كل عام وصاحبة الجلالة أعظم لغة القرآن الكريم، لغة أهل الجنة، اللغة العربية التي نحتفل بيومها العالمي اليوم الأحد 18 ديسمبر 2022م ، وبهذه المناسبة كان هذا المقال .
بداية: كثيرة هي الأبحاث التي تناولت اللغة العربية منها على سبيل المثال "الفصحى بين حافظ والعشماوي" للباحثة دلال بنت هواش العنزي المنشورة في صحيفة الجزيرة العدد 11007رمضان 1423هـ، وإتمامًا للفائدة كان هذا المقال حول وصف اللغة العربية في شعر الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي.
فها هو شاعرنا يقول مخاطبًا اللغة العربية مبينا أن الفصحى خير نبات في فهي لغة الألفاظ الجزلة، والحس الشعري المرهف والبلاغة والمشاعر والأحاسيس، وهي لغة ثرية بالمعاني لغة تواكب العصر بكل مستجداته، وهي لغة القرآن الكريم، والإبداع الفني، مليئة بالدرر العظيمة، وفي ذلك يقول:
روضنا ما زال بالخصب نديّاً
بكرةً يثمر فينا، وعشيَّا
أنبت الفصحى لنا خير نبات
فنمت لفظا، وحساً شاعريا
وازدهت نصا بلاغيا بديعاً
يملأ النفس شعورا أريحياً
واحة يستمح الخصب ثراها
خصبهُ، يطلب منها النبع ريَّا
أيها السائل عنَّا في زمان
ذاق فيه الناس بؤساً عولميا
من جذور اللغة الفصحى انطلقنا
نملأ الدنيا صدى عذبا شجيّاً
وبها نتلو كتاب الله غضّا
مثلما أنزله الله طريَّا
لغةٌ ما سافر الإبداع فيها
سفراً، إلا أعادته فتيا
ليست البحر، ففي البحر غثاء
وهي تعطي ماءَها عذباً نقيَّا
درُّها أحلى من الدُّر وأغلى
فهي لا تحمل دُرّاً صدفيَّا
هي بحرٌ من بيان لم يخالط
ماءه ملح ولم يحمل عصيّا
لغة أسفر عنها الفجر وجهاً
ساحر العينين ريَّاف المحيَّا
ولدت في حضن تاريخ عظيم
خرجت منه لنا خلقا سويا
ويقول أيضًا مبينا أنها لغة القرآن الكريم ولغة الإبداع، وستظل إلى قيام الساعة عظيمة:
لغة القرآن نبعٌ من بيانٍ
كل ما فيها على الإبداع يشهد
ليست البحر ففي البحر أجاجٌ
وغُثاءٌ كلَّما أرغى وأزبدْ
ليست الأفق فإن الأفق يشكو
من غبار ودخانٍ يتصعَّدْ
وتظل اللغة الفصحى معيناً
بصفاء ونقاء تتفرَّدْ
وها هي اللغة العربية تتحدث عن نفسها مبينة أنها نشأت عظيمة، كريمة سخية،وهي لغة الحديث اليومي ويمدحها الجميع، ولكنها تعاتب من يفضل اللغات الأخرى عليها ،ثم تذكر فضائلها ومناقبها ،مبينة حب الرسول (صلى الله عليه وسلم ): في الحديث الذي رواه ابن عباس :أحبُّوا العربَ لثلاثٍ : لأنِّي عربيٌّ والقرآنَ عربيٌّ وكلامَ أهلِ الجنةِ عربيٌّ(أخرجه الطبراني والحاكم )،وفي هذا يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي:
أنا التي نشأت في القمم
أنا الشموخ والإباء والشمم
أنا العطاء والسخاء والكرم
أنا التي أرفع راية القيم
أنا التي بروعتي يبتهج القلم
أنا التي ينطلق اللسان بي، ويفرح النغم
أنا التي تغرد الأطيار بي، ويهدل الحمام
أنا التي تمدحني ألسنة الكرام
أنا التي ، فقلت : مهلا أوجزي واختصري الكلام
فأرعدت وأبرقت وهزت السنان
وشنفت بصوتها الأذان
وأبهجت بعطرها المكان
وانطلقت تقول : أنا التي اسكنتموها ظلمة الكهوف
أنا التي أوردتموها مورد الحتوف
تركتموها حول نفسها تطوف
وشمسها تصارع الكسوف
أنا التي تركتموها وحدها تقاوم
أبناؤها أنتم هنا وأهلها الأكارم
ولكنكم ألقمتموها حجر الهزائم
منذ اعتمدتم لغة الأعاجم
أنا التي مزقني الإعلام
وأتعبتني قسوة اللجام
أنا التي أخاطب القلوب والعقول
و أغرس الأزهار في الحقول
وأنثر الإبداع في الجبال والسهول
أنا التي شرفني بحبه الرسول
أنا التي أطرز البيان ، أحرك الوجدان
أنا التي بأحرفي يرتفع الأذان
وحين يحتدم السباق أكسب الرهان
أنا التي بأحرفي تنزل القرآن
فهل عرفت من أنا أيها الحيران
أصابني الوجوم
وخلت أني في الضحى أشاهد النجوم
و أنني في بحر حسرتي أعوم
نعم … نعم .. يا لغتي الحبيبة
أصبحت في بلادنا غريبة
تناوشتك لغة الأعاجم
ولهجات أصبحت تهاجم
تمصَّرت … تلبننت … تخليجت … تمغربت
وشرقت … وغربت … وحيرت أجيالنا … وبعدت وقربت
نعم … نعم .. يا لغة القرآن
يا لغة الجمال والكمال والبهاء ، ولغة الصفاء
يا لغة البيان يا لغة الفردوس و الجنان
لا تيأسي من فارس أصيل
تطربه سنابك الخيول
يسقيك من وفائه ما ينعش النخيل
ينال فيك شرفًا ليس له بديل
ويقول أيضًا في درته الفريد عن اللغة العربية :
في عصر يومٍ مُفعمٍ بالريح والغبارْ
بدأتْ رحلةُ النهار
منطلقاً في عملي مُرتَّبُ الأفكارْ
كؤوسُ شعري لم تكن تُدار
ولم تكنْ شموعُهُ في مهجتي تُنارْ
ولمْ يكنْ يُثيرني ولمْ يكنْ يُثارْ
لأنني في يومها لم ألثمِ الأزهارْ
وما سمعتُ يومها ترنُّم الأطيارْ
لكنَّني ..
سمعتُ في المذياعِ نشرة الأخبارْ
أوَّاهُ منها نشرة الأخبارْ
أخبارها كالريح والإعصارْ
فخبرٌ عن قصَّةِ الإعمار
هل تعرفونَ قصة الإعمارْ
إلى أن يقول :
أوَّاهُ منها نشرةُ الأخبارْ
هل تسمعونَ نشرةَ الأخبارْ ؟
يزفُّها الأثيرُوالأقمارْ
أنصحكم ـ من أجلكم ـ أنْ تقرأوا الأذكارْ
في عصر يومٍ مثقلٍ بثورة الترابْ
أصبحتُ فيهِ مُثخنَ الذَّهابِ والإيابْ
فلمْ أذق حلاوة الطعامِ والشرابْ
ولمْ تعانق ظمئي حلاوة الأكواب
بداية: كثيرة هي الأبحاث التي تناولت اللغة العربية منها على سبيل المثال "الفصحى بين حافظ والعشماوي" للباحثة دلال بنت هواش العنزي المنشورة في صحيفة الجزيرة العدد 11007رمضان 1423هـ، وإتمامًا للفائدة كان هذا المقال حول وصف اللغة العربية في شعر الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي.
فها هو شاعرنا يقول مخاطبًا اللغة العربية مبينا أن الفصحى خير نبات في فهي لغة الألفاظ الجزلة، والحس الشعري المرهف والبلاغة والمشاعر والأحاسيس، وهي لغة ثرية بالمعاني لغة تواكب العصر بكل مستجداته، وهي لغة القرآن الكريم، والإبداع الفني، مليئة بالدرر العظيمة، وفي ذلك يقول:
روضنا ما زال بالخصب نديّاً
بكرةً يثمر فينا، وعشيَّا
أنبت الفصحى لنا خير نبات
فنمت لفظا، وحساً شاعريا
وازدهت نصا بلاغيا بديعاً
يملأ النفس شعورا أريحياً
واحة يستمح الخصب ثراها
خصبهُ، يطلب منها النبع ريَّا
أيها السائل عنَّا في زمان
ذاق فيه الناس بؤساً عولميا
من جذور اللغة الفصحى انطلقنا
نملأ الدنيا صدى عذبا شجيّاً
وبها نتلو كتاب الله غضّا
مثلما أنزله الله طريَّا
لغةٌ ما سافر الإبداع فيها
سفراً، إلا أعادته فتيا
ليست البحر، ففي البحر غثاء
وهي تعطي ماءَها عذباً نقيَّا
درُّها أحلى من الدُّر وأغلى
فهي لا تحمل دُرّاً صدفيَّا
هي بحرٌ من بيان لم يخالط
ماءه ملح ولم يحمل عصيّا
لغة أسفر عنها الفجر وجهاً
ساحر العينين ريَّاف المحيَّا
ولدت في حضن تاريخ عظيم
خرجت منه لنا خلقا سويا
