باسم أحمد القاسم - "منامات صوفيْ".. المُشتبَهُ به وجماليّات التشكيل

ثمّة ذاتٌ تضيعُ من تلقاء نفسها في نسيج اللغة الأدبيّة ، تضيع كما هي بلحم سيرتها ودم واقعها ، فتأتي بمنتجٍ مشتبهٍ به عند قارئه بين أجناس القول الأدبي ، إشتباهٌ ربّما أريد له أن يضارع ما اشتبه علينا فهمه عن إنسانيّتنا ، وهل ماتزال على قيد الحضور في خضمّ المعيش الكارثيّ ، ومن جهةٍ أخرى يبدو غير متشابهٍ مع أقرانه من الانتاج الابداعيّ الرائجِ ، ذاكَ الممسوس بهواجس المنعطف الشعري في خضمّ السرد ، ربّما هذا النسق من التوطئة يفرض نفسه في تداول كتاب " منامات صوفي " الاصدار البكر للكاتبة السوريّة ياسمين الترك ، 2022 عن دار مدن المصريّة.
ولعلّه لم يعُد فارقاً عند عموم جمهور الشعر وهو يتداولُ مؤلّفاً أدبيّاً أن نجتهدَ معهُ لنسمَ لغةَ مؤلّفِه بسِمة " الصوفيّة " هذه السمة التي لن تحتاج إلى عناءٍ نقديّ لنلحقها بلغة ياسمين الترك في كتابها البكر ،لقد أمست شيفرةُ تنميطِ هذه السمة متوفّرة ذوقيّاً عند جمهورنا المهتمّ ، ولكن يبدو أنّ جانباً مهمّاً أولَته المؤلّفةُ عنايةً فائقة في هذا المنتج الأدبي قد يشكّل الفارقَ المنشود في أجواء التلقّي ويتمثّل في تقديم هذه اللغة في حدّها الأقصى من المرونة من ألفاظها وتراكيبها مما سيتكفّل بصَهر التخوم بين تقنيات العرض المتعدّدة على طول المسار القرائيّ واستيعابها ككلٍّ متجانس في قصدٍ جماليٍّ منسجم الدلالة ومتناغم الحضور ، عبر هذه الزاوية من النظر سنتداول موقفاً جمالياً تبثّه الذات المبدعة رسائلَ عن الأسرى في قبور حرّياتهم على حد تعبير الكاتبة ، وتريدُ له أن ينبثق من داخل رؤية أنواعية تتقيّد بأعراف الكلام الشعري وفضاء تكوّنه وبذات الوقت تنفتح على تقنيّات يتطلّبها السرد بشقّيه التخيّلي والسِيَريّ
العتبة الفارقة :
ربّما البصيرة القارئة حين تحاول أن تكتب عمّا تقوله نصوص "منامات صوفيْ" ستجدُ مايُلزِمُها بأنْ تتفقَ مع مقولة جاك دريدا (إنّ كلّ قراءة هي بمثابةِ إساءةُ قراءة ) فقد يبدو خوضُنا في (ما يقوله النص وكيف يقول) فرصةً مضيعة على القارئ حيث أنّه يقف أمام نصوص تفكّر ، سردٌ مُفكّر وشعرٌ مُفكّر ، ذلك أنّها تمثل تداولاً بين وقائع الصحو والمنام خصوصاً وأنّ القارئ يمتلك استعداداً فكريّا بدهيّاً للغوص في جدليّة الصحو والمنام من مصادر عديدة بعضها عرفيّ شعبي " مفسّرو الرؤى " وبعضها الأخر ثقافيّ متجذّر ولعلّ أكثرها حضوراً في بدهيّة القارئ المثقّف ذلك النسق النبويّ القائل " الناسُ نيامٌ فإذا ماتوا انتبهوا " ، إنّ تداول الأجواء الذي يمثل محور الكتاب بين صحوٍ ومنام يخلق بين النصوص تجاذباتِ أفكارٍ دائمة الحركة كما لو أنّها في مضمارٍ للتوالد ، لا تكفّ عن التفكير ولا عن تصوّراتها الخاصّة، وبهذه الحركة الدؤوبة يستطيع النصّ أن يفكّر وأن يُنْضِجَ أفكاره لتتّخذ أشكالًا ومساربَ مختلفة داخل أفقه، في إشارة إلى قدرتها الهائلة على اعادة توليد الوجود في خضمّ مصيرٍ مشتركٍ تخوضه مع القارئ خصوصاً وأنّ كتاب "منامات صوفي " وكفيما اتسعت مدارات ارهاصاته سيبقى مندرجاً تحت تجلّيات العشريّة السوداء على ذاتٍ مبدعة في الداخل السوريّ ترزح تحت وطأة الحرب : " نرى البؤبؤَ الأسودَ وأجنحةَ الحَوم، والظلالَ المعتمة عندما لم نكن نجاهر بالدمامة، وكم حملتنا الخفّة عندما رأينا دماءنا القاتمة يُذهِبُها الاستغراق في النظر إلى وادي الوديان ، بخطىً منكّسة على أعقاب خطىً منكّسة؛ رجالاً عراة ونساء تزيدهن الحشمة ابتذالاً، وغلمانٌ بمباضع في أيديهم لتفتيق الوجوه"
إنّ هذه الميزة في الكتاب تضعنا معه أمام عتبة قرائيّة فارقة تنقلنا من تداول " كيف يقول النصّ " إلى تدوال " تشكيّليّة النصّ " هكذا سنترك للقارئ أن يعرّض ذهنيّته لوهج النصوص اللافح وبدون وسيطٍ ناقدٍ تفسيريّ أو تأويليّ ، ولكنّنا سنصحبه معنا إلى متعة التشكيل وذائقة البناء الهاربة من التشابه و التي لابدّ أن تواكب النصوص المفكّرة ليحوزَ كلّ منّا على قدره الأقصى من الاحتراق :
" النار تُؤوَّل الجسد الذي يخشى الوقوف مطولاً، الحنطة تُؤول الوجه الذي يخشى نقراتٍ جائعة، الماء يُؤوّل القلق الذي يستسقي بريقَ برقِ العين.
