أثارت تدوينة هاجر الريسوني بعض الجدل بعدما قالت "ما يعيب غالبية لاعبي كرة القدم السطحية والمعرفة المحدودة و قلة الوعي السياسي والثقافي، وبالتالي صعب جداً أن يكونوا قدوة للأجيال الصاعدة."
هناك فرق هائل أو بالاحرى ميزان منكسر بين تحوّل المرء إلى وجه مشهور أو أن يغدو رمزا للفضيلة المجتمعية أو #أيقونة_ملهمة في مجال من المجالات، وكيف تُسقط الشهرة عليه الأهميةَ والوزنَ الاجتماعي بفعل مستوى الإعجاب والتقدير الذي يكنه الجمهور. وقد تزيد وسائل التواصل وشركات الإعلانات وشركات بعض المنتجات بعض الهالة الإضافية.
ينبغي أن نميّز بين الشهرة، وهي عملية مركبة في المخيال العام، والوعي الثقافي والمجتمعي والسياسي الذي يُفترض وجوده لدى هؤلاء المشاهير. ويميل الجمهور نحو تحويل الشهرة إلى قدوة، أو ما يمكن الاصطلاح عليه بأَيْقَنَة Iconization الشخص ووضعه ضمن إطار ذهبي يضفي عليه المرجعية المجتمعية وبشكل خاص مرجعا للجيل الجديد. فهل سيلهم أوناحي مثلا شباب جيله بأن يلعبوا كرة القدم ويصبحوا أوناحيي المستقبل بصيغة الجمع؟ وهل لديه من الفكر والقيم والأخلاق واللغة التواصلية ليكون قدوة، وهل يستطيع بلورة الحد الفاصل بين التأثير الإيجابي والتأثير السلبي وفق متطلبات المسؤولية المجتمعية؟
ينبغي التمييز بين منحيين متوازيين: منحى الشهرة ومنحى القدوة، والإقرار بالفصل بين نظرتين مختلفتين إلى الشخص الذي اكتسب الشهرة: ١. نظرة معيارية تجعل منه من وما ينبغي أن يكون، أي إسقاط التعظيم على مكانته الاعتبارية المفترضة وتجاهل أنه كان شخصا بسيطا في تركيبته الفكرية كبقية البسطاء حتى عشية ظهوره في لحظة الشهرة، وأنه على الأرجح سيظل بالمستوى الثقافي ذاته.
٢. نظرة واقعية تعترف بمنحى الشهرة ولا تجاري بالضرورة النظرة السابقة في تخيل أو صناعة الأيقونة. وتحترس هذه النظرة من مغبة التقديس المجتمعي لشخص له إنجاز في مجال محدد، وليس عبقريا متعدد الأبعاد ومنسوب الوعي في الرياضة والفن والفكر ومجالات أخرى. ونحن ليسو بعيدين عن نجومية طوطو وازدهار الطوطووية في مغرب يدخل ما بعد الحداثة، ولم يجرب حداثة حقيقية.
يقول عالم الاجتماع الأمريكي جيفري ألكسندر في دراسة بعنوان "المشهور-الأيقونة" إن المشاهير الأيقونات موضوعات للعبادة. ويتحدث المراقبون الاجتماعيون والجمهور على حد سواء عن "الجوع الحقيقي" الذي يواجهونه لصور المشاهير والمعلومات ؛ من "شهيتهم التي لا تشبع" حول الكيفية التي أتاح بها التوسع الاستثنائي في التغطية المطبوعة والرقمية والتلفزيونية للمشاهير "فرصة للانغماس"، وأخيرًا "لإشباع الرغبة في أخبار المشاهير والقيل والقال."
يضيف ألكسندر أن الحديث عن المشاهير الأيقونات ينطوي على مفارقة مثيرة: "هذه فضيلة أخلاقية جيدة، ولكنها علم اجتماع سيء. فالمشاهير الأيقونات ليسوا خيالًا مشوهًا وكاذبًا. هم حقيقيون بالمعنى الرمزي. وإذا لم يثبتوا أنفسهم بشكل سلبي، فإنهم يفعلون ذلك بشكل أدائي. وإن لم يدلوا بوضوح، فإنهم بالتأكيد يشيرون إلى ذلك. إنها حقائق اجتماعية، وكما ذكرنا دوركهايم ، فإن الحقائق الاجتماعية أشياء."
أعود إلى نقطة البدء للفصل والوصل بين منحى الشهرة ومنحى الأيقونة للتشديد على أن الانسياق التلقائي من المستوى الأول إلى الثاني بمثابة انزلاق إرادي بحكم جاذبية الصورة والأضواء الزاهية والصحافة الصفراء.
هناك فرق هائل أو بالاحرى ميزان منكسر بين تحوّل المرء إلى وجه مشهور أو أن يغدو رمزا للفضيلة المجتمعية أو #أيقونة_ملهمة في مجال من المجالات، وكيف تُسقط الشهرة عليه الأهميةَ والوزنَ الاجتماعي بفعل مستوى الإعجاب والتقدير الذي يكنه الجمهور. وقد تزيد وسائل التواصل وشركات الإعلانات وشركات بعض المنتجات بعض الهالة الإضافية.
ينبغي أن نميّز بين الشهرة، وهي عملية مركبة في المخيال العام، والوعي الثقافي والمجتمعي والسياسي الذي يُفترض وجوده لدى هؤلاء المشاهير. ويميل الجمهور نحو تحويل الشهرة إلى قدوة، أو ما يمكن الاصطلاح عليه بأَيْقَنَة Iconization الشخص ووضعه ضمن إطار ذهبي يضفي عليه المرجعية المجتمعية وبشكل خاص مرجعا للجيل الجديد. فهل سيلهم أوناحي مثلا شباب جيله بأن يلعبوا كرة القدم ويصبحوا أوناحيي المستقبل بصيغة الجمع؟ وهل لديه من الفكر والقيم والأخلاق واللغة التواصلية ليكون قدوة، وهل يستطيع بلورة الحد الفاصل بين التأثير الإيجابي والتأثير السلبي وفق متطلبات المسؤولية المجتمعية؟
ينبغي التمييز بين منحيين متوازيين: منحى الشهرة ومنحى القدوة، والإقرار بالفصل بين نظرتين مختلفتين إلى الشخص الذي اكتسب الشهرة: ١. نظرة معيارية تجعل منه من وما ينبغي أن يكون، أي إسقاط التعظيم على مكانته الاعتبارية المفترضة وتجاهل أنه كان شخصا بسيطا في تركيبته الفكرية كبقية البسطاء حتى عشية ظهوره في لحظة الشهرة، وأنه على الأرجح سيظل بالمستوى الثقافي ذاته.
٢. نظرة واقعية تعترف بمنحى الشهرة ولا تجاري بالضرورة النظرة السابقة في تخيل أو صناعة الأيقونة. وتحترس هذه النظرة من مغبة التقديس المجتمعي لشخص له إنجاز في مجال محدد، وليس عبقريا متعدد الأبعاد ومنسوب الوعي في الرياضة والفن والفكر ومجالات أخرى. ونحن ليسو بعيدين عن نجومية طوطو وازدهار الطوطووية في مغرب يدخل ما بعد الحداثة، ولم يجرب حداثة حقيقية.
يقول عالم الاجتماع الأمريكي جيفري ألكسندر في دراسة بعنوان "المشهور-الأيقونة" إن المشاهير الأيقونات موضوعات للعبادة. ويتحدث المراقبون الاجتماعيون والجمهور على حد سواء عن "الجوع الحقيقي" الذي يواجهونه لصور المشاهير والمعلومات ؛ من "شهيتهم التي لا تشبع" حول الكيفية التي أتاح بها التوسع الاستثنائي في التغطية المطبوعة والرقمية والتلفزيونية للمشاهير "فرصة للانغماس"، وأخيرًا "لإشباع الرغبة في أخبار المشاهير والقيل والقال."
يضيف ألكسندر أن الحديث عن المشاهير الأيقونات ينطوي على مفارقة مثيرة: "هذه فضيلة أخلاقية جيدة، ولكنها علم اجتماع سيء. فالمشاهير الأيقونات ليسوا خيالًا مشوهًا وكاذبًا. هم حقيقيون بالمعنى الرمزي. وإذا لم يثبتوا أنفسهم بشكل سلبي، فإنهم يفعلون ذلك بشكل أدائي. وإن لم يدلوا بوضوح، فإنهم بالتأكيد يشيرون إلى ذلك. إنها حقائق اجتماعية، وكما ذكرنا دوركهايم ، فإن الحقائق الاجتماعية أشياء."
أعود إلى نقطة البدء للفصل والوصل بين منحى الشهرة ومنحى الأيقونة للتشديد على أن الانسياق التلقائي من المستوى الأول إلى الثاني بمثابة انزلاق إرادي بحكم جاذبية الصورة والأضواء الزاهية والصحافة الصفراء.