المحامي علي ابوحبله - مطلوب موقف أوروبي فاعل وأكثر حزما ضد الممارسات العدوانية الاسرائيليه

دول الاتحاد الأوروبي ليست ضعيفة، ويمكن لها أن تقوم بدور فاعل في ملف مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن لا يبدو أنّ هناك قراراً أو رغبة بالقيام بدور من هذا النوع، أو عن التمايز فعليّاً عن الموقف الأميركي، أو الدخول في خلاف مع واشنطن بسبب هذا الملف. وما يدعم هذا الاتجاه عدم وجود شعور بأنّ المصالح الأوروبية في الشرق الأوسط، وتحديداً مع الدول العربية، قد تتضرر بسبب هذا الملف، بعكس ما كان الشعور في مراحل سابقة، مثل سبعينيات القرن الفائت. رغم الموقف الأوروبي المؤيد لتطبيق القانون والقرارات الدولية على الحق الفلسطيني، فإن القيام بشيء عملي لفرض تطبيق هذه القرارات يبدو خارج الأجندة الأوروبية، بل إنّ الموقف الأوروبي الموحد يميل في كثير من الحالات لمعارضة دور فاعل للمنظمات والمحاكم الدولية.

دول الاتحاد الأوروبي بإمكانها أن تكون قوه دوليه متوازنة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي من خلال دعم وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف سياسة الكيل بمكيالين ووفق ذلك تدعم القرارات الدولية وتنفيذها فيما يتعلق بمشروعية وشرعية القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره خاصة أن بريطانيا هي من تسببت بمأساة الشعب الفلسطيني ومسئوله عن إصدار وعد بلفور ، إن تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإلزام إسرائيل للانصياع لقرارات الأمم المتحدة وتقيدها بالاتفاقات والمعاهدات الدولية هو الكفيل بوقف عدوانها المستمر ضد الشعب الفلسطيني

مطلوب دور فاعل و متوازن للاتحاد الأوروبي بدعوته للتحقيق في استخدام إسرائيل للقوة المميتة بحق المدنيين الفلسطينيين ، فقد عبرت ممثليه الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية في تغريده نشرتها مساء الجمعة على "تويتر"، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد مستوى العنف في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

وقال الاتحاد الأوروبي: "نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد مستوى العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.. في آخر 72 ساعة فقط، قتل 10 فلسطينيين على يد قوى الأمن الإسرائيلية فيما يبدو أنه استخدام مفرط للقوة المميتة". وأضاف: "عام 2022 هو العام الأكثر دموية منذ عام 2006، حيث قُتل 140 فلسطينيا".

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى "التحقيق في وقوع الضحايا المدنيين وضمان المساءلة". وأشار الاتحاد إلى أنه ووفقا لـلقانون الدولي فإن استخدام القوة المميتة يجب أن يقتصر بشكل صارم على المواقف التي يوجد فيها تهديد خطير ووشيك للحياة.

وفي وقت سابق من يوم الجمعه ٢/١٢/٢٠٢٢ ، وثق مقطع فيديو قيام جندي إسرائيلي بإطلاق طلق الرصاص الحي على شاب فلسطيني وسط منطقة حواره قضاء نابلس من نقطة الصفر، بعد عراك بالأيدي بينهما، وأعلن عن وفاة الشاب لاحقا.

هذا الموقف يتطلب ترجمه فعليه وتحرك على مستوى مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان للمسائلة الفعلية لإسرائيل ووضع حدود لجرائمها بحق سكان الإقليم المحتل لدولة فلسطين وضرورة إلزام إسرائيل للتقيد والالتزام بقرارات الشرعية وتطبيق القرارات

دول الاتحاد الأوروبي يمكن أن يكون لها دور فعال في قضايا الشرق الأوسط وتحديدا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فيما لو توفرت الاراده السياسية لدول الاتحاد من خلال سياسة أكثر استقلاليه ومتوازنة وبعيده عن التبعية لأمريكا وسياسة الكيل بمكيالين ، لكن الضعف

في الموقف الأوروبي أدركه الكثير من الباحثين الذين اهتموا بدراسة السياسة الأوروبية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأنه نابع من عوامل شتى، منها ما يتعلق ببنية وتطور مؤسسات الاتحاد الأوروبي نفسه، وطريقة صنع القرار داخله، لا سيما المتعلق بمسائل السياسة الخارجية والأمنية الدولية، ومنها ما يتعلق بطبيعة القضايا العربية نفسها وما فيها من تعقيد، ولكن الأبرز في ذلك يكمن في قبول الاتحاد الأوروبي طواعية الحدود المرسومة له أميركيّاً بل وإسرائيليّاً، دون أن يجتهد ويسعى إلى تغيير هذا القيد، نظراً لما فيه من تغييب وتقزيم لقدرة الاتحاد على متابعة مصالحه الأساسية الكبرى في المنطقة العربية.





هذا في حين مازال الفلسطينيون يتطلعون لدور أوروبي اكثر فاعليه وذات تأثير يتعدى سياسة بيانات الادانه والاستنكار لموقف يقود لوقف سياسة العدوان والقتل ومسائلة إسرائيل عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وهذا يتطلب قرارات أكثر حزما لجهة تطبيق قرارات الشرعيه الدولية وإجبار إسرائيل للانسحاب من كافة الأراضي المحتله وضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني استنادا لقرارات الشرعية الدولية وذلك تما هيا مع الموقف الأوروبي مع قضية الحرب الروسية الاوكرانيه مما يتطلب وقف التعامل بسياسة الكيل بمكيالين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...