تمهيد:
رحم الله الدكتور أحمد خالد توفيق(العراب) فقد كان وما يزال كاتبي المفضَّل، وما تزال كتاباته تأسرني وأجد لها لذَّة لا تدانيها أيّة لذة- مهما كانت متفاوتة فنيَّا من حيث الجودة والإتقان، وخاصة سلسلة روايات (سافاري)، وقد اطلعت مؤخراً على روية (الموت الأصفر) من السلسلة نفسها، ويؤسفني أن أقول- كقارئ نهم- انطباعي عنها: إنها الأقل مستوى من حيث المحتوى الفنيِّ في سلسلة روايات(سافاري)، حتى أنني شككت في أن تكون للكاتب نفسه، وزاد شكوكي بعض الملاحظات التي يذكرها البطل علاء عبد العظيم لزوجته برنادت عن مبنى (سافاري) وما يتميز به من شكل، وهو أمر من البديهيات التي لا يحتاج الكاتب إلى أن يذكرها في خطابه إلى زوجته لأنها تعمل في فرع آخر من المؤسسة نفسها، والمبنى له نفس الشكل، وكذلك حديث البطل علاء عبد العظيم عن الدكتور رفعت إسماعيل(بطل سلسلة ما وراء الطبيعة)، وهذا أمر غير معتاد في روايات (سافاري)، ثم قرأت رأياً لأحد القراء عن بعض الأخطاء الفنية في الرواية، مثل انبهار الطبيبة بتسلق علاء قمة كليمنجارو وزيارته قبائل توركانا، وإن كان علاء قد تسلق بالفعل كليمنجارو فإنه لم يزر قبائل توركانا،(*) وهذا ما ضاعف فضولي لإعادة قراءة السلسلة قراءة متأنية من جديد بغرض التأكد من ذلك، وفي هذه القراءة الجديدة لكل الأعداد ظهرت لي بعض السمات الأسلوبيَّة المشتركة فيها، فاستخلصت الشائع منها في هذا الدراسة، ثم أخضعت رواية (الموت الأصفر) لتلك القواعد الأسلوبيَّة المستنبطة، والتي جعلتني اعتقد جازماً أنَّ رواية (الموت الأصفر) للكاتب نفسه مهما كانت الشكوك التي تحوم حولها قويَّة.
الأسلوب لغة:
يأتي لفظ أسلوب في اللغة للتعبير عن عدة معان منها ما ذكره ابن منظور في معجمه حيث يقول: "ويقال السطر من النخيل: أسلوب. وكل طريق ممتد، فهو أسلوب. قال: والأسلوب الوجه، والمذهب، يقال: أنتم في أسلوب سوء، ويجمع أساليب. والأسلوب: الطريق تأخذ فيه. والأُسلوب، بالضم: الفن؛ يقال: أخذ فلان في أساليب من القول أي أفانين منه؛ وإن أنفه لفي أسلوب إذا كان متكبرا...".(1)
ويقول الزبيدي في (تاج العروس): "الأسلوب: الوجه والمذهب. يقال: هم في أسلوب سوء. ويجمع على أساليب. وقد سلك أسلوبه: طريقته. وكلامه على أساليب حسنة. والأسلوب، بالضم: الفن. يقال: أخذ فلان في أساليب من القول، أي أفانين منه. (و) الأسلوب: (عنق الأسد)؛ لأنها لا تثني. ومن المجاز : الأسلوب : (الشموخ في الأنف). وإن أنفه لفي أسلوب إذا كان متكبرا لا يلتفت يمنى ولا يسرة.".(2)
ويتضح مما ذكر أنَّ لفظ (أسلوب) في اللغة قد يقصد به الطريق والوجهة التي يتجه إليها حقيقة أو مجازا كطريقة بعض الناس وأخذهم في أفانين القول، وما يذهبون إليه من مذاهب حسنة أو سيئة، كما يطلق مجازا على شموخ الأنف تكبرا، وهذه طريقة للتعبير عن صفة الكبر، كما يطلق على عنق الأسد لفظ أسلوب لعدم تثنيها.
الأسلوب اصطلاحا:
هنالك عدة تعريفات الأسلوب عند القدماء ومنها ما ذكره ابن خلدون في (المقدمة)، وقد نفى أن يكون أسلوب الصناعة الشعرية راجع إلى التراكيب التي موضوعها علم النحو، ولا إلى إفادة السامع المعنى على الوجه الأكمل، والذي هو موضوع علم البلاغة، ولا إلى الأوزان الشعرية، وإما مرجع ذلك كله"إلى صورة ذهنية للتراكيب المنتظمة كلية باعتبار انطباقها على تركيب خاص. وتلك الصورة ينتزعها الذهن من أعيان التراكيب وأشخاصها، ويصيرها في الخيال كالقالب أو المنوال.".(3)
وهنا يحدِّد ابن خلدون ماهية أسلوب الصناعة الشعرية لدى الشاعر، فيجعله مجرد قالب أو منوال ينسج عليه الشاعر شعره، مستفيدا من صورة ذهنية تكونت لديه، لعيبِّر بها في قالب لغوي يفيد السامع المعنى المراد، ولكن بطريقة خاصة تميز ذلك الشاعر عن غيره بهذا المنوال أو القالب التعبيري، وفي هذا لا يختلف رأي ابن خلدون في الأسلوب عن آراء بعض المحدثين الذين يعدون الأسلوب مجرد اختيار لغوي من عدة خيارات تعبيرية توفرها اللغة.
وقد أسهم المحدثون في الدراسات الأسلوبية باطلاعهم على الأبحاث اللغوية الغربية الحديثة، ونقلوا تعريفاتهم للأسلوب في مؤلفاتهم، ومن ذلك ما نقله عبد السلام المسدي في كتابه (الأسلوب والأسلوبية) من تعريف لأحد اللغويين الغربيين للأسلوب، ألا وهو اللغوي الروسي جاكبسون، والذي عرف الأسلوبية : "بأنها بحث عما يتميز به الكلام الفني عن بقية مستويات الخطاب أولا وعن سائر الفنون الإنسانية ثانيا.".(4)
كما ينقل عن لغوي آخر تعريفه الأسلوب بقوله: "يطلق الأسلوب على ما ندر ودق من خصائص الخطاب التي تبرز عبقرية الإنسان وبراعته فيما يكتب أو يلفظ.".(5) وقد نقل سعد مصلوح عن بعض الباحثين قوله عن الأسلوب بأنه: "اختيار أو انتقاء يقوم به المنشئ بسمات لغوية معينة بغرض التعبير عن موقف معين.".(6)
ويتضح من كل ما سبق ذكره من تعريفات أنَّ الأسلوب هو الطريقة المعينة التي تميز كل متحدث باللغة- أو أديباً معبراً بها- عن غيره، على الرغم من ذلك الشخص أو المبدع يستخدم خياراً لغوياً توفره اللغة ضمن إمكانياتها المتعددة، ولكن استخدامه له بقالب أو طريقة معينة جعلته يتميز عن صاحب أيِّ أسلوب عن آخر يستخدم اللغة نفسها، ولكل كاتب قوالبه الشكليَّة التي يعتمد عليها في أسلوبه، بالإضافة إلى طريقته في توظيف معارفه ومحصلته الثقافيَّة وتجاربه الخاصة في كتاباته الشخصيَّة، وتقديم كلَّ ذلك بطريقة تختص به، وتصلح أن تكون بصمة أسلوبيَّة تدلُّ عليه.
خالد أحمد توفيق(1962م- 2018م):
طبيب وأديب مصري، ولد في طنطا بمحافظة الغربية، عمل بالطب والتدريس بجانب الكتابة الأدبية، وقد أبدع في كتابة قصص الرعب والفانتازيا والخيال العلميِّ، ولُقِّب بالعرَّاب من قِبَل معجبيه، ومن سلاسله الروائية: (ما وراء الطبيعة)، (وفانتازيا)،(سافاري)،(7) والأخيرة هي موضوع هذا المقال.
الأنماط الشكليَّة في أسلوب الكاتب:
يستخدم الكاتب قوالباً تعبيريَّة ذات ألفاظ محددة في روايات (سافاري)، وسيلاحظ القارئ أنَّ هذه الألفاظ تتكرر بطرق معينة تكاد تشكل نمطاً أسلوبياً خاصاً بالكاتب، والأنماط التي يستخدمها الكاتب هي:
القالب الأول- (الحقيقة أنَّ): ويتكون هذا القالب من كلمة (الحقيقة) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، وقد يفصل بين المبتدأ(الحقيقة) والخبر(المصدر المؤول) أحياناً بضمير الفصل(هي) أو أي كلمة أو كلمات مناسبة، ولكن مع ذلك تظل السمة الأساسية لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(الحقيقة) و(أنَّ)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يقول علاء عبد العظيم عن تقصير لحظات الوداع عند سفره إلى سافاري لأول مرة:
.(8)"الحقيقة هي أنه لم يكن هناك وداع لأني عبرت الصالة سريعاً وسط الوجوه الواجمة"
2. يقول علاء عبد العظيم عن انضمام برنادت إلى الحملة وهو لا يمكنه منعها على الرغم من أنه لم يرضه ذلك: "والحقيقة المؤسية هي أن المرء لا يملك منع فتاة ليست أمه ولا أخته ولا خطيبته ولا زوجته ولا ابنته، من عمل أي شيء".(9)
3. يقول علاء عبد العظيم عن نفسه بعد التجربة، وقد وجد نفسه متهماً بجريمة قتل:
.(10)"الحقيقة أنني لم أكن على ما يرام"
4. يقول علاء عبد العظيم عن تدخين البروفسور شيلبي أمام المدير: "فالحقيقة هي أن
(شيلبي) في وضع يسمح له- سناً ومركزاً- أن يعمل ما يشاء دون أن يجرؤ أحد على أن يلومه.".(11)
5. يقول الراوي عن سفاح تورنتو: "والحقيقة نعترف أن سفاح (تورنتو) ذكي جداً.".(12)
6. يقول الراوي عن كشف المتمارضين بسرعة في سافاري: "الحقيقة هنا أن المتمارضين يفتضح أمرهم سريعاً.".(13)
7. يقول البروفسور سيماكوف لعلاء عبد العظيم وبرنادت: "الحقيقة أنني لاحظت المرة السابقة أنكما زوجان متحابان إلى. أقصى حد.".(14)
8. يقول علاء عبد العظيم عن تسلق جبل كليمنجارو: "الحقيقة أننا لم نبدأ بعد.".(15)
9. يقول علاء عبد العظيم عن برنادت، والتي لم تعد راضية عن تصرفاته بعد عودته إلى مصر: "الحقيقة أنها تقول الكثير من الكلام الفارغ.".(16)
10. يقول الدكتور جيديون في معرض اعتراضه على بعض التجارب التي تجرى في وحدة سافاري: "الحقيقة أن هذه الوحدة اتخذت منهجاً عجيباً بعض الشيء.".(17)
11. يقول علاء عبد العظيم عن الطبيب البيطري الروسي الذي أجاب بإسهاب عن سؤاله:
"الحقيقة أنني فتحت الخزان وصرت عاجزاً عن غلقه فلست مهتماً على الإطلاق بكل هذه التفاصيل.".(18)
12. يقول علاء عبد العظيم مثالاً من حجم الاعتداء الذي تعرض له الطبيب مكافادين:
.(19)"الحقيقة أنني لا أرى ما يهم في هذا الحادث التافه كي أحكيه."
13. يقول الراوي عن مرض علاء عبد العظيم بالملاريا: "الحقيقة أنهم لم يكونوا لم يعرفونه جيداً، لأنه لا يأكل اللحم هنا لأسباب دينية.".(20)
14. يقول الراوي عن موافقة المدير على السماح للروسي سيمياكوف وخطيبته بالرحلة إلى كالاهاري: "الحقيقة أنك لم توافق يا سيدي المدير.. لقد جعلتك قوى أكبر مني ومنك توافق.".(21)
15. يقول علاء عبد العظيم عن نفسه بعد الحادث الذي تعرض له: "الحقيقة أنني تحولت إلى دمية هشمها طفل شقي.".(22)
16. يقول علاء عبد العظيم عن خطئه بطهي الدجاج وأكله في غرفته ثم وصفه الدجاج بالغباء: "الحقيقة أن على من كان بيته من زجاج ألا يقذف الآخرين بالحجارة.".(23)
17. يقول علاء عبد العظيم عن: "الحقيقة أنني أصبت بالبارانويا، لدرجة رحت أبعثر الرماد، وفي ذهني أنهم يستعيدون الكتابة على الورق المحروق.".(24)
القالب الثاني- (الحق أنَّ): ويتكون هذا القالب من كلمة (الحق) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، وقد يفصل بين المبتدأ(الحق) والخبر(المصدر المؤول) أحياناً بضمير الفصل(هو)، ولكن مع ذلك تظل السمة الأساسية لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(الحق) و(أنَّ)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يصف ممرضة جميلة من الزولو تعمل في وحدة سافاري: "الحق أنها كانت جميلة لو كنت تفهم معنى الجمال الأسمر.".(25)
2. يقول الراوي عن وصف مانديسا زوجة بيكيتشا: "الحق أن الفقر جعل حياتها خشنة إلى حد لا يصدق.".(26)
3. يصف علاء موافقة أشرف صديقه على كلام السائق الذي وصف الإفريقي الذي جلس بجانبه بالقرد ، يقول عن ذلك: "الحق أن أشرف وجد هذا الكلام معقولاً.".(27)
4. يقول الراوي عن مارثا والتي تعمل في الوحدة الطبية في استحلاب سم العقارب:
الحق أنها كائناً رائعاً.. أتكلم عن (مارثا) لا العقارب.".(28) "
5. يقول علاء عبد العظيم عن إجازته وعودته إلى مصر: "الحق أنني تحملت الكثير.. أنا مرهق وقد أهملت زوجتي لفترة لا بأس بها.".(29)
6. يقول علاء عبد العظيم عن ديبورا وقد تعرضت للضرب من ربيكا:
.(30)""الحق أنها تلقت علقة ساخنة لا بأس بها.
7. يقول علاء عبد العظيم عن تفاوت مراتب الناس في وحدة سفاري في السكن والأكل:
.(31)"الحق أن وحدة سافاري تتعامل بنظام طبقي فعلاً.. هناك سادة وهناك عبيد"
8. يقول علاء عبد العظيم عن عجزه في تشخيص مرض المريض الذي يعاني من الحمى: "الحق أنني عاجز عن اتخاذ قرار.".(32)
9. يقول علاء عبد العظيم للبروفسور بارتليه عن المرضى الذين نهشت الوحوش أطرافهم: "الحق أن الأمر مريب يا سيدي.".(33)
10. يقول علاء عبد العظيم عن مريض الإيدز الذي يدخن لأنه لا يرى فارقاً بين الموت بسبب التدخين أو الأيدز: "الحق أن هناك قادراً لا بأس به من الصدق في كلامه.".(34)
11. تقول برنادت عن ممانعة أهل القرية في ترقيم أكواخهم: "والحق أن سوء فهم كاد يحدث لأن (الكيكويو) كادوا بجنون رعباً من تعاويذ السحر هذه.".(35)
12. يقول علاء عبد العظيم عن الوقت الذي قضاه مع البروفسور شيلبي يعلمه أسرار كيفية البحث على شبكة الإنترنت: "والحق أنها كانت ساعات ممتعة.".(36)
13يقول علاء عبد العظيم عن حاجته للنوم بسبب الإرهاق في العمل ليلاً: "الحق أنني كنت في أمس الحاجة للنوم حتى الظهيرة.".(37)
14. يقول إبراهيم سامبا: "الحق أنك كنت بعيد النظر.".(38)
15 يقول علاء عبد العظيم عن شهرة وعلم البروفيسور موريس بارتليه مدير وحدة سفاري في علم الميكروبات، وأنه من سادة معهد باستير على الرغم من أنَّه علاء لم يسمع به قط:
. (39)"الحق لم أجرب هذا .. ولم أقرأ اسمه قط في أي مكان إلا على جدار مكتبه"
16. يقول مختار عن حال صديقه علاء عبد العظيم وقد تورط في تجربة الظاهرة: "الحق أن بدا لي بلا فكاك.".(40)
17. يقول الراوي في وصف الرجال الأشداء الذين كانوا يدفنون شيئاً ما: "الحق أنهم كانوا أشداء فعلاً.".(41)
القالب الثالث- (المشكلة أنَّ): ويتكون هذا القالب في الغالب من كلمة (المشكلة) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، وقد يفصل بين المبتدأ(المشكلة) والخبر(المصدر المؤول) أحياناً بضمير الفصل(هي) أو أي كلمة أو كلمات مناسبة، كما تأتي الكلمة(مشكلة) أحياناً مضافة إلى اسم ظاهر أو ضمير متصل، ولكن مع ذلك تظل السمة الأساسية لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(المشكلة) و(أنَّ)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يصف علاء عبد العظيم بأنه فضولي حيث يقول: "المشكلة هي أنني فضولي.. فضولي جداً.".(42)
2. يصف المعلم كولو المصاب بالأيدز: "مشكلة كولو هي أنه يموت ببطء شديد.".(43)
3. يقول علاء عبد العظيم عن المدير: "مشكلة وهذا الرجل أنه يجدني بسهولة تامة.".(44)
4. وقال المدير عن اختفاء جثة الساحر الإفريقي: "المشكلة هي أنه لا يوجد ما يغري بسرقة جثة ساحر إفريقي عجوز.".(45)
5. قال الدكتور كليف عن الحرب التي تشنها الشركات ضد حملة إبراهيم سامبا لمكافحة عمى الأنهار: "المشكلة هي أن هذه الشركات بحاجة إلى أراضي الأنهار بشدة.".(46)
6. يقول علاء عبد العظيم عن وجوده دائما في أماكن نائية من أفريقيا: "مشكلتي مع إفريقيا من البداية هي أنني ظللت دوماً نائباً عن العواصم والمدن الكبرى.".(47)
7. يقول المفتش جاكوب محاولاً إقناع الزولو بأنَّ التسمم الذي أصابهم ليس بسبب البوير: "المشكلة هي في الكاسات التي تأكلونها.. الأطباء عرفوا السبب.".(48)
8. يقول علاء عن قيوده في محبسه في مستشفى البروفسور كاييرا: "المشكلة هي أن الحبال محكمة ومن نوع متين، فلا أمل أن تنزلق أثناء محاولتي التملص.".(49)
9. يقول علاء عبد العظيم وقد أحسَّ بالحكاك الشديد في ساعده ومعصمه وبطنه: "المشكلة هي أن الهرش لا يشبع.. لا يبعث تلك النشوة المعروفة.".(50)
10. يقول علاء عبد العظيم وقد أنكر الجميع كلَّ ما يتفوه به عن إبلاغه بمرض السل:
"المشكلة هي أنني في وضع ينثر شكوكاً لا حصر لها حول حالتي العقلية.".(51)
11. يقول الراوي عن وجود براكستون أفعى في الثلاجة: "المشكلة هي أنه خبير ثعابين.. يعرف جيداً أن الأمر هنا يختلف.".(52)
12. يصف علاء عبد العظيم أفريقيا وكونها غير مستقرة دائماً: "مشكلة إفريقيا هي أنها لا تعرف الاستقرار.. دائماً تلك الأسرة البائسة التي تفر بمتاعها القليل من الحرب.".(53)
13. قال البروفسور بارتلييه عن اتهامه لعلاء عبد العظيم عن تهمة القتل: "المشكلة هي أن تبرهن لنا عن كيفية وصول بصماتك إلى الكيس، مادمت لم تخنق الرجل؟."(54)
14. يتحدث علاء عن عالم أجرى أبحاثاً خلصت إلى انخفاض معدلات الذكاء عند الأفارقة، وبعد وفاته أعلن مساعده أنَّ أبحاثه كانت ملفقة، يقول علاء عن ذلك: "المشكلة أن الغربيين ينسون هذا الاعتراف ولا يتذكرون إلا الأبحاث نفسها.".(55)
15. يقول الطيار ثورن الذي يبحث عن ركاب الطائرة المفقودة في صحراء كالاهاري:
(56)""المشكلة أنهم في ألعن مكان من كالاهاري..المكان الذي يجوبه مسخ (سكوتي سميث)
16. يقول علاء عبد العظيم عن الإحساس بالضياع في صحراء كالاهاري: "المشكلة أن أوضاع النجوم مقلوبة.. كل شيء يتصرف بشكل خطأ في نصف الكرة الأرضية الجنوبي هذا حتى البوصلة لا تفيد.".(57)