ويقول أيضًا مبينا أنها لغة القرآن الكريم ولغة الإبداع، وستظل إلى قيام الساعة عظيمة:
لغة القرآن نبعٌ من بيانٍ
كل ما فيها على الإبداع يشهد
ليست البحر ففي البحر أجاجٌ
وغُثاءٌ كلَّما أرغى وأزبدْ
ليست الأفق فإن الأفق يشكو
من غبار ودخانٍ يتصعَّدْ
وتظل اللغة الفصحى معيناً
بصفاء ونقاء تتفرَّدْ
وها هي اللغة العربية تتحدث عن نفسها مبينة أنها نشأت عظيمة، كريمة سخية،وهي لغة الحديث اليومي ويمدحها الجميع، ولكنها تعاتب من يفضل اللغات الأخرى عليها ،ثم تذكر فضائلها ومناقبها ،مبينة حب الرسول (صلى الله عليه وسلم ): في الحديث الذي رواه ابن عباس :أحبُّوا العربَ لثلاثٍ : لأنِّي عربيٌّ والقرآنَ عربيٌّ وكلامَ أهلِ الجنةِ عربيٌّ(أخرجه الطبراني والحاكم )،وفي هذا يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي:
أنا التي نشأت في القمم
أنا الشموخ والإباء والشمم
أنا العطاء والسخاء والكرم
أنا التي أرفع راية القيم
أنا التي بروعتي يبتهج القلم
أنا التي ينطلق اللسان بي، ويفرح النغم
أنا التي تغرد الأطيار بي، ويهدل الحمام
أنا التي تمدحني ألسنة الكرام
أنا التي ، فقلت : مهلا أوجزي واختصري الكلام
فأرعدت وأبرقت وهزت السنان
وشنفت بصوتها الأذان
وأبهجت بعطرها المكان
وانطلقت تقول : أنا التي اسكنتموها ظلمة الكهوف
أنا التي أوردتموها مورد الحتوف
تركتموها حول نفسها تطوف
وشمسها تصارع الكسوف
أنا التي تركتموها وحدها تقاوم
أبناؤها أنتم هنا وأهلها الأكارم
ولكنكم ألقمتموها حجر الهزائم
منذ اعتمدتم لغة الأعاجم
أنا التي مزقني الإعلام
وأتعبتني قسوة اللجام
أنا التي أخاطب القلوب والعقول
و أغرس الأزهار في الحقول
وأنثر الإبداع في الجبال والسهول
أنا التي شرفني بحبه الرسول
أنا التي أطرز البيان ، أحرك الوجدان
أنا التي بأحرفي يرتفع الأذان
وحين يحتدم السباق أكسب الرهان
أنا التي بأحرفي تنزل القرآن
فهل عرفت من أنا أيها الحيران
أصابني الوجوم
وخلت أني في الضحى أشاهد النجوم
و أنني في بحر حسرتي أعوم
نعم … نعم .. يا لغتي الحبيبة
أصبحت في بلادنا غريبة
تناوشتك لغة الأعاجم
ولهجات أصبحت تهاجم
تمصَّرت … تلبننت … تخليجت … تمغربت
وشرقت … وغربت … وحيرت أجيالنا … وبعدت وقربت
نعم … نعم .. يا لغة القرآن
يا لغة الجمال والكمال والبهاء ، ولغة الصفاء
يا لغة البيان يا لغة الفردوس و الجنان
لا تيأسي من فارس أصيل
تطربه سنابك الخيول
يسقيك من وفائه ما ينعش النخيل
ينال فيك شرفًا ليس له بديل
ويقول أيضًا في درته الفريد عن اللغة العربية :
في عصر يومٍ مُفعمٍ بالريح والغبارْ
بدأتْ رحلةُ النهار
منطلقاً في عملي مُرتَّبُ الأفكارْ
كؤوسُ شعري لم تكن تُدار
ولم تكنْ شموعُهُ في مهجتي تُنارْ
ولمْ يكنْ يُثيرني ولمْ يكنْ يُثارْ
لأنني في يومها لم ألثمِ الأزهارْ
وما سمعتُ يومها ترنُّم الأطيارْ
لكنَّني ..
سمعتُ في المذياعِ نشرة الأخبارْ
أوَّاهُ منها نشرة الأخبارْ
أخبارها كالريح والإعصارْ
فخبرٌ عن قصَّةِ الإعمار
هل تعرفونَ قصة الإعمارْ
إلى أن يقول :
أوَّاهُ منها نشرةُ الأخبارْ
هل تسمعونَ نشرةَ الأخبارْ ؟
يزفُّها الأثيرُوالأقمارْ
أنصحكم ـ من أجلكم ـ أنْ تقرأوا الأذكارْ
في عصر يومٍ مثقلٍ بثورة الترابْ
أصبحتُ فيهِ مُثخنَ الذَّهابِ والإيابْ
فلمْ أذق حلاوة الطعامِ والشرابْ
ولمْ تعانق ظمئي حلاوة الأكواب