المحامي علي ابوحبله - متطلبات محدده " للسعودية قبل التطبيع مع إسرائيل فهل يقبلها نتنياهو ويلحق بركب بيغن

قبل أربعه وأربعين عاماً، في 17 أيلول/سبتمبر 1978، أبرم الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن برعاية الولايات المتحدة، اتفاقات كامب ديفيد التي هيئت للتوقيع، بعد ستة أشهر، على أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية.

انتهى النزاع لصالح مصر التي نجحت في تحقيق خرق ضد الجيش الإسرائيلي الذي كان منتشراً على طول قناة السويس قبل أن تستعيد إسرائيل السيطرة على القناة.

في كانون الأول/ديسمبر، جمع مؤتمر سلام في جنيف برئاسة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، إسرائيليين وعرباً للمرة الأولى من دون السوريين والفلسطينيين لإجراء مفاوضات مباشرة.

في آب/اغسطس 1978، دعا الرئيس الأميركي جيمي كارتر نظيره المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن إلى محادثات “للبحث عن إطار للسلام في الشرق الأوسط”. بدأت القمة في الخامس من أيلول/سبتمبر في كامب ديفيد مقر الرؤساء الأميركيين في عطلة نهاية الأسبوع، وهي منطقة تضم حوالى عشرين منزلا في غابة تبعد نحو مئة كيلومتر عن واشنطن. ورافق القادة الثلاثة مستشاروهم الدبلوماسيون والعسكريون.

بقيت كامب ديفيد معزولة بالكامل عن العالم طوال أيام القمة التي استغرقت 13 يوما ، خلال القمة، نوقشت 23 صيغة على الأقل للاتفاقات، إلى جانب المراجعات التي لا تعد ولا تحصى. وعقدت جلسات العمل بلا توقف في الليل والنهار وكادت القمة أن تفشل.

لكن الأمر حسم في الساعات الأخيرة بعد زيارات مكوكية لكارتر بين السادات وبيغن ، في 17 أيلول/سبتمبر، أثار العناق الحار بين العدوين اللدودين بعد توقيع وثائق السلام، ذهول العالم.

تحمل الوثيقتان اللتان وقعتا عنواني “إطار للسلام في الشرق الأوسط” و”إطار لإبرام معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل”. وتنص المعاهدة في مقدمتها على أن “القاعدة المتفق عليها للتسوية السلمية للنزاع بين إسرائيل وجيرانها، هي قرار مجلس الأمن (الدولي) رقم 242 بكل أجزائه ”. وأرفقت الوثيقتان برسائل “توضيح” تم تبادلها خلال القمة، تؤكد الخلاف الكامل بين مصر وإسرائيل بشأن القدس، والخلافات حول الضفة الغربية وقطاع غزة.

أثارت المعاهدة غضب العرب الذين رأوا أن مصر، حاملة لواء العروبة في عهد جمال عبد الناصر، أخلت بموازين القوى في الشرق الأوسط، وأخذوا على الاتفاق تجاهل منظمة التحرير الفلسطينية.

هذه ألمقدمه تقودنا إلى طموح نتنياهو لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع السعودية و في مقابلة نادرة مع قناة العربية السعودية، قال إن "مبادرة سلام بين إسرائيل والسعودية ستؤدي إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، فيما لم تعلق الرياض فوراً حول ذلك.

وقال نتنياهو في مقابلته مع العربية ، إنه يأمل في توسيع "الاتفاقيات الإبراهيمية" من خلال التوصل إلى اتفاق مماثل مع السعودية وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها.

و"الاتفاقيات الإبراهيمية" مجموعة اتفاقيات التطبيع التي توصلت إليها إسرائيل مع البحرين والإمارات والمغرب والسودان عام 2020.

وأضاف نتنياهو: "ستكون نقلة نوعية لسلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي. ستغير منطقتنا بطرق لا يمكن تصورها. وأعتقد أنها ستسهل، في نهاية المطاف، السلام الفلسطيني الإسرائيلي. أنا أؤمن بذلك".

وشدد على أن "الأمر متروك لقيادة السعودية إذا كانوا يريدون المشاركة في هذا الجهد"، معرباً عن أمله في أن "يفعلوا ذلك". واعتبر أن "مبادرة سلام بين إسرائيل والسعودية ستؤدي إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".