17. يقول علاء عبد العظيم عن وصف بيته التابع لسافاري، وذلك عند تعرضه لمحاولة قتل فيه بسبب تصويره بقرة مصابة بداء جنون البقر: "المشكلة أن بيتنا طابق واحد.. وأنه محاط بحديقة.. وأنه منعزل عن (سافاري).".(58)
القالب الرابع- (صحيح أنَّ... لكن): ويتكون هذا القالب من قسمين يبدأ أولهما بكلمة (صحيح) والتي تكون خبراً في الجملة الاسمية المعبِّرة عن القسم الأول من هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول (المبتدأ) والذي يتكون من:(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، ثم يأتي القسم الثاني من هذا القالب والذي يبدأ بكلمة(لكن) والتي يكون اسمها ضميراً متصلاً وخبرها جملة، وقد يفصل بين قسمي هذا القالب (صحيح أنَّ) و(لكن) أحياناً بجملة أو عدة جمل، ولكن مع ذلك تظل السمة الأساسية لهذا القالب وجود هذين القسمين الأساسيين (صحيح أنَّ) و(لكن) معاً، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يقول علاء عبد العظيم علاقته بالطبيب التونسي بسام: "صحيح أن اختلاف لهجتينا مشكلة.. لكننا نتفاهم بالفصحى التي يفهمها العرب جميعاً.. صحيح أنه يستعمل مصطلحات فرنسية عديدة.. لكن فرنسيتي لا بأس بها.. وصحيح أنه يستعمل حرف (القاف) بإفراط.. لكنني استعمل (الهمزة) بإفراط مماثل.".(59)
2. يقول علاء عبد العظيم عن أفراد الفصيلة من المرتزقة الذين يدعون المرض: "صحيح أنهم يضعون الطبيب في موقف يعجز فيه عن تبين القرار الصحيح.. لكني واثق من أنهم- أو أكثرهم- يدعون المرض.".(60)
3. يقول الراوي عن المبنى المحلي لمنظمة الصحة العالمية في بوركينا فاسو: "صحيح أن شعار منظمة الصحة العالمية الأنيق كان مرسوماً عليه، وصحيح أن عربات اللاندروفر المميزة كانت واقفة أمامه.. لكنه كان مبنى فقيراً إلى حد مروع.".(61)
4. يقول علاء عبد العظيم عن الدكتورة سيمون وزوجها المصاب بالأيدز: "إنهما حيان على الأقل ونحن نزورهما بانتظام.. صحيح أنهما يريان الموت مراراً لكنهما يحاولان التماسك.".(62)
5. يقول علاء عبد العظيم عن انتهاء مهمته في مرافقة العالم لومبان: "صحيح أنني لم ذا عون كبير له، لكني على الأقل أدخلت بياناته إلى الحاسب الآلي.".(63)
6. يقول الراوي عن الصورة التي رسمها فنانو الشرطة للسفاح: "صحيح أنها لرجل قصير ضيق الجبهة ذي عوينات، لكن هذا يجعلها تصلح لمئات الأشخاص سواه.".(64)
7. يصف علاء عبد العظيم تسلقه جبل كيلمنجارو فيقول: "لقد اجتزنا بنجاح منطقة الغابات.. صحيح أن البرد يزداد بشكل ملحوظ، لكن أمامنا أجمل منظر يمكن للعين أن تراه في أفريقيا.".(65)
8. يقول علاء عبد العظيم في وصف زوجته الحامل برنادت عندما قدما إلى مصر فالتفت حولها خريجات اللغة الفرنسية مما شكل لها إرهاقاً زائداً: "صحيح أنها كانت تعاني عذاباً مقيماً خاصة مع الحمل الذي يجعل الدوار عادة، لكنها تماسكت."(66)
9. يقول العجوز الإفريقي مزي عن علاء عبد العظيم وزوجته برنادت: "صحيح أن الخلافات تأتي لكنهما يسمحان لها بالرحيل.".(67)
10. يقول علاء عبد العظيم عن طريقة حياته في وحدة سافاري في كينيا: "صحيح أنني مصدر متاعب أينما ذهبت يكفي أن أظهر في مكان ما، حتى تظهر المؤامرات والدسائس والموت والشجار، لكن هذا يعني أنني أصبحت شخصاً مرموقاً.".(68)
11. تقول الدكتورة مادلين "صحيح أنني مازلت حية لكني اعتبر أننا متعادلان.".(69)
12. يقول علاء عبد العظيم عن إحساسه بالغربة في وحدة سافاري: "صحيح أن المغامرات السابقة أضفت علي بعض الشهرة هنا.. لكني مازلت أشعر بالغربة.".(70)
13. يقول علاء عبد العظيم عن قلة معرفته فيما يتعلق بالعقارب وسمومها: "صحيح أن هذه المعرفة جزء مهم من طب المناطق الحارة، لكني أعترف لم ألف حالات كثيرة في حياتي.".(71)
14. يقول علاء عبد العظيم عن المشاكل التي ستواجه أثناء إجازته السنوية في مصر:
"صحيح أن الأوضاع الاقتصادية خانقة والغلاء يجثم على النفوس، لكنني رأيت في إفريقيا ما هو أسوأ بمراحل.".(72)
15. يقول علاء عبد العظيم عن رغبته في الانتقام: "صحيح أن الانتقام شهي، وأنا راغب في تذوقه لكن مادام مستحيلاً علي أن أنساه.".(73)
16. يقول علاء عبد العظيم عن تعامله مع المريض بداء الكلب: "صحيح أن مريض الكلب لا يطارد الناس ليعضهم (الناس) كما يحسب المعتقد الشعبي، لكن من قال إن إفرازاته لا تحمل الفيروس؟".(74)
17. يقول الراوي عن تناول علاء عبد العظيم وبسام الكسكسي، وعدم حاجتهما لوجبة العشاء: "صحيح أنه تحول الآن إلى قارورة حمض في معدة كل منهما بعد توتر الليلة، لكن على الأقل يبقيهما بلا جوع لفترة طويلة.".(75)
القالب الخامس- (السبب هو/ أنَّ): ويتكون هذا القالب من كلمة (السبب) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، وقد يفصل بين المبتدأ(السبب) والخبر(المصدر المؤول) أحياناً بضمير الفصل(هو)، ولكن مع ذلك تظل السمة الأساسية لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(السبب) و(أنَّ)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يقول بالينجالا بايلا مدير سافاري عن تفشي الجريمة: "السبب هو الفقر..هنا طبقتان إحداهما فاحشة الثراء والأخرى بالغة الفقر.".(76)
2. يقول علاء عبد العظيم عن موفقة الطبيب الروسي على الرحلة إلى صحراء كالاهاري: "السبب هو أن الرحلة يجب أن تتم بشكل أو بآخر.".(77)
3. يقول علاء عبد العظيم عن العقاب الذي يمارسه أدلبير مدير مستعمرة الجذام على مرضى الجذام: "السبب هو لم يكن يعاقب مرضاه إلا وهو يعرف أن القس في الكنيسة والأطباء في عملهم.".(78)
4. يقول علاء عبد العظيم عن تعلم الطبيب بسام التدخين: "السبب طبعاً هو أنه يشعر بالوحدة هنا.".(79)
5. يقول الراوي عن عدم وجود جثة من تلتهمهم الأسود: "والسبب هو أن الوحش يمزق أوردة العنق أولاً ثم يجر فريسته إلى الأحرار ليلتهمها.".(80)
6. يقول علاء عبد العظيم عن قيامه بعمل كل شيء في وحدة سافاري: "السبب هو أنني لم أتخصص بعد.. لهذا أمارس كل شيء في كل مكان.".(81)
7. يقول البروفسور شيلبي إجابة عن سؤال برنادت عن دور الإنسان في مرض كورو: "السبب يا صغيرتي هو أن انتشار عادة أكل مخ الموتى - على سبيل الحداد.".(82)
8. يقول دوبون لعلاء عبد العظيم عن شعوره بالقلق في الساعة ١٥: ١٠: "ربما كان السبب هو تفكيرك في أهلك النائين عنك.".(83)
9. يقول علاء العظيم عن زوجته بعد تعرضهما لحادثة الاعتداء عليهما ليلاً في البيت:
.(84)"ثم أدركت أن السبب هو تلك الفكرة التي راحت تدق على أطراف أعصابي بإلحاح"
10. يقول علاء عبد العظيم عن مضيفه السابق والذي استدعاه لأسباب مرضية قبيل الفجر، ثم عرض عليه توصيله إلى البيت في العودة خوفاً عليه من التعرض للخطر:
.(85)"السبب طبعاً هو أنك كنت بحاجة ماسة لي اذا آثرت أن تعرضني للخطر"
11. يقول الراوي عن التشابه بين تأثير عقار الكيتامين وتجربة الدنو من الموت:
"السبب هو أن الكيتامين ينشط مادة معينة في المخ، وهذه المادة هي ذاتها التي يفرزها المخ عندما يفتقر الأكسجين.".(86)
12. يصف الراوي بكاء برنادت عندما قرر زوجها علاء السفر، يقول عن ذلك: "السبب في دموعها أنها تحبه حقاً، وأنها كانت تتمنى لو سافرت معه.".(87)
13. يقول محرر مجلة أدفانسز عن عدم معرفة كثيرون بالمجلة: "السبب أن مجلتنا ليست (التايمز) أو (النيوز ويك) بحال. إن لنا عدد محدود من القراء الذين هم أقرب إلى الأتباع السريين.".(88)
14. يقول الراوي عن الزوجة التي تعرف إصابة زوجها بالحمى"السبب أن هناك مرضى آخرين في أكواخ أخرى.".(89)
القالب السادس- (الخلاصة أنَّ): ويتكون هذا القالب من كلمة (الخلاصة) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، وقد يفصل بين المبتدأ(الخلاصة) والخبر(المصدر المؤول) أحياناً بضمير الفصل(هي)، وأحيانً يتخلى عن تلك السمة الأساسية لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(الخلاصة) و(أنَّ)، فيأتي مع (الخلاصة)(جملة بها كان أو إحدى أخواتها)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. بقول بالينجالا بايلا مدير سافاري عن تفشي الجريمة: "الخلاصة هي ألا تجول وحدك في الشوارع قرب المساء ولا تثق بمن بعرض عليك خدماته.".(90)
2. يصف علاء عبد العظيم حديقة كروجر، وبعد أن يسهب في وصفها يقول: "الخلاصة أن المشاهد مألوفة جداً.. لا بدّ أنك رأيتها ألف مرة في التلفزيون.. الفارق الوحيد هنا هو أنت.. أنت بالذات وسطها! إنه شعور لا يوصف.".(91)
3. يصف الراوي العلاقة المعقدة بين علاء عبد العظيم والدكتور جيدون ذي الأصل اليهودي: "الخلاصة أنها علاقة معقدة من المقالات والاحترام والحب لا يستطيع وصفها إلا (دوستويفسكي) ذاته.".(92)
4. يقول علاء عبد العظيم وقد أتته دعوة للعشاء وهو غير مستعد لها: "الخلاصة أن منظرنا لا يسمح حتى بالنوم أو العشاء في البيت.".(93)
5. يقول علاء عبد العظيم عن الصياد بارساد وقد تسلح بترسانة من الأسلحة: "الخلاصة أنه(بدا) قوياً شجاعاً.. لكني لست متأكداً من (كونه) كذلك.".(94)
6. يقول علاء عبد العظيم عن المريضة التي لم تشف على الرغم من تلقيها علاجاً مختلفاً، وأوقف علاجها وسمح لها بالعودة إلى دارها : "الخلاصة هي أن هذه الحالة كانت مسماراً في نعش الأمبراطورية.. معذرة.. أعني نعش ثقتنا بمعلوماتنا الطبية.".(95)
7. يقول علاء عبد العظيم عن صمويل جولد سميث : "الخلاصة أنه لولا شعره الأشقر وعيناه الزرقاوان لحسبت أنه من مجاذيب الموالد عندنا.".(96)
8. يقول علاء عبد العظيم عن لقاء برنادت مع زوجة أخيه: "الخلاصة كان اللقاء ناجحاً بحق.".(97)
9. يقول علاء عبد العظيم عن استمتاعه وزوجته بإعداد الفيلا التي خصصت لهما:
.(98)"الخلاصة إن إعداد هذه (الفيلا) كان يمنحنا لحظات مرح حقيقية."
10. يقول الراوي عن بحيرة توركانا ومياهها الراكدة: "الخلاصة: كانت هذه أتعس مصيدة أسماك رأيتها في حياتي.".(99)
11. يقول علاء عبد العظيم عن الدكتور لومبان: "الخلاصة: "ليس (لومبان) هذا طبيباً.. ففي أي شيء هو دكتور.".(100)
12. يقول علاء عبد العظيم عن جشع الإنسان: "الخلاصة أن الإنسان لا يكف عن البحث عن فرص ينتزعها من الآخرين.".(101)
13. يقول علاء عبد العظيم عن وداعه أصدقائه: "الخلاصة: هؤلاء مجموعة من الحمقى ويبدو أنني لن افتقدهم كثيراً.. ربما لن افتقدهم على الإطلاق!".(102)
القالب السابع- (النتيجة هي): ويتكون هذا القالب من كلمة (النتيحة) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي ضمير الفصل(هي)، ثم الخبر والذي قد يكون مفرداً أو جملة أحياناً، ولكن مع ذلك تظل السمة الغالبة لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(النتيجة) و(هي)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يقول الراوي عن تجربة ريد في نقل البعوض الحمى الصفراء: "النتيجة مقنعة.. البعوض تنقل الحمى الصفراء.".(103)
2. يقول الراوي عن عجز ألمانيا في الاستمرار في استعمار الكاميرون: "وكانت النتيجة هي أن الألمان خرجوا من البلاد عام ١٩١٦م، واحتلها البريطانيون والفرنسيون.".(104)
3. يقول علاء عبد العظيم عن عدم جدوى الأسلوب الطفولي الذي يستخدمه المدير بارتلييه لإشعال روح الحماس في الأطباء للانضمام إلى حملة البحث عن المفقودين:
.(105)"والنتيجة دائما واحدة: لا أحد يستجيب.. لا حماس من أي نوع"
4. يقول الراوي في رواية قصاصات: "النتيجة: لا شيء يحدث على الإطلاق.. الفلسطينيون عرفوا لا جدوى من إضاعة الوقت.".(106)
5. يقول علاء عبد العظيم عن تعرضه للضرب من الرجال الذين اعتادوا عليه في بيته في سفاري: "النتيجة ضلع مشروخ على ما يبدو سن ناقصة.. تورم حول العينين.".(107)
6. يقول الراوي عن الحرب بين البوير والخوي: "النتيجة هي خسارة أهل البلد الذين خصصت لهم حكومة التفرقة العنصرية ١٣٪ فقط من مساحة أرضهم وأخذت هي الباقي.".(108)
7. يقول الراوي عن سقوط علاء عبد العظيم : "وكانت النتيجة كالتالي: هذه غيبوبة.. لا يمكن التكهن بسببها من دون المزيد من الفحوص.".(109)
8. يقول الراوي عن أرشيبالد لينوكس وقد لعب الميسر مع بعض الفتية السود، وقد رفض أن يدفع لهم عقب هزيمته فاعتدوا عليه: "كانت النتيجة هي أنهم أوسعوه ضرباً.".(110)
9. يقول علاء عبد العظيم عن أجواء الحفل في ديربان:
.(111)"النتيجة أنك تشعر بأنك ترى حفل فودوو في فيلم رعب أمريكي."
يتضح مما سبق أنَّ الكاتب لديه قوالب لفظيَّة محدَّدة يستخدمها باستمرار في جميع روايات (سافاري)، وتصلح تلك القوالب في الإسهام في تكوين بصمة أسلوبية خاصة بالكاتب يمكن تتبعها في كتاباته الأخرى، وتمييز أسلوبه عن أسلوب غيره إذا ما استشكل على القارئ ذلك في كتابة ما، ولم يجد دليلاً على كونها للكاتب أم لغيره.
أنماط القوالب السرديَّة:
ونقصد بذلك استخدام الكاتب طرقاً أسلوبية معينة في كيفيَّة رواية الأحداث والتعليق عليها في معظم رواياته، وتختلف هذه القوالب السرديَّة عن القوالب الشكليَّة في كونها عبارة عن قوالب معنوية تفهم من السياق، وليست لها رموز شكليَّة ظاهرة، وسيلاحظ القارئ أن الكاتب يستخدم أنماطاً محددة من القوالب السرديَّة في معظم روايات (سافاري)، ومن هذه الأنماط ما يلي:
القالب الأول- الوصف ثم التقييم: في هذه القالب يقوم المؤلف بوصف الأمر ثم يطلق حكم تقييمي عليه، ويأتي في الغالب في آخر الفقرة السردية الخاصة بوصف ما، ومنها ما جاء في النصوص التالية:
1. يقول الراوي عن فشل الاستعمار الألماني في أفريقيا: "وكانت الإدارة الألمانية فاسدة مهملة.. ولم تحاول قط إنشاء طرق أو مدارس أو إرساليات أو أي شيء مما يوطد سلطة المستعمر في الأرض التي يستولى عليها.. لقد مارست ألمانيا لعبة لا تجيدها.".(112)يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف هو فساد البعثة الألمانية في إفريقيا، لعدم إنشائها الطرق والجسور، وعدم بنائها المدارس، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " لقد مارست ألمانيا لعبة لا تجيدها."، ويعني بذلك فشل الاستعمار الألماني في إفريقيا لأنه لم يجِدْ قواعد اللعبة (خذ وهات) وركز على الأخذ فقط.
2. يقول علاء الدين عن مرافقهم الأفريقي في إحدى المهام: "كان (موفيرو) أكثرنا حماساً.. إذ سرعان ما سبقنا بساقيه الطويلتين.. إن السود عداءون ممتازون حقاً، ولولاهم ما حققت (الولايات المتحدة) شيئاً في أولمبياد ألعاب القوى.".(113) يلاحظ في هذا النص أنَّ الأمر الموصوف هو مرافقهم الإفريقي (موفيرو)، والذي وصِفَ بسبقه للجميع لطول ساقيه، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن السود عداءون ممتازون حقاً".والغرض من هذا الحكم التقويمي تبرير سبق (موفيرو) مرافقيه في الحملة.
3. يقول علاء عبد العظيم عن وصف ما يشعر به نحو زملائه: "مازلت أشعر باختلاف الطباع ، بل واختلاف الدم ذاته بيني وبينهم.. إن الوطن وأهله لمعان مبهمة، لا يمكنك فهمها وأنت في وطنك.".( 114) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف اختلاف الطباع بين الدكتور علاء عبد العظيم وزملائه الأطباء في وحدة (سافاري)، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن الوطن وأهله لمعان مبهمة، لا يمكنك فهمها وأنت في وطنك.". والغرض من ذلك تبرير عدم إحساسه بشدة الانتماء لذلك المجتمع العملي.
4. يقول علاء عبد العظيم عن التجارب التي يجريها أحد العلماء في الوحدة: "وقال بعض السود: الرجل يزرع رؤوس كلاب للبشر والعكس.. لكني لا ابتلع الفكرة بسبب عدم التناسب بين حجم العنق في النوعين، وهذا سبب كاف في رأيي.. إن غطاء القلم الحبر لا يسمح بسد زجاجة مياه غازية.".(115) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف وصف التجارب التي يجريها أحد علماء الوحدة، ووصفه بزراعة رءوس كلاب للبشر، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن غطاء القلم الحبر لا يسمح بسد زجاجة مياه غازية." والغرض منه تبرير استحالة إجراء تلك التجارب بالكيفية المذكورة آنفاً، فجاء الحكم على طريقة التشبيه لتقريب استحالة تحقق ذلك.
