ولد عبدالمجيد القمودي صالح في مدينة الزاوية الغربية، وفيها توفي.
قضى حياته في ليبيا.
درس المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية، والتحق بمدرسة الزاوية الثانوية؛ لكنه لم يكمل الدراسة فانتقل للدراسة بمعهد الخدمة الاجتماعية في بنغازي وحصل على الدبلوم فيه.
عمل باحثًا اجتماعيًا في دار رعاية الأحداث بطرابلس، ثم انتقل للعمل بمكتب الخدمة الاجتماعية في مدينة الزاوية.
حفظ أشعار عنترة بن شدّاد وأبي تمام والمتنبي، ثم انكبّ على قراءة نتاج الشعراء الليبيين، واطلع على أشعار السياب ونازك الملائكة، وكان شديد الإعجاب بشعر البياتي، وصلاح عبدالصبور.
نشر شعره في عدد من المجلات الليبية، منها: مجلة «الرائد»، ومجلة «الإذاعة»، كما نشرت له صحف: «الأسبوع الثقافي»، و«الثورة»، و«الشعب»، بعض أعماله.
الإنتاج الشعري:
- صدر له الدواوين التالية: «زغاريد في علبة صفيح» 1973، و«قصائد بين يدي وطني» - المنشأة العامة للنشر - طرابلس 1982، و«أغنية البحر» - 1983 .
شاعر تفعيلي، كتب في المألوف من أغراض عصره معبرًا عن قضاياه الإنسانية، تميل قصائده إلى الاعتماد على السرد القصصي، وتعد قصيدته «أبي» خير نموذج لهذا
المنحى، اعتمد فيها نظام المقاطع السردي التي تعمل على تقطيع خط الزمن، وتجعل من الأحداث مجموعة من النقاط اللامعة على خط الدراما المتصاعد.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد قبش: تاريخ الشعر العربي الحديث - دار الجيل - بيروت (د.ت) .
2 - عبدالحميد هرامة، وعمار جحيدر: الشعر الليبي في القرن العشرين - دار الكتاب الجديد المتحدة - بيروت 2002.
أبي
حين كبَّرْ
فوق صهوات خيولٍ عربيّه
كان في الركب أبي
ملءُ عينيه أمانيه النديّه
وبأعماقه إيمانُ نبي
ثغرُه يتلو بآيه
كفّه تحمل رايه
وعلى الكتف أطلّتْ بندقيّه
ونِسانا زغردتْ خلفَ الحجابْ
رشَّتِ الأمواهَ حين الركبُ غابْ
يومهَا في الحيّ ما أُوصِدَ بابْ
ما غفت عينٌ رضيّه
ما هدا قلبُ صبيٍّ،
أو صبيّه
وتتبّعتُ خطى أمّيَ
نحو «المقبره»
حملتْ في راحتيها
«مبخره»
جعلتْ «نذرًا» إذا عاد أبي
ألفَ قنّينة زيتٍ، وفتيله
وشموعًا، وذبائحْ
وترانيمَ مدائحْ
وتواشيحَ أصيله
- لجميع الناس - أحياءً
وللموتى، «وللشيخ» الولي
صاحبِ المسجدِ في شارعنا
ولوجهِ الله - إن عاد أبي
حين عَوْدُ الركبِ عند المغربِ
وعلا في الجوّ نفحٌ من بخورْ
وعلى الجمر انتظرنا
وانتظرنا
ومن الشوق سكرنا
وسكرنا
لكنِ الركبُ الذي عاد عشيّه
فوق صهوات خيولٍ عربيّه
لم يكن فيه أبي
وإذا أمّي التي تُوقد شمعه
- فوق قبر «الشيخِ»
تُطفيها بدمعه
وسألتُ الفارسَ القادم: أينَه؟
ضمّني ثم تبسّمْ
قال لي - حين تكلّمْ
إنه يغمس في النور جبينَهْ
إلى سمراء
أمَلاكٌ كـنسـيـم الـبحـر يسري = خطـوةً فـي الأرض تـرنـيـمة وَتــرِ
أوَ حـوريةُ فردوسٍ تهــادت = حـلـوةً، مكحـولة العـيـنـيــــــــن تُغري
تبسط العفّة فـي الدرب ظلالاً = غمـرتـنـي مـلأت بــالطُّهْر صدري
حجـبت عـنـي محـيّا بـــاسمًا = ومضت تختـال فـي أثـواب طهـــر
زارنـي طـيفك لـيلاً مـثلـمـــــا = قبسٌ أشـرقَ فـي لـيلة قــدر
فــــــــــــــــــرشَّ شبَّاكِيَ ورد = ثـم ولّى تـاركًا مــــــوجةَ عطر
إيـه يـا لـيبـيّةَ الـمـوطن كـم = رفعتْ عفَّتُكِ الشَّمـاء قـــــــــدْري
كلـمـا طفت بـلاد الله مـــــــــ = كـنـتِ إلا أنـتِ مدعـــــاةً لفخري
فتـنةُ الشـرق بعـيـنـيك وفـي= قَدّك الـمـيّاس نـورُ الله يســــري
يـا مـنى أمسـي ويـا حـلـمَ غدي = أنـت إلهـام أغانـيَّ وشعـري
أنـت حـبـي وأنـا قـــــدَّسته = وله يـا حـلـوتـي أسلـمتُ أمـــــري
فـاكرِمـي بـالـوصل مـن أخلص فـي = حُبِّهِ طـول الـمدى أفديك عـمري
قضى حياته في ليبيا.
