بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
قل ولا تقل.
قل واكتب :
( ورد ذلك في أثناء الحديث ).
لا تقل أو تكتب :
( ورد ذلك في ثنايا الحديث )
والسبب :
أن استخدم البعض كلمة "ثنايا"
قاصدين ذكر ذلك أثناء الكلام،
خطأ لأن كلمة " ثنايا "
خصت بمعان ليس منها هذا
المعنى .
⬅ ومن المعاني التي استعملتها
العرب لكلمة " ثنايا " هي :
ثنايا الإنسان في فمه من لأضراس الأربع التي في المقدمة
الثنايا جمع " ثنية " وهي
كل عقبة ( طريق في جبل )
الثنايا أعلى مسيل في رأس
الجبل ، يرى من بعيد فيعرف
ويطلق بعضهم على رؤوس
الجبال ثنايا - وهذا قليل -
⬅ وعليه لا نجد بين هذه
المعاني المستقصاة معنا قريبا
من المعنى الذي نستعمله نحن.
قل واكتب :
( هذا الأمر " لافت " للنظر )
قل واكتب :
( هذا الأمر " ملفت " للنظر )
والسبب :
( ملفت ) اسم فاعل من
الفعل غير الثلاثي ( ألفت )
والعرب لم تستعمل الفعل
( ألفت ) قط .
( لافت ) اسم فاعل من
الفعل ( لفت ) الذي يعني :
" صرفه عن وجهه "
( لافت ) تعني إذن :
" الأمر الذي يصرف الوجوه
والتفكير نحوه "
قال الله تعالى :
( قالوا أجئتنا لتلفتنا عما
وجدنا عليه آباءنا )
" لتلفتنا " أي : لتصرفنا.
قل واكتب : ( حرمه الميراث ).
لا تقل أو تكتب : ( حرمه من الميراث )
والسبب :
أنه من الخطأ أن نجعل الفعل
" حرم " متعديا إلى مفعوله
الثاني باستعمال حرف الجر
" من "
والصواب أن يتعدى إلى مفعوليه من غير الحاجة إلى حرف جر .
فنقول :
" حرمه الإرث وحرمه حقه "
قال " جرير " :
إن الذي حرم المكارم تغلبا
جعل النبوة والخلافة فينا .
فلم يقل " حرم من المكارم تغلبا
ما ينسب للإمام علي
- رضي الله عنه -
لو كان بالحيل الغني لوجدتني
بنجوم أقطار السماء تعلقي
لكن من رزق الغنى حرظ الحجى
ضدان مفترقان أي تفرق
ولم يقل " من رزق الغنى حرم من الحجى "
قل واكتب :
مررت بقاضٍ عدل، وجاء قاضٍ عدل.
إياك أن تكتب :
مررت بقاضي عدل، أو جاء قاضي عدل.
حذاري
والسبب :
أن كل اسم نكرة منقوص،( منتهيا بالياء )، حالة الرفع والجر، تحذف ياؤه، كتابة ونطقا، ويعوض عنها بتنوين كسر.
وتثبت حالة النصب:
. شاهدت قاضيَ عدل
( قل واكتب )
" تنبيه مهم " أو : لزم التنبيه.
لا تقل أو تكتب :
" تنويه هام " " لزم التنويه.
⁉
بعضنا يستخدم كلمة :
" تنويه " قاصدا بها : " التنبيه "
وهذا خطأ ؟؟!!
( التنويه ) في اللغة يعني :
" الثناء والإشادة بشخص
معين والرفع من ذكره " أو بجهة معينة على سبيل الإشادة، والثناء.
يقول الزمخشري في كتابه
" الكشاف " :
" نوّه : نوهت به تنويها :
رفعت ذكره وشهرته ، وأردت
بذلك التنويه بك ، ونوهت بالحديث : أشدت به وأظهرته "
قال " صفي الدين الحلي "
فكيف أروم أن أجزيك صنعا
وأيسر صنعك التنويه باسمي .
أما خطأ استخدام كلمة ( هام )نفسها، فقد سبق شرحه في الحلقة الأولى، فعد إليها مشكورا.
قل واكتب : ( يتسابق علي وخالد...)
لا تقل أو تكتب: (يتسابق علي مع خالد.)