5. يقول علاء عبد العظيم عن المريض الذي بدأ يهذي ويطلق سباباً باللغة المحليَّة: "لسان لا يكف عن إطلاق سباب (البانتويد) الذي لم أفهم منه حرفاً، ولست نادماً على ذلك.. إن آخر سبب يغريك لتعلم لغة أجنبية هو فهم الشتائم التي تطلق عليك.".(116) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف سباب المريض بلغته المحليَّة، وعدم فهم علاء عبد العظيم لذلك السباب، وعدم ندمه على جهله معاني تلك السباب، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن آخر سبب يغريك لتعلم لغة أجنبية هو فهم الشتائم التي تطلق عليك.". والغرض من ذلك تبرير عدم ندم الراوي على جهله معاني تلك السباب باللغة المحليَّة.
6. يقول علاء عبد العظيم عن عدم إبداء فضوله بخصوص المهمَّة المعروضة عليه: "وكان انتقامي الوحيد هو أنني لم أوجه لهذين أي سؤال من أي نوع.. بالطبع كانا ينتظران أن أستفهم في فضول عن كل تفصيلة، وكان هذا يرضيهما.. لكني أحجمت.. أحياناً يكون رفض السؤال عن شيء مهيناً مستفزاً لمن يرتقب أن تسأله.".(117) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف انتقام الدكتور علاء عبد العظيم من مديره ومرافقيه الذين رشحوه لمهمة لم يبدِ أي سؤالاً بخصوصها، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " أحياناً يكون رفض السؤال عن شيء مهيناً مستفزاً لمن يرتقب أن تسأله.". والغرض من ذلك تأكيد معنى الانتقام الذي ذكره البطل في الوصف السابق.
7. يقول علاء عبد العظيم عن المريض المصاب بالهرش: "طلبت زوجته الانفصال.. وما كان ليستطيع لومها لأن علاقته بها لم تعد تزيد على أن يهرش أمامها.. قليلة هي الأحلام الرومانسية التي يمنحها زوج، لا يكف عن العرش في كل مرة.".(118) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف وصف علاقة مريض الهرش بزوجته، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " قليلة هي الأحلام الرومانسية التي يمنحها زوج، لا يكف عن العرش في كل مرة.". والغرض من ذلك تبرير طلاق مريض الهرش زوجته لانشغاله عنها بمرضه.
8. يقول علاء عبد العظيم عن مريضة تعاني من الحمى ولا تظهر الفحوصات إصابتها بأي مرض وهي تتلقى علاجاً إمبريقياً على ذلك: "إنها تتلقى علاجاً للخراج الكبدي الأميبي وللملاريا وللتيفويد وللدرن.. إلخ.. طبعاً هي لا تتحسن.. لا يمكن أن يشفى شخص يتلقى هذا الخليط الجهنمي.".(119) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف هو عدم تحسن المرأة الإفريقية المريضة التي تتلقى كمية من الأدوية المختلفة، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " لا يمكن أن يشفى شخص يتلقى هذا الخليط الجهنمي.". والغرض من ذلك تبرير عدم شفائها لتلقيها علاجاً خليطاً متداخلاً.
9. يقول علاء عبد العظيم عن مرافقيه في الرحلة إلى كليمنجارو: "خرجت لأحد الرجلين يثرثران.. ومن حين لآخر ينطلق أحدهما في قهقهة إفريقية رفيعة عالية.. من الواضح أنهما يستمتعان بوقتهما حقاً.".(120) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف ثرثرة مرافقيه وقهقهتهما، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: "من الواضح أنهما يستمتعان بوقتهما حقاً.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق.
10. يقول علاء عبد العظيم وقد وجد عمل ما، وهو خبير فيه في البعثة المشتركة إلى (توركانا)، وقد ساعد في إجراء عملية استئصال الحويصلات المائية من بطن زوجة زعيم القبيلة: "هذه المرة كانت عندي أخبار طيبة عن الزوجة.. وخطة عامة عما يمكن عمله هنا.. من الممتع أن تعرف أن لك قيمة ما في مكان ما.".(121) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف قيام الراوي وصف إصابة زوجة الزعيم الإفريقي بالحويصلات المائية، وقيامه بمساعدة في الأمر، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " من الممتع أن تعرف أن لك قيمة ما في مكان ما.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق وتزيينه.
11. يقول علاء عبد العظيم عن جلوسه مع الأطباء أمام التلفاز شارد الذهن: "وكان التلفزيون يعرض مسلسلاً عجيباً لا أعرف جنسيته بالضبط.. فجلست معهم ورحت أتابع شارد الذهن.. إن التلفزيون مفيد جداً كمنشط للأفكار .. خاصة عندما يعرض شيئاً تافهاً.".(122) يلاحظ في هذا النص السابق أن الأمر الموصوف هو جلوس الراوي أمام التلفزيون في شرود، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن التلفزيون مفيد جداً كمنشط للأفكار .. خاصة عندما يعرض شيئاً تافهاً.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق.
12. ومنه أيضاً ما جاء في رواية (لماذا جنت الأبقار)، حيث خرج مولانجا المريض إلى المزرعة، لاستنشاق الهواء، وشاهد من على البعد رجالاً يهيلون التراب على حفرة ما أو قبر، ويصف الراوي ذلك بقوله: "كان المشهد غريباً بالفعل.. يثير الفضول.. عندما يحفر الرجال الأرض في هذه الساعة المبكرة من الصباح فالأمر جدير بالتقصي.".(123) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف ، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: "عندما يحفر الرجال الأرض في هذه الساعة المبكرة من الصباح فالأمر جدير بالتقصي.". والغرض من ذلك تبرير الفضول الذي أحسَّ به مولانجا، والذي ذكر في النص السابق.
13. يقول علاء عبد العظيم معلِّقاً على نصيحة مرافقه بإبقاء الملابس الثقيلة حتى لحظة التجمد من البرد: "كلامه منطقي.. دع الثياب إلى اللحظة التي تشعر فيها بأنك تتجمد، عندها ترتدي الثياب الثقيلة وتشعر بتحسن.. أبق ورقة أخيرة لم تلعبها ولا تلعب كل أوراقك من اللحظة الأولى.".(124) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف وصف الحوار الذي دار بين الراوي ومرافقه بخصوص البرد ومواجهته، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: "أبق ورقة أخيرة لم تلعبها ولا تلعب كل أوراقك من اللحظة الأولى.". والغرض من ذلك تأكيد النصيحة السابقة التي أسداها له المرافق والدليل.
14. يقول علاء عبد العظيم عما يمكن قوله عن مدير وحدة سافاري في كينيا (الفيلسوف الفنان) : "إنه مدير غير كفء.. لا يمكن أن يكون صاحب تلك الصفات متمتعا بمواهب إدارية.. إن الإدارة تتطلب المزيد من الدنيوية وقدر أقل من التجرد.".(125) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف وصف عدم كفاءة المدير، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن الإدارة تتطلب المزيد من الدنيوية وقدر أقل من التجرد.". والغرض من ذلك تبرير ضعف إدارة المدير لتمتعه بصفات أخرى حميدة تحول دون ذلك، وكأنه مدح بما يشبه الذم، وذلك للعلاقة الودية بين الراوي علاء عبد العظيم ومديره الموصوف في الفقرة السابقة.
15. يصف علاء عبد العظيم المراهقين بصورة عامة: "ينهضون من النوم ويأكلون كالغيلان.. لا بد من تغذية هذا المرجل الذي تشتعل فيه نيران الشباب.".(126) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف وصف المراهقين بالإسراف في الأكل، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " لا بد من تغذية هذا المرجل الذي تشتعل فيه نيران الشباب.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق عن طريق الاستعارة والتشبيه.
16. يصف علاء عبد العظيم المنطقة الآمنة التي يسكن فيها على مقربة من الوحدة: "الناس بسطاء أمناء غارقون في مشاكلهم الخاصة و فقرهم.. ثمة نوع من الفقر يجعل الجريمة ذاتها مستحيلة.".(127) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف اتصاف الفقراء بالأمانة على الرغم من حال الفقر والمشاكل الخاصة، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " ثمة نوع من الفقر يجعل الجريمة ذاتها مستحيلة.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق.
17. يقول الراوي الأفريقي العجوز (مزى) عن إجهاض برنادت وعدم حملها بعد ذلك: "ومنذ ذلك الحين لم يظفرا بطفل آخر.. إن خصوبة الرجل الأبيض تحيرنا نحن السود.. إن الأطفال يأتون دون إرادتنا ودون أن نخطط لذلك.. وبأعداد تفوق الحصر.. أما هم فطفل أو طفلان.. هذا أقصى ما يمكن أن يحلموا به.".(128) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف هو ارتفاع مستوى الخصوبة لدى الرجل الأسود مقارنة بنظيره الأبيض، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " هذا أقصى ما يمكن أن يحلموا به.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق.
القالب الثاني- إطلاق الحكم ثم استخدامه وصفاً للشيء: وهذا القالب هو معكوس القالب السرديِّ السابق، ويُلاحَظُ فيه أنَّ الحكم أو التقييم يأتي أولاً، وكأنَّه ممهداً لتقبّل الوصف المذكور بعده، ومن استخداماته في روايات (سفاري) النماذج المذكورة بعد:
1. يقول علاء عبد العظيم عن ضيقه من إجباره على مساعدة الدكتور لومبان الذي يجري بعض البحوث التي تتعلق بثقب الأوزون، وتشكيك علاء في أن يضيف لومبان شيئاً جديداً في هذا الصدد: "أن يقرر إنسان إعادة اكتشاف (البنسلين) بعد كل هذه الأعوام .. هذا من شأنه.. لكن أن أكون مسئولاً عن مساعدته فهذا ما لا يطاق.".(129)
ذكر بعض الاستنتاجات أو الحقائق بطريقة معينة ثم يجعلها وصفا الحالة المتحدث عنها:
2. يقول علاء عبد العظيم عن عبقرية البروفيسور شلبي في تشخيص الوباء:"هذه هي العبقرية أن ترى الجانب الآخر من القمر بينما الكل ينظرون إلى جانبه المضيء الواضح.. وقد رأى (شلبي) ذلك الجانب الآخر.".(130)
3. ذكر علاء عبد العظيم أنه يحب برنادت وهي تراه مجرد صديق، وهو شيء لم يسره، فوصف ذلك ساخراً:
"إن المرأة الحسناء تجد عواطف الرجال الذين لا تميل لهم شيئاً لزجاً مزعجاً كالذباب.. شيء يحيل حياتها جحيماً.. وأنا أحب (برنادت) لهذا لن أحيل حياتها جحيما.".(131)
4. يقول علاء عبد العظيم عن وباء الـ(إيبولا): "والمستوى الرابع هو اسم سعيد لم يطلق إلا على أوبئة قليلة شرشة في فتكها وسرعة انتشارها.. وقد كان الـ(إيبولا) و(ماربورج) من أهم الفيروسات التي ظفرت بالمستوى الرابع.".(132)
5. يقول علاء عبد العظيم عن تعامله مع البروفيسور شلبي، " وسم الأفاعي له منافع طبية عديدة-هذه هي قاعدة تعاملي في (سافاري):هناك أفاع عليك أن تتعامل معها لتظفر بالسم- وكان (شلبي) أفعى لا بدّ من الحذر في حالها.".(133)
6. ومنه ذلك أيضاً: "ترى هل هم وراءنا الآن؟ أجمل ما في (الكاميرون) هو أن الأسئلة السخيفة يتم الإجابة عنها سريعاً. وقد كانت الإجابة علي سؤالي مختصرة جداً.. صوت نباح الكلاب من الخلف.".(134)
7. يصف علاء عبد العظيم مشرحة سافاري فيقول: "المشرحة هي المشرحة في أي مكان في العالم. لن تجد أبداً أضواء باهرة وموسيقا حالمة وعذارى فاتنات يرقصن على طول الممر المؤدي إليها..دائماً ذلك القبو المظلم الرطب برائحة (الفورمالدهايد) القوية.. وما كانت مشرحة (سافاري) لتختلف كثيراً.".(135)
8. يقول علاء عبد العظيم عن أوهامه بخصوص طبيب يمني في وحدة سافاري: "إن الأوهام ترضي حاجة نفسية ما.. هناك من يرى فتاة جميلة تحبه لأنه محروم من العاطفة.. هناك من يرى الشيطان رأي العين.. هناك من يرى عملاء الـ(كي جي بي) يراقبونه لأنه أعظم علماء الأرض.. كل هذه أمور ترضي حاجة نفسية أو تعبر عن خلل عصابي ما، ولكن ما الذي يفيده عقلي الباطن من اختلاق طبيب يمني مريض.".(136)
يمثل القالبان السابقان ثنائيَّة أسلوبيَّة مميزة للكاتب، وقد استفاد منها في التنوع الأسلوبي حيث يقدمان فكرة واحدة ( مزيج= وصف +حكم تقييمي) بقالبين مختلفين، يقدم في كلٍّ منهما جزء محدداً منهما.
القالب الثالث- لاستدعاء: ونقصد به قيام المؤلف باستحضار نصَّاً آخر إلى داخل نصِّه، ليس على طريقة الاقتباس المباشر، وإنَّما على طريقة التلخيص المبسَّط بالتركيز على الجزئية التي تخدم النصَّ المستدعى إليه، ونجد الاستدعاء لأنواع مختلفة من النصوص والمواقف في بعض المواضع من روايات سافاري ومنه:
1. استدعاء آية قرآنية: وذلك كما في قول علاء عبد العظيم عن وصف زميله بيير وقد أمسك برأسه نسر عملاق يوم ثارت الوحوش: "تذكرت صاحب سيدنا يوسف في السجن حين رأى فيما يرى النائم الطير تأكل من رأسه.".(137) وفي هذا النص استدعاء للآية الكريمة: {وقال الآخر إني أراني أحمل خبزا}(138)
2. استدعاء أسطورة عربية: ومنه ما جاء على لسان البطل علاء عبد العظيم عن الأسطورة العربيَّة للكاهن العربي سطيح بن ربيعة، والذي كان جسده بلا عظام حتى أنَّه كان يطوى كما يطوى الثوب، وذكر علاء عبد العظيم تلك الأسطورة في معرض حديثه عن زوجته التي أصيبت بالقشعريرة فأصبح جسدها يرتج بعنف، وذلك بسبب لعنة ساحرة إفريقيَّة أتتها لتعالج لها طفلها، فمات الطفل بين يديها.(139)
3. استدعاء أسطورة غربيَّة: ومنه ما جاء على لسان البطل علاء عبد العظيم عن الأسطورة المجرية، والتي تتحدث عن تبني الموت طفلاً وتعليمه حتى صار طبيباً نابهاً، وعلمه أنَّ سر الموت يكمن في وقوف الموت في رأس المريض، وهنا هو ميت لا محالة، وذات يوم مرضت ابنة الملك، واستدعي الطبيب النابه، فرأى الموت يقف على رأسها، وهنا أمر الخدم بتدوير السرير، ولم يزل بدوره حتى انصرف الموت غاضباً. وقد استدعى علاء عبد العظيم تلك الأسطورة عندما فقد المريض الذي ينزف من كل فتحة من جسمه، وتمنى لو بإمكانه إنقاذه وسائر المرضى بالطريقة تلك.(140)
4. استدعاء قصة حقيقيَّة: وذلك كما في استدعاء قصة رفض برناد شو جائزة نوبل التي أتته في قمة مجده، وكان سبب رفضه أنها لم تأته عندما كان في حاجة إليها، وأتته بعد أن صار ثرياً مشهوراً، وشبه ذلك بطوق النجاة الذي يرمي للفريق بعد وصوله الشاطئ. وقد استدعى علاء عبد العظيم تلك القصة عندما أحس بأن دخله المالي قد تحسن وبدأ في توفير المال، ولكنه أصبح زاهداً فيه، وقد كان في راغباً فيه عندما كان في أمس الحاجة إليه عندما تقدم لخطبة نسرين، فرفض لأسباب مالية، وهنا وجد علاء عبد العظيم المال أشبه بطوق النجاة الذي يرمي للفريق بعد موته، وبعد أن شبعت الأسماك من التهام جسده.(141)
ومنه ما جاء في روايات (سافاري) على لسان بطلها علاء عبد العظيم، وذلك كما في رواية (قصاصات) حيث قام البروفسور بيتر ترامب بإلقاء محاضرة عن المخ البشري بينما تقوم الطبيبة الفرنسية بياتريس بترجمة رديئة لحديثه، إلا أنها كانت تفي بالغرض منها، ويصف علاء عبد العظيم تلك الترجمة الرديئة عن طريق استدعاء قصة الجنرال الأمريكي ماك آرثر عندما ألقي بنكتة طويلة في إحدى مخاطباته المواطنين الفلبينيين، ثم طلب من المترجم القيام بترجمتها لهم، فقام بالترجمة في ثلاث أو أربع كلمات فضجوا بالضحك، ولاحقاً سأل الجنرال عن سر تلك الترجمة العبقرية المختصرة فأجابه بأنها نكتة أمريكية سخيفة ولا يمكنهم فهمها، لذا قال لهم إن الجنرال قال نكتة فاضحكوا بشدة، وهذا
ما كان، وبعد أن يذكر علاء هذه القصة يعلق:"كانت (بياتريس) تقوم بمهمة شبيهة لهذه.".(142)
ومنه أيضاً استدعائه قصة الفنان العالمي سلفادور دالي في امتحان كلية الفنون، وقد سهر الليل يدعو الله أن يكون الامتحان في الجزء الذي قرأه ويعرفه، ولما دخل كان سؤال الامتحان عن الجزء الذي قرأه بالفعل، فانصرف في تكبر وقد رفض أن يكون من يمتحنه أغلى منه، وقد استدعى علاء عبد العظيم تلك القصة عندما طلب منه العالم الأمريكي شلبي القيام بكتابة بحث ما، فلما سلمه له قال: "هذا جميل.. جميل.. أحسنت صنعاً.".(143)
6. استدعاء قصة قصيرة: يصف علاء عبد العظيم اهتمامه بزوجته بعد النزيف الذي تعرضت له، وكيف أنه أصبح زوجاً مطيعاً وديعاً حتى أن زوجته قد لا يروقها ذلك لو استمر عليه، وقد تذكر القصة الشهيرة للكاتب الإيطالي ألبرتو مورافيا، والتي يتحدث فيها عن رجل مطيع وديع ودود هجرته زوجته؛ لأنها مطيع ووديع أكثر من اللازم، ثم يعلق علاء على كل ذلك بقوله: "القليل جداً من سوء الطبع قد يكون مفيداً، ويلعب دور ملح الطعام الذي لا نستغني عنه أبداً.".(144)ومن ذلك أيضاً استدعاء قصة (الآنسة) ل(تيشكوف)، والتي تتحدث عن معلمة ريفية حساسة، حتى أنها قدمت استقالتها لمجرد أن الشبهة تحوم حول زملائها. وقد استدعيت تلك القصة إبان محاولة علاء عبد العظيم إلصاق تهمة الحرائق بالكبيرة الكندية برنادت، فأشار المدير إلى أنها حساسة فربما تبكي ثم تقدم استقالتها بمجرد اتهامها فقط.(145)
5. استدعاء حلقة مسلسل تلفزيوني: ومنه استدعاء حلقات المهمة: المستحيل، حيث يقال: هذا القرص سيتم تدميره آلياً، ولو أنك سقطت سننكر صلتنا بك. وقد استدعى علاء عبد العظيم ذلك عند تكليفه بالقيام بالبحث عن السبب الذي جعل فيروس إيبولا يتصرف بهذه الطريقة الشرسة، وقد شكوا في وجود طفرة مصنوعة في جينه، وقد كلف بالبحث هناك في القرية التي ظهر فيها المرض، أما عن سبب اختياره، فهو الوحيد الذي يصلح لذلك، لأنه نجا من الموت بعد الإصابة بالفيروس، مما يعني أنه يتمتع بمناعة ممتازة بعد.(146)
6. استدعاء فلم عربي: ومنه استدعاء لقطات من الفلم العربي (الناصر صلاح الدين)، تلك اللقطات التي يظهر فيها(ريتشارد قلب الأسد) وهو خارج بين جنوده بعد فترة مرض ألمَّ به، وقد استدعى الكاتب تلك اللقطات على لسان البطل علاء عبد العظيم ليصف به خروجه إلى زملائه بعد تماثله للشفاء من المرض الأسود.(147)
7. استدعاء فلم أجنبي: ومنه استدعاء لقطات مروعة من الفلم الإيطالي (محرقة أكلة لحوم البشر)، وذلك عندما رأى علاء عبد العظيم جثة شيء معلق وقد خرج وتد من فمه بدقة شديدة كأنه يحاكي لقطات من ذلك الفلم.(148)
8. استدعاء نكتة أو دعابة: ومنه قول علاء عبد العظيم عن قتل الثعابين بطريقة إطلاق الرصاص عليها: "بدا للجميع أن قتل الثعابين بهذه الطريقة يشبه دعابة دواء قتل البراغيث المكون من قطعتي خشب (أ) و(ب).. وعلى المستهلك أن يضع البرغوث على القطعة (أ) ثم يضربه بالقطعة(ب).".(149)
القالب الرابع - الإحالة: وهي عكس الاستدعاء، فإذا كان الكاتب في الاستدعاء يستدعي نصوصاً إلى نصه على طريق التلخيص- ففي الإحالة يشير الكاتب إلى نص آخر دون أن يذكره، ويترك الأمر لفطنة القارئ ومعلوماته العامة ومدى اطلاعه، ومن ذلك في روايات (سافاري) المواضع التالية:
1. إحالة إلى تصريح سياسيٍّ: عند إجراء المقابلة مع علاء عبد العظيم -بخصوص تقدمه للعمل بوحدة سافارى- تخوف من أن يكون تمويلها يهوديَّاً فقال: "لا أريد أن أنزلق بحسن نية إلى منظمة دولية مريبة، ثم أجد أنني قد أصبحت رقماً إحصائياً تفخر به (إسرائيل)، حين تتشدق بعدد العرب الذين تعاونون معها.".(150) وهنا يحيل الكاتب إلى التصريحات التي يتشدق بها المسئولون الإسرائيليون عن أنَّ بعض العرب يطبَّع ويتعاون معهم سراً، وذلك كما في تصريح نتنياهو عن عدد المسئولين العرب الذين يقيمون علاقات سريَّة مع إسرائيل.
2. إحالة إلى سيرة ذاتية: أشار الكاتب إلى كتاب (الأيام) لطه حسين، وذلك في معرض حديثه عن الشاي وإعداده وطقوسه، يقول على لسان علاء عبد العظيم: "بدأت عملية إعداد الشاي، وهي عملية بالفعل ليس أعقد من طقوسها إلا طقوس شرب الشاي.. إن قارئ العربية يذكر ما قاله (طه حسين) في الجزء الثاني من (الأيام).. هذا ملخص الموقف.".(151)يحيل الكاتب القارئ إلى هذا النص- عن إعداد الشاي- من كتاب (الأيام): "وقد فرغ لأداة الشاي صاحب الشاي، فجعل يتبعها بقلبه ووعيه وأذنه، حتى إذا استحال أزيز الماء غلياناً أخذ هو إبريقاً من الخزف فقرَّبه من هذه الأداة وأدار مفتاحها في رفق...".(152)
3. إحالة إلى قصيدة أجنبية: أشار الكاتب إلى قصيدة (الرجال الجوف) للشاعر(ت. س. إليوت)، وذلك عندما رأى علاء عبد العظيم دكتور أناتول وقد خرج من المصحة النفسية، وقد بدا له رجلاً مجوَّف المشاعر.(153)وفي هذا إشارة إلى تلك القصيدة الشهيرة، والتي تتحدث عما يشعر به أولئك الرجال من حسرة وفقدان أمل في الحياة، وقد أضحت حياتهم بلا طعم ولا لون.
4. إحالة برنامج تلفزيونيٍّ: أشار الكاتب إلى برنامج الذي يمثل فيه الممثل المصري سمير غانم دور (فطوطة) والذي يميَّز بنطقه الغريب لحرف (الراء)، يقول علاء عبد العظيم عن الطبيب نظير الهندي: "كما أنه ينطق الراء الهندية المتضخمة التي تذكرك بالراء ينطقه (فطوطة)".(154)أحال الكاتب القارئ إلى تذكر شخصية (فطوطة) التي قدمها الممثل سمير غانم باسم فوازير (فطوطة)، ويؤدي فيها الممثل دور قزم له شعر كثيف، يرتدي بدلة خضراء وحذاء أصفر.
عودة إلى رواية (الموت الأصفر):
ذكرنا آنفاً أنَّ السبب من وراء كتابة هذه الدراسة هو الشك في نسبة تلك الرواية إلى مؤلفها أحمد خالد توفيق، الآن يمكننا أن نخضعها للمقاييس الأسلوبيَّة السابقة اللفظيَّة منها والسرديَّة، فمن حيث القوالب اللفظية سنجدها كما يلي:
القالب الأول- (الحقيقة أنَّ):يقول علاء عبد العظيم عن حاجته إلى الاستقرار على الرغم من استفادته علمياً من وجوده في إفريقيا: "الحقيقة هي أنني كذلك بحاجة إلى الاستقرار.".(155)
القالب الثاني- (الحق أنَّ): يقول علاء عبد العظيم عن الطبيب الألماني يوهان: "الحق أنه يذكرني جداً بالإسرائيلي الوغد(أبراهام ليفي).".(156)
القالب الثالث- (المشكلة أنَّ): يقول علاء عبد العظيم عن تأثير الحميات النزفية على الجسم: "المشكلة هي اللحظة التي تقرر فيها أجهزة الجسم أن تجن.".(157)
القالب الرابع- (صحيح أنَّ... لكن): يقول علاء عبد العظيم عن الحمى التي أصابته: "صحيح أنها زالت فوراً لكن ما سبب الحمى أصلاً؟".(158)
القالب الخامس- (السبب هو/ أنَّ): يقول علاء عبد العظيم عن عدم انتقال الحمى الصفراء من السودان إلى مصر: "السبب هو الستر ورحمة الله.".(159)
القالب السادس- (الخلاصة أنَّ): يقول علاء عبد العظيم عن مختبر البروفسور الياباني (ناجوياما) : "الخلاصة أن المكان بدا أقرب إلى مختبر تحاليل واسع متكامل.".(160)
القالب السابع- (النتيجة هي): يقول الراوي عن علاقة البعوض بالحمى في تجربة (والتر ريد): "النتيجة واضحة.. نظافة ببعوض معناها الحمى الصفراء.".(161)
كانت تلك القوالب اللفظيَّة، وقد اتضح أنها وردت كما هي بالكامل، بل تُعَدُّ هذه الرواية(الموت الأصفر) عملاً نموذجياً للتمثيل الكامل لهذه القوالب في عمل واحد، أما من حيث القوالب السرديَّة فقد كانت كما يلي:
القالب الأول- الوصف ثم التقييم: يقول علاء عبد العظيم عن حبِّه شوقه لزوجته برنادت: "لا أعرف كم رجلاً في العالم يحب امرأته لهذا الحد، لكني بالتأكيد واحد من هؤلاء.. هذه هي مزية النفي الإجباري الذي أمر به.. إنه يبقي الحب متوهجاً.".(162) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف هو حب علاء عبد العظيم لزوجته برنادت، والحكم التقييمي هو: "هذه هي مزية النفي الإجباري الذي أمر به.. إنه يبقي الحب متوهجاً.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق.
القالب الثاني- إطلاق الحكم ثم استخدامه وصفاً للشيء: يقول علاء عبد العظيم عن ضيقه من الطبيب الألماني يوهان ورغبته في ضربه: "من المهم للوقحين أن يكونوا ضخام الجثة حتى لا يتلقوا علقة ممن يستفزونهم. لو كان هذا الـ(يوهان) أضعف أو أقل وزناً بضعة كيلو جرامات للاقى ساعات سوداء على يدي. ".(163)
القالب الثالث- لاستدعاء: استدعاء رأي هتلر في فرنسا بسبب تعصب الطبيب يوهان الذي يرى أن أوربا قد تسرب إليها العث(يقصد الأجناس البشرية الأخرى): "كان هنالك واحد مثلك يؤمن أن فرنسا حمقاء بلهاء.. وتتحول إلى دولة تحكمها القردة السوداء القادمة من أفريقيا."(164)
القالب الرابع - الإحالة: يقول علاء عبد العظيم عن صوت(آرثر بيرسين): "هذا الصوت العميق الذي يذكرك بصوت(دارث فيدر) في سلسلة حرب الكواكب.".(165)
الخاتمة:
كانت تلك قراءة متأنية لسلسلة روايات (سافاري) للكاتب أحمد خالد توفيق، واتضح من خلالها:
1. إن أسلوب الكاتب يتميَّز بخصائص لفظيَّة تتمثل في استخدامه لقوالب محدَّدة مثل: (الحقيقة أنَّ)،(الحق أنَّ)،( المشكلة أنَّ)،(صحيح أنَّ... لكن)،(السبب هو)،(الخلاصة أنَّ)،(النتيجة هي).
2. كما يتميَّز بخصائص سرديَّة تتمثل في: (الوصف ثم التقييم)،(الحكم ثم الوصف)، (الاستدعاء)،(الإحالة).
3. تكشف لنا تقنيتا الاستدعاء والإحالة المخزون الفكري والثقافي الذي استند عليه الكاتب في حبك روايات (سافاري) وإخراجها بتلك الصورة، هذا بالإضافة إلى معارفه العلميَّة الطبيَّة المتعلِّقة بذلك المجال،وهذا مخزون فكريٌّ قلَّما يتوفر لكاتب بهذه الغزارة، هذا إلى جانب توظيفه توظيفاً حيويَّاً يخدم السرد في تلك الروايات من خلال التنويع فيه طوراً بتلخيص نص ما واستدعائه، وتارة عن طريق الإشارة إليه اعتماداً على ثقافة القارئ وفطنته في الوصول إلى ذلك.
4. تأكد بما يقطع الشك باليقين أنَّ رواية (الموت الأصفر) تمثل نموذجاً مثاليَّاً للاستدلال على أسلوب الكاتب لاحتوائها على كل المميزات الأسلوبيَّة السابق ذكرها.
5. مجموع تلك الخصائص الأسلوبيَّة يشكِّل بصمة أسلوبيَّة تميِّز كتابات الكاتب عن غيره، ويمكن التأكد من ذلك بالبحث عنها في كتاباته المختلفة، وخاصة تلك الصادرة بعد روايات (سافاري).
______________
(*) راجع هذه المراجعات عن الرواية نفسها على الرابط:
الموت الأصفر
(1) لسان العرب، ابن منظور، محمد بن مكرم، دار صادر، بيروت ، (ت. د)، مادة: (سلب)، الجزء: ١, ص: ٤٧٣.
(2) تاج العروس، الزبيدي، السيد محمد مرتضى الحسيني، تحقيق: علي هلالي، مطبعة حكومة الكويت، ط: ٢، ١٩٨٧م، مادة: (سلب)، الجزء: ٣، ص: ٧١.
(3)المقدمة، ابن خلدون، ولي الدين عبد الرحمن بن محمد، تحقيق عبد الله محمد الدرويش، دار البلخي، دمشق، ط: ١، ٢٠٠٤م، ج: ٢ ص: ٣٩٧.
(4) الأسلوب والأسلوبية، عبد السلام المسدي، الدار العربية للكتاب، طرابلس، ط: ٣،(ت. د)، ص: ٣٧.
(5) المرجع السابق، ص: ٧٠.
(6) الأسلوب دراسة لغوية إحصائية، سعد مصلوح، عالم الكتب، القاهرة، ط: ٣، ١٩٩٢م، ص: ٣٨.
(7) موقع بي بي سي عربي، "من هو أحمد خالد توفيق الذي يحتفل به غوغل؟"، موقع بي بي سي عربي، تاريخ النشر: 10/6/2019م، تاريخ المشاهدة: 13/3/2022م، الرابط:
من هو أحمد خالد توفيق الذي يحتفل به غوغل؟ - BBC News عربي
(8) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٤.
(9) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ٢١.
(10) تجربة محرمة، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠٣.
(11) أشياء تحدث ليلاً، أحمد خالد توفيق، ص: ٦٣.
(12) الآن تراه، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٧.
(13) الفصيلة، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٥.
(14) الآن.. نرجوكم الصمت، أحمد خالد توفيق، ص: ١٣٢.
(15) كليمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: ٦٢.
(16) الظاهرة، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٥.
(17) قصاصات، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٦.
.(18) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٤
(19) رجال من رجال، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٥.
(20) هواء فاسد، أحمد خالد توفيق، ص: ٥١.
(21) رجل الرمال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٩.
، أحمد خالد توفيق، ص: 40.ND E(22)
(23) عن الطيور نحكي، أحمد خالد توفيق، ص: ١٦.
(24) سيد الجينات، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٧.
(25) زولو، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٠.
(26) حكايات من الناتال، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٣.
(27) رجال من رجال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٤.
(28) رجل الرمال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٦.
(29) هم، أحمد خالد توفيق، ص: ٦.
(30) المرض السابع، أحمد خالد توفيق، ص: ١١٥.
(31) الوحدة ٧٣١، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٨.
(32) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٠.
(33) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٩.
(34) الحريق، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٤.
(35) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٤.
(36) تجربة محرمة، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٨.
(37) أشياء تحدث ليلاً، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٠.
(38) العاشر، أحمد خالد توفيق، ص: ١٥٤.
(39) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: (٢٩- ٣٠).
(40) الظاهرة، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠١.
(41) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ١٣.
(42) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٥.
(43) الحريق، أحمد خالد توفيق، ص: ٢١.
(44) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٨.
.(45) أشياء تحدث ليلاً، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٢
(46) العاشر، أحمد خالد توفيق، ص: ١٣٧.
(47) الآن.. نرجوكم الصمت، أحمد خالد توفيق، ص: ٢١.
.(48) حكايات من الناتال، أحمد خالد توفيق، ص: ٨٧
(49) سيد الجينات، أحمد خالد توفيق، ص: ٨٣ .
(50) الشمس الأرجوانية، أحمد خالد توفيق، ص: ٤١.
(51) إنهم يكذبون، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٢.
(52) عودة ساحرة الأفاعي، أحمد خالد توفيق، ص: ١٨.
(53) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠٦.
(54) تجربة محرمة، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٣.
(55) رجال من رجال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٩.
(56) رجل الرمال، أحمد خالد توفيق، ص: ١١٩0.
(57) الأخير، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٦.
(58) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٢.
(59) الحريق، أحمد خالد توفيق، ص: ٨.
(60) الفصيلة، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٢.
(61) العاشر، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٨.
(62) لماذا جنت الأبقار، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٦.
(63) حكاية ثقب، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠٦.
(64) الآن تراه..!، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٦.
(65) كيلمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: ٩٢.
(66) الظاهرة، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٠.
(67) زولو، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠.
(68) الآن.. نرجوكم الصمت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧.
(69) رجال من رجال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٢٤.
(70) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧.
(71) رجل الرمال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٧.
(72) هم، أحمد خالد توفيق، ص: ٦.
(73) الشمس الأرجوانية، أحمد خالد توفيق، ص: ٩٣.
(74) السعار، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٣.
(75) عودة ساحرة الأفاعي، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٩.
(76) زولو، أحمد خالد توفيق، ص: ١٨.
(77) رجل الرمال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٩.
(78) داء الأسد، خالد أحمد توفيق، ص: (١١٢- ١١٣).
(79) السعار، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٩.
(80) خاطفوا الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٠.
(81) الحريق، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٥.
(82) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ١٢٨.
(83) تجربة محرمة، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٥.
(84) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ٩٥.
(85) المرض السابع، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٢.
، أحمد خالد توفيق، ص: 101.ND E(86)
.(87) زولو، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠
(88) عن الطيور نحكي، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠.
(89) الوحدة ٧٣١، أحمد خالد توفيق، ص: ٨.
(90) زولو، أحمد خالد توفيق، ص: 18.
(91) حكايات من الناتال، أحمد خالد توفيق، ص: 15 .
(92) عن الطيور نحكي، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠١.
(93) المرض السابع، أحمد خالد توفيق، ص: ١٧.
(94) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٨٤.
(95) الآن.. نرجوكم الصمت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٢.
(96) كليمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠٣.
(97) الظاهرة، أحمد خالد توفيق، ص: ١٤.
أحمد خالد توفيق، ص: 13.H.I. V(98)
(99) توركانا، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٢.
(100) حكاية ثقب، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٧.
(101) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٣.
(102) العاشر، أحمد خالد توفيق، ص: 15.
(103) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ٦٨.
(104) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٩٥.
(105) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ١٩.
(106) قصاصات، أحمد خالد توفيق، ص: ١٣٨.
(107) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٨.
(108) حكايات من الناتال، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٨.
(109) هواء فاسد، أحمد خالد توفيق، ص: ٦٣.
(110) الأخير، أحمد خالد توفيق، ص: ٧١.
، أحمد خالد توفيق، ص: 24.ND E(111)
(112) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: (٩٤- ٩٥).
(113) المرجع السابق، ص: ١١١.
(114) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧.
(115) تجربة محرمة، أحمد خالد توفيق، ص: ١٢.
(116) أشياء تحدث ليلاً، أحمد خالد توفيق، ص: ١٢.
(117) العاشر، أحمد خالد توفيق، ص: ١١.
(118) المرجع السابق، ص: ٢٣.
(119) الآن.. نرجوكم الصمت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧١.
(120) كليمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٧.
(121) توركانا، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٣.
(122) حكاية ثقب، أحمد خالد توفيق، ص: ٦٢.
(123) لماذا جنت الأبقار، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠.
(124) كيلمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: 49.
(125) توركانا، أحمد خالد توفيق، ص: 8.
(126) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: 7.
(127) المرجع السابق، ص: 72.
(128) زولو؟، أحمد خالد توفيق، ص: (10-11).
(129) حكاية ثقب، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٠.
(130) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٢.
(131) المرجع السابق، ص: ٧٣.
(132) المرجع نفسه، ص: 83.
(133) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٤١.
(134) المرجع السابق، ص: 110.
(135) إنهم يعودون أحيانا، أحمد خالد توفيق، ص: 41.
(136) الرجل الذي لم يكن، أحمد خالد توفيق، ص: 80.
(137) يوم ثارت الوحوش، أحمد خالد توفيق، ص: 32.
(138) سورة يوسف: الآية: 36.
(139) قشعريرة، أحمد خالد توفيق، ص: 19.
(140) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: (٥٥- ٥٦).
(141) خاطفو الأجساد أحمد خالد توفيق، ص: (٧- ٨).
(142) قصاصات، أحمد خالد توفيق، ص: ١٨.
(143) لماذا جنت الأبقار، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٦.
(144) حكاية ثقب، أحمد خالد توفيق، ص: ٨٨.
(145) الحريق، أحمد خالد توفيق، ص: (٨٦- ٨٧).
(146) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: (٩٤- ٩٥).
(147) المرض الأسود، أحمد خالد توفيق، ص: 79.
(148) كيلمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: ٩٥.
(149) يوم ثارت الوحوش، أحمد خالد توفيق، ص: 28.
(150) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ٢١.
(151) تسي تسي، أحمد خالد توفيق، ص: 32.
(152) الأيام، طه حسين،مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، ط: 1، 1992م، ص: 150.
(153) أيام الكونغو، أحمد خالد توفيق، ص: 39.
(154) دواء يقتل، أحمد خالد توفيق، ص: 34.
(155) الموت الأصفر، أحمد خالد توفيق، ص: 7.
(156) المرجع السابق، ص: 12.
(157) المرجع نفسه، ص: 19.
(158) نفسه، ص: 26.
(159) نفسه، ص: 17.
(160) نفسه، ص: 30.
(161) نفسه، ص: 62.
(162) نفسه، ص: 10.
(163) نفسه، ص:12.
(164) نفسه، ص: 13.
