د. محمد عباس محمد عرابي - جهود الناقد المصري الأستاذ الدكتور /صلاح فضل (1938- 2022م) النقدية واللغوية

فقدت الساحة الأدبية والنقدية العربية عالما كبيرا وأستاذا جامعيا مرموقًا وكاتبًا ومترجما ذائع الصيت وفارس وشيخ من فرسان وشيوخ النقد ؛الناقد المصري رئيس مجمع اللغة العربية الأستاذ الدكتور / محمد صلاح الدين عبد السميع فضل (1938- 2022م) الذي غادرنا يوم السبت الموافق العاشر من ديسمبر 2022م ،وتقديرا لجهوده الأدبية والنقدية ،وبيانا لمسيرته العلمية الحافلة بالإنجاز والعطاء كان هذا المقال ،وهو يشتمل على محاور:

المحور الأول: مؤهلاته ومجال عمله :

حصل الأستاذ الدكتور /صلاح فضل (رحمه الله) على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة مدريد المركزية عام 1972م عمل أستاذا للنقد والأدب المقارن بجامعات مصر وخاصة جامعة عين شمس والأزهر والقاهرة واليمن والبحرين وأسبانيا والمكسيك وعضواً شرفياً بالجمعية الأكاديمية التاريخية الإسبانية وأستاذا بجامعة مدريد المستقلة، مستشار مكتبة الإسكندرية

وعمل عضوا المجمع العلمي المصري في 2005. وعضوا بمجمع اللغة العربية وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية .

وشارك في العديد من الفعاليات البحثية والعامة، والعديد المؤتمرات والندوات،

المحور الثاني: مؤلفاته :

له عشرات الإصدارات المؤلفة والمترجمة أبرزها: عين النقد، مناهج النقد المعاصر تكوينات نقدية ضد موت المؤلف،” علم الأسلوب مبادئه وإجراءاته“، بلاغة الخطاب وعلم النص، تأثير الثقافة الإسلامية في الكوميديا الإلهية لدانتي، لذة التجريب الروائي، وجماليات الحرية في الشعر، نبرات الخطاب الشعري، أساليب الشعرية المعاصرة، شعرية السرد، تحولات الشعرية العربية، ”أساليب السرد في الرواية العربية، منهج الواقعية في الإبداع الأدبي، أشكال التخيل، من فتات الحياة والأدب“، ،حواريات في الفكر الأدبي ”شفرات النص: دراسة سيميولوجية في الشعرية القص والقصيد ،نظرية البنائية في النقد الأدبي”إنتاج الدلالة الأدبية“، ، من الرومانث الإسباني: دراسة ونماذج ،ملحمة المغازي الموريسكية "ظواهر المسرح الإسباني“، قراءة الصورة وصور القراءة.

وترجم من الأسبانية المسرحيات والأعمال التالية: ”نجمة أشبيلية“ للكاتب لوبي دي فيغا، ”وصول الآلهة“ للكاتب أنطونيو بويرو باييخو،”الحياة حلم“ للكاتب بيدرو كالديرون دي لا باركا”حلم العقل: تاريخ الفلسفة من عصر اليونان إلى عصر النهضة“ للكاتب أنطونيو بويرو باييخو”أسطورة دون كيشوت“ للكاتب أنطونيو بويرو باييخو ،بالإضافة إلى مقالاته الأسبوعية في جريدة الأهرام.

وحصل على عدة جوائز أبرزها: جائزة الدولة التقديرية في الأدب، جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري سلطان بن علي العويس

المحور الثالث: رأيه في تعليم اللغة العربية واللغات للأطفال :

من أبرز أقواله في حواره مع الأستاذ محمود القيعي عن تعليم اللغة العربية واللغات للأطفال ما يلي:

*اللغة العربية في فترة ما كانت هي جماع العلم والمعرفة، كانت خلاصة العقل، الآن هي أداة من أدوات متعددة دخلت الصورة والحركة والموسيقى والوسائل الرقمية الحديثة، ولكن اللغة تبقى أساسا للمعرفة.

*مجمع اللغة العربية، رسالته الأولى الحفاظ على اللغة وتيسيرها وتطوير قواعدها وتوسيع كفاءتها لاستيعاب مستحدثات التطور من الآداب والفنون.

*الشعر والقرآن والنماذج اليسيرة الحلوة البديعة هي الكفيلة بأن تحبب الشباب والأطفال في اللغة العربية، والأسرة قادرة على أن تفعل ذلك.

*إن جاء شاعر معاصر الآن لكى ينشئ قصيدة مثل قصيدة حافظ، واطلع حقيقة على ارتفاع نسبة التعليم، وعلى ارتفاع نسبة الناطقين بالعربية، على ارتفاع ولع كثير من الشباب بفنون العربية، على اتساع رقعة العربية في احتواء العلوم الحديثة ومرونتها، لحمد الله كثيرا، وجعل قصيدته" العربية تفخر بنفسها " لأنها أصبحت أجمل وأرقى وأكثر شيوعا وانتشارا، ولم تصبح حكرا على شيوخ المساجد!

*وظيفة اللغة في تأكيد الهوية هي وظيفة وطنية، ولنذكر في هذا المقام قول شوقي:

وطني لو شغلت بالخلد عنه: نازعتني إليه في الخلد نفسي

*تحبيب وتقريب اللغة الى أطفالنا الصغار لن يكون بحفظ القواعد، فاللغة هي كفاءة في التعبير وقدرة على الأداء وليس كفاءة مثلا في القدرة على الإعراب.

*يجب العناية باللغة بأن نجعل التشويق والتحبيب والتقريب والتسهيل، وأن نسقيَ أطفالنا اللغة الفصحى كأنها شراب سائغ جميل بأرقى نماذجه السهلة الممتعة في المراحل الأولي.

*أثبتت الأبحاث أن من يفكر بلغتين يتضاعف ذكاؤهم

*علينا ألا نضعف قدرات الأطفال في اللغة الأجنبية، بل أن نزيدهم معرفة وعلما وتذوقا واقتدارا بلغتهم العربية، وأن نفهمهم بشكل غير مباشر أنه سيصبح أكثر ثقافة وأعلى قدرا في المجتمع كلما كان أقدر على التعبير عن نفسه وعلى كسب تعاطف المستمعين معه، وأن مهارة التحدث بلغته ومهارة الحوار سوف تضمن له النجاح، وأن إتقان اللغة الأم سوف يزيد من قدره بين أقرانه.

المحور الرابع: جهوده في مجال النقد:

يقول الأستاذ رضا عطية في مقاله "صلاح فضل. أيقونة الحداثة والتنوير" الدكتور أن الدكتور صلاح فضل "قدّم من العديد من العطاءات الثرية التي شكَّلت وثبات معرفية في مسارات الدرس النقدي العربي، التي أسهمت في الانتقال بالنقد العربي من طور النقد الانطباعي والنقد التاريخي أو الدرس المعتمد على البلاغة القديمة المعنية بقشور الظواهر الجمالية والخصائص السطحية للتعبير إلى جعل النقد علمًا يعتمد على المناهج الحداثية التي عرفتها الثقافة الغربية وعمت الفكر الثقافي والإنساني العالمي استجابة لأحدث التحولات والتطورات في المعارف الفلسفية والعلوم الإنسانية"

المحور الخامس: مقترحات:

أمام جهود الأستاذ الدكتور /صلاح فضل الأدبية والنقدية نقترح على الجامعات والمؤسسات والكليات المهتمة بالأدب والنقد عقد مؤتمر وندوة حول جهوده الأدبية والنقدية، وعقد مسابقة سنوية باسمة في مجال الأدب والنقد والترجمة من الأسبانية، وإطلاق اسمه على قاعات ومدرجات التدريس في الجامعات التي درَّس بها

المراجع:

*جريدة الأهرام: حواره الأستاذ محمود القيعى مع الدكتور صلاح فضل ، الجمعة 26 من ربيع الثاني 1442 هــ 11 ديسمبر 2020 السنة 145 العدد 48948

*رضا عطية، صلاح فضل. أيقونة الحداثة والتنوير، أخبار الأدب،

12-ديسمبر 2020م

*السيرة الذاتية للدكتور صلاح فضل ينظر :موقع ويكيبيديا، الموسوعة الحرة الموسوعة الحرة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...