علجية عيش - حديث الصباح.. واقعنا مؤلمٌ.. من المسؤول؟

لا يمكن تحقيق التغيير بدون تربية
أحيانا يكون المجتمع السبب في تحوّل الناس عن الطريق و تراجعهم و ضعف إيمانهم، هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم، رغم التقدم العلمي و التكنولوجي كنت قد دخلت مخبزة لشراء خبز ، و لم تمض ثانية حتى توقفت سيارة بباب المخبزة ، لم اعرها اهتماما و كان صاحب المخبزة و هو شاب ملتحي ( سلفي يعني) قد اشار إليه أنظري الأخت تدخن؟، أخذت الخبز و هرعت مسرعة للخروج نحو السيارة فإذا بها متحجبة تدخن
رمقتني بنظرة متعمدة و كأنها تريد أن توجه لي رسالة بأنها حرة فيما تفعل و لا تبالي بالمجتمع
نعم هي حرة فمن منّا لم يخطئ ، و من يقول غكس ذلك فهو كاذب، وقد تكون هذه الفتاة متعمدة لتشويه صورة المحجبات، فهناك جمعيات نسوية تتعمد نشر الشبهات حول فئة المحجبات و تشويه حتى الحركات الإسلامية بل تشويه الإسلام إن صح التعبير، المهم وجب التفطن لمثل هذه المظاهر لأنها تهدم و لا تبني
الحياة طبعا تحمل اسرارا كثيرة عن أناس ظلت بهم السبل في كل أمور الدنيا، فهذا يسرق المال العام ، و ذاك يزوّر و آخر يتعاطى المخدرات، و هناك من يزني، و أناس يقتلون، أي يمارسون العنف ، و البعض يرتشي و آخرون يطعنون في اعراض الناس و في شرفهم في السر و في العلانية ، الظاهة انتشرت و تزداد انتشارا ، حتى التلاميذ يغشون في الإمتحان ، و المعلم لا يقوم بواجبه كمربي من أجل تقديم دروس خصوصية، أي أنه يبتز أولياء التلاميذ بغية الحصول على المال ، و المرقي و البناء يغش في الإسمنت و الحديد، و الجزار و بائع الخض يغش في السلعة و في الميزان و بائع الحليب (الحلاب ) يغش في الحليب ، و أمثلة كثيرة ، بمعنى أننا نعيش في مجتمع فاسد بكل معاني الفساد..
ماذا عن الفئة الأخرى؟ عن المتديّنين أتحدث..
بعض الناس يرون التدين داخل المساجد فقط، و ما عدا ذلك فهو حرٌّ فيما يفعلُ
لا يا حبيبي، شيئ جميل أن تكون حمامة المسحد، و شيئ جميل أن يعتكف المؤمن المتدين في المسجد يتعبد الله، لكن العمل عبادة ، و رفع المنكرات واجب على كل مسلم يعرف مهو دوره في المجتمع
التدين سلوكٌ مع نفسك أولا، اي أنك تكون صادقا مع نفسك و مع الله، ثم مع أسرتك و أهلك ( من كان له بنتان أو أختان..) و المحيطين بك أي الجيران، فلا تتجسس عليهم و لا تؤذيهم ثم المجتمع، أي انك تكون قدوة لمن حولكَ، فالتدين إذن سلوكٌ و ليس لباس فقط، أو الذهاب كل جمعة إلى المسجد
أما عن هذه المحجبة التي رايناها تدخن فالله وحده يعلم سريرتها، و لا أحد يمكنه الحكم عليها، أو إصدار فتوى ضدها بخصوص سلوكها، فكم من فتاوي قادت اصحابها إلى العنف و الأمثلة كثيرة و ما وقع في بلادنا و في البلاد الأخرى
المسألة لا تتوقف هنا، بل وجب تشخيص الواقع و ما نراه من جرائم، أي البحث في ماهية الجريمة و تشخيصها أيضا معرفة جذور ظهورها و من المتسبب فيها و ماهي الدوافع التي تجعل الإنسان يخرج عن الطريق و ينحدر إلى اسفل سافلين، فهل يعقل أن يكون في المجتمع المسلم امرأة تبيت في الشارع؟، و أطفال مسعفين؟ و متسولين و متسولات؟، الناس تروح و تغدو حولها و لا احد تحركت مشاعره إزاء هذه الفئة، وهل يعقل أن يكون في المجتمع المسلم سراق و قطاع طرق؟
الإصلاح و الدعوة مسؤولية كل واحد قادر على تحمل هذه المسؤولية مهما كانت عواقبها،
و الواجب لا يتوقف عند حدود تنظيم مائدة رمضان لإطعاب الفقير و عابر السبيل ، بل البحث عن حلول لرفع هذه الظواهر الفاسدة في مجتمعنا المسلم و لا اقول في المجتمع الإسلامي كي لا نعطي للمسألة طابعا سيلسيا
ما يمكن قوله هو أنه لا يتحقق التغيير بدون تربية ، فالتربية هي القاعدة الأساسية في التغيير و في الإصلاح لتحقيق مشروع المجتمع
أعرف أن كلامي هذا لن يعجب الكثير ، فالحقيقة مرة في كل الأحوال وقد يتهمونني بالتشويش
علجية عيش .. صباح الخير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...