(165) نفسه، ص: 34.
mohibr09117.blogspot.com
رحم الله الدكتور أحمد خالد توفيق(العراب) فقد كان وما يزال كاتبي المفضَّل، وما تزال كتاباته تأسرني وأجد لها لذَّة لا تدانيها أيّة لذة- مهما كانت متفاوتة فنيَّا من حيث الجودة والإتقان، وخاصة سلسلة روايات (سافاري)، وقد اطلعت مؤخراً على روية (الموت الأصفر) من السلسلة نفسها، ويؤسفني أن أقول- كقارئ نهم- انطباعي عنها: إنها الأقل مستوى من حيث المحتوى الفنيِّ في سلسلة روايات(سافاري)، حتى أنني شككت في أن تكون للكاتب نفسه، وزاد شكوكي بعض الملاحظات التي يذكرها البطل علاء عبد العظيم لزوجته برنادت عن مبنى (سافاري) وما يتميز به من شكل، وهو أمر من البديهيات التي لا يحتاج الكاتب إلى أن يذكرها في خطابه إلى زوجته لأنها تعمل في فرع آخر من المؤسسة نفسها، والمبنى له نفس الشكل، وكذلك حديث البطل علاء عبد العظيم عن الدكتور رفعت إسماعيل(بطل سلسلة ما وراء الطبيعة)، وهذا أمر غير معتاد في روايات (سافاري)، ثم قرأت رأياً لأحد القراء عن بعض الأخطاء الفنية في الرواية، مثل انبهار الطبيبة بتسلق علاء قمة كليمنجارو وزيارته قبائل توركانا، وإن كان علاء قد تسلق بالفعل كليمنجارو فإنه لم يزر قبائل توركانا،(*) وهذا ما ضاعف فضولي لإعادة قراءة السلسلة قراءة متأنية من جديد بغرض التأكد من ذلك، وفي هذه القراءة الجديدة لكل الأعداد ظهرت لي بعض السمات الأسلوبيَّة المشتركة فيها، فاستخلصت الشائع منها في هذا الدراسة، ثم أخضعت رواية (الموت الأصفر) لتلك القواعد الأسلوبيَّة المستنبطة، والتي جعلتني اعتقد جازماً أنَّ رواية (الموت الأصفر) للكاتب نفسه مهما كانت الشكوك التي تحوم حولها قويَّة.
الأسلوب لغة:
يأتي لفظ أسلوب في اللغة للتعبير عن عدة معان منها ما ذكره ابن منظور في معجمه حيث يقول: "ويقال السطر من النخيل: أسلوب. وكل طريق ممتد، فهو أسلوب. قال: والأسلوب الوجه، والمذهب، يقال: أنتم في أسلوب سوء، ويجمع أساليب. والأسلوب: الطريق تأخذ فيه. والأُسلوب، بالضم: الفن؛ يقال: أخذ فلان في أساليب من القول أي أفانين منه؛ وإن أنفه لفي أسلوب إذا كان متكبرا...".(1)
ويقول الزبيدي في (تاج العروس): "الأسلوب: الوجه والمذهب. يقال: هم في أسلوب سوء. ويجمع على أساليب. وقد سلك أسلوبه: طريقته. وكلامه على أساليب حسنة. والأسلوب، بالضم: الفن. يقال: أخذ فلان في أساليب من القول، أي أفانين منه. (و) الأسلوب: (عنق الأسد)؛ لأنها لا تثني. ومن المجاز : الأسلوب : (الشموخ في الأنف). وإن أنفه لفي أسلوب إذا كان متكبرا لا يلتفت يمنى ولا يسرة.".(2)
ويتضح مما ذكر أنَّ لفظ (أسلوب) في اللغة قد يقصد به الطريق والوجهة التي يتجه إليها حقيقة أو مجازا كطريقة بعض الناس وأخذهم في أفانين القول، وما يذهبون إليه من مذاهب حسنة أو سيئة، كما يطلق مجازا على شموخ الأنف تكبرا، وهذه طريقة للتعبير عن صفة الكبر، كما يطلق على عنق الأسد لفظ أسلوب لعدم تثنيها.
الأسلوب اصطلاحا:
هنالك عدة تعريفات الأسلوب عند القدماء ومنها ما ذكره ابن خلدون في (المقدمة)، وقد نفى أن يكون أسلوب الصناعة الشعرية راجع إلى التراكيب التي موضوعها علم النحو، ولا إلى إفادة السامع المعنى على الوجه الأكمل، والذي هو موضوع علم البلاغة، ولا إلى الأوزان الشعرية، وإما مرجع ذلك كله"إلى صورة ذهنية للتراكيب المنتظمة كلية باعتبار انطباقها على تركيب خاص. وتلك الصورة ينتزعها الذهن من أعيان التراكيب وأشخاصها، ويصيرها في الخيال كالقالب أو المنوال.".(3)
وهنا يحدِّد ابن خلدون ماهية أسلوب الصناعة الشعرية لدى الشاعر، فيجعله مجرد قالب أو منوال ينسج عليه الشاعر شعره، مستفيدا من صورة ذهنية تكونت لديه، لعيبِّر بها في قالب لغوي يفيد السامع المعنى المراد، ولكن بطريقة خاصة تميز ذلك الشاعر عن غيره بهذا المنوال أو القالب التعبيري، وفي هذا لا يختلف رأي ابن خلدون في الأسلوب عن آراء بعض المحدثين الذين يعدون الأسلوب مجرد اختيار لغوي من عدة خيارات تعبيرية توفرها اللغة.
وقد أسهم المحدثون في الدراسات الأسلوبية باطلاعهم على الأبحاث اللغوية الغربية الحديثة، ونقلوا تعريفاتهم للأسلوب في مؤلفاتهم، ومن ذلك ما نقله عبد السلام المسدي في كتابه (الأسلوب والأسلوبية) من تعريف لأحد اللغويين الغربيين للأسلوب، ألا وهو اللغوي الروسي جاكبسون، والذي عرف الأسلوبية : "بأنها بحث عما يتميز به الكلام الفني عن بقية مستويات الخطاب أولا وعن سائر الفنون الإنسانية ثانيا.".(4)
كما ينقل عن لغوي آخر تعريفه الأسلوب بقوله: "يطلق الأسلوب على ما ندر ودق من خصائص الخطاب التي تبرز عبقرية الإنسان وبراعته فيما يكتب أو يلفظ.".(5) وقد نقل سعد مصلوح عن بعض الباحثين قوله عن الأسلوب بأنه: "اختيار أو انتقاء يقوم به المنشئ بسمات لغوية معينة بغرض التعبير عن موقف معين.".(6)
ويتضح من كل ما سبق ذكره من تعريفات أنَّ الأسلوب هو الطريقة المعينة التي تميز كل متحدث باللغة- أو أديباً معبراً بها- عن غيره، على الرغم من ذلك الشخص أو المبدع يستخدم خياراً لغوياً توفره اللغة ضمن إمكانياتها المتعددة، ولكن استخدامه له بقالب أو طريقة معينة جعلته يتميز عن صاحب أيِّ أسلوب عن آخر يستخدم اللغة نفسها، ولكل كاتب قوالبه الشكليَّة التي يعتمد عليها في أسلوبه، بالإضافة إلى طريقته في توظيف معارفه ومحصلته الثقافيَّة وتجاربه الخاصة في كتاباته الشخصيَّة، وتقديم كلَّ ذلك بطريقة تختص به، وتصلح أن تكون بصمة أسلوبيَّة تدلُّ عليه.
خالد أحمد توفيق(1962م- 2018م):
طبيب وأديب مصري، ولد في طنطا بمحافظة الغربية، عمل بالطب والتدريس بجانب الكتابة الأدبية، وقد أبدع في كتابة قصص الرعب والفانتازيا والخيال العلميِّ، ولُقِّب بالعرَّاب من قِبَل معجبيه، ومن سلاسله الروائية: (ما وراء الطبيعة)، (وفانتازيا)،(سافاري)،(7) والأخيرة هي موضوع هذا المقال.
الأنماط الشكليَّة في أسلوب الكاتب:
يستخدم الكاتب قوالباً تعبيريَّة ذات ألفاظ محددة في روايات (سافاري)، وسيلاحظ القارئ أنَّ هذه الألفاظ تتكرر بطرق معينة تكاد تشكل نمطاً أسلوبياً خاصاً بالكاتب، والأنماط التي يستخدمها الكاتب هي:
القالب الأول- (الحقيقة أنَّ): ويتكون هذا القالب من كلمة (الحقيقة) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، وقد يفصل بين المبتدأ(الحقيقة) والخبر(المصدر المؤول) أحياناً بضمير الفصل(هي) أو أي كلمة أو كلمات مناسبة، ولكن مع ذلك تظل السمة الأساسية لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(الحقيقة) و(أنَّ)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يقول علاء عبد العظيم عن تقصير لحظات الوداع عند سفره إلى سافاري لأول مرة:
.(8)"الحقيقة هي أنه لم يكن هناك وداع لأني عبرت الصالة سريعاً وسط الوجوه الواجمة"
2. يقول علاء عبد العظيم عن انضمام برنادت إلى الحملة وهو لا يمكنه منعها على الرغم من أنه لم يرضه ذلك: "والحقيقة المؤسية هي أن المرء لا يملك منع فتاة ليست أمه ولا أخته ولا خطيبته ولا زوجته ولا ابنته، من عمل أي شيء".(9)
3. يقول علاء عبد العظيم عن نفسه بعد التجربة، وقد وجد نفسه متهماً بجريمة قتل:
.(10)"الحقيقة أنني لم أكن على ما يرام"
4. يقول علاء عبد العظيم عن تدخين البروفسور شيلبي أمام المدير: "فالحقيقة هي أن
(شيلبي) في وضع يسمح له- سناً ومركزاً- أن يعمل ما يشاء دون أن يجرؤ أحد على أن يلومه.".(11)
5. يقول الراوي عن سفاح تورنتو: "والحقيقة نعترف أن سفاح (تورنتو) ذكي جداً.".(12)
6. يقول الراوي عن كشف المتمارضين بسرعة في سافاري: "الحقيقة هنا أن المتمارضين يفتضح أمرهم سريعاً.".(13)
7. يقول البروفسور سيماكوف لعلاء عبد العظيم وبرنادت: "الحقيقة أنني لاحظت المرة السابقة أنكما زوجان متحابان إلى. أقصى حد.".(14)
8. يقول علاء عبد العظيم عن تسلق جبل كليمنجارو: "الحقيقة أننا لم نبدأ بعد.".(15)
9. يقول علاء عبد العظيم عن برنادت، والتي لم تعد راضية عن تصرفاته بعد عودته إلى مصر: "الحقيقة أنها تقول الكثير من الكلام الفارغ.".(16)
10. يقول الدكتور جيديون في معرض اعتراضه على بعض التجارب التي تجرى في وحدة سافاري: "الحقيقة أن هذه الوحدة اتخذت منهجاً عجيباً بعض الشيء.".(17)
11. يقول علاء عبد العظيم عن الطبيب البيطري الروسي الذي أجاب بإسهاب عن سؤاله:
"الحقيقة أنني فتحت الخزان وصرت عاجزاً عن غلقه فلست مهتماً على الإطلاق بكل هذه التفاصيل.".(18)
12. يقول علاء عبد العظيم مثالاً من حجم الاعتداء الذي تعرض له الطبيب مكافادين:
.(19)"الحقيقة أنني لا أرى ما يهم في هذا الحادث التافه كي أحكيه."
13. يقول الراوي عن مرض علاء عبد العظيم بالملاريا: "الحقيقة أنهم لم يكونوا لم يعرفونه جيداً، لأنه لا يأكل اللحم هنا لأسباب دينية.".(20)
14. يقول الراوي عن موافقة المدير على السماح للروسي سيمياكوف وخطيبته بالرحلة إلى كالاهاري: "الحقيقة أنك لم توافق يا سيدي المدير.. لقد جعلتك قوى أكبر مني ومنك توافق.".(21)
15. يقول علاء عبد العظيم عن نفسه بعد الحادث الذي تعرض له: "الحقيقة أنني تحولت إلى دمية هشمها طفل شقي.".(22)
16. يقول علاء عبد العظيم عن خطئه بطهي الدجاج وأكله في غرفته ثم وصفه الدجاج بالغباء: "الحقيقة أن على من كان بيته من زجاج ألا يقذف الآخرين بالحجارة.".(23)
17. يقول علاء عبد العظيم عن: "الحقيقة أنني أصبت بالبارانويا، لدرجة رحت أبعثر الرماد، وفي ذهني أنهم يستعيدون الكتابة على الورق المحروق.".(24)
القالب الثاني- (الحق أنَّ): ويتكون هذا القالب من كلمة (الحق) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، وقد يفصل بين المبتدأ(الحق) والخبر(المصدر المؤول) أحياناً بضمير الفصل(هو)، ولكن مع ذلك تظل السمة الأساسية لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(الحق) و(أنَّ)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يصف ممرضة جميلة من الزولو تعمل في وحدة سافاري: "الحق أنها كانت جميلة لو كنت تفهم معنى الجمال الأسمر.".(25)
2. يقول الراوي عن وصف مانديسا زوجة بيكيتشا: "الحق أن الفقر جعل حياتها خشنة إلى حد لا يصدق.".(26)
3. يصف علاء موافقة أشرف صديقه على كلام السائق الذي وصف الإفريقي الذي جلس بجانبه بالقرد ، يقول عن ذلك: "الحق أن أشرف وجد هذا الكلام معقولاً.".(27)
4. يقول الراوي عن مارثا والتي تعمل في الوحدة الطبية في استحلاب سم العقارب:
الحق أنها كائناً رائعاً.. أتكلم عن (مارثا) لا العقارب.".(28) "
5. يقول علاء عبد العظيم عن إجازته وعودته إلى مصر: "الحق أنني تحملت الكثير.. أنا مرهق وقد أهملت زوجتي لفترة لا بأس بها.".(29)
6. يقول علاء عبد العظيم عن ديبورا وقد تعرضت للضرب من ربيكا:
.(30)""الحق أنها تلقت علقة ساخنة لا بأس بها.
7. يقول علاء عبد العظيم عن تفاوت مراتب الناس في وحدة سفاري في السكن والأكل:
.(31)"الحق أن وحدة سافاري تتعامل بنظام طبقي فعلاً.. هناك سادة وهناك عبيد"
8. يقول علاء عبد العظيم عن عجزه في تشخيص مرض المريض الذي يعاني من الحمى: "الحق أنني عاجز عن اتخاذ قرار.".(32)
9. يقول علاء عبد العظيم للبروفسور بارتليه عن المرضى الذين نهشت الوحوش أطرافهم: "الحق أن الأمر مريب يا سيدي.".(33)
10. يقول علاء عبد العظيم عن مريض الإيدز الذي يدخن لأنه لا يرى فارقاً بين الموت بسبب التدخين أو الأيدز: "الحق أن هناك قادراً لا بأس به من الصدق في كلامه.".(34)
11. تقول برنادت عن ممانعة أهل القرية في ترقيم أكواخهم: "والحق أن سوء فهم كاد يحدث لأن (الكيكويو) كادوا بجنون رعباً من تعاويذ السحر هذه.".(35)
12. يقول علاء عبد العظيم عن الوقت الذي قضاه مع البروفسور شيلبي يعلمه أسرار كيفية البحث على شبكة الإنترنت: "والحق أنها كانت ساعات ممتعة.".(36)
13يقول علاء عبد العظيم عن حاجته للنوم بسبب الإرهاق في العمل ليلاً: "الحق أنني كنت في أمس الحاجة للنوم حتى الظهيرة.".(37)
14. يقول إبراهيم سامبا: "الحق أنك كنت بعيد النظر.".(38)
15 يقول علاء عبد العظيم عن شهرة وعلم البروفيسور موريس بارتليه مدير وحدة سفاري في علم الميكروبات، وأنه من سادة معهد باستير على الرغم من أنَّه علاء لم يسمع به قط:
. (39)"الحق لم أجرب هذا .. ولم أقرأ اسمه قط في أي مكان إلا على جدار مكتبه"
16. يقول مختار عن حال صديقه علاء عبد العظيم وقد تورط في تجربة الظاهرة: "الحق أن بدا لي بلا فكاك.".(40)
17. يقول الراوي في وصف الرجال الأشداء الذين كانوا يدفنون شيئاً ما: "الحق أنهم كانوا أشداء فعلاً.".(41)
القالب الثالث- (المشكلة أنَّ): ويتكون هذا القالب في الغالب من كلمة (المشكلة) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، وقد يفصل بين المبتدأ(المشكلة) والخبر(المصدر المؤول) أحياناً بضمير الفصل(هي) أو أي كلمة أو كلمات مناسبة، كما تأتي الكلمة(مشكلة) أحياناً مضافة إلى اسم ظاهر أو ضمير متصل، ولكن مع ذلك تظل السمة الأساسية لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(المشكلة) و(أنَّ)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يصف علاء عبد العظيم بأنه فضولي حيث يقول: "المشكلة هي أنني فضولي.. فضولي جداً.".(42)
2. يصف المعلم كولو المصاب بالأيدز: "مشكلة كولو هي أنه يموت ببطء شديد.".(43)
3. يقول علاء عبد العظيم عن المدير: "مشكلة وهذا الرجل أنه يجدني بسهولة تامة.".(44)
4. وقال المدير عن اختفاء جثة الساحر الإفريقي: "المشكلة هي أنه لا يوجد ما يغري بسرقة جثة ساحر إفريقي عجوز.".(45)
5. قال الدكتور كليف عن الحرب التي تشنها الشركات ضد حملة إبراهيم سامبا لمكافحة عمى الأنهار: "المشكلة هي أن هذه الشركات بحاجة إلى أراضي الأنهار بشدة.".(46)
6. يقول علاء عبد العظيم عن وجوده دائما في أماكن نائية من أفريقيا: "مشكلتي مع إفريقيا من البداية هي أنني ظللت دوماً نائباً عن العواصم والمدن الكبرى.".(47)
7. يقول المفتش جاكوب محاولاً إقناع الزولو بأنَّ التسمم الذي أصابهم ليس بسبب البوير: "المشكلة هي في الكاسات التي تأكلونها.. الأطباء عرفوا السبب.".(48)
8. يقول علاء عن قيوده في محبسه في مستشفى البروفسور كاييرا: "المشكلة هي أن الحبال محكمة ومن نوع متين، فلا أمل أن تنزلق أثناء محاولتي التملص.".(49)
9. يقول علاء عبد العظيم وقد أحسَّ بالحكاك الشديد في ساعده ومعصمه وبطنه: "المشكلة هي أن الهرش لا يشبع.. لا يبعث تلك النشوة المعروفة.".(50)
10. يقول علاء عبد العظيم وقد أنكر الجميع كلَّ ما يتفوه به عن إبلاغه بمرض السل:
"المشكلة هي أنني في وضع ينثر شكوكاً لا حصر لها حول حالتي العقلية.".(51)
11. يقول الراوي عن وجود براكستون أفعى في الثلاجة: "المشكلة هي أنه خبير ثعابين.. يعرف جيداً أن الأمر هنا يختلف.".(52)
12. يصف علاء عبد العظيم أفريقيا وكونها غير مستقرة دائماً: "مشكلة إفريقيا هي أنها لا تعرف الاستقرار.. دائماً تلك الأسرة البائسة التي تفر بمتاعها القليل من الحرب.".(53)
13. قال البروفسور بارتلييه عن اتهامه لعلاء عبد العظيم عن تهمة القتل: "المشكلة هي أن تبرهن لنا عن كيفية وصول بصماتك إلى الكيس، مادمت لم تخنق الرجل؟."(54)
14. يتحدث علاء عن عالم أجرى أبحاثاً خلصت إلى انخفاض معدلات الذكاء عند الأفارقة، وبعد وفاته أعلن مساعده أنَّ أبحاثه كانت ملفقة، يقول علاء عن ذلك: "المشكلة أن الغربيين ينسون هذا الاعتراف ولا يتذكرون إلا الأبحاث نفسها.".(55)
15. يقول الطيار ثورن الذي يبحث عن ركاب الطائرة المفقودة في صحراء كالاهاري:
(56)""المشكلة أنهم في ألعن مكان من كالاهاري..المكان الذي يجوبه مسخ (سكوتي سميث)
16. يقول علاء عبد العظيم عن الإحساس بالضياع في صحراء كالاهاري: "المشكلة أن أوضاع النجوم مقلوبة.. كل شيء يتصرف بشكل خطأ في نصف الكرة الأرضية الجنوبي هذا حتى البوصلة لا تفيد.".(57)
17. يقول علاء عبد العظيم عن وصف بيته التابع لسافاري، وذلك عند تعرضه لمحاولة قتل فيه بسبب تصويره بقرة مصابة بداء جنون البقر: "المشكلة أن بيتنا طابق واحد.. وأنه محاط بحديقة.. وأنه منعزل عن (سافاري).".(58)