درس المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية، والتحق بمدرسة الزاوية الثانوية؛ لكنه لم يكمل الدراسة فانتقل للدراسة بمعهد الخدمة الاجتماعية في بنغازي وحصل على الدبلوم فيه.
عمل باحثًا اجتماعيًا في دار رعاية الأحداث بطرابلس، ثم انتقل للعمل بمكتب الخدمة الاجتماعية في مدينة الزاوية.
حفظ أشعار عنترة بن شدّاد وأبي تمام والمتنبي، ثم انكبّ على قراءة نتاج الشعراء الليبيين، واطلع على أشعار السياب ونازك الملائكة، وكان شديد الإعجاب بشعر البياتي، وصلاح عبدالصبور.
نشر شعره في عدد من المجلات الليبية، منها: مجلة «الرائد»، ومجلة «الإذاعة»، كما نشرت له صحف: «الأسبوع الثقافي»، و«الثورة»، و«الشعب»، بعض أعماله.
الإنتاج الشعري:
- صدر له الدواوين التالية: «زغاريد في علبة صفيح» 1973، و«قصائد بين يدي وطني» - المنشأة العامة للنشر - طرابلس 1982، و«أغنية البحر» - 1983 .
شاعر تفعيلي، كتب في المألوف من أغراض عصره معبرًا عن قضاياه الإنسانية، تميل قصائده إلى الاعتماد على السرد القصصي، وتعد قصيدته «أبي» خير نموذج لهذا
المنحى، اعتمد فيها نظام المقاطع السردي التي تعمل على تقطيع خط الزمن، وتجعل من الأحداث مجموعة من النقاط اللامعة على خط الدراما المتصاعد.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد قبش: تاريخ الشعر العربي الحديث - دار الجيل - بيروت (د.ت) .
2 - عبدالحميد هرامة، وعمار جحيدر: الشعر الليبي في القرن العشرين - دار الكتاب الجديد المتحدة - بيروت 2002.
أبي
حين كبَّرْ
فوق صهوات خيولٍ عربيّه
كان في الركب أبي
ملءُ عينيه أمانيه النديّه
وبأعماقه إيمانُ نبي
ثغرُه يتلو بآيه
كفّه تحمل رايه
وعلى الكتف أطلّتْ بندقيّه
ونِسانا زغردتْ خلفَ الحجابْ
رشَّتِ الأمواهَ حين الركبُ غابْ
يومهَا في الحيّ ما أُوصِدَ بابْ
ما غفت عينٌ رضيّه
ما هدا قلبُ صبيٍّ،
أو صبيّه
وتتبّعتُ خطى أمّيَ
نحو «المقبره»
حملتْ في راحتيها
«مبخره»
جعلتْ «نذرًا» إذا عاد أبي
ألفَ قنّينة زيتٍ، وفتيله
وشموعًا، وذبائحْ
وترانيمَ مدائحْ
وتواشيحَ أصيله
- لجميع الناس - أحياءً
وللموتى، «وللشيخ» الولي
صاحبِ المسجدِ في شارعنا
ولوجهِ الله - إن عاد أبي
حين عَوْدُ الركبِ عند المغربِ
وعلا في الجوّ نفحٌ من بخورْ
وعلى الجمر انتظرنا
وانتظرنا
ومن الشوق سكرنا
وسكرنا
لكنِ الركبُ الذي عاد عشيّه
فوق صهوات خيولٍ عربيّه
لم يكن فيه أبي
وإذا أمّي التي تُوقد شمعه
- فوق قبر «الشيخِ»
تُطفيها بدمعه
وسألتُ الفارسَ القادم: أينَه؟
ضمّني ثم تبسّمْ
قال لي - حين تكلّمْ
إنه يغمس في النور جبينَهْ
إلى سمراء
أمَلاكٌ كـنسـيـم الـبحـر يسري = خطـوةً فـي الأرض تـرنـيـمة وَتــرِ
أوَ حـوريةُ فردوسٍ تهــادت = حـلـوةً، مكحـولة العـيـنـيــــــــن تُغري
تبسط العفّة فـي الدرب ظلالاً = غمـرتـنـي مـلأت بــالطُّهْر صدري
حجـبت عـنـي محـيّا بـــاسمًا = ومضت تختـال فـي أثـواب طهـــر
زارنـي طـيفك لـيلاً مـثلـمـــــا = قبسٌ أشـرقَ فـي لـيلة قــدر
فــــــــــــــــــرشَّ شبَّاكِيَ ورد = ثـم ولّى تـاركًا مــــــوجةَ عطر
إيـه يـا لـيبـيّةَ الـمـوطن كـم = رفعتْ عفَّتُكِ الشَّمـاء قـــــــــدْري
كلـمـا طفت بـلاد الله مـــــــــ = كـنـتِ إلا أنـتِ مدعـــــاةً لفخري
فتـنةُ الشـرق بعـيـنـيك وفـي= قَدّك الـمـيّاس نـورُ الله يســــري
يـا مـنى أمسـي ويـا حـلـمَ غدي = أنـت إلهـام أغانـيَّ وشعـري
أنـت حـبـي وأنـا قـــــدَّسته = وله يـا حـلـوتـي أسلـمتُ أمـــــري
فـاكرِمـي بـالـوصل مـن أخلص فـي = حُبِّهِ طـول الـمدى أفديك عـمري