المحامي علي ابوحبله - قمة مجموعة العشرين في اندونيسيا تكريس للتعددية القطبية وإنهاء التحكم القطبي الأحادي الجانب

دانت الولايات المتحدة "بحزم" الضربات الروسية العديدة على مناطق أوكرانية، واعتبرت أنها "تعمّق مخاوف" دول مجموعة العشرين المجتمعة في إندونيسيا.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان في بيان إن "الضربات الروسية تعمّق المخاوف في مجموعة العشرين بشأن التأثير المزعزع للاستقرار لحرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين". وظهر انقسام حاد بين دول مجموعة العشرين بسبب محاولة إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا ، عندما أيدت الولايات المتحدة وحلفاؤها إصدار قرار لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما وصفه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه تسييس لا مبرر له.

والقمة التي انعقدت في جزيرة بالي بإندونيسيا هي أول اجتماع لزعماء مجموعة العشرين منذ أن أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير/ شباط.

وجاء في مسودة إعلان من 16 صفحة أن "معظم الأعضاء أدانوا بشدة الحرب في أوكرانيا وشددوا على أنها تسبب معاناة إنسانية كبيرة وتفاقم هشاشة وضع الاقتصاد العالمي". وجاء في المسودة، التي قال دبلوماسيون إن الزعماء لم يعتمدوها بعد "كانت هناك آراء أخرى وتقييمات مختلفة للوضع والعقوبات".

واستنكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يترأس وفد بلاده في غياب الرئيس فلاديمير بوتين، محاولة إدانة روسيا ووصفها بأنها تسييس من جانب دول غربية حاولت إدراجها في جدول الأعمال دون جدوى ، وقال لافروف إن روسيا قدمت وجهة نظر بديلة ، ولم تتمخض اجتماعات لوزراء مجموعة العشرين عن بيانات مشتركة، بسبب خلاف بين روسيا وأعضاء آخرين حول الصياغة، بما في ذلك كيفية وصف الحرب في أوكرانيا.

وفي حين تم إبلاء الكثير من الاهتمام في الفترة التمهيدية لحضور بوتين وزيلينسكي أو عدمه، فإن التواجد الشخصي للرئيس الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ يبدو أيضًا متفوقاً على الحدث الرئيسي، حيث التقى زعيما القوتين العظميين المتصارعتين وجهاً لوجه للمرة الأولى في رئاسة بايدن قبل القمة.

وفيما قال الرئيس الصيني لبايدن، إن "العلاقات الثنائية تمر بمنعطف سيئ ولا تصب بمصلحتنا"، وإن "علينا تصحيح مسار العلاقات الثنائية وتطويرها"، عبر بايدن عن أمله في تجنب أي نزاع بين واشنطن وبكين، قائلاً: "العالم ينتظر منا لعب دور أساسي في مواجهة الأزمات".

قمة العشرين التي كان من شأنها مُناقشة السياسات المُتعلقة بتعزيز الاستقرار المالي الدولي، جمعت دولاً متناحرة ومتنافسة اقتصادياً وسياسياً، وخرجت القمه بتباين وتناقضات بين أعضائها بفعل الانقسامات الجيوسياسية واختلاف في الرؤى والتوجهات والمواقف من الحرب الاوكرانيه بين الدول الأعضاء المشاركة في القمة فقد كانت المشاركة الروسية ضعيفة وفشلت .. محاولات لاحتواء الصين

في حين أن شعار قمة هذا العام هو "تعافوا معاً، وبشكل أقوى"، احتلت الانقسامات الجيوسياسية مركز الصدارة. فقد أمِل رئيس القمة، الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، توفير قمة العشرين فرصة لبعض أكبر القوى في العالم لتنحية خلافاتهم جانباً من أجل التركيز على معالجة التحديات العالمية الملحة للمخاطر الصحية المستمرة لـجائحة كورونا، والركود الاقتصادي الذي يلوح في الأفق، والتنمية المستدامة، إلا أنّ الحرب في أوكرانيا، وما نتج منها من أزمات اقتصادية وغذائية، ألقت بظلالها على مجموعة العشرين، إضافة إلى التوتر المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة.