المدينة المصابة تُرضِعُ السماء مدناً تهيج بالدم وتموج بالبهجة، وأنا أشطر نفسي مراراً من شق الفستان إلى صوتٍ مطلق، ورغبة مهيبة وخِفيةٍ سامقة ووابلٍ مُرسلٍ من الأبر يغزّ لحم الأحلام الطرية"
مغامرة التشكيل :
للكتاب مقدّمة فيها من رصانة الوضوح ما يمنح القارئ خارطةَ التأويل لمناجم أغواره ،ويوجّه رغبةَ الخوض فيه ، وكيف أنّه سيتنقّلُ بالقارئ بين صحوٍ ومنام ، بين الـ أنا السيريّة والـ أنا الشعريّة ، بين الصادق الواقعيّ والمُتخيّلِ بالرؤيا .
ثمّة إقرارٌ بالسيريّة : " وأنا عزلاءُ إلّا من الاسم الذي لم أختر والأرض التي لم آتِ اليها بمشيئتي والصيرورة التي صرتها مصادفة"
وثمّة اشراقيّةٌ تُفضي إلى الشعريّة : " مناماتي حكايات الجذل والاشراق والحبور والنشوة، الريبة والشك والخوف والسؤال الذي بعرض السماوات والأرضين، فهي تقصّ تجربتي غير المرادة للتذكر والنسيان والغفران واستشراف البهجة والرحمة. وتأتيني بأجوبة الروح القدس عن كل استلابي"
يلي هذه المقدّمة متنٌ من أحدَعشرَ فصلاً غالباً ماتتقدّم كلّ فصلٍ منها ترويسةٌ ترسم تخوماً بين جماليّتين الأولى في سرديّةٍ تضارع الصحو والثانيّة في شعريّةٍ تستشرقُ عن منام ، وكأنموذج يجسّد هذه التقنيّة على طول المسار القرائيّ نعرضُ لـ "رسائل بولس" حيث يتقدّم الفصلَ مايلي : (لقد كتبتُ للرسول الذي غسل قلبه من الشهوة، ونظر إليّ بعين الحارس الرفيق، الذي رأى أجنحة الملائكة تحوّم في قولي، ورعى صوتي الخجول وأسكتَ المهرطقين، لقد حدّثته عن الأيامى واليتامى والثكلى، وعن القوم النائمين الذين لا يوقظهم حرّ الجحيم ، لقد استنجدت بأحاديثي معه في المنام، ورحت أكتبها وأتملّاها فتشفي صرخاتي المكتومة ) ثمّ ندخلُ الاستفاضةَ في الأنا الشعريّة كإشراقاتٍ تنضّد الشعرَ بالنثر و بعنايةٍ دلاليّة فائقة الرمزيّة :
أقول يا بولس؛ يحيطُ المحيط محبرةً تكسرُها ثم تبكي،
أقول ما هكذا يُسٙلُّ ضوءُ الضوءِ وتُهشّٙمُ الأصابع.
ابكِهم أكثر مما تفعل
ابكِ المُهوّٙمينَ كما تبكي ضوءَ الزيتون،
وتخرجُ كفوفكَ المجرَّحة من سيل الزيت
يا صاحب الوقت؛
هكذا يُساق الآيبون، لا وقتَ لديهم للوقت
يشحذُ دمَهم التخيال أن سَيهُلّٙل لنارهم، ويُطوّٙف بجمارهم،
قلوباً ستجوعُ وعيوناً سَتبيضّ
إنّ هيكلة البنية في " منامات صوفي " قد تمّ تقنيّاً تحديد التخوم فيها بين شعريّة النثر وسرديّة الذات ، بين التخيّليّ والسيَريّ الصادق بين الآخر المفترض والذات الواقعيّة ، ثمّة قرارٌ من الكاتبة بإظهار التخوم بين تقنيّةٍ فنيّةٍ وأخرى في رهانٍ على طاقةٍ جماليّة تشكيليّة تغذّي دينامية أجواء التلقّي وضامن هذا الرهان لغةٌ كفيلةٌ بمنح القارئ شعوراً بالتناغم والتجانس ضمن سياق موحّد لقصديّة الكاتب المضمرة
من الغزلان: الدمُ المساقُ على ظهرها من بطنها
من الماء: جلدُه
من الضوء: خيطُ العين القدّاحة
من الغضار: رطبُه
من الحبر: الوميضُ
من الموسيقا: نافلتُها في الحلم
من الريح: عُصابُها
من الغيم: إيهