لا شك أن الحب شعور استثنائي لا يشبه أي شعور آخر، لأنه يخرج أجمل ما فينا وقد يكشف لنا عن جوانب لا نعلمها عن أنفسنا فإمتلاء القلب به أمرٌ عظيم والقدرة على الإستمرار فيه رغم الصعاب يشبه المشي على الحبل فوق علوٍ شاهق، وكلما كبرنا ونضجنا تغيرت نظرتنا إليه لتصبح لنا فلسفتنا الخاصة نحوه وقرائتنا المنفردة له بعيداً عن الجنون والإندفاع والإنفعال الذي كان يميز قصصنا الأولى بحثاً عن مشاعر أكثر رسوخاً وثباتاً، وبرغم أن نهايات حكاياتنا قد تتشابه فيما بينها لكن أثرها في الروح يختلف من شخصٍ لآخر، فهناك من يستطيع التخطي والبدء من جديد أياً كانت أسبابه وهناك من يتوقف قلبه وزمنه عند اللحظة التي أدرك فيها أن واحته مجرد سراب..
وقد يعتقد البعض أحياناً (بحسن نية) أن انغماسه في التعاطف مع الآخرين سيخلق له عالماً وردياً أكثر مثاليةً وصفاءاً وشفافية قد يعوضه عن ما فقده وهو ما لا يحدث بكل أسف، فالعواطف التي نعيشها ودرجة ارتباطنا بها وبأصحابها ليست متماثلة، كما أن لكل شخصٍ مكاناً لا يملؤه سواه حتى وإن كان ذلك يؤلمنا، لذا ينبغي علينا أن نفهم مشاعرنا ونفهم طبيعتها ونفهم أنفسنا والظروف التي أحاطت بكل قصةٍ عشناها لنستفيد منها كتجربةٍ تركت صدىً في أعماقنا، وبرغم أن إحساس البشر ببعضهم أمرٌ نبيل إلاّ أن البعض لا يدرك أن استهلاك العاطفة في غير محلها ومع من ليس أهلاً لها قد يستنزف الروح إلى درجةٍ لا يستطيع صاحبها فيها التعاطف مع نفسه أو مساندتها حتى وهو في أمس الحاجة إليها، حيث يشعر بأنه عارٍ وسط عاصفةٍ ثلجية تجرد فيها من كل ما حمله في قلبه ذات يوم، خاصةً عندما يتفاجأ بنفسه وحيداً بعدما كان يعتقد العكس وهو بجوار الغير..
وحقيقة النفس البشرية أنها حتى وإن كانت قنوعةً وزاهدة ومعطاءة فإنها تحتاج إلى التقدير والإحترام والمحبة والإحتواء والإهتمام لأنها جزء من تركيبتها واحتياجاتها الأساسية، كما تحتاج إلى الحكمة في التعاطي مع مشاعرها لأن للمشاعر نهايةً وحدوداً عكس ما يشاع بأنها نبعٌ لا ينضب، وإلا لما افترق أشد العشاق حباً لبعضهم أو انهارت صداقاتٌ كانت مضرب الأمثال في متانتها، فحب الذات ليس بخطيئة بل هو أساس كل حب وفي غيابه تتحول المحبة إلى مذلة لا يمكن لأي شيء ٍ أن يجمل قبحها، ولا يمكن أن تستمر أي رابطة بين البشر إلا بالعطاء المتبادل الذي يبعث الطمأنينة في النفوس ويؤكد على (حياة) تلك العلاقة واستمراريتها، خاصةً أننا بتنا في زمنٍ يحتاج فيه الإنسان دوماً إلى ما يشعره بالأمان مع غيره وسط كل ما نعيشه من تقلباتٍ تجبره على الحذر.. الحذر الذي بات جزءًا من أيامنا التي تهابها الأرواح والشمس..
خالد جهاد..
وقد يعتقد البعض أحياناً (بحسن نية) أن انغماسه في التعاطف مع الآخرين سيخلق له عالماً وردياً أكثر مثاليةً وصفاءاً وشفافية قد يعوضه عن ما فقده وهو ما لا يحدث بكل أسف، فالعواطف التي نعيشها ودرجة ارتباطنا بها وبأصحابها ليست متماثلة، كما أن لكل شخصٍ مكاناً لا يملؤه سواه حتى وإن كان ذلك يؤلمنا، لذا ينبغي علينا أن نفهم مشاعرنا ونفهم طبيعتها ونفهم أنفسنا والظروف التي أحاطت بكل قصةٍ عشناها لنستفيد منها كتجربةٍ تركت صدىً في أعماقنا، وبرغم أن إحساس البشر ببعضهم أمرٌ نبيل إلاّ أن البعض لا يدرك أن استهلاك العاطفة في غير محلها ومع من ليس أهلاً لها قد يستنزف الروح إلى درجةٍ لا يستطيع صاحبها فيها التعاطف مع نفسه أو مساندتها حتى وهو في أمس الحاجة إليها، حيث يشعر بأنه عارٍ وسط عاصفةٍ ثلجية تجرد فيها من كل ما حمله في قلبه ذات يوم، خاصةً عندما يتفاجأ بنفسه وحيداً بعدما كان يعتقد العكس وهو بجوار الغير..
وحقيقة النفس البشرية أنها حتى وإن كانت قنوعةً وزاهدة ومعطاءة فإنها تحتاج إلى التقدير والإحترام والمحبة والإحتواء والإهتمام لأنها جزء من تركيبتها واحتياجاتها الأساسية، كما تحتاج إلى الحكمة في التعاطي مع مشاعرها لأن للمشاعر نهايةً وحدوداً عكس ما يشاع بأنها نبعٌ لا ينضب، وإلا لما افترق أشد العشاق حباً لبعضهم أو انهارت صداقاتٌ كانت مضرب الأمثال في متانتها، فحب الذات ليس بخطيئة بل هو أساس كل حب وفي غيابه تتحول المحبة إلى مذلة لا يمكن لأي شيء ٍ أن يجمل قبحها، ولا يمكن أن تستمر أي رابطة بين البشر إلا بالعطاء المتبادل الذي يبعث الطمأنينة في النفوس ويؤكد على (حياة) تلك العلاقة واستمراريتها، خاصةً أننا بتنا في زمنٍ يحتاج فيه الإنسان دوماً إلى ما يشعره بالأمان مع غيره وسط كل ما نعيشه من تقلباتٍ تجبره على الحذر.. الحذر الذي بات جزءًا من أيامنا التي تهابها الأرواح والشمس..
خالد جهاد..