وأشارت وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي، في وقت سابق، إلى "صعوبة عقد القمة وسط هذا الوضع الجيوسياسي المشحون"، وقالت: "قد تكون أصعب قمة تعقدها مجموعة العشرين".



وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة "بوليتيكو" نقلاً عن مصادر بأنّ إندونيسيا طالبت الغرب بتخفيف خطابه تجاه روسيا في قمة العشرين، لتجنب فشل التوافق على بيان ختامي.

الرئيس الإندونيسي رفض المطالبات باستبعاد روسيا عن الدعوات، وأمل في أن تكون القمة فرصة للحوار الشامل، فقام أيضاً بتوجيه دعوة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غير العضو في القمة، إلا أن الأخير امتنع عن المشاركة حضورياً، واكتفى بخطاب عبر الإنترنت، أمّا روسيا فاكتفت بمشاركة وزير خارجيتها سيرغي لافروف عوضاً عن بوتين.

وقبيل انطلاق أعمال قمة العشرين، دعت روسيا المجموعة إلى وقف الحديث عن الأمن، والتركيز على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الأكثر إلحاحاً في العالم. وصدر بيان لوزارة الخارجية الروسية إنّ من المهم أن تركز مجموعة العشرين جهودها على التهديدات الحقيقية وليس الوهمية.

وقد أصبحت قمة مجموعة العشرين والاجتماعات المرتبطة بها، منتديات للدول الأعضاء الأخرى للتعبير عن شكواهم ضد روسيا. ففي اجتماع لمجموعة العشرين في نيسان/أبريل الماضي ، نظم وزراء المالية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا انسحاباً في أثناء حديث المبعوثين الروس.

وفي اجتماع آخر لمجموعة العشرين في تموز/يوليو لوضع الأساس لقمة هذا الأسبوع، فشل الدبلوماسيون الحاضرون في إصدار بيان جماعي معتاد. وفي أيلول/سبتمبر، انهارت أيضاً الجهود المبذولة للتوصل إلى قرارات متعددة الأطراف بشأن التعليم والمناخ بسبب إدانات الحرب في أوكرانيا.

وفي حين تمت المراهنة و الاهتمام للحضور الروسي والأوكراني، فإنّ الوجود الشخصي للرئيس الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ ولقاءهما تفوق على الحدث الرئيسي.، والتقى زعيما القوتين العظميين المتناحرتين وجهاً لوجه للمرة الأولى خلال ولاية بايدن قبل القمة بيوم واحد ، وجاء اجتماعهما وسط توتر متزايد في العلاقات بين الحكومتين بسبب الخلافات بشأن السياسة التجارية وأوكرانيا وتايوان.

ونقلت "بلومبيرغ" عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ بايدن "سعى لمنع زيادة تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، كما سعى لتقليل مخاطر الأخطاء والتفسيرات المغلوطة في التواصل بين البلدين، إذ يدرك أنّ العلاقات بين الولايات المتحدة والصين هي الأهم في نواح كثيرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة".

وعقب سلسلة اجتماعات وزارية تحضيرية لقمة مجموعة العشرين، فشلت في التوصل إلى توافق بسبب الانقسامات العميقة بين الغربيين وروسيا ودول الجنوب بشأن الحرب في أوكرانيا، كثفت إندونيسيا الدولة المضيفة الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق خلال القمة. بحده الأدنى ، وفيما يتعلق بالجوانب الخاصة بالحرب، ذكر النص المواقف المتباينة للدول مما جعل من الممكن الحصول على توقيع روسيا. وهذا بمنطق القوه تكريس لمبدأ توازن القوى وتكريس للتعددية القطبية وإنهاء للتحكم الأحادي الأمريكي كقوة أحاديه قطبيه تحكم العالم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...