والسبب :
أن صيغة " تفاعل " من صيغ المشاركة ، وصيغ المشاركة تلزم تعدد الفاعل .
فالتسابق " مثلا " يحتاج إلى فاعلين .
والقاعدة المعروفة تقول :
إذا كان الفاعل في هذه المشاركة مفردا في اللفظ والمعنى وجبت بعده " واو "
ومثل ذلك : تخاصم، تضارب ، تشارك، تصالح.....إلخ
قل واكتب : "ورد ، وردات"جمع وردة
لا تقل أو تكتب: ورود "جمع" وردة
والسبب :
أن العرب لم تستعمل هذا الجمع لمفرد "وردة"
ويبدو أن تشابه ( الوردة مع الورود ) في الجذر اللغوي غرهم في هذا الجمع .
الأصل عن العرب جمع " وردة ) على "ورد ، وردا)
يقول " قيس بن الملوح " :
ولو لبست ثوبا من الورد خالصا
لخدش منها جلدها ورق الورد
لم يرد في كل ما هو معتل الفاء أن يجمع على " فعول "
" وهدة " لا تجمع على " وهود "
بل تجمع على " وهاد ، أوهد ، وَهد ، وهدات " مثل " وردة "
أما ( الورود ) في اللغة مصدر ورد يرد ، الورود : الحضور
والوصول .
قال الله تعالى :
"ولما ورد ماء مدين"
ويقول زهير بن أبي سلمى :
عزم الورود فآب عذبا باردا
من فوقه سد يسيل وألهب .
قل واكتب : ( أعطيت فلانا حقه )
لا تقل ( أعطيت لفلان ..)
▪الفعل " أعطى " يتعدى لمفعولين دون الحاجة لحرف جر.
قال الله تعالى :
" قال ربنا الذي أعطى كل شئ
خلقه ثم اهتدى "
قل واكتب : ( أكْفَاء ) " بتسكين الكاف وفتح الفاء "لجمع" كُفْء .
لا تقل أو تكتب: ( أكِفّاء " بكسر الكاف وتشديد الفاء " لجمع " كفء "
والسبب :
" أكفاء " بتشديد الفاء "
جمع لكلمة " كفيف "
يقول " ابن منظور " في لسان العرب " بعد الحديث عن المعاني التي تفيدها كلمة " كفء " وفلان كفء فلانة إذا كان يصلح لها بعلا ، والجمع في كل ذلك " أكفاء " بتسكين الكاف وفتح الفاء دون تشديد .
الناس من جهة التمثال أكفاء
أبوهم آدم والأم حواء .
يقول النابغة الشيباني :
من الشعراء أكْفَاء فحول
وفرّاثون إن نطقوا أساءوا .
قل واكتب : ( اقتبس الكاتب من ...)
لا تقل أو تكتب اقتبس الكاتب عن كذا ).
والسبب :
أن الفعل (اقتبس ) يتعدى بِ (من)
و هي هنا للتبعيض
و " عن " لم تأت للتبعيض.
قال الله تعالى :
" يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم "
قال الرسول
- صلى الله عليه وسلم :
" من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد "
وأنت تكتب اجمع كلمة (نية ) على ( نيات ).
فهذا هو الأصوب
ولا تجمع " نية " على " نوايا"
" وإن كان صحيحا " ⁉
والسبب :
أنه لم يرد عن العرب استعمالهم
" نوايا " جمعا لكلمة " نية "
قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم، وهو أفصح من نطق بلغة الضاد :
( إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ......).
ولم يقل إنما الأعمال بالنوايا...
أجاز " مجمع اللغة العربية بمصر " جمع " نية " على" نوايا "
قياسا على " طوايا " جمع " طوية " لارتباط معناها بالنية .
وكذا اعتمدوا على أمثلة كثيرة أخرى .
الخلاصة :
" نيات " هي الأفصح لغويا .
" نوايا " صحيحة أيضا، لكن ليست بالأصح.
لا تقل أو تكتب : ( بؤساء ) لجمع كلمة " بائس "
قل واكتب : ( بؤساء ) لجمع كلمة " بئيس "
والسبب :
أن الخطأ جاء قياسا على :
" عاقل وعقلاء ، فاضل وفضلاء "
وهذا خطأ من عدة جهات :
1⃣ " بؤساء " جمع " بئيس " وهو الشجاع المغوار ، وترد بئيس بمعنى شديد .
قال تعالى :
" بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون "
وهي نفس الشدة والشجاعة المعنية في قوله تعالى:
(..نحن أولي قوة وبأس شديد).
2⃣ لا يقاس جمع بائس على " عاقل وفاضل " فهذا الجمع سماعي وليس مطردا .
3⃣ الجمع الصحيح الذي ورد عن العرب واستعملته " لبائس " هو " بائسون " و " بُؤَس " " بُؤًس "
قال تأبط شرا :
قد ضقت من حبها ما لا يضيقني
حتى عددت من البؤس المساكين .
وشاهد آخر يقول الشاعر الجاهلي ( المتنخل ) وهو أحد نوابغ ( هذيل ) واسمه ( مالك ابن عويمرابن عثمان الهذلي ) :
لوأنه جاءني جوعان مهتلك.
من ( بؤس ) الناس عنه الخير محجوزُ.
ولم يقل: من (بؤساء) الناس.
وعليه، فإن ماجاء في بعض معاجم اللغة المتأخرة،كمجعم( الغني والرائد وما شابههما)، من أن معنى ( بؤساء) دال على الفقر،وشدة الحاجة، لايقوم على حجة قياسية،أو معنويةصحيحة وتفندها،المعاجم المعتبرة كمعجم ( لسان العرب) لابن منظور في مادة ( بأس )، ج١.
إذن : (البؤساء )،ل( فيكتور هوجو )، أو مسرحية ( البؤساء) لأمير الشعراء ( أحمد شوقي)، رحمه الله عنونتا على شائع ما استعمل خطأ في المعنى
المصادر والمراجع:
- معلمي وأستاذي : مجدي حسن حفظه الله، أينما كان.
- الفروق اللغوية لإبن جني.
- معاجم اللغة العربية.
- معاجم الأخطاء الشائعة.
- جامع الدورس العربية
- مؤلفات الدكتور : فاضل السمرائي.
- مراجع لغوية أخرى.
-----------------------------------
قل ولا تقل.
( ورد ذلك في أثناء الحديث ).
( ورد ذلك في ثنايا الحديث )
قاصدين ذكر ذلك أثناء الكلام،
خطأ
خصت بمعان ليس منها هذا
المعنى .
⬅ ومن المعاني التي استعملتها
العرب لكلمة " ثنايا " هي :
كل عقبة ( طريق في جبل )
الجبل ، يرى من بعيد فيعرف
الجبال ثنايا - وهذا قليل -
⬅ وعليه لا نجد بين هذه
المعاني المستقصاة معنا قريبا
من المعنى الذي نستعمله نحن.
والسبب :
الفعل غير الثلاثي ( ألفت )
والعرب لم تستعمل الفعل
( ألفت ) قط .
الفعل ( لفت ) الذي يعني :
" صرفه عن وجهه "
" الأمر الذي يصرف الوجوه
والتفكير نحوه "
( قالوا أجئتنا لتلفتنا عما
وجدنا عليه آباءنا )
" لتلفتنا " أي : لتصرفنا.
والسبب :
أنه من الخطأ أن نجعل الفعل
" حرم " متعديا إلى مفعوله
الثاني باستعمال حرف الجر
" من "
والصواب أن يتعدى إلى مفعوليه من غير الحاجة إلى حرف جر .
فنقول :
" حرمه الإرث وحرمه حقه "
إن الذي حرم المكارم تغلبا
جعل النبوة والخلافة فينا .
فلم يقل " حرم من المكارم تغلبا
- رضي الله عنه -
لو كان بالحيل الغني لوجدتني
بنجوم أقطار السماء تعلقي
لكن من رزق الغنى حرظ الحجى
ضدان مفترقان أي تفرق
ولم يقل " من رزق الغنى حرم من الحجى "
مررت بقاضٍ عدل، وجاء قاضٍ عدل.
مررت بقاضي عدل، أو جاء قاضي عدل.
والسبب :
وتثبت حالة النصب:
⁉
" تنويه " قاصدا بها : " التنبيه "
وهذا خطأ ؟؟!!
