2
تستقي المجموعة موضوعاتها من الواقع، وتشكل لوحات متعددة المشارب تحمل في طياتها رسائل متنوعة، كلها تميل إلى نقد السلوكيات المعوجة، والتنافر الموجود في الواقع بين الذات والمجتمع، وما يتخلل هذا الواقع من أعطاب، كل ذلك بأسلوب بسيط يعتمد السخرية والنقد اللاذع.
وتجدر الإشارة إلى أن مساحة الوجع في المجموعة فسيحة تكاد تستغرقها كاملة، فهي تشير، وانطلاقا، من قصة الغلاف الخلفي، إلى الألم الذي تشعر به الشخصيات، وما ينتابها من غضب جراء تصرفات شاذة إما من أشخاص أو مؤسسات.
والقصص تتوسط الكلام والصمت وترتكز عليهما في بناء معمارها. فأول قصة تعتمد في مستهلها الصوت، أي الكلام. وآخر قصة تختتم بالصمت بعد تبادل النظرات كلغة.
بالعودة إلى القصة التي منحت اسمها للعمل ككل؛ سنجد لذة العطاء التي شعرت بها الشخصية المحورية لم ينبع من داخلها إلا بعد أن أشرفت علي الموت بفعل السرطان الذي أنهكها كما أخبرها بذلك طبيبها المعالج. في هذه الرحلة القصيرة جدا في الزمن والمتنوعة مكانا حيث نجد الأمكنة المغلقة والخاصة والأمكنة المفتوحة حيث ستصادف الفقير الطفل بائع الورد.
في الأمكنة المغلقة والخاصة ستمتع نفسها باستهلاك ما حرمت منه؛ وفي المكان العام ستكون سخية مشاعر ومالا؛ وتلك الدعوات التي سربلت بها جعلتها تشعر بلذة العطاء؛ وهنا نجد مقابلة بين اللذة الخاصة التي استمدتها من تلك الأمكنة المغلقة واللذة العامة التي استمدتها من البذل. ومن عطائها غير محدود، مما جعلها تتمني لو أنفقت مالها كله في سبيل إسعاد المحتاجين ومن ثم سعادتها.
أما القصة القصيرة جدا؛ فنجدها تقوم علي حدثين أثناء قيام المرأة بالطبخ؛ الحدث الأول التنبه إلي وقت العمل الذي دفعها إلي الذهاب إلى المقر؛ والحدث الثاني مرتبط بتذكر فرن الغاز الدي لم تطفئه. والأكيد ان التذكر سيكون سبب ألم إذ يمكن ان يترتب على فعل النسيان كارثة. وكان الساردة ومن خلالها المبدعة تنتقد عمل المرأة في البيت وخارجه؛ وتشير إلي ما يمكن أن يخلفه ذلك من آثار سلبية.
كما تنتقد في قصتها؛ انتظار؛ الفوضى العارمة التي تعتري بعض المرافق؛ وما يسببه ذلك من ضياع للوقت. فالتدبير العقلاني غائب تماما كغياب الجابي.
فهذه الفوضى تستغرق المدرسة كما المرافق العمومية، كما الشارع والبيت، مما يستدعي البحث عن علاج لها قبل الوقوع في الهاوية. تجدر الإشارة إلى أن بعض القصص تحمل بصيص الأمل في إحداث التغيير الإيجابي المنشود، إما من خلال رمزية الطفل أو من خلال المقاومة الغزاوية، أم من خلال إشارات أخر.
وتلخص قصة "انهزام" هذه الفوضى، من خلال المصائب التي نزلت على رأس شخصية النص تباعا مما جعلها تقرر العودة معلنة انهزامها.
وتنتقد المنظومة التعليمية الفاشلة في قصة؛ ضجيج؛ وآثارها على الأطراف التعليمية. وتنتهي بضربة ختامية غير متوقعة. تأكيدا على النتائج الوخيمة التي يمكن أن تقع لأي مدرس أو مدرسة في ظل تعليم فاشل.
