استوقفني الملخص المعرفي لمفهوم القراءة عند عبد علي حسن بقوله أنّ (القراءةَ حبلٌ سرّيٌ يشدّنا بأِمّنا الحياة خشية أن نضيع ) . تريثّت كثيرا قبل أن أنطلق في قراءة كتابه النقدي ( وهم المرجع في المتخيل السَردي ) مُدركاً أن القارئ وقبل ان يتوغل في أفكار كاتب ما ويبحر في متاهات الأحراش الفكرية التي مهما حاول ذلك الكاتب ان يمنحها نظاما معينا وخارطة يساعد بها القارئ على التجوال الآمن والمفيد في تلك المجاهل وجمع ثمار المعرفة الناضجة على اغصانها فلا بد له قبل ذلك ان يصطحب معه المصباح الذي يعلّقه الكاتب على مدخل النص ويمسك به جيدا ولا يغفل عنه أو يفرط به خلال رحلة القراءة فهو دليله وإنارة طريقه وبوصلته التي ترشده الى لبّ القصد والمعنى دون جهد ضائع أو مخاطر سوء الفهم وخيبة التعامل مع المضمون.
وهذه المقولة التي تعلل وتضع امامنا السببية المعللة لتجنب عبد علي حسن ارتداء ( وشاح القاضي ) الذي اعتاد عليه أغلبية النقّاد وهم يتعاملون من النصوص الأديبة ، بل تجاوزه الى وشاح آخر أكثر إشراقاً ونصاعةً ويزرع الاطمئنان لدى كل من يقرأ معالجات عبد علي حسن تحت تأثير الاحساس ان عبد علي جسن يرتدي وشاح ( المُصلِح ) الحريص على وضع أسس فكرية جديدة واضاءات ويفتح الأبواب الى فضاءات تُخرج العقل المبدع من محيط الرتابة وقوقعة الدوران حول الذات وفخ التقليد وهي بمجموعها عوامل احباط تسلب من الأدب عامةً قيمته وتشلّه وتقعده عن اداء دوره المنشود ضمن المسيرة الحضارية ، فالآداب والفنون ومنذ نشوء الحضارات تشكّل احد ركائز البناء الحضاري المعنوية السبع وهي تساهم بشكل أساس ، بل وتصنع المعيار الثابت لكل الحضارات وهو ( الأخلاق ).
وهنا تتضح الاجابة الحقيقية للسؤال الذي تعددت اجاباته ولكن لم نجد توظيفا حقيقيا لتلك الاجابات حول دور الناقد الحقيقي وهل يقتصر على حوكمة النص الأدبي واخضاعه الى مرافعة موضوعية يقوم فيها الناقد بمحاذاة النص الى جانب مسطرة ( القياس ) كما تُخضِع المحاكم أيَّ متهم لنصوص القوانين العقابية ورصد الثغرات التي يتم بوجودها ( تجريم ) النص وصاحبه ؟ أم أن للناقد دوراً آخر يتجاوز تلك المهمة الروتينية التي تؤدي الصرامة فيها وفي أغلب الأحيان الى حجب الرؤية الشاملة في جماليات ومقاصد النص من خلال التركيز على الجانب المحبط وهدر أي قيمة أخرى يمكن رصدها فيه ؟
ومن خلال قراءتي لكتاب عبد علي حسن ( وهم المرجع في المتخيل السردي ) وجدتُ فيه شرحاً مسهباً وفق مفهومه لمَلَكَة ووظيفة القراءة كفضيلة تعادل قيمتها قيمة ( الحبل السري ) للجنين وهذا الجنين هو ( عقولنا ) التي تحتاج القراءة كغذاء صحي متوازن يضمن لها النمو الصحيح ويجنبها امراض ( العوق الفكري ) والخضوع لمنطق الخرافة وفخاخ التجهيل المتعمّد, فقد وضع الناقد عبد علي حسن سياحة فكرية وتحت مظلة أشرعة علمية وفلسفية قوية البنيان نسجها من خزينه العلمي والفلسفي الهائل وعلى ( منوال ) حرصه على تقديم منهاج محبب يغادر الأرصفة والموانئ النقدية التي عطّلتها طمى الاحباط واصبحت عاجزة عن فتح مرافئها لاستقبال سفن الابداع الباحثة عن مراسٍ آمنة تمنحها الأمان ، بل ان عبد علي حسن يضع ( ومن خلال تناولاته الدقيقة للنصوص السردية في كتابه هذا ) فناراً يرشد حتى البحارة الجدد الى أسلم الطرق وأكثرها جدوى في الابحار الابداعي نحو تحقيق القصد الكامن خلف صناعة النص .
......
بابل 2022
وهذه المقولة التي تعلل وتضع امامنا السببية المعللة لتجنب عبد علي حسن ارتداء ( وشاح القاضي ) الذي اعتاد عليه أغلبية النقّاد وهم يتعاملون من النصوص الأديبة ، بل تجاوزه الى وشاح آخر أكثر إشراقاً ونصاعةً ويزرع الاطمئنان لدى كل من يقرأ معالجات عبد علي حسن تحت تأثير الاحساس ان عبد علي جسن يرتدي وشاح ( المُصلِح ) الحريص على وضع أسس فكرية جديدة واضاءات ويفتح الأبواب الى فضاءات تُخرج العقل المبدع من محيط الرتابة وقوقعة الدوران حول الذات وفخ التقليد وهي بمجموعها عوامل احباط تسلب من الأدب عامةً قيمته وتشلّه وتقعده عن اداء دوره المنشود ضمن المسيرة الحضارية ، فالآداب والفنون ومنذ نشوء الحضارات تشكّل احد ركائز البناء الحضاري المعنوية السبع وهي تساهم بشكل أساس ، بل وتصنع المعيار الثابت لكل الحضارات وهو ( الأخلاق ).
وهنا تتضح الاجابة الحقيقية للسؤال الذي تعددت اجاباته ولكن لم نجد توظيفا حقيقيا لتلك الاجابات حول دور الناقد الحقيقي وهل يقتصر على حوكمة النص الأدبي واخضاعه الى مرافعة موضوعية يقوم فيها الناقد بمحاذاة النص الى جانب مسطرة ( القياس ) كما تُخضِع المحاكم أيَّ متهم لنصوص القوانين العقابية ورصد الثغرات التي يتم بوجودها ( تجريم ) النص وصاحبه ؟ أم أن للناقد دوراً آخر يتجاوز تلك المهمة الروتينية التي تؤدي الصرامة فيها وفي أغلب الأحيان الى حجب الرؤية الشاملة في جماليات ومقاصد النص من خلال التركيز على الجانب المحبط وهدر أي قيمة أخرى يمكن رصدها فيه ؟
ومن خلال قراءتي لكتاب عبد علي حسن ( وهم المرجع في المتخيل السردي ) وجدتُ فيه شرحاً مسهباً وفق مفهومه لمَلَكَة ووظيفة القراءة كفضيلة تعادل قيمتها قيمة ( الحبل السري ) للجنين وهذا الجنين هو ( عقولنا ) التي تحتاج القراءة كغذاء صحي متوازن يضمن لها النمو الصحيح ويجنبها امراض ( العوق الفكري ) والخضوع لمنطق الخرافة وفخاخ التجهيل المتعمّد, فقد وضع الناقد عبد علي حسن سياحة فكرية وتحت مظلة أشرعة علمية وفلسفية قوية البنيان نسجها من خزينه العلمي والفلسفي الهائل وعلى ( منوال ) حرصه على تقديم منهاج محبب يغادر الأرصفة والموانئ النقدية التي عطّلتها طمى الاحباط واصبحت عاجزة عن فتح مرافئها لاستقبال سفن الابداع الباحثة عن مراسٍ آمنة تمنحها الأمان ، بل ان عبد علي حسن يضع ( ومن خلال تناولاته الدقيقة للنصوص السردية في كتابه هذا ) فناراً يرشد حتى البحارة الجدد الى أسلم الطرق وأكثرها جدوى في الابحار الابداعي نحو تحقيق القصد الكامن خلف صناعة النص .
......
بابل 2022