في سرده قصصا مر بها الأسير عنان زاهي الشلبي في كتابه " رنين القيد " ( ٢٠٢٢ ) يروي ما حدث معه في مركز تحقيق بتاح تكفا في العام ٢٠٠٢ فترة اعتقاله والتحقيق معه وإمعان شرطيين في تعذيبه تعذيبا وحشيا ، وحين يقول ما جرى معه للمحامية علها تحق الحق تكون النتيجة على النحو الآتي :
" وقد انتهت المهزلة بعد أن اعترف الشرطيان بما قاما به بكل وقاحة ، حيث حكم عليهما بغرامة مالية غالبا ما تصل بعد الاستئناف إلى شيكل واحد ، فهذه قيمة عذابات الفلسطيني في قوانين هذا الكيان العنصري " .
ذكرني العنوان الذي اختاره عنان لسرد تجربته " الجريمة والإفلات " بعنوان رواية ( دوستوفسكي ) " الجريمة والعقاب " . هنا لا عقاب للمجرم بل إفلات ، وذكرني قوله بأن العقوبة غالبا ما تنتهي بتدفيع الشرطي المسيء شيكلا بقرش شدمي .
في العام ١٩٥٦ ارتكب الضابط شدمي مجزرة كفر قاسم التي قتل فيها ٤٩ فلسطينيا مدنيا كانوا عائدين من حقولهم مساء إلى بيوتهم . حوكم شدمي ثم صار الحكم يخف رويدا رويدا إلى أن انتهى بتغريم شدمي قرشا . ٤٩ عربيا بقرش واحد وصار العرب يعرفون شدمي بقرشه وسمي القرش قرش شدمي . استخفاف أيما استخفاف .
القرش أمام سقوط العملات والتضخم وفقدانه قيمته صار شيكلا .
اقرأوا ما قام به الشرطي مع عنان :
" وتم اقتيادي إلى مرحاض بائس ، جرى فيه تمزيق ملابسي كلها ، إذ كنت مكبل اليدين والقدمين و .... وأثناء استلقائي عاريا على أرضية المرحاض الوسخة قام أحد السجانين برش ماء النار على جسدي ، ثم أمام صراخي ... قام بالتبول على جثتي الميتة ... "
ومع أن الشرطيين هددا عنان بتصفيته ضربا ، إن أعترف ، أينما كان إلا أنه أخبر المحامية بما جرى معه .
محاكمة الشرطيين صورية والمحكمة صورية والشرطيان على يقين ببراءتهما وأن عقابهما لن يزيد عن غرامة مقدارها شيكل واحد .
يا بلاش .
كل جريمة ترتكب تتطلب عقابا ، ولكن الجرائم التي ترضى عنها السلطة ، وتتم غالبا بطلب منها ،
توجب إفلاتا . لهذا اختار عنان لقصته عنوان " الجريمة و ... وال ... وال إفلات " .
السبت ٣ / ١٢ / ٢٠٢٢ .
عادل الاسطة
" وقد انتهت المهزلة بعد أن اعترف الشرطيان بما قاما به بكل وقاحة ، حيث حكم عليهما بغرامة مالية غالبا ما تصل بعد الاستئناف إلى شيكل واحد ، فهذه قيمة عذابات الفلسطيني في قوانين هذا الكيان العنصري " .
ذكرني العنوان الذي اختاره عنان لسرد تجربته " الجريمة والإفلات " بعنوان رواية ( دوستوفسكي ) " الجريمة والعقاب " . هنا لا عقاب للمجرم بل إفلات ، وذكرني قوله بأن العقوبة غالبا ما تنتهي بتدفيع الشرطي المسيء شيكلا بقرش شدمي .
في العام ١٩٥٦ ارتكب الضابط شدمي مجزرة كفر قاسم التي قتل فيها ٤٩ فلسطينيا مدنيا كانوا عائدين من حقولهم مساء إلى بيوتهم . حوكم شدمي ثم صار الحكم يخف رويدا رويدا إلى أن انتهى بتغريم شدمي قرشا . ٤٩ عربيا بقرش واحد وصار العرب يعرفون شدمي بقرشه وسمي القرش قرش شدمي . استخفاف أيما استخفاف .
القرش أمام سقوط العملات والتضخم وفقدانه قيمته صار شيكلا .
اقرأوا ما قام به الشرطي مع عنان :
" وتم اقتيادي إلى مرحاض بائس ، جرى فيه تمزيق ملابسي كلها ، إذ كنت مكبل اليدين والقدمين و .... وأثناء استلقائي عاريا على أرضية المرحاض الوسخة قام أحد السجانين برش ماء النار على جسدي ، ثم أمام صراخي ... قام بالتبول على جثتي الميتة ... "
ومع أن الشرطيين هددا عنان بتصفيته ضربا ، إن أعترف ، أينما كان إلا أنه أخبر المحامية بما جرى معه .
محاكمة الشرطيين صورية والمحكمة صورية والشرطيان على يقين ببراءتهما وأن عقابهما لن يزيد عن غرامة مقدارها شيكل واحد .
يا بلاش .
كل جريمة ترتكب تتطلب عقابا ، ولكن الجرائم التي ترضى عنها السلطة ، وتتم غالبا بطلب منها ،
توجب إفلاتا . لهذا اختار عنان لقصته عنوان " الجريمة و ... وال ... وال إفلات " .
السبت ٣ / ١٢ / ٢٠٢٢ .
عادل الاسطة