ويذكر أن السعودية لا تقيم أي علاقات مع إسرائيل، وتؤكد أنها ترفض تطبيع العلاقات مع تل أبيب قبل حل القضية الفلسطينية. وسبق للسعودية أن سمحت لحركة الطائرات بين إسرائيل والإمارات والبحرين بالمرور في الأجواء السعودية.

وفي السياق، أكد نتنياهو أنّه سيكون "منفتحاً على محادثات سلام تجري خلف الكواليس مع الفلسطينيين". واضاف نتنياهو: "أعتقد أن التوصل إلى حل مع الفلسطينيين سيتطلب تفكيرًا خارج الصندوق، وسيتطلب تفكيرًا جديدًا".




وتابع: "عندما بدأنا التفكير في الأشياء بطريقة جديدة كسرنا حلقة الشلل التي أصابت (محاولات) السلام لمدة ربع قرن"، في إشارة لاتفاقيات التطبيع التي توصلت إليها حكومته في العام 2020.



ورفض نتنياهو قبول مبادرة السلام العربية كأساس للمفاوضات، وقال: "مبادرة السلام العربية لعام 2002 كانت مؤشرا على وجود استعداد، في تلك الأيام، للتفكير في كيفية الخروج من القيود والوصول إلى سلام شامل. أعتقد أن الأمور قد تغيرت، والأشياء قد تغيرت. لكن الحاجة إلى هذا النوع من التفكير الجديد مهمة. إذا تمسكنا بالأخاديد القديمة، فسنكون عالقين في الأخدود القديم" وأضاف: "إذا فكرنا في طرق جديدة، فعندئذ أعتقد أن السماء هي الحد. وأنا أعني ذلك؛ إنه لا حدود له في الواقع".



ونحن نتوقف إمام تصريحات نتنياهو التي تعيدنا للوراء قبل أربعه وأربعين عاما وكيفية التغير الدراماتيكي الذي طرأ على زعيم حزب الليكود بيغن في تلك الفترة والتي نستعرض فيها جذور الحزب الفكرية إلى ما قبل تاريخ تأسيسه، ويستمدها من الحركة القومية الليبرالية "بيتار" بزعامة "زئيف جابوتينسكي"، والتي شكلت المعارضة الرئيسية لحزب "ماباي" إبان زعامة ديفيد بن غوريون.



تشكل الليكود باندماج حزبين، هما "حيروت" الذي أسسه "مناحيم بيغن" عام 1948 والحزب الليبرالي، ليشكلا، معا حزباً وسطاً يميل أكثر نحو اليمين وذلك عام 1973م. لذلك؛ يعرف حزب الليكود بأنه حزب صهيوني من اليمين الليبرالي، يؤمن بفكر المحافظين الجدد.



وصل الليكود إلى السلطة لأول مرة منذ تأسيسه عام 1977م، بفوز مناحيم بيغن على زعيم حزب العمل آنذاك شمعون بيريز، وبذلك كانت أول هزيمة لحزب العمل منذ تأسيس دولة إسرائيل.



حكم حزب الليكود إسرائيل بين عامي 1977 و1984، ثم بين عامي 1986 و1992، وبين عامي 1996 و1999، ووصل الحزب إلى السلطة بين عامي 2001 و2005، بقيادة آرييل شارون، قبل أن ينشق الأخير ليشكل حزباً جديداً باسم "كاديما".



تقليديا، عارض حزب الليكود الانسحاب من أي أراض احتلتها إسرائيل خلال حروبها مع الدول العربية المجاورة، كما دعم إقامة المستوطنات، غير أن عهوده شهدت أهم الانسحابات الإسرائيلية من أراض محتلة، كما حدث في سيناء؛ بعد اتفاقيات كامب ديفيد مع الحكومة المصرية، وغزة بعد اتفاق أوسلو؛ الأمر الذي نجم عنه صراع فكري انتهى بانشقاق شارون وآخرون عن الحزب ليشكلوا حزب "كاديما".



موقف الحزب من عملية السلام لم يعد واضحاً، وبخاصة بعد انسحاب عدد من أبرز زعمائه من مؤيدي عملية السلام والانفصال عن الفلسطينيين، غير أن قيادته الحالية ألمحت إلى عزمها إجراء مراجعة شاملة لعملية السلام السابقة، مع طرح مقاربة جديدة تعتمد على الاقتصاد والأمن.



مقابلة نتنياهو مع قناة العربيه تحمل الكثير من التحليلات والتأويلات ، وخاصة في ظل طموح نتنياهو لتحقيق سلام كامل مع السعوديه على غرار ما حصل مع مصر في 1978 ويدرك نتنياهو أن صفقة القرن ولدت ميته ، وان اتفاقات ابراهام التي يراهن عليها هي الاخرى اصبحت من الماضي والمتمسكين بها من النظام العربي يدركون أن شعوبهم لفظت الاتفاقات ورفضوا التطبيع ومجلس الشورى العماني يصوت على توسيع قانون مقاطعة إسرائيل ليشمل أي تفاعل رياضي أو ثقافي أو اقتصادي مع الاحتلال ، وهذا الموقف صفعه لحكومة نتنياهو القادمة وأن أي تحقيق للسلام مع السعودية له شروطه التي يجب أن تتحقق وهي مغايره لاتفاقات ابراهام



ونستند في ذلك الى تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" وفقا لما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، "قلنا إن المملكة العربية السعودية تدعم مبادرة السلام العربية.. في الواقع نحن من طرحها وأوضحنا أن السلام يأتي في نهاية هذه العملية وليس في بدايتها".

وتابع الجبير أن اتفاقيات إبراهيم التي وقعتها دول عربية مع إسرائيل جاءت نتيجة قرارات سيادية اتخذت من قبل تلك الدول، معربا عن أمله أن يكون لهذه القرارات تأثير ايجابي على الداخل الإسرائيلي.




وفي رد على سؤال بشأن استعداد السعودية للانضمام لهذه الاتفاقيات، قال الجبير: "لقد أوضحنا أننا بحاجة إلى عملية تشمل تنفيذ مبادرة السلام العربية".



وزاد قائلا: "بمجرد تحقق ذلك فإننا ملتزمون بتسوية على أساس دولتين، مع دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية.. هذا هو مطلبنا من أجل السلام".



الوزير السعودي أشار إلى أن هذا هو موقف بلاده "ولم يتغير ونحن اتخذنا مواقف وأوضحنا أن السلام ممكن وهو خيار استراتيجي، لكن هناك متطلبات معينة يجب أن تحدث قبل أن يحصل ذلك"



المواقف السعودية ثابتة و لا يبدو أي أفق للتطبع دون القبول بالمبادرة العربية للسلام وتحقيق رؤيا الدولتين ، وقد ردد العاهل السعودي الملك سلمان في خطاباته أن المملكة يمكن أن تطبع العلاقات مع إسرائيل فقط حين تقوم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.

نتنياهو يعود للحكم بحكومة فاشيه متطرفة وعنصريه ومتعطشة للدم والحقد والكره للعرب والمسلمين وائتلافه الفاشي الصهيوني الأصولي يسعى لتهويد القدس والضم والاستحواذ على المسجد الأقصى ، نتنياهو يدرك أن السلام مفتاحه حل القضية الفلسطينية وعملية السلام متوقفة منذ عام ٢٠١٤ ولغاية اليوم ويدرك أن اتفاقات أبراهام لم تحقق السلام الذي ينشد لتحقيقه ، ويبدوا انه لم يقرأ ما كتبه المحللين والكتاب والصحافيين الاسرائيليين عن ما شاهدوه ولمسوه بأم العين في مونديال ٢٠٢٢ في قطر وكيف تعامل الشعب القطري والعربي مع الإسرائيليين رافضا التطبيع




نتنياهو يدرك حقيقة وجوهر التغيرات الاقليميه والدولية وتداعيات الحرب الروسية الاوكرانيه على منطقة الشرق الأوسط وتحديدا الصراع العربي الفلسطيني ، ويدرك مخاطر وتداعيات الانعطافه السعودية والعربية نحو الشرق وعقد الاتفاقيات ألاقتصاديه مع الصين وهي نتاج زيارة الرئيس الصيني للسعودية والقمم الثلاث التي عقدت بالرياض بحضور مجلس التعاون الخليجي والعربي .

هذه التغيرات لها ما قبلها وما بعدها وكل دلائلها ومؤشراتها أن السعودية ليست في عجله للتطبيع و لم تهرول للتطبيع مع إسرائيل و لن تخضع لأي ضغوط ، مواقفها وشروطها واضحة ولا لبس فيها قبل أي تطبيع يطمح نتنياهو لتحقيقه فهل يقتفي نتنياهو اثر بيغن ويقبل بشروط السعودية للقبول بمبادرة السلام العربية لتحقيق السلام العادل ورؤيا الدولتين ويفك تحالفه مع قوى الصهيونية الفاشية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...