" الثناء والإشادة بشخص
معين والرفع من ذكره " أو بجهة معينة على سبيل الإشادة، والثناء.
" الكشاف " :
رفعت ذكره وشهرته ، وأردت
بذلك التنويه بك ، ونوهت بالحديث : أشدت به وأظهرته "
فكيف أروم أن أجزيك صنعا
وأيسر صنعك التنويه باسمي .
أن صيغة " تفاعل " من صيغ المشاركة ، وصيغ المشاركة تلزم تعدد الفاعل .
فالتسابق " مثلا " يحتاج إلى فاعلين .
والقاعدة المعروفة تقول :
إذا كان الفاعل في هذه المشاركة مفردا في اللفظ والمعنى وجبت بعده " واو "
ومثل ذلك : تخاصم، تضارب ، تشارك، تصالح.....إلخ
أن العرب لم تستعمل هذا الجمع لمفرد "وردة"
ويبدو أن تشابه ( الوردة مع الورود ) في الجذر اللغوي غرهم في هذا الجمع .
ولو لبست ثوبا من الورد خالصا
لخدش منها جلدها ورق الورد
" وهدة " لا تجمع على " وهود "
بل تجمع على " وهاد ، أوهد ، وَهد ، وهدات " مثل " وردة "
والوصول .
"ولما ورد ماء مدين"
عزم الورود فآب عذبا باردا
من فوقه سد يسيل وألهب .
▪الفعل " أعطى " يتعدى لمفعولين دون الحاجة لحرف جر.
" قال ربنا الذي أعطى كل شئ
خلقه ثم اهتدى "
والسبب :
جمع لكلمة " كفيف "
أبوهم آدم والأم حواء .
من الشعراء أكْفَاء فحول
وفرّاثون إن نطقوا أساءوا .
أن الفعل (اقتبس ) يتعدى بِ (من)
و هي هنا للتبعيض
و " عن " لم تأت للتبعيض.
" يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم "
- صلى الله عليه وسلم :
" من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد "
فهذا هو الأصوب
" وإن كان صحيحا " ⁉
أنه لم يرد عن العرب استعمالهم
" نوايا " جمعا لكلمة " نية "
- صلى الله عليه وسلم، وهو أفصح من نطق بلغة الضاد :
( إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ......).
ولم يقل إنما الأعمال بالنوايا...
قياسا على " طوايا " جمع " طوية " لارتباط معناها بالنية .
وكذا اعتمدوا على أمثلة كثيرة أخرى .
الخلاصة :
" نيات " هي الأفصح لغويا .
" نوايا " صحيحة أيضا، لكن ليست بالأصح.
والسبب :
أن الخطأ جاء قياسا على :
" عاقل وعقلاء ، فاضل وفضلاء "
وهذا خطأ من عدة جهات :
1⃣ " بؤساء " جمع " بئيس " وهو الشجاع المغوار ، وترد بئيس بمعنى شديد .
" بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون "
وهي نفس الشدة والشجاعة المعنية في قوله تعالى:
(..نحن أولي قوة وبأس شديد).
2⃣ لا يقاس جمع بائس على " عاقل وفاضل " فهذا الجمع سماعي وليس مطردا .
3⃣ الجمع الصحيح الذي ورد عن العرب واستعملته " لبائس " هو " بائسون " و " بُؤَس " " بُؤًس "
قد ضقت من حبها ما لا يضيقني
حتى عددت من البؤس المساكين .
لوأنه جاءني جوعان مهتلك.
من ( بؤس ) الناس عنه الخير محجوزُ.
إذن : (البؤساء )،ل( فيكتور هوجو )، أو مسرحية ( البؤساء) لأمير الشعراء ( أحمد شوقي)، رحمه الله عنونتا على شائع ما استعمل خطأ في المعنى
المصادر والمراجع:
- معلمي وأستاذي : مجدي حسن حفظه الله، أينما كان.
- الفروق اللغوية لإبن جني.
- معاجم اللغة العربية.
- معاجم الأخطاء الشائعة.
- جامع الدورس العربية
- مؤلفات الدكتور : فاضل السمرائي.
- مراجع لغوية أخرى.
-----------------------------------