***
عندما قرأت عنوان الرواية الجديدة للروائي "محمد ساري" شدّني ذلك العنوان الذي هو اسم احدى المناطق الريفية بدائرة شرشال ، والواقعة غرب تيبازة، هذه الدائرة التي تشتمل على بلديات شرشال المدينة،وسيدي غيلاس وحجرة النص، وسيدي سميان ،حيت تمتد هذه المدينة الكبيرة شرشال بين البحر لتعانق الجبل بكل مكوناته الريقية من وديان وغابات، ومنعطفات. لقد عرف الكاتب محمد ساري كيف يعيد رسم خارطة الطفولة، وتفاصيلها عبر فترة تاريخية أيام الإستعمارالفرنسي.وهويكتب سيرة المدينة بل سيرته الذاتية التي عرف فيها كل معاناة الفقر والحرمان والقهرفي تلك البيئة الرفية،
مفاصيلها
يقدم الروائي محمد ساري في عمل للره الجديد “نيران وادي عيزر” نظرة تاريخية عن مدينة شرشال خلال السنوات الأخيرة للثورة واالتحريرية وأيام الاستقلال الأولى من خلال الرجوع إلى سيرته الذاتية بهذه المدينة الساحلية، مسلطا الضوء من خلالها على تلك المرحلة الانتقالية الأكثر أهمية في تاريخ الجزائر المعاصر.
ويتطرق هذا العمل الصادر مؤخرا باللغة العربية في 365 صفحة، الى طفولة الكاتب بإحدى القرى الجبلية الريفية المحيطة بمدينة شرشال بتيبازة، بمنطقة “وادي عيزر”، مقدما لوحة مصغرة عن الجزائر في السنوات الأخيرة للثورة والأيام الأولى للاستقلال ومتطرقا عبرها إلى أهم محطات حياته والذكريات التي بقيت راسخة في ذهنه.
يحاول الكاتب محمد ساري التطرق إلى تلك الطفولته التعيسة التي عاشها في وادي عيزر الريفية إبان الثورة وتهجيره ، هو وعائلته منها من قبل المستعمر الفرنسي الذي أمطر تلك القرية بقنابل النا بالم ذات شتاء موحش ،وأجبر جميع ساكنيها على الهروب، شيوخا وأطفالا ورضعا ونساء، قاطعين “وادي عيزر”وهم في حالة رعب شديدة وخوفهم من أن يجرفهم الواد ..وبواص الكاتب سرده للأحداث معتبرا أن تلك الأحداث المأساوية هي أكبر ما بقي راسخا في ذهنه من السنوات الأخيرة للثورة. وتعتمد الكاتب على رواية أمه التي يسرد على لسانها تلك الماساة الإجتماعية حيث يقول: على لسانها..
“إنه أرعب عبور لوادي عيزر عشته في حياتي، أبدا لم أحس بهلع يماثل هلع ذلك اليوم، انتابني رعب من أن تجرفني المياه الموحلة ولكن رعبي انصب خاصة على مصير أخيك الصغير رشيد الذي كنت أحمله على ظهري، أظن جازمة أنه لفظ أنفاسه الأخيرة مع صقيع برد ذلك العبور”. وتظل ذكريات الطفل محمد راسخة في ذاكرته لينقلها الى الأجيال التي عرفت نور الإستقال، كما بقيت في ذاكر والديه ,اخيه رشيد.
الرواية عبارة عن ملخص لتلك المأساة التي عاشها سكان شرشال ، وعاشها كل أبناء الجزائر في الأرياف والقرى والمدن حياة البؤس والقهر ..
يقدم الكاتب من خلال هذه الرواية تجربة حياة،فهو لا يكتب التاريخ،وإنما يستغل الظرف التاريخي ليسجل ذلك الواقع خارج دائرة التاريخ الرسمي للأهالي ، وتطل من صفحات الروايات ،تلك المرويات العائلية التي يمتزج فيها الواقع بالخيال، والكاتب تستند الى ذاكرة قوية بلغة بسيطة لتقريب الصورة ، والمتأمل في النص الروائي يلتمس تلك الأضواء في الكتابة كأن يقول: بأن الكاتب يفكّر بلغة ويكتب بلغة ثانية وهي العربية..،ويحاول الكاتب في صورة الغلاف عرض صورته الطفولية التي توحي بتلك المأساة التي عاشها الكاتب.، والتي ظلت شاخة أمام عينيه.
هي وقفة سريعة ردت أن أقفها على بوابة "وادي عيزر" بعيدا عن واق نيرنها فهنيئا لك صديقي الروائي محمد ساري تحيتي لك.
عندما قرأت عنوان الرواية الجديدة للروائي "محمد ساري" شدّني ذلك العنوان الذي هو اسم احدى المناطق الريفية بدائرة شرشال ، والواقعة غرب تيبازة، هذه الدائرة التي تشتمل على بلديات شرشال المدينة،وسيدي غيلاس وحجرة النص، وسيدي سميان ،حيت تمتد هذه المدينة الكبيرة شرشال بين البحر لتعانق الجبل بكل مكوناته الريقية من وديان وغابات، ومنعطفات. لقد عرف الكاتب محمد ساري كيف يعيد رسم خارطة الطفولة، وتفاصيلها عبر فترة تاريخية أيام الإستعمارالفرنسي.وهويكتب سيرة المدينة بل سيرته الذاتية التي عرف فيها كل معاناة الفقر والحرمان والقهرفي تلك البيئة الرفية،
مفاصيلها
يقدم الروائي محمد ساري في عمل للره الجديد “نيران وادي عيزر” نظرة تاريخية عن مدينة شرشال خلال السنوات الأخيرة للثورة واالتحريرية وأيام الاستقلال الأولى من خلال الرجوع إلى سيرته الذاتية بهذه المدينة الساحلية، مسلطا الضوء من خلالها على تلك المرحلة الانتقالية الأكثر أهمية في تاريخ الجزائر المعاصر.
ويتطرق هذا العمل الصادر مؤخرا باللغة العربية في 365 صفحة، الى طفولة الكاتب بإحدى القرى الجبلية الريفية المحيطة بمدينة شرشال بتيبازة، بمنطقة “وادي عيزر”، مقدما لوحة مصغرة عن الجزائر في السنوات الأخيرة للثورة والأيام الأولى للاستقلال ومتطرقا عبرها إلى أهم محطات حياته والذكريات التي بقيت راسخة في ذهنه.
يحاول الكاتب محمد ساري التطرق إلى تلك الطفولته التعيسة التي عاشها في وادي عيزر الريفية إبان الثورة وتهجيره ، هو وعائلته منها من قبل المستعمر الفرنسي الذي أمطر تلك القرية بقنابل النا بالم ذات شتاء موحش ،وأجبر جميع ساكنيها على الهروب، شيوخا وأطفالا ورضعا ونساء، قاطعين “وادي عيزر”وهم في حالة رعب شديدة وخوفهم من أن يجرفهم الواد ..وبواص الكاتب سرده للأحداث معتبرا أن تلك الأحداث المأساوية هي أكبر ما بقي راسخا في ذهنه من السنوات الأخيرة للثورة. وتعتمد الكاتب على رواية أمه التي يسرد على لسانها تلك الماساة الإجتماعية حيث يقول: على لسانها..
“إنه أرعب عبور لوادي عيزر عشته في حياتي، أبدا لم أحس بهلع يماثل هلع ذلك اليوم، انتابني رعب من أن تجرفني المياه الموحلة ولكن رعبي انصب خاصة على مصير أخيك الصغير رشيد الذي كنت أحمله على ظهري، أظن جازمة أنه لفظ أنفاسه الأخيرة مع صقيع برد ذلك العبور”. وتظل ذكريات الطفل محمد راسخة في ذاكرته لينقلها الى الأجيال التي عرفت نور الإستقال، كما بقيت في ذاكر والديه ,اخيه رشيد.
الرواية عبارة عن ملخص لتلك المأساة التي عاشها سكان شرشال ، وعاشها كل أبناء الجزائر في الأرياف والقرى والمدن حياة البؤس والقهر ..
يقدم الكاتب من خلال هذه الرواية تجربة حياة،فهو لا يكتب التاريخ،وإنما يستغل الظرف التاريخي ليسجل ذلك الواقع خارج دائرة التاريخ الرسمي للأهالي ، وتطل من صفحات الروايات ،تلك المرويات العائلية التي يمتزج فيها الواقع بالخيال، والكاتب تستند الى ذاكرة قوية بلغة بسيطة لتقريب الصورة ، والمتأمل في النص الروائي يلتمس تلك الأضواء في الكتابة كأن يقول: بأن الكاتب يفكّر بلغة ويكتب بلغة ثانية وهي العربية..،ويحاول الكاتب في صورة الغلاف عرض صورته الطفولية التي توحي بتلك المأساة التي عاشها الكاتب.، والتي ظلت شاخة أمام عينيه.
هي وقفة سريعة ردت أن أقفها على بوابة "وادي عيزر" بعيدا عن واق نيرنها فهنيئا لك صديقي الروائي محمد ساري تحيتي لك.