ونلمس هه الفوضى في قصة "نشاز" من خلال اللاعدل حيث ترمي الطبقة الغنية فائض طعامها في شواطئ الفقراء ملوثة إياها؛ رغم أن هذا الفقراء بحاجة إليه، لكنها فوضى الأفكار المعبرة عن الأنانية الفاقدة لبوصلة السعادة، فلو عرفت العطاء لعفرت اللذة، لكن حبها لذاتها جعلها لا ترى مكامن البهجة والسرور، ولا أدركت مباهج الحياة الحقة.
وإذا كانت الفوضى سمة النصين السالفين؛ فإن الشعوب قد انتفضت ضده عبر المطالبة بحقوقها وضد أي إرادة تقف في وجه التغيير. بيد أن ما آلت إليه الأمور في الكثير من البلدان تخبرنا أن التغيير المنشود سيظل حلما ينتظر تحققه في المستقبل غير المعلوم. قد تكون القصة ذات حمولة ايجابية؛ لكن واقع الحال يخبرنا بعكس ذلك.
أما قصة "المستشفى العمومي" فكأنها تلخص لنا جميع الأعطاب في نص واحد، وتقدم لنا الحل المتمثل في نصيحة الطبيب، بالابتعاد التلفاز والتدريس والزوج الشرس والمذياع وقراءة الصحف بمختلف أنواعها.
فالعالم مليئ كما في قصة "عالم" بالمنغصات: الأمراض والحروب والفقر، ولا سبيل للخلاص منه إلا بتلك النصائح الآنفة الذكر. كما أنه مريض بالتفاوت الطبقي، قصة "نشاز".
أما قصة؛ بلاغ رقم 8؛ فإنها تستعير لباس الخطب السياسية التي ترمي إلى إخبار الناس بما جد؛ وهي قصة تنتقد سماسرة الانتخابات والمنتخبين الذين باعوا ماء وجههم فأضاعوا تاريخ مدنهم وتراثها بثمن بخس للأجانب ومرضى الجنس؛ ليجد السكان الأصليون أنفسهم خارج أسوار مدينتهم يكتوون بغلاء الأسعار. والقصة تؤكد الفكرة العامة التي تعبر القصص وهي الفوضى؛ الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية. وهي بانتقادها لها ترمي إلى استعادة النظام واعتماد العقلانية في التدبير حتى تستعيد الأمور نسقها وانسجامها باعتماد القانون كعنصر ننظم.
اتخذت المبدعة مراكش مسرحا لقصصها؛ واعتمدت على الأماكن المغلقة مرة والمفتوحة طورا كنوع من التنويع؛ فنجد الفصل الدراسي والمطعم ومتجر بيع العطور وبيع الملابس والمستشفى والشارع.. وهو تنويع فرضته طبيعة النص وخصوصية الأحداث؛ ولم تكن أماكن عارية من المعني بل تم اختيارها وفق ترتيب دلالي خاص بكل قصة.
في قصة؛ شياط؛ تنتقد وسائل الأعلام وما تحمله من أخبار مدمرة للأعصاب والأخلاق والقيم؛ وفي قصة ؛ساعة من أجل الأرض؛ تستحضر معاناة الأرض ودور الإنسان في ذلك ودعوته لتغيير سلوكه ولو بشكل رمزي. هكذا تكون المجموعة قد تطرقت لمجموعة من القضايا الخاصة والعامة بأسلوب ساخر ونقد لاذع يبغي توعية الناس والرفع من منسوب أخلاقهم لتجاوز الاختلالات..
أما في قصة؛ حرام؛ ص 92؛ فنجد السرد يقف ضد التطرف؛ وقذف الفتاوى دون تأمل أو تريث أو معرفة؛ وتلخص اهتمام المبدعة بما تؤمن به وما تدعو إليه من قيم إيجابية؛ تتجلي في الحب والعدالة ومناهضة الظلم والتهميش والإقصاء؛ كما تدعو إلي احترام كرامة الإنسان مما يحقق القوة والمناعة للمجتمع.
لا ينبغي نسيان استحضار قضايا الأمة وما تعيشه من غمة نتيجة تجرؤ الأمم عليها. تلك الأخبار القادمة من التلفاز قلبت فرحة الشخصيتين ترحة؛ لكن دخول الطفل وهو يغني الجهاد يمنح نفسيهما أملا في المستقبل.
ومن ضمن المواضيع التي تم إفراد حيز كبير لها في العمل؛ قضية توتر العلاقة بين الرجل والمرأة "نكد" وغيرها كثير؛ مع الإشارة إلي أن صورة الرجل؛هنا؛ كانت سيئة؛ إذ تم تصويره عاطلا يعيش علي ظهر زوجته.
كما أنه لم يقبل، في قصة "قرار" علو زوجته عليه في مكان العمل لأنها رئيسته، فيسعى إلى إذلالها والتنقيص منها، وتحويل حياتها قطعة من جحيم، فكان أن قررت التخلص من هذا العبء الثقيل، أو هكذا أوحت تلك الختمة غير التامة.. وفي الحالتين يبغي الرجل، وهو يرى البساط يسحب منه، فرض سيطرته وبسط ذكورته. وهو الفاقد للرجولة ونخوتها.
كما تطرقت الساردة في قصتها "تحرش" لهذه الظاهرة المشينة والحاطة من كرامة المرأة، حيث يتم ملاحقة الرجل للمرأة بكلمات غزلية في البداية، وحين تتمتع، يرشقها بالنابي من الكلام كنوع من حماية نفسه من الضياع.
ولا يغرب عن بال المبدعة في إطار نقدها للظواهر السلبية إفراد قصة "تقليد أعمى" لنقد الدرجة التي سار عليها شباب أيامنا هذه، في اللباس وغيره.
ونجد الساردة تفرد قصة "ثرثرة نسائية" لنقد المرأة وسلوكياتها وما تتسم به من ثرثرة، مما يشي أنها لا تنتقد الرجل لوحده بل تنتقد المرأة كذلك كلما كان النقد ضرورة. وهو ما يخلق توازنا للعمل، ويبعد عن المبدعة تهمة النسوية المتطرفة المشوهة لصورة الرجل فلا ترى فيه سوى عدو ينبغي محاربته.
مدرسة غزة. ص 5؛ عنف الرجل؛ عنف؛ ص 7. الهوية اللغوية؛ بدف عظيم؛ ص3. وعنف الرجل في؛ قرار؛ و؛ حرام؛
تستعير بعض القصص لباس الرسالة كتقنية من تقنيات القص كما في
رسالة إلى ابني في عيد ميلاده ص 41
وخذلان رسمي ص 78. أو تقنية البلاغات المتلفزة، رغبة في التنويع، وكسر رتابة الحكي، ومنح القارئ لذة القراءة.
هي قصص أو لوحات قصصية مستمدة من الواقع وصيغت بطريقة كلاسية حيث نجد البداية والوسط والنهاية، بعض هذه النهايات أتت مخيبة لتوقع القارئ، وأخرى جاءت غير تامة، نقصها يستحث القارئ على ملئها بما هو مناسب.
لقد غلبت الفكرة الصياغة، فجاءت النصوص بمثابة رسائل تبعث بها إلى القراء لتحسيسهم بلذة العطاء، فهي القادرة على بث السعادة في أرواحهم، والخروج من الفوضى العارمة التي نعيش فصولها في مختلف المجالات، وهي البلسم الذي يمكنه من علاج العلاقات المريضة وخاصة بين الرجل والمرأة؛ فالخطاب الأبيسي الذي ما زال مستمرا معنا يشوه الرجل قبل أن يشوه علاقته بزوجته.
جاءت القصص بلغة بسية تروم فضح الكثير من الاختلالات، ونقد الكثير من السلوكيات المعوجة التي تفضح عجزنا، وقد تودي بنا.
انفتحت القصص على المحلي والوطني والقومي والإنساني، خارقة الحدود بين الأجناس، مخاطبة العقول والمشاعر والأرواح، بغاية العيش في عالم منسجم يسوده الحب والوئام.
تستقي المجموعة موضوعاتها من الواقع، وتشكل لوحات متعددة المشارب تحمل في طياتها رسائل متنوعة، كلها تميل إلى نقد السلوكيات المعوجة، والتنافر الموجود في الواقع بين الذات والمجتمع، وما يتخلل هذا الواقع من أعطاب، كل ذلك بأسلوب بسيط يعتمد السخرية والنقد اللاذع.
وتجدر الإشارة إلى أن مساحة الوجع في المجموعة فسيحة تكاد تستغرقها كاملة، فهي تشير، وانطلاقا، من قصة الغلاف الخلفي، إلى الألم الذي تشعر به الشخصيات، وما ينتابها من غضب جراء تصرفات شاذة إما من أشخاص أو مؤسسات.
والقصص تتوسط الكلام والصمت وترتكز عليهما في بناء معمارها. فأول قصة تعتمد في مستهلها الصوت، أي الكلام. وآخر قصة تختتم بالصمت بعد تبادل النظرات كلغة.
بالعودة إلى القصة التي منحت اسمها للعمل ككل؛ سنجد لذة العطاء التي شعرت بها الشخصية المحورية لم ينبع من داخلها إلا بعد أن أشرفت علي الموت بفعل السرطان الذي أنهكها كما أخبرها بذلك طبيبها المعالج. في هذه الرحلة القصيرة جدا في الزمن والمتنوعة مكانا حيث نجد الأمكنة المغلقة والخاصة والأمكنة المفتوحة حيث ستصادف الفقير الطفل بائع الورد.
في الأمكنة المغلقة والخاصة ستمتع نفسها باستهلاك ما حرمت منه؛ وفي المكان العام ستكون سخية مشاعر ومالا؛ وتلك الدعوات التي سربلت بها جعلتها تشعر بلذة العطاء؛ وهنا نجد مقابلة بين اللذة الخاصة التي استمدتها من تلك الأمكنة المغلقة واللذة العامة التي استمدتها من البذل. ومن عطائها غير محدود، مما جعلها تتمني لو أنفقت مالها كله في سبيل إسعاد المحتاجين ومن ثم سعادتها.
أما القصة القصيرة جدا؛ فنجدها تقوم علي حدثين أثناء قيام المرأة بالطبخ؛ الحدث الأول التنبه إلي وقت العمل الذي دفعها إلي الذهاب إلى المقر؛ والحدث الثاني مرتبط بتذكر فرن الغاز الدي لم تطفئه. والأكيد ان التذكر سيكون سبب ألم إذ يمكن ان يترتب على فعل النسيان كارثة. وكان الساردة ومن خلالها المبدعة تنتقد عمل المرأة في البيت وخارجه؛ وتشير إلي ما يمكن أن يخلفه ذلك من آثار سلبية.
كما تنتقد في قصتها؛ انتظار؛ الفوضى العارمة التي تعتري بعض المرافق؛ وما يسببه ذلك من ضياع للوقت. فالتدبير العقلاني غائب تماما كغياب الجابي.
فهذه الفوضى تستغرق المدرسة كما المرافق العمومية، كما الشارع والبيت، مما يستدعي البحث عن علاج لها قبل الوقوع في الهاوية. تجدر الإشارة إلى أن بعض القصص تحمل بصيص الأمل في إحداث التغيير الإيجابي المنشود، إما من خلال رمزية الطفل أو من خلال المقاومة الغزاوية، أم من خلال إشارات أخر.
وتلخص قصة "انهزام" هذه الفوضى، من خلال المصائب التي نزلت على رأس شخصية النص تباعا مما جعلها تقرر العودة معلنة انهزامها.
وتنتقد المنظومة التعليمية الفاشلة في قصة؛ ضجيج؛ وآثارها على الأطراف التعليمية. وتنتهي بضربة ختامية غير متوقعة. تأكيدا على النتائج الوخيمة التي يمكن أن تقع لأي مدرس أو مدرسة في ظل تعليم فاشل.
ونلمس هه الفوضى في قصة "نشاز" من خلال اللاعدل حيث ترمي الطبقة الغنية فائض طعامها في شواطئ الفقراء ملوثة إياها؛ رغم أن هذا الفقراء بحاجة إليه، لكنها فوضى الأفكار المعبرة عن الأنانية الفاقدة لبوصلة السعادة، فلو عرفت العطاء لعفرت اللذة، لكن حبها لذاتها جعلها لا ترى مكامن البهجة والسرور، ولا أدركت مباهج الحياة الحقة.
وإذا كانت الفوضى سمة النصين السالفين؛ فإن الشعوب قد انتفضت ضده عبر المطالبة بحقوقها وضد أي إرادة تقف في وجه التغيير. بيد أن ما آلت إليه الأمور في الكثير من البلدان تخبرنا أن التغيير المنشود سيظل حلما ينتظر تحققه في المستقبل غير المعلوم. قد تكون القصة ذات حمولة ايجابية؛ لكن واقع الحال يخبرنا بعكس ذلك.
أما قصة "المستشفى العمومي" فكأنها تلخص لنا جميع الأعطاب في نص واحد، وتقدم لنا الحل المتمثل في نصيحة الطبيب، بالابتعاد التلفاز والتدريس والزوج الشرس والمذياع وقراءة الصحف بمختلف أنواعها.
فالعالم مليئ كما في قصة "عالم" بالمنغصات: الأمراض والحروب والفقر، ولا سبيل للخلاص منه إلا بتلك النصائح الآنفة الذكر. كما أنه مريض بالتفاوت الطبقي، قصة "نشاز".
أما قصة؛ بلاغ رقم 8؛ فإنها تستعير لباس الخطب السياسية التي ترمي إلى إخبار الناس بما جد؛ وهي قصة تنتقد سماسرة الانتخابات والمنتخبين الذين باعوا ماء وجههم فأضاعوا تاريخ مدنهم وتراثها بثمن بخس للأجانب ومرضى الجنس؛ ليجد السكان الأصليون أنفسهم خارج أسوار مدينتهم يكتوون بغلاء الأسعار. والقصة تؤكد الفكرة العامة التي تعبر القصص وهي الفوضى؛ الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية. وهي بانتقادها لها ترمي إلى استعادة النظام واعتماد العقلانية في التدبير حتى تستعيد الأمور نسقها وانسجامها باعتماد القانون كعنصر ننظم.
اتخذت المبدعة مراكش مسرحا لقصصها؛ واعتمدت على الأماكن المغلقة مرة والمفتوحة طورا كنوع من التنويع؛ فنجد الفصل الدراسي والمطعم ومتجر بيع العطور وبيع الملابس والمستشفى والشارع.. وهو تنويع فرضته طبيعة النص وخصوصية الأحداث؛ ولم تكن أماكن عارية من المعني بل تم اختيارها وفق ترتيب دلالي خاص بكل قصة.
في قصة؛ شياط؛ تنتقد وسائل الأعلام وما تحمله من أخبار مدمرة للأعصاب والأخلاق والقيم؛ وفي قصة ؛ساعة من أجل الأرض؛ تستحضر معاناة الأرض ودور الإنسان في ذلك ودعوته لتغيير سلوكه ولو بشكل رمزي. هكذا تكون المجموعة قد تطرقت لمجموعة من القضايا الخاصة والعامة بأسلوب ساخر ونقد لاذع يبغي توعية الناس والرفع من منسوب أخلاقهم لتجاوز الاختلالات..
أما في قصة؛ حرام؛ ص 92؛ فنجد السرد يقف ضد التطرف؛ وقذف الفتاوى دون تأمل أو تريث أو معرفة؛ وتلخص اهتمام المبدعة بما تؤمن به وما تدعو إليه من قيم إيجابية؛ تتجلي في الحب والعدالة ومناهضة الظلم والتهميش والإقصاء؛ كما تدعو إلي احترام كرامة الإنسان مما يحقق القوة والمناعة للمجتمع.
لا ينبغي نسيان استحضار قضايا الأمة وما تعيشه من غمة نتيجة تجرؤ الأمم عليها. تلك الأخبار القادمة من التلفاز قلبت فرحة الشخصيتين ترحة؛ لكن دخول الطفل وهو يغني الجهاد يمنح نفسيهما أملا في المستقبل.
ومن ضمن المواضيع التي تم إفراد حيز كبير لها في العمل؛ قضية توتر العلاقة بين الرجل والمرأة "نكد" وغيرها كثير؛ مع الإشارة إلي أن صورة الرجل؛هنا؛ كانت سيئة؛ إذ تم تصويره عاطلا يعيش علي ظهر زوجته.
كما أنه لم يقبل، في قصة "قرار" علو زوجته عليه في مكان العمل لأنها رئيسته، فيسعى إلى إذلالها والتنقيص منها، وتحويل حياتها قطعة من جحيم، فكان أن قررت التخلص من هذا العبء الثقيل، أو هكذا أوحت تلك الختمة غير التامة.. وفي الحالتين يبغي الرجل، وهو يرى البساط يسحب منه، فرض سيطرته وبسط ذكورته. وهو الفاقد للرجولة ونخوتها.
كما تطرقت الساردة في قصتها "تحرش" لهذه الظاهرة المشينة والحاطة من كرامة المرأة، حيث يتم ملاحقة الرجل للمرأة بكلمات غزلية في البداية، وحين تتمتع، يرشقها بالنابي من الكلام كنوع من حماية نفسه من الضياع.
ولا يغرب عن بال المبدعة في إطار نقدها للظواهر السلبية إفراد قصة "تقليد أعمى" لنقد الدرجة التي سار عليها شباب أيامنا هذه، في اللباس وغيره.
ونجد الساردة تفرد قصة "ثرثرة نسائية" لنقد المرأة وسلوكياتها وما تتسم به من ثرثرة، مما يشي أنها لا تنتقد الرجل لوحده بل تنتقد المرأة كذلك كلما كان النقد ضرورة. وهو ما يخلق توازنا للعمل، ويبعد عن المبدعة تهمة النسوية المتطرفة المشوهة لصورة الرجل فلا ترى فيه سوى عدو ينبغي محاربته.
مدرسة غزة. ص 5؛ عنف الرجل؛ عنف؛ ص 7. الهوية اللغوية؛ بدف عظيم؛ ص3. وعنف الرجل في؛ قرار؛ و؛ حرام؛
تستعير بعض القصص لباس الرسالة كتقنية من تقنيات القص كما في
رسالة إلى ابني في عيد ميلاده ص 41
وخذلان رسمي ص 78. أو تقنية البلاغات المتلفزة، رغبة في التنويع، وكسر رتابة الحكي، ومنح القارئ لذة القراءة.
هي قصص أو لوحات قصصية مستمدة من الواقع وصيغت بطريقة كلاسية حيث نجد البداية والوسط والنهاية، بعض هذه النهايات أتت مخيبة لتوقع القارئ، وأخرى جاءت غير تامة، نقصها يستحث القارئ على ملئها بما هو مناسب.
لقد غلبت الفكرة الصياغة، فجاءت النصوص بمثابة رسائل تبعث بها إلى القراء لتحسيسهم بلذة العطاء، فهي القادرة على بث السعادة في أرواحهم، والخروج من الفوضى العارمة التي نعيش فصولها في مختلف المجالات، وهي البلسم الذي يمكنه من علاج العلاقات المريضة وخاصة بين الرجل والمرأة؛ فالخطاب الأبيسي الذي ما زال مستمرا معنا يشوه الرجل قبل أن يشوه علاقته بزوجته.
جاءت القصص بلغة بسية تروم فضح الكثير من الاختلالات، ونقد الكثير من السلوكيات المعوجة التي تفضح عجزنا، وقد تودي بنا.
انفتحت القصص على المحلي والوطني والقومي والإنساني، خارقة الحدود بين الأجناس، مخاطبة العقول والمشاعر والأرواح، بغاية العيش في عالم منسجم يسوده الحب والوئام.