2012


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...