القالب الرابع- (صحيح أنَّ... لكن): ويتكون هذا القالب من قسمين يبدأ أولهما بكلمة (صحيح) والتي تكون خبراً في الجملة الاسمية المعبِّرة عن القسم الأول من هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول (المبتدأ) والذي يتكون من:(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، ثم يأتي القسم الثاني من هذا القالب والذي يبدأ بكلمة(لكن) والتي يكون اسمها ضميراً متصلاً وخبرها جملة، وقد يفصل بين قسمي هذا القالب (صحيح أنَّ) و(لكن) أحياناً بجملة أو عدة جمل، ولكن مع ذلك تظل السمة الأساسية لهذا القالب وجود هذين القسمين الأساسيين (صحيح أنَّ) و(لكن) معاً، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يقول علاء عبد العظيم علاقته بالطبيب التونسي بسام: "صحيح أن اختلاف لهجتينا مشكلة.. لكننا نتفاهم بالفصحى التي يفهمها العرب جميعاً.. صحيح أنه يستعمل مصطلحات فرنسية عديدة.. لكن فرنسيتي لا بأس بها.. وصحيح أنه يستعمل حرف (القاف) بإفراط.. لكنني استعمل (الهمزة) بإفراط مماثل.".(59)
2. يقول علاء عبد العظيم عن أفراد الفصيلة من المرتزقة الذين يدعون المرض: "صحيح أنهم يضعون الطبيب في موقف يعجز فيه عن تبين القرار الصحيح.. لكني واثق من أنهم- أو أكثرهم- يدعون المرض.".(60)
3. يقول الراوي عن المبنى المحلي لمنظمة الصحة العالمية في بوركينا فاسو: "صحيح أن شعار منظمة الصحة العالمية الأنيق كان مرسوماً عليه، وصحيح أن عربات اللاندروفر المميزة كانت واقفة أمامه.. لكنه كان مبنى فقيراً إلى حد مروع.".(61)
4. يقول علاء عبد العظيم عن الدكتورة سيمون وزوجها المصاب بالأيدز: "إنهما حيان على الأقل ونحن نزورهما بانتظام.. صحيح أنهما يريان الموت مراراً لكنهما يحاولان التماسك.".(62)
5. يقول علاء عبد العظيم عن انتهاء مهمته في مرافقة العالم لومبان: "صحيح أنني لم ذا عون كبير له، لكني على الأقل أدخلت بياناته إلى الحاسب الآلي.".(63)
6. يقول الراوي عن الصورة التي رسمها فنانو الشرطة للسفاح: "صحيح أنها لرجل قصير ضيق الجبهة ذي عوينات، لكن هذا يجعلها تصلح لمئات الأشخاص سواه.".(64)
7. يصف علاء عبد العظيم تسلقه جبل كيلمنجارو فيقول: "لقد اجتزنا بنجاح منطقة الغابات.. صحيح أن البرد يزداد بشكل ملحوظ، لكن أمامنا أجمل منظر يمكن للعين أن تراه في أفريقيا.".(65)
8. يقول علاء عبد العظيم في وصف زوجته الحامل برنادت عندما قدما إلى مصر فالتفت حولها خريجات اللغة الفرنسية مما شكل لها إرهاقاً زائداً: "صحيح أنها كانت تعاني عذاباً مقيماً خاصة مع الحمل الذي يجعل الدوار عادة، لكنها تماسكت."(66)
9. يقول العجوز الإفريقي مزي عن علاء عبد العظيم وزوجته برنادت: "صحيح أن الخلافات تأتي لكنهما يسمحان لها بالرحيل.".(67)
10. يقول علاء عبد العظيم عن طريقة حياته في وحدة سافاري في كينيا: "صحيح أنني مصدر متاعب أينما ذهبت يكفي أن أظهر في مكان ما، حتى تظهر المؤامرات والدسائس والموت والشجار، لكن هذا يعني أنني أصبحت شخصاً مرموقاً.".(68)
11. تقول الدكتورة مادلين "صحيح أنني مازلت حية لكني اعتبر أننا متعادلان.".(69)
12. يقول علاء عبد العظيم عن إحساسه بالغربة في وحدة سافاري: "صحيح أن المغامرات السابقة أضفت علي بعض الشهرة هنا.. لكني مازلت أشعر بالغربة.".(70)
13. يقول علاء عبد العظيم عن قلة معرفته فيما يتعلق بالعقارب وسمومها: "صحيح أن هذه المعرفة جزء مهم من طب المناطق الحارة، لكني أعترف لم ألف حالات كثيرة في حياتي.".(71)
14. يقول علاء عبد العظيم عن المشاكل التي ستواجه أثناء إجازته السنوية في مصر:
"صحيح أن الأوضاع الاقتصادية خانقة والغلاء يجثم على النفوس، لكنني رأيت في إفريقيا ما هو أسوأ بمراحل.".(72)
15. يقول علاء عبد العظيم عن رغبته في الانتقام: "صحيح أن الانتقام شهي، وأنا راغب في تذوقه لكن مادام مستحيلاً علي أن أنساه.".(73)
16. يقول علاء عبد العظيم عن تعامله مع المريض بداء الكلب: "صحيح أن مريض الكلب لا يطارد الناس ليعضهم (الناس) كما يحسب المعتقد الشعبي، لكن من قال إن إفرازاته لا تحمل الفيروس؟".(74)
17. يقول الراوي عن تناول علاء عبد العظيم وبسام الكسكسي، وعدم حاجتهما لوجبة العشاء: "صحيح أنه تحول الآن إلى قارورة حمض في معدة كل منهما بعد توتر الليلة، لكن على الأقل يبقيهما بلا جوع لفترة طويلة.".(75)
القالب الخامس- (السبب هو/ أنَّ): ويتكون هذا القالب من كلمة (السبب) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، وقد يفصل بين المبتدأ(السبب) والخبر(المصدر المؤول) أحياناً بضمير الفصل(هو)، ولكن مع ذلك تظل السمة الأساسية لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(السبب) و(أنَّ)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يقول بالينجالا بايلا مدير سافاري عن تفشي الجريمة: "السبب هو الفقر..هنا طبقتان إحداهما فاحشة الثراء والأخرى بالغة الفقر.".(76)
2. يقول علاء عبد العظيم عن موفقة الطبيب الروسي على الرحلة إلى صحراء كالاهاري: "السبب هو أن الرحلة يجب أن تتم بشكل أو بآخر.".(77)
3. يقول علاء عبد العظيم عن العقاب الذي يمارسه أدلبير مدير مستعمرة الجذام على مرضى الجذام: "السبب هو لم يكن يعاقب مرضاه إلا وهو يعرف أن القس في الكنيسة والأطباء في عملهم.".(78)
4. يقول علاء عبد العظيم عن تعلم الطبيب بسام التدخين: "السبب طبعاً هو أنه يشعر بالوحدة هنا.".(79)
5. يقول الراوي عن عدم وجود جثة من تلتهمهم الأسود: "والسبب هو أن الوحش يمزق أوردة العنق أولاً ثم يجر فريسته إلى الأحرار ليلتهمها.".(80)
6. يقول علاء عبد العظيم عن قيامه بعمل كل شيء في وحدة سافاري: "السبب هو أنني لم أتخصص بعد.. لهذا أمارس كل شيء في كل مكان.".(81)
7. يقول البروفسور شيلبي إجابة عن سؤال برنادت عن دور الإنسان في مرض كورو: "السبب يا صغيرتي هو أن انتشار عادة أكل مخ الموتى - على سبيل الحداد.".(82)
8. يقول دوبون لعلاء عبد العظيم عن شعوره بالقلق في الساعة ١٥: ١٠: "ربما كان السبب هو تفكيرك في أهلك النائين عنك.".(83)
9. يقول علاء العظيم عن زوجته بعد تعرضهما لحادثة الاعتداء عليهما ليلاً في البيت:
.(84)"ثم أدركت أن السبب هو تلك الفكرة التي راحت تدق على أطراف أعصابي بإلحاح"
10. يقول علاء عبد العظيم عن مضيفه السابق والذي استدعاه لأسباب مرضية قبيل الفجر، ثم عرض عليه توصيله إلى البيت في العودة خوفاً عليه من التعرض للخطر:
.(85)"السبب طبعاً هو أنك كنت بحاجة ماسة لي اذا آثرت أن تعرضني للخطر"
11. يقول الراوي عن التشابه بين تأثير عقار الكيتامين وتجربة الدنو من الموت:
"السبب هو أن الكيتامين ينشط مادة معينة في المخ، وهذه المادة هي ذاتها التي يفرزها المخ عندما يفتقر الأكسجين.".(86)
12. يصف الراوي بكاء برنادت عندما قرر زوجها علاء السفر، يقول عن ذلك: "السبب في دموعها أنها تحبه حقاً، وأنها كانت تتمنى لو سافرت معه.".(87)
13. يقول محرر مجلة أدفانسز عن عدم معرفة كثيرون بالمجلة: "السبب أن مجلتنا ليست (التايمز) أو (النيوز ويك) بحال. إن لنا عدد محدود من القراء الذين هم أقرب إلى الأتباع السريين.".(88)
14. يقول الراوي عن الزوجة التي تعرف إصابة زوجها بالحمى"السبب أن هناك مرضى آخرين في أكواخ أخرى.".(89)
القالب السادس- (الخلاصة أنَّ): ويتكون هذا القالب من كلمة (الخلاصة) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي المصدر المؤول(أنَّ وملحقاتها التي يمكن تأويلها بمصدر صريح)، وقد يفصل بين المبتدأ(الخلاصة) والخبر(المصدر المؤول) أحياناً بضمير الفصل(هي)، وأحيانً يتخلى عن تلك السمة الأساسية لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(الخلاصة) و(أنَّ)، فيأتي مع (الخلاصة)(جملة بها كان أو إحدى أخواتها)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. بقول بالينجالا بايلا مدير سافاري عن تفشي الجريمة: "الخلاصة هي ألا تجول وحدك في الشوارع قرب المساء ولا تثق بمن بعرض عليك خدماته.".(90)
2. يصف علاء عبد العظيم حديقة كروجر، وبعد أن يسهب في وصفها يقول: "الخلاصة أن المشاهد مألوفة جداً.. لا بدّ أنك رأيتها ألف مرة في التلفزيون.. الفارق الوحيد هنا هو أنت.. أنت بالذات وسطها! إنه شعور لا يوصف.".(91)
3. يصف الراوي العلاقة المعقدة بين علاء عبد العظيم والدكتور جيدون ذي الأصل اليهودي: "الخلاصة أنها علاقة معقدة من المقالات والاحترام والحب لا يستطيع وصفها إلا (دوستويفسكي) ذاته.".(92)
4. يقول علاء عبد العظيم وقد أتته دعوة للعشاء وهو غير مستعد لها: "الخلاصة أن منظرنا لا يسمح حتى بالنوم أو العشاء في البيت.".(93)
5. يقول علاء عبد العظيم عن الصياد بارساد وقد تسلح بترسانة من الأسلحة: "الخلاصة أنه(بدا) قوياً شجاعاً.. لكني لست متأكداً من (كونه) كذلك.".(94)
6. يقول علاء عبد العظيم عن المريضة التي لم تشف على الرغم من تلقيها علاجاً مختلفاً، وأوقف علاجها وسمح لها بالعودة إلى دارها : "الخلاصة هي أن هذه الحالة كانت مسماراً في نعش الأمبراطورية.. معذرة.. أعني نعش ثقتنا بمعلوماتنا الطبية.".(95)
7. يقول علاء عبد العظيم عن صمويل جولد سميث : "الخلاصة أنه لولا شعره الأشقر وعيناه الزرقاوان لحسبت أنه من مجاذيب الموالد عندنا.".(96)
8. يقول علاء عبد العظيم عن لقاء برنادت مع زوجة أخيه: "الخلاصة كان اللقاء ناجحاً بحق.".(97)
9. يقول علاء عبد العظيم عن استمتاعه وزوجته بإعداد الفيلا التي خصصت لهما:
.(98)"الخلاصة إن إعداد هذه (الفيلا) كان يمنحنا لحظات مرح حقيقية."
10. يقول الراوي عن بحيرة توركانا ومياهها الراكدة: "الخلاصة: كانت هذه أتعس مصيدة أسماك رأيتها في حياتي.".(99)
11. يقول علاء عبد العظيم عن الدكتور لومبان: "الخلاصة: "ليس (لومبان) هذا طبيباً.. ففي أي شيء هو دكتور.".(100)
12. يقول علاء عبد العظيم عن جشع الإنسان: "الخلاصة أن الإنسان لا يكف عن البحث عن فرص ينتزعها من الآخرين.".(101)
13. يقول علاء عبد العظيم عن وداعه أصدقائه: "الخلاصة: هؤلاء مجموعة من الحمقى ويبدو أنني لن افتقدهم كثيراً.. ربما لن افتقدهم على الإطلاق!".(102)
القالب السابع- (النتيجة هي): ويتكون هذا القالب من كلمة (النتيحة) والتي تكون مبتدأ في الجملة الاسمية المعبِّرة عن هذا القالب، ثم يأتي ضمير الفصل(هي)، ثم الخبر والذي قد يكون مفرداً أو جملة أحياناً، ولكن مع ذلك تظل السمة الغالبة لهذا القالب وجود الركنيين الأساسيين له(النتيجة) و(هي)، وهذه طائفة من استخدامات هذا القالب في روايات (سافاري):
1. يقول الراوي عن تجربة ريد في نقل البعوض الحمى الصفراء: "النتيجة مقنعة.. البعوض تنقل الحمى الصفراء.".(103)
2. يقول الراوي عن عجز ألمانيا في الاستمرار في استعمار الكاميرون: "وكانت النتيجة هي أن الألمان خرجوا من البلاد عام ١٩١٦م، واحتلها البريطانيون والفرنسيون.".(104)
3. يقول علاء عبد العظيم عن عدم جدوى الأسلوب الطفولي الذي يستخدمه المدير بارتلييه لإشعال روح الحماس في الأطباء للانضمام إلى حملة البحث عن المفقودين:
.(105)"والنتيجة دائما واحدة: لا أحد يستجيب.. لا حماس من أي نوع"
4. يقول الراوي في رواية قصاصات: "النتيجة: لا شيء يحدث على الإطلاق.. الفلسطينيون عرفوا لا جدوى من إضاعة الوقت.".(106)
5. يقول علاء عبد العظيم عن تعرضه للضرب من الرجال الذين اعتادوا عليه في بيته في سفاري: "النتيجة ضلع مشروخ على ما يبدو سن ناقصة.. تورم حول العينين.".(107)
6. يقول الراوي عن الحرب بين البوير والخوي: "النتيجة هي خسارة أهل البلد الذين خصصت لهم حكومة التفرقة العنصرية ١٣٪ فقط من مساحة أرضهم وأخذت هي الباقي.".(108)
7. يقول الراوي عن سقوط علاء عبد العظيم : "وكانت النتيجة كالتالي: هذه غيبوبة.. لا يمكن التكهن بسببها من دون المزيد من الفحوص.".(109)
8. يقول الراوي عن أرشيبالد لينوكس وقد لعب الميسر مع بعض الفتية السود، وقد رفض أن يدفع لهم عقب هزيمته فاعتدوا عليه: "كانت النتيجة هي أنهم أوسعوه ضرباً.".(110)
9. يقول علاء عبد العظيم عن أجواء الحفل في ديربان:
.(111)"النتيجة أنك تشعر بأنك ترى حفل فودوو في فيلم رعب أمريكي."
يتضح مما سبق أنَّ الكاتب لديه قوالب لفظيَّة محدَّدة يستخدمها باستمرار في جميع روايات (سافاري)، وتصلح تلك القوالب في الإسهام في تكوين بصمة أسلوبية خاصة بالكاتب يمكن تتبعها في كتاباته الأخرى، وتمييز أسلوبه عن أسلوب غيره إذا ما استشكل على القارئ ذلك في كتابة ما، ولم يجد دليلاً على كونها للكاتب أم لغيره.
أنماط القوالب السرديَّة:
ونقصد بذلك استخدام الكاتب طرقاً أسلوبية معينة في كيفيَّة رواية الأحداث والتعليق عليها في معظم رواياته، وتختلف هذه القوالب السرديَّة عن القوالب الشكليَّة في كونها عبارة عن قوالب معنوية تفهم من السياق، وليست لها رموز شكليَّة ظاهرة، وسيلاحظ القارئ أن الكاتب يستخدم أنماطاً محددة من القوالب السرديَّة في معظم روايات (سافاري)، ومن هذه الأنماط ما يلي:
القالب الأول- الوصف ثم التقييم: في هذه القالب يقوم المؤلف بوصف الأمر ثم يطلق حكم تقييمي عليه، ويأتي في الغالب في آخر الفقرة السردية الخاصة بوصف ما، ومنها ما جاء في النصوص التالية:
1. يقول الراوي عن فشل الاستعمار الألماني في أفريقيا: "وكانت الإدارة الألمانية فاسدة مهملة.. ولم تحاول قط إنشاء طرق أو مدارس أو إرساليات أو أي شيء مما يوطد سلطة المستعمر في الأرض التي يستولى عليها.. لقد مارست ألمانيا لعبة لا تجيدها.".(112)يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف هو فساد البعثة الألمانية في إفريقيا، لعدم إنشائها الطرق والجسور، وعدم بنائها المدارس، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " لقد مارست ألمانيا لعبة لا تجيدها."، ويعني بذلك فشل الاستعمار الألماني في إفريقيا لأنه لم يجِدْ قواعد اللعبة (خذ وهات) وركز على الأخذ فقط.
2. يقول علاء الدين عن مرافقهم الأفريقي في إحدى المهام: "كان (موفيرو) أكثرنا حماساً.. إذ سرعان ما سبقنا بساقيه الطويلتين.. إن السود عداءون ممتازون حقاً، ولولاهم ما حققت (الولايات المتحدة) شيئاً في أولمبياد ألعاب القوى.".(113) يلاحظ في هذا النص أنَّ الأمر الموصوف هو مرافقهم الإفريقي (موفيرو)، والذي وصِفَ بسبقه للجميع لطول ساقيه، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن السود عداءون ممتازون حقاً".والغرض من هذا الحكم التقويمي تبرير سبق (موفيرو) مرافقيه في الحملة.
3. يقول علاء عبد العظيم عن وصف ما يشعر به نحو زملائه: "مازلت أشعر باختلاف الطباع ، بل واختلاف الدم ذاته بيني وبينهم.. إن الوطن وأهله لمعان مبهمة، لا يمكنك فهمها وأنت في وطنك.".( 114) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف اختلاف الطباع بين الدكتور علاء عبد العظيم وزملائه الأطباء في وحدة (سافاري)، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن الوطن وأهله لمعان مبهمة، لا يمكنك فهمها وأنت في وطنك.". والغرض من ذلك تبرير عدم إحساسه بشدة الانتماء لذلك المجتمع العملي.
4. يقول علاء عبد العظيم عن التجارب التي يجريها أحد العلماء في الوحدة: "وقال بعض السود: الرجل يزرع رؤوس كلاب للبشر والعكس.. لكني لا ابتلع الفكرة بسبب عدم التناسب بين حجم العنق في النوعين، وهذا سبب كاف في رأيي.. إن غطاء القلم الحبر لا يسمح بسد زجاجة مياه غازية.".(115) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف وصف التجارب التي يجريها أحد علماء الوحدة، ووصفه بزراعة رءوس كلاب للبشر، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن غطاء القلم الحبر لا يسمح بسد زجاجة مياه غازية." والغرض منه تبرير استحالة إجراء تلك التجارب بالكيفية المذكورة آنفاً، فجاء الحكم على طريقة التشبيه لتقريب استحالة تحقق ذلك.
5. يقول علاء عبد العظيم عن المريض الذي بدأ يهذي ويطلق سباباً باللغة المحليَّة: "لسان لا يكف عن إطلاق سباب (البانتويد) الذي لم أفهم منه حرفاً، ولست نادماً على ذلك.. إن آخر سبب يغريك لتعلم لغة أجنبية هو فهم الشتائم التي تطلق عليك.".(116) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف سباب المريض بلغته المحليَّة، وعدم فهم علاء عبد العظيم لذلك السباب، وعدم ندمه على جهله معاني تلك السباب، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن آخر سبب يغريك لتعلم لغة أجنبية هو فهم الشتائم التي تطلق عليك.". والغرض من ذلك تبرير عدم ندم الراوي على جهله معاني تلك السباب باللغة المحليَّة.
6. يقول علاء عبد العظيم عن عدم إبداء فضوله بخصوص المهمَّة المعروضة عليه: "وكان انتقامي الوحيد هو أنني لم أوجه لهذين أي سؤال من أي نوع.. بالطبع كانا ينتظران أن أستفهم في فضول عن كل تفصيلة، وكان هذا يرضيهما.. لكني أحجمت.. أحياناً يكون رفض السؤال عن شيء مهيناً مستفزاً لمن يرتقب أن تسأله.".(117) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف انتقام الدكتور علاء عبد العظيم من مديره ومرافقيه الذين رشحوه لمهمة لم يبدِ أي سؤالاً بخصوصها، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " أحياناً يكون رفض السؤال عن شيء مهيناً مستفزاً لمن يرتقب أن تسأله.". والغرض من ذلك تأكيد معنى الانتقام الذي ذكره البطل في الوصف السابق.
7. يقول علاء عبد العظيم عن المريض المصاب بالهرش: "طلبت زوجته الانفصال.. وما كان ليستطيع لومها لأن علاقته بها لم تعد تزيد على أن يهرش أمامها.. قليلة هي الأحلام الرومانسية التي يمنحها زوج، لا يكف عن العرش في كل مرة.".(118) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف وصف علاقة مريض الهرش بزوجته، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " قليلة هي الأحلام الرومانسية التي يمنحها زوج، لا يكف عن العرش في كل مرة.". والغرض من ذلك تبرير طلاق مريض الهرش زوجته لانشغاله عنها بمرضه.
8. يقول علاء عبد العظيم عن مريضة تعاني من الحمى ولا تظهر الفحوصات إصابتها بأي مرض وهي تتلقى علاجاً إمبريقياً على ذلك: "إنها تتلقى علاجاً للخراج الكبدي الأميبي وللملاريا وللتيفويد وللدرن.. إلخ.. طبعاً هي لا تتحسن.. لا يمكن أن يشفى شخص يتلقى هذا الخليط الجهنمي.".(119) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف هو عدم تحسن المرأة الإفريقية المريضة التي تتلقى كمية من الأدوية المختلفة، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " لا يمكن أن يشفى شخص يتلقى هذا الخليط الجهنمي.". والغرض من ذلك تبرير عدم شفائها لتلقيها علاجاً خليطاً متداخلاً.
9. يقول علاء عبد العظيم عن مرافقيه في الرحلة إلى كليمنجارو: "خرجت لأحد الرجلين يثرثران.. ومن حين لآخر ينطلق أحدهما في قهقهة إفريقية رفيعة عالية.. من الواضح أنهما يستمتعان بوقتهما حقاً.".(120) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف ثرثرة مرافقيه وقهقهتهما، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: "من الواضح أنهما يستمتعان بوقتهما حقاً.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق.
10. يقول علاء عبد العظيم وقد وجد عمل ما، وهو خبير فيه في البعثة المشتركة إلى (توركانا)، وقد ساعد في إجراء عملية استئصال الحويصلات المائية من بطن زوجة زعيم القبيلة: "هذه المرة كانت عندي أخبار طيبة عن الزوجة.. وخطة عامة عما يمكن عمله هنا.. من الممتع أن تعرف أن لك قيمة ما في مكان ما.".(121) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف قيام الراوي وصف إصابة زوجة الزعيم الإفريقي بالحويصلات المائية، وقيامه بمساعدة في الأمر، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " من الممتع أن تعرف أن لك قيمة ما في مكان ما.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق وتزيينه.
11. يقول علاء عبد العظيم عن جلوسه مع الأطباء أمام التلفاز شارد الذهن: "وكان التلفزيون يعرض مسلسلاً عجيباً لا أعرف جنسيته بالضبط.. فجلست معهم ورحت أتابع شارد الذهن.. إن التلفزيون مفيد جداً كمنشط للأفكار .. خاصة عندما يعرض شيئاً تافهاً.".(122) يلاحظ في هذا النص السابق أن الأمر الموصوف هو جلوس الراوي أمام التلفزيون في شرود، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن التلفزيون مفيد جداً كمنشط للأفكار .. خاصة عندما يعرض شيئاً تافهاً.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق.
12. ومنه أيضاً ما جاء في رواية (لماذا جنت الأبقار)، حيث خرج مولانجا المريض إلى المزرعة، لاستنشاق الهواء، وشاهد من على البعد رجالاً يهيلون التراب على حفرة ما أو قبر، ويصف الراوي ذلك بقوله: "كان المشهد غريباً بالفعل.. يثير الفضول.. عندما يحفر الرجال الأرض في هذه الساعة المبكرة من الصباح فالأمر جدير بالتقصي.".(123) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف ، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: "عندما يحفر الرجال الأرض في هذه الساعة المبكرة من الصباح فالأمر جدير بالتقصي.". والغرض من ذلك تبرير الفضول الذي أحسَّ به مولانجا، والذي ذكر في النص السابق.
13. يقول علاء عبد العظيم معلِّقاً على نصيحة مرافقه بإبقاء الملابس الثقيلة حتى لحظة التجمد من البرد: "كلامه منطقي.. دع الثياب إلى اللحظة التي تشعر فيها بأنك تتجمد، عندها ترتدي الثياب الثقيلة وتشعر بتحسن.. أبق ورقة أخيرة لم تلعبها ولا تلعب كل أوراقك من اللحظة الأولى.".(124) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف وصف الحوار الذي دار بين الراوي ومرافقه بخصوص البرد ومواجهته، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: "أبق ورقة أخيرة لم تلعبها ولا تلعب كل أوراقك من اللحظة الأولى.". والغرض من ذلك تأكيد النصيحة السابقة التي أسداها له المرافق والدليل.
14. يقول علاء عبد العظيم عما يمكن قوله عن مدير وحدة سافاري في كينيا (الفيلسوف الفنان) : "إنه مدير غير كفء.. لا يمكن أن يكون صاحب تلك الصفات متمتعا بمواهب إدارية.. إن الإدارة تتطلب المزيد من الدنيوية وقدر أقل من التجرد.".(125) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف وصف عدم كفاءة المدير، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " إن الإدارة تتطلب المزيد من الدنيوية وقدر أقل من التجرد.". والغرض من ذلك تبرير ضعف إدارة المدير لتمتعه بصفات أخرى حميدة تحول دون ذلك، وكأنه مدح بما يشبه الذم، وذلك للعلاقة الودية بين الراوي علاء عبد العظيم ومديره الموصوف في الفقرة السابقة.
15. يصف علاء عبد العظيم المراهقين بصورة عامة: "ينهضون من النوم ويأكلون كالغيلان.. لا بد من تغذية هذا المرجل الذي تشتعل فيه نيران الشباب.".(126) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف وصف المراهقين بالإسراف في الأكل، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " لا بد من تغذية هذا المرجل الذي تشتعل فيه نيران الشباب.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق عن طريق الاستعارة والتشبيه.
16. يصف علاء عبد العظيم المنطقة الآمنة التي يسكن فيها على مقربة من الوحدة: "الناس بسطاء أمناء غارقون في مشاكلهم الخاصة و فقرهم.. ثمة نوع من الفقر يجعل الجريمة ذاتها مستحيلة.".(127) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف اتصاف الفقراء بالأمانة على الرغم من حال الفقر والمشاكل الخاصة، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " ثمة نوع من الفقر يجعل الجريمة ذاتها مستحيلة.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق.
17. يقول الراوي الأفريقي العجوز (مزى) عن إجهاض برنادت وعدم حملها بعد ذلك: "ومنذ ذلك الحين لم يظفرا بطفل آخر.. إن خصوبة الرجل الأبيض تحيرنا نحن السود.. إن الأطفال يأتون دون إرادتنا ودون أن نخطط لذلك.. وبأعداد تفوق الحصر.. أما هم فطفل أو طفلان.. هذا أقصى ما يمكن أن يحلموا به.".(128) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف هو ارتفاع مستوى الخصوبة لدى الرجل الأسود مقارنة بنظيره الأبيض، وكان الحكم التقييمي الذي أطلقه الكاتب هو: " هذا أقصى ما يمكن أن يحلموا به.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق.
القالب الثاني- إطلاق الحكم ثم استخدامه وصفاً للشيء: وهذا القالب هو معكوس القالب السرديِّ السابق، ويُلاحَظُ فيه أنَّ الحكم أو التقييم يأتي أولاً، وكأنَّه ممهداً لتقبّل الوصف المذكور بعده، ومن استخداماته في روايات (سفاري) النماذج المذكورة بعد:
1. يقول علاء عبد العظيم عن ضيقه من إجباره على مساعدة الدكتور لومبان الذي يجري بعض البحوث التي تتعلق بثقب الأوزون، وتشكيك علاء في أن يضيف لومبان شيئاً جديداً في هذا الصدد: "أن يقرر إنسان إعادة اكتشاف (البنسلين) بعد كل هذه الأعوام .. هذا من شأنه.. لكن أن أكون مسئولاً عن مساعدته فهذا ما لا يطاق.".(129)
ذكر بعض الاستنتاجات أو الحقائق بطريقة معينة ثم يجعلها وصفا الحالة المتحدث عنها:
2. يقول علاء عبد العظيم عن عبقرية البروفيسور شلبي في تشخيص الوباء:"هذه هي العبقرية أن ترى الجانب الآخر من القمر بينما الكل ينظرون إلى جانبه المضيء الواضح.. وقد رأى (شلبي) ذلك الجانب الآخر.".(130)
3. ذكر علاء عبد العظيم أنه يحب برنادت وهي تراه مجرد صديق، وهو شيء لم يسره، فوصف ذلك ساخراً:
"إن المرأة الحسناء تجد عواطف الرجال الذين لا تميل لهم شيئاً لزجاً مزعجاً كالذباب.. شيء يحيل حياتها جحيماً.. وأنا أحب (برنادت) لهذا لن أحيل حياتها جحيما.".(131)
4. يقول علاء عبد العظيم عن وباء الـ(إيبولا): "والمستوى الرابع هو اسم سعيد لم يطلق إلا على أوبئة قليلة شرشة في فتكها وسرعة انتشارها.. وقد كان الـ(إيبولا) و(ماربورج) من أهم الفيروسات التي ظفرت بالمستوى الرابع.".(132)
5. يقول علاء عبد العظيم عن تعامله مع البروفيسور شلبي، " وسم الأفاعي له منافع طبية عديدة-هذه هي قاعدة تعاملي في (سافاري):هناك أفاع عليك أن تتعامل معها لتظفر بالسم- وكان (شلبي) أفعى لا بدّ من الحذر في حالها.".(133)
6. ومنه ذلك أيضاً: "ترى هل هم وراءنا الآن؟ أجمل ما في (الكاميرون) هو أن الأسئلة السخيفة يتم الإجابة عنها سريعاً. وقد كانت الإجابة علي سؤالي مختصرة جداً.. صوت نباح الكلاب من الخلف.".(134)
7. يصف علاء عبد العظيم مشرحة سافاري فيقول: "المشرحة هي المشرحة في أي مكان في العالم. لن تجد أبداً أضواء باهرة وموسيقا حالمة وعذارى فاتنات يرقصن على طول الممر المؤدي إليها..دائماً ذلك القبو المظلم الرطب برائحة (الفورمالدهايد) القوية.. وما كانت مشرحة (سافاري) لتختلف كثيراً.".(135)
8. يقول علاء عبد العظيم عن أوهامه بخصوص طبيب يمني في وحدة سافاري: "إن الأوهام ترضي حاجة نفسية ما.. هناك من يرى فتاة جميلة تحبه لأنه محروم من العاطفة.. هناك من يرى الشيطان رأي العين.. هناك من يرى عملاء الـ(كي جي بي) يراقبونه لأنه أعظم علماء الأرض.. كل هذه أمور ترضي حاجة نفسية أو تعبر عن خلل عصابي ما، ولكن ما الذي يفيده عقلي الباطن من اختلاق طبيب يمني مريض.".(136)
يمثل القالبان السابقان ثنائيَّة أسلوبيَّة مميزة للكاتب، وقد استفاد منها في التنوع الأسلوبي حيث يقدمان فكرة واحدة ( مزيج= وصف +حكم تقييمي) بقالبين مختلفين، يقدم في كلٍّ منهما جزء محدداً منهما.
القالب الثالث- لاستدعاء: ونقصد به قيام المؤلف باستحضار نصَّاً آخر إلى داخل نصِّه، ليس على طريقة الاقتباس المباشر، وإنَّما على طريقة التلخيص المبسَّط بالتركيز على الجزئية التي تخدم النصَّ المستدعى إليه، ونجد الاستدعاء لأنواع مختلفة من النصوص والمواقف في بعض المواضع من روايات سافاري ومنه:
1. استدعاء آية قرآنية: وذلك كما في قول علاء عبد العظيم عن وصف زميله بيير وقد أمسك برأسه نسر عملاق يوم ثارت الوحوش: "تذكرت صاحب سيدنا يوسف في السجن حين رأى فيما يرى النائم الطير تأكل من رأسه.".(137) وفي هذا النص استدعاء للآية الكريمة: {وقال الآخر إني أراني أحمل خبزا}(138)
2. استدعاء أسطورة عربية: ومنه ما جاء على لسان البطل علاء عبد العظيم عن الأسطورة العربيَّة للكاهن العربي سطيح بن ربيعة، والذي كان جسده بلا عظام حتى أنَّه كان يطوى كما يطوى الثوب، وذكر علاء عبد العظيم تلك الأسطورة في معرض حديثه عن زوجته التي أصيبت بالقشعريرة فأصبح جسدها يرتج بعنف، وذلك بسبب لعنة ساحرة إفريقيَّة أتتها لتعالج لها طفلها، فمات الطفل بين يديها.(139)
3. استدعاء أسطورة غربيَّة: ومنه ما جاء على لسان البطل علاء عبد العظيم عن الأسطورة المجرية، والتي تتحدث عن تبني الموت طفلاً وتعليمه حتى صار طبيباً نابهاً، وعلمه أنَّ سر الموت يكمن في وقوف الموت في رأس المريض، وهنا هو ميت لا محالة، وذات يوم مرضت ابنة الملك، واستدعي الطبيب النابه، فرأى الموت يقف على رأسها، وهنا أمر الخدم بتدوير السرير، ولم يزل بدوره حتى انصرف الموت غاضباً. وقد استدعى علاء عبد العظيم تلك الأسطورة عندما فقد المريض الذي ينزف من كل فتحة من جسمه، وتمنى لو بإمكانه إنقاذه وسائر المرضى بالطريقة تلك.(140)
4. استدعاء قصة حقيقيَّة: وذلك كما في استدعاء قصة رفض برناد شو جائزة نوبل التي أتته في قمة مجده، وكان سبب رفضه أنها لم تأته عندما كان في حاجة إليها، وأتته بعد أن صار ثرياً مشهوراً، وشبه ذلك بطوق النجاة الذي يرمي للفريق بعد وصوله الشاطئ. وقد استدعى علاء عبد العظيم تلك القصة عندما أحس بأن دخله المالي قد تحسن وبدأ في توفير المال، ولكنه أصبح زاهداً فيه، وقد كان في راغباً فيه عندما كان في أمس الحاجة إليه عندما تقدم لخطبة نسرين، فرفض لأسباب مالية، وهنا وجد علاء عبد العظيم المال أشبه بطوق النجاة الذي يرمي للفريق بعد موته، وبعد أن شبعت الأسماك من التهام جسده.(141)
ومنه ما جاء في روايات (سافاري) على لسان بطلها علاء عبد العظيم، وذلك كما في رواية (قصاصات) حيث قام البروفسور بيتر ترامب بإلقاء محاضرة عن المخ البشري بينما تقوم الطبيبة الفرنسية بياتريس بترجمة رديئة لحديثه، إلا أنها كانت تفي بالغرض منها، ويصف علاء عبد العظيم تلك الترجمة الرديئة عن طريق استدعاء قصة الجنرال الأمريكي ماك آرثر عندما ألقي بنكتة طويلة في إحدى مخاطباته المواطنين الفلبينيين، ثم طلب من المترجم القيام بترجمتها لهم، فقام بالترجمة في ثلاث أو أربع كلمات فضجوا بالضحك، ولاحقاً سأل الجنرال عن سر تلك الترجمة العبقرية المختصرة فأجابه بأنها نكتة أمريكية سخيفة ولا يمكنهم فهمها، لذا قال لهم إن الجنرال قال نكتة فاضحكوا بشدة، وهذا
ما كان، وبعد أن يذكر علاء هذه القصة يعلق:"كانت (بياتريس) تقوم بمهمة شبيهة لهذه.".(142)
ومنه أيضاً استدعائه قصة الفنان العالمي سلفادور دالي في امتحان كلية الفنون، وقد سهر الليل يدعو الله أن يكون الامتحان في الجزء الذي قرأه ويعرفه، ولما دخل كان سؤال الامتحان عن الجزء الذي قرأه بالفعل، فانصرف في تكبر وقد رفض أن يكون من يمتحنه أغلى منه، وقد استدعى علاء عبد العظيم تلك القصة عندما طلب منه العالم الأمريكي شلبي القيام بكتابة بحث ما، فلما سلمه له قال: "هذا جميل.. جميل.. أحسنت صنعاً.".(143)
6. استدعاء قصة قصيرة: يصف علاء عبد العظيم اهتمامه بزوجته بعد النزيف الذي تعرضت له، وكيف أنه أصبح زوجاً مطيعاً وديعاً حتى أن زوجته قد لا يروقها ذلك لو استمر عليه، وقد تذكر القصة الشهيرة للكاتب الإيطالي ألبرتو مورافيا، والتي يتحدث فيها عن رجل مطيع وديع ودود هجرته زوجته؛ لأنها مطيع ووديع أكثر من اللازم، ثم يعلق علاء على كل ذلك بقوله: "القليل جداً من سوء الطبع قد يكون مفيداً، ويلعب دور ملح الطعام الذي لا نستغني عنه أبداً.".(144)ومن ذلك أيضاً استدعاء قصة (الآنسة) ل(تيشكوف)، والتي تتحدث عن معلمة ريفية حساسة، حتى أنها قدمت استقالتها لمجرد أن الشبهة تحوم حول زملائها. وقد استدعيت تلك القصة إبان محاولة علاء عبد العظيم إلصاق تهمة الحرائق بالكبيرة الكندية برنادت، فأشار المدير إلى أنها حساسة فربما تبكي ثم تقدم استقالتها بمجرد اتهامها فقط.(145)
5. استدعاء حلقة مسلسل تلفزيوني: ومنه استدعاء حلقات المهمة: المستحيل، حيث يقال: هذا القرص سيتم تدميره آلياً، ولو أنك سقطت سننكر صلتنا بك. وقد استدعى علاء عبد العظيم ذلك عند تكليفه بالقيام بالبحث عن السبب الذي جعل فيروس إيبولا يتصرف بهذه الطريقة الشرسة، وقد شكوا في وجود طفرة مصنوعة في جينه، وقد كلف بالبحث هناك في القرية التي ظهر فيها المرض، أما عن سبب اختياره، فهو الوحيد الذي يصلح لذلك، لأنه نجا من الموت بعد الإصابة بالفيروس، مما يعني أنه يتمتع بمناعة ممتازة بعد.(146)
6. استدعاء فلم عربي: ومنه استدعاء لقطات من الفلم العربي (الناصر صلاح الدين)، تلك اللقطات التي يظهر فيها(ريتشارد قلب الأسد) وهو خارج بين جنوده بعد فترة مرض ألمَّ به، وقد استدعى الكاتب تلك اللقطات على لسان البطل علاء عبد العظيم ليصف به خروجه إلى زملائه بعد تماثله للشفاء من المرض الأسود.(147)
7. استدعاء فلم أجنبي: ومنه استدعاء لقطات مروعة من الفلم الإيطالي (محرقة أكلة لحوم البشر)، وذلك عندما رأى علاء عبد العظيم جثة شيء معلق وقد خرج وتد من فمه بدقة شديدة كأنه يحاكي لقطات من ذلك الفلم.(148)
8. استدعاء نكتة أو دعابة: ومنه قول علاء عبد العظيم عن قتل الثعابين بطريقة إطلاق الرصاص عليها: "بدا للجميع أن قتل الثعابين بهذه الطريقة يشبه دعابة دواء قتل البراغيث المكون من قطعتي خشب (أ) و(ب).. وعلى المستهلك أن يضع البرغوث على القطعة (أ) ثم يضربه بالقطعة(ب).".(149)
القالب الرابع - الإحالة: وهي عكس الاستدعاء، فإذا كان الكاتب في الاستدعاء يستدعي نصوصاً إلى نصه على طريق التلخيص- ففي الإحالة يشير الكاتب إلى نص آخر دون أن يذكره، ويترك الأمر لفطنة القارئ ومعلوماته العامة ومدى اطلاعه، ومن ذلك في روايات (سافاري) المواضع التالية:
1. إحالة إلى تصريح سياسيٍّ: عند إجراء المقابلة مع علاء عبد العظيم -بخصوص تقدمه للعمل بوحدة سافارى- تخوف من أن يكون تمويلها يهوديَّاً فقال: "لا أريد أن أنزلق بحسن نية إلى منظمة دولية مريبة، ثم أجد أنني قد أصبحت رقماً إحصائياً تفخر به (إسرائيل)، حين تتشدق بعدد العرب الذين تعاونون معها.".(150) وهنا يحيل الكاتب إلى التصريحات التي يتشدق بها المسئولون الإسرائيليون عن أنَّ بعض العرب يطبَّع ويتعاون معهم سراً، وذلك كما في تصريح نتنياهو عن عدد المسئولين العرب الذين يقيمون علاقات سريَّة مع إسرائيل.
2. إحالة إلى سيرة ذاتية: أشار الكاتب إلى كتاب (الأيام) لطه حسين، وذلك في معرض حديثه عن الشاي وإعداده وطقوسه، يقول على لسان علاء عبد العظيم: "بدأت عملية إعداد الشاي، وهي عملية بالفعل ليس أعقد من طقوسها إلا طقوس شرب الشاي.. إن قارئ العربية يذكر ما قاله (طه حسين) في الجزء الثاني من (الأيام).. هذا ملخص الموقف.".(151)يحيل الكاتب القارئ إلى هذا النص- عن إعداد الشاي- من كتاب (الأيام): "وقد فرغ لأداة الشاي صاحب الشاي، فجعل يتبعها بقلبه ووعيه وأذنه، حتى إذا استحال أزيز الماء غلياناً أخذ هو إبريقاً من الخزف فقرَّبه من هذه الأداة وأدار مفتاحها في رفق...".(152)
3. إحالة إلى قصيدة أجنبية: أشار الكاتب إلى قصيدة (الرجال الجوف) للشاعر(ت. س. إليوت)، وذلك عندما رأى علاء عبد العظيم دكتور أناتول وقد خرج من المصحة النفسية، وقد بدا له رجلاً مجوَّف المشاعر.(153)وفي هذا إشارة إلى تلك القصيدة الشهيرة، والتي تتحدث عما يشعر به أولئك الرجال من حسرة وفقدان أمل في الحياة، وقد أضحت حياتهم بلا طعم ولا لون.
4. إحالة برنامج تلفزيونيٍّ: أشار الكاتب إلى برنامج الذي يمثل فيه الممثل المصري سمير غانم دور (فطوطة) والذي يميَّز بنطقه الغريب لحرف (الراء)، يقول علاء عبد العظيم عن الطبيب نظير الهندي: "كما أنه ينطق الراء الهندية المتضخمة التي تذكرك بالراء ينطقه (فطوطة)".(154)أحال الكاتب القارئ إلى تذكر شخصية (فطوطة) التي قدمها الممثل سمير غانم باسم فوازير (فطوطة)، ويؤدي فيها الممثل دور قزم له شعر كثيف، يرتدي بدلة خضراء وحذاء أصفر.
عودة إلى رواية (الموت الأصفر):
ذكرنا آنفاً أنَّ السبب من وراء كتابة هذه الدراسة هو الشك في نسبة تلك الرواية إلى مؤلفها أحمد خالد توفيق، الآن يمكننا أن نخضعها للمقاييس الأسلوبيَّة السابقة اللفظيَّة منها والسرديَّة، فمن حيث القوالب اللفظية سنجدها كما يلي:
القالب الأول- (الحقيقة أنَّ):يقول علاء عبد العظيم عن حاجته إلى الاستقرار على الرغم من استفادته علمياً من وجوده في إفريقيا: "الحقيقة هي أنني كذلك بحاجة إلى الاستقرار.".(155)
القالب الثاني- (الحق أنَّ): يقول علاء عبد العظيم عن الطبيب الألماني يوهان: "الحق أنه يذكرني جداً بالإسرائيلي الوغد(أبراهام ليفي).".(156)
القالب الثالث- (المشكلة أنَّ): يقول علاء عبد العظيم عن تأثير الحميات النزفية على الجسم: "المشكلة هي اللحظة التي تقرر فيها أجهزة الجسم أن تجن.".(157)
القالب الرابع- (صحيح أنَّ... لكن): يقول علاء عبد العظيم عن الحمى التي أصابته: "صحيح أنها زالت فوراً لكن ما سبب الحمى أصلاً؟".(158)
القالب الخامس- (السبب هو/ أنَّ): يقول علاء عبد العظيم عن عدم انتقال الحمى الصفراء من السودان إلى مصر: "السبب هو الستر ورحمة الله.".(159)
القالب السادس- (الخلاصة أنَّ): يقول علاء عبد العظيم عن مختبر البروفسور الياباني (ناجوياما) : "الخلاصة أن المكان بدا أقرب إلى مختبر تحاليل واسع متكامل.".(160)
القالب السابع- (النتيجة هي): يقول الراوي عن علاقة البعوض بالحمى في تجربة (والتر ريد): "النتيجة واضحة.. نظافة ببعوض معناها الحمى الصفراء.".(161)
كانت تلك القوالب اللفظيَّة، وقد اتضح أنها وردت كما هي بالكامل، بل تُعَدُّ هذه الرواية(الموت الأصفر) عملاً نموذجياً للتمثيل الكامل لهذه القوالب في عمل واحد، أما من حيث القوالب السرديَّة فقد كانت كما يلي:
القالب الأول- الوصف ثم التقييم: يقول علاء عبد العظيم عن حبِّه شوقه لزوجته برنادت: "لا أعرف كم رجلاً في العالم يحب امرأته لهذا الحد، لكني بالتأكيد واحد من هؤلاء.. هذه هي مزية النفي الإجباري الذي أمر به.. إنه يبقي الحب متوهجاً.".(162) يلاحظ في هذا النص أن الأمر الموصوف هو حب علاء عبد العظيم لزوجته برنادت، والحكم التقييمي هو: "هذه هي مزية النفي الإجباري الذي أمر به.. إنه يبقي الحب متوهجاً.". والغرض من ذلك تأكيد الوصف السابق.
القالب الثاني- إطلاق الحكم ثم استخدامه وصفاً للشيء: يقول علاء عبد العظيم عن ضيقه من الطبيب الألماني يوهان ورغبته في ضربه: "من المهم للوقحين أن يكونوا ضخام الجثة حتى لا يتلقوا علقة ممن يستفزونهم. لو كان هذا الـ(يوهان) أضعف أو أقل وزناً بضعة كيلو جرامات للاقى ساعات سوداء على يدي. ".(163)
القالب الثالث- لاستدعاء: استدعاء رأي هتلر في فرنسا بسبب تعصب الطبيب يوهان الذي يرى أن أوربا قد تسرب إليها العث(يقصد الأجناس البشرية الأخرى): "كان هنالك واحد مثلك يؤمن أن فرنسا حمقاء بلهاء.. وتتحول إلى دولة تحكمها القردة السوداء القادمة من أفريقيا."(164)
القالب الرابع - الإحالة: يقول علاء عبد العظيم عن صوت(آرثر بيرسين): "هذا الصوت العميق الذي يذكرك بصوت(دارث فيدر) في سلسلة حرب الكواكب.".(165)
الخاتمة:
كانت تلك قراءة متأنية لسلسلة روايات (سافاري) للكاتب أحمد خالد توفيق، واتضح من خلالها:
1. إن أسلوب الكاتب يتميَّز بخصائص لفظيَّة تتمثل في استخدامه لقوالب محدَّدة مثل: (الحقيقة أنَّ)،(الحق أنَّ)،( المشكلة أنَّ)،(صحيح أنَّ... لكن)،(السبب هو)،(الخلاصة أنَّ)،(النتيجة هي).
2. كما يتميَّز بخصائص سرديَّة تتمثل في: (الوصف ثم التقييم)،(الحكم ثم الوصف)، (الاستدعاء)،(الإحالة).
3. تكشف لنا تقنيتا الاستدعاء والإحالة المخزون الفكري والثقافي الذي استند عليه الكاتب في حبك روايات (سافاري) وإخراجها بتلك الصورة، هذا بالإضافة إلى معارفه العلميَّة الطبيَّة المتعلِّقة بذلك المجال،وهذا مخزون فكريٌّ قلَّما يتوفر لكاتب بهذه الغزارة، هذا إلى جانب توظيفه توظيفاً حيويَّاً يخدم السرد في تلك الروايات من خلال التنويع فيه طوراً بتلخيص نص ما واستدعائه، وتارة عن طريق الإشارة إليه اعتماداً على ثقافة القارئ وفطنته في الوصول إلى ذلك.
4. تأكد بما يقطع الشك باليقين أنَّ رواية (الموت الأصفر) تمثل نموذجاً مثاليَّاً للاستدلال على أسلوب الكاتب لاحتوائها على كل المميزات الأسلوبيَّة السابق ذكرها.
5. مجموع تلك الخصائص الأسلوبيَّة يشكِّل بصمة أسلوبيَّة تميِّز كتابات الكاتب عن غيره، ويمكن التأكد من ذلك بالبحث عنها في كتاباته المختلفة، وخاصة تلك الصادرة بعد روايات (سافاري).
______________
(*) راجع هذه المراجعات عن الرواية نفسها على الرابط:
الموت الأصفر
(1) لسان العرب، ابن منظور، محمد بن مكرم، دار صادر، بيروت ، (ت. د)، مادة: (سلب)، الجزء: ١, ص: ٤٧٣.
(2) تاج العروس، الزبيدي، السيد محمد مرتضى الحسيني، تحقيق: علي هلالي، مطبعة حكومة الكويت، ط: ٢، ١٩٨٧م، مادة: (سلب)، الجزء: ٣، ص: ٧١.
(3)المقدمة، ابن خلدون، ولي الدين عبد الرحمن بن محمد، تحقيق عبد الله محمد الدرويش، دار البلخي، دمشق، ط: ١، ٢٠٠٤م، ج: ٢ ص: ٣٩٧.
(4) الأسلوب والأسلوبية، عبد السلام المسدي، الدار العربية للكتاب، طرابلس، ط: ٣،(ت. د)، ص: ٣٧.
(5) المرجع السابق، ص: ٧٠.
(6) الأسلوب دراسة لغوية إحصائية، سعد مصلوح، عالم الكتب، القاهرة، ط: ٣، ١٩٩٢م، ص: ٣٨.
(7) موقع بي بي سي عربي، "من هو أحمد خالد توفيق الذي يحتفل به غوغل؟"، موقع بي بي سي عربي، تاريخ النشر: 10/6/2019م، تاريخ المشاهدة: 13/3/2022م، الرابط:
من هو أحمد خالد توفيق الذي يحتفل به غوغل؟ - BBC News عربي
(8) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٤.
(9) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ٢١.
(10) تجربة محرمة، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠٣.
(11) أشياء تحدث ليلاً، أحمد خالد توفيق، ص: ٦٣.
(12) الآن تراه، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٧.
(13) الفصيلة، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٥.
(14) الآن.. نرجوكم الصمت، أحمد خالد توفيق، ص: ١٣٢.
(15) كليمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: ٦٢.
(16) الظاهرة، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٥.
(17) قصاصات، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٦.
.(18) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٤
(19) رجال من رجال، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٥.
(20) هواء فاسد، أحمد خالد توفيق، ص: ٥١.
(21) رجل الرمال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٩.
، أحمد خالد توفيق، ص: 40.ND E(22)
(23) عن الطيور نحكي، أحمد خالد توفيق، ص: ١٦.
(24) سيد الجينات، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٧.
(25) زولو، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٠.
(26) حكايات من الناتال، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٣.
(27) رجال من رجال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٤.
(28) رجل الرمال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٦.
(29) هم، أحمد خالد توفيق، ص: ٦.
(30) المرض السابع، أحمد خالد توفيق، ص: ١١٥.
(31) الوحدة ٧٣١، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٨.
(32) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٠.
(33) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٩.
(34) الحريق، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٤.
(35) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٤.
(36) تجربة محرمة، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٨.
(37) أشياء تحدث ليلاً، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٠.
(38) العاشر، أحمد خالد توفيق، ص: ١٥٤.
(39) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: (٢٩- ٣٠).
(40) الظاهرة، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠١.
(41) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ١٣.
(42) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٥.
(43) الحريق، أحمد خالد توفيق، ص: ٢١.
(44) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٨.
.(45) أشياء تحدث ليلاً، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٢
(46) العاشر، أحمد خالد توفيق، ص: ١٣٧.
(47) الآن.. نرجوكم الصمت، أحمد خالد توفيق، ص: ٢١.
.(48) حكايات من الناتال، أحمد خالد توفيق، ص: ٨٧
(49) سيد الجينات، أحمد خالد توفيق، ص: ٨٣ .
(50) الشمس الأرجوانية، أحمد خالد توفيق، ص: ٤١.
(51) إنهم يكذبون، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٢.
(52) عودة ساحرة الأفاعي، أحمد خالد توفيق، ص: ١٨.
(53) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠٦.
(54) تجربة محرمة، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٣.
(55) رجال من رجال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٩.
(56) رجل الرمال، أحمد خالد توفيق، ص: ١١٩0.
(57) الأخير، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٦.
(58) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٢.
(59) الحريق، أحمد خالد توفيق، ص: ٨.
(60) الفصيلة، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٢.
(61) العاشر، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٨.
(62) لماذا جنت الأبقار، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٦.
(63) حكاية ثقب، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠٦.
(64) الآن تراه..!، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٦.
(65) كيلمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: ٩٢.
(66) الظاهرة، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٠.
(67) زولو، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠.
(68) الآن.. نرجوكم الصمت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧.
(69) رجال من رجال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٢٤.
(70) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧.
(71) رجل الرمال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٧.
(72) هم، أحمد خالد توفيق، ص: ٦.
(73) الشمس الأرجوانية، أحمد خالد توفيق، ص: ٩٣.
(74) السعار، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٣.
(75) عودة ساحرة الأفاعي، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٩.
(76) زولو، أحمد خالد توفيق، ص: ١٨.
(77) رجل الرمال، أحمد خالد توفيق، ص: ١٩.
(78) داء الأسد، خالد أحمد توفيق، ص: (١١٢- ١١٣).
(79) السعار، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٩.
(80) خاطفوا الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٠.
(81) الحريق، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٥.
(82) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ١٢٨.
(83) تجربة محرمة، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٥.
(84) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ٩٥.
(85) المرض السابع، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٢.
، أحمد خالد توفيق، ص: 101.ND E(86)
.(87) زولو، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠
(88) عن الطيور نحكي، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠.
(89) الوحدة ٧٣١، أحمد خالد توفيق، ص: ٨.
(90) زولو، أحمد خالد توفيق، ص: 18.
(91) حكايات من الناتال، أحمد خالد توفيق، ص: 15 .
(92) عن الطيور نحكي، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠١.
(93) المرض السابع، أحمد خالد توفيق، ص: ١٧.
(94) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٨٤.
(95) الآن.. نرجوكم الصمت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٢.
(96) كليمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠٣.
(97) الظاهرة، أحمد خالد توفيق، ص: ١٤.
أحمد خالد توفيق، ص: 13.H.I. V(98)
(99) توركانا، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٢.
(100) حكاية ثقب، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٧.
(101) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٣.
(102) العاشر، أحمد خالد توفيق، ص: 15.
(103) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ٦٨.
(104) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٩٥.
(105) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ١٩.
(106) قصاصات، أحمد خالد توفيق، ص: ١٣٨.
(107) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: ٧٨.
(108) حكايات من الناتال، أحمد خالد توفيق، ص: ٢٨.
(109) هواء فاسد، أحمد خالد توفيق، ص: ٦٣.
(110) الأخير، أحمد خالد توفيق، ص: ٧١.
، أحمد خالد توفيق، ص: 24.ND E(111)
(112) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: (٩٤- ٩٥).
(113) المرجع السابق، ص: ١١١.
(114) رقصة الموت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧.
(115) تجربة محرمة، أحمد خالد توفيق، ص: ١٢.
(116) أشياء تحدث ليلاً، أحمد خالد توفيق، ص: ١٢.
(117) العاشر، أحمد خالد توفيق، ص: ١١.
(118) المرجع السابق، ص: ٢٣.
(119) الآن.. نرجوكم الصمت، أحمد خالد توفيق، ص: ٧١.
(120) كليمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٧.
(121) توركانا، أحمد خالد توفيق، ص: ٤٣.
(122) حكاية ثقب، أحمد خالد توفيق، ص: ٦٢.
(123) لماذا جنت الأبقار، أحمد خالد توفيق، ص: ١٠.
(124) كيلمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: 49.
(125) توركانا، أحمد خالد توفيق، ص: 8.
(126) لماذا جنت الأبقار؟، أحمد خالد توفيق، ص: 7.
(127) المرجع السابق، ص: 72.
(128) زولو؟، أحمد خالد توفيق، ص: (10-11).
(129) حكاية ثقب، أحمد خالد توفيق، ص: ٣٠.
(130) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٢.
(131) المرجع السابق، ص: ٧٣.
(132) المرجع نفسه، ص: 83.
(133) خاطفو الأجساد، أحمد خالد توفيق، ص: ٤١.
(134) المرجع السابق، ص: 110.
(135) إنهم يعودون أحيانا، أحمد خالد توفيق، ص: 41.
(136) الرجل الذي لم يكن، أحمد خالد توفيق، ص: 80.
(137) يوم ثارت الوحوش، أحمد خالد توفيق، ص: 32.
(138) سورة يوسف: الآية: 36.
(139) قشعريرة، أحمد خالد توفيق، ص: 19.
(140) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: (٥٥- ٥٦).
(141) خاطفو الأجساد أحمد خالد توفيق، ص: (٧- ٨).
(142) قصاصات، أحمد خالد توفيق، ص: ١٨.
(143) لماذا جنت الأبقار، أحمد خالد توفيق، ص: ٥٦.
(144) حكاية ثقب، أحمد خالد توفيق، ص: ٨٨.
(145) الحريق، أحمد خالد توفيق، ص: (٨٦- ٨٧).
(146) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: (٩٤- ٩٥).
(147) المرض الأسود، أحمد خالد توفيق، ص: 79.
(148) كيلمنجارو، أحمد خالد توفيق، ص: ٩٥.
(149) يوم ثارت الوحوش، أحمد خالد توفيق، ص: 28.
(150) الوباء، أحمد خالد توفيق، ص: ٢١.
(151) تسي تسي، أحمد خالد توفيق، ص: 32.
(152) الأيام، طه حسين،مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، ط: 1، 1992م، ص: 150.
(153) أيام الكونغو، أحمد خالد توفيق، ص: 39.
(154) دواء يقتل، أحمد خالد توفيق، ص: 34.
(155) الموت الأصفر، أحمد خالد توفيق، ص: 7.
(156) المرجع السابق، ص: 12.
(157) المرجع نفسه، ص: 19.
(158) نفسه، ص: 26.
(159) نفسه، ص: 17.
(160) نفسه، ص: 30.
(161) نفسه، ص: 62.
(162) نفسه، ص: 10.
(163) نفسه، ص:12.
(164) نفسه، ص: 13.
(165) نفسه، ص: 34.
خصائص أسلوب أحمد خالد توفيق
خصائص أسلوب أحمد خالد توفيق ( سلسلة روايات (سافاري) نموذجاً) أ. محمد إبراهيم محمد عمر همَّد محمود تمهيد: رحم الله الدكت...