د. محمد عباس محمد عرابي - نداء الرسول (صلى الله عليه وسلم) للصحابة وسؤالهم (1)

يُستخدم نداء الشخص باسمه أو بصفة من صفاته لأغراض كثيرة أبرزها جذب الانتباه ، لذا فقد نادى الرسول (صلى الله عليه وسلم) الصحابة(رضوان الله عليهم ) حيث نادى أبَا ذَرٍّ وسأله: أتَدْرِي أيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟ ونادى أبا المنذر، وسأله عن أي آية من كتاب الله معه أفضل، ونادى رجلا وقال له : يَا فُلاَنُ، مَا لَكَ؟ أَلَم تَكُ تَأمُرُ بِالمَعرُوف وَتَنْهَى عَن المُنْكَر، وسأل رجلا عما معه من القرآن مبينا فضل سورة البقرة، وسأل رجلا هل تزوج أم لا مبينا له فضل سورة الزلزلة والكافرون والنصر، ونادى فاطمة وسألها عما أخرجها من بيتها؟ ونادى أم السائب مبينا لها فضل الأمراض والصبر عليها

وفيما يلي نص الأحاديث النبوية التي قالها الرسول (صلى الله عليه وسلم) :

*يا أبَا ذَرٍّ أتَدْرِي أيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟

عن أبي ذر الغفاري قال: كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقالَ: يا أبَا ذَرٍّ أتَدْرِي أيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّهَا تَذْهَبُ حتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ، فَذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ} لَهَا ذلكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ. (1)

يا أبا المنذر ، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟:

عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255]. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر (2)

ما لك يا عائشة أغرت ؟

قال هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن ابن قسيط، حدثه أن عروة حدثه، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: ( ما لك؟ يا عائشة أغرت؟ ) فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقد جاءك شيطانك) قالت: يا رسول الله أو معي شيطان؟ قال: (نعم ) قلت: ومع كل إنسان؟ قال: ( نعم ) قلت: ومعك؟ يا رسول الله قال: (نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم). (3).

يَا فُلاَنُ، مَا لَكَ؟ أَلَم تَكُ تَأمُرُ بِالمَعرُوف وَتَنْهَى عَن المُنْكَر؟:

عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما مرفوعًا: «يُؤتَى بِالرَّجُل يَومَ القِيَامَة فَيُلْقَى في النَّار، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَاب بَطْنِه فَيدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ فِي الرَّحَى، فَيَجْتَمِع إِلَيه أَهلُ النَّارِ، فَيَقُولُون: يَا فُلاَنُ، مَا لَكَ؟ أَلَم تَكُ تَأمُرُ بِالمَعرُوف وَتَنْهَى عَن المُنْكَر؟ فيقول: بَلَى، كُنتُ آمُرُ بِالمَعرُوف وَلاَ آتِيهِ، وَأَنهَى عَن المُنكَر وَآتِيهِ». (4)

ما معك يا فلان؟ :

عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذوو عدد فاستقرأهم: كل رجل منهم يعني ما معه من القرآن ـ فأتى على رجل من أحدثهم سناً فقال: «ما معك يا فلان»؟

قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة فقال «أمعك سورة البقرة»؟ قال نعم: قال: « اذهب فأنت أميرهم » فقال رجل من أشرافهم: والله ما منعني أن أتعلم البقرة إلا خشية ألا أقوم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا القرآن واقرؤوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه كمثل جراب محشو مسكاً يفوح ريحه في كل مكان ومن تعلمه فيرقد وهو في جوفه - فمثله كمثل جراب أوكي على مسك».(5)

هل تزوجت يا فلان ؟

عن أنس بن مالك قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه : هل تزوجت يا فلان ؟ قال : لا والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوج به. قال : أليس معك (قل هو الله أحد؟) قال : بلى . قال : ثلث القرآن . قال : أليس معك (إذا جاء نصر الله والفتح؟) قال : بلى، قال : ربع القرآن . قال : أليس معك (قل يا أيها الكافرون؟) قال : بلى، قال : ربع القرآن . قال : أليس معك ( إذا زلزلت الأرض زلزالها؟ . قال : بلى ، قال : ربع القرآن . تزوج ) .. (6).

ما أخرجك يا فاطمة من بيتك ؟

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص (رضي الله عنهما )، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ بَصَرَ بِامْرَأَةٍ لَا نَظُنُّ أَنَّهُ عَرِفَهَا فَلَمَّا تَوَسَّطَ الطَّرِيقَ وَقَفَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ فَإِذَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا : " مَا أَخْرَجَكِ مِنْ بَيْتِكِ يَا فَاطِمَةُ ؟ " قَالَتْ : أَتَيْتُ أَهْلَ هَذَا الْمَيِّتِ فَتَرَحَّمْتُ إِلَيْهِمْ وَعَزَّيْتُهُمْ لِمَيِّتِهِمْ فَقَالَ : " لَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى " قَالَتْ : مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَكُونَ بَلَغْتُهَا وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ فِي ذَلِكَ مَا تَذْكُرُ فَقَالَ : " لَوْ بَلَغْتِهَا مَعَهُمْ مَا رَأَيْتِ الْجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ " (7).

ما لك يا أم السائب ؟

عن جابر بن عبد الله قال :أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل على أمِّ السَّائبِ أو أمِّ المسيَّبِ وهي تُرفرفُ فقال: ( ما لك يا أمَّ السَّائبِ أو يا أمَّ المسيَّبِ تُرفرفينَ ؟ ) قالت: الحمَّى لا بارَك اللهُ فيها فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لا تسُبِّي الحمَّى فإنَّها تُذهِبُ خطايا ابنِ آدَمَ كما يُذهِبُ الكِيرُ خبَثَ الحديدِ ) (8).

المراجع:

سلمان الدحدوح: الرسول يسأل والصحابي (رضي الله عنه )، بيروت دار البشاير الإسلامية ،1416هـ



(1) أخرجه البخاري (4802)، ومسلم (159)

(2) أخرجه مسلم (810(

(3) رواه مسلم ،كتاب صفة القيامة والجنة والنار-318



(4) متفق عليه

(5) روى الترمذي والنسائي وابن ماجه هذا لفظ رواية الترمذي، ثم قال: هذا حديث حسن، ثم رواه مرسلاً فقد أخرجه الترمذي في كتاب: فضائل القرآن – باب: ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي (2876) (ج 5/ص 156)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي برقم: (541).

(6) أخرجه الترمذي

(7) رواه أبو داود والنسائي

(8) رواه ابن حبان | 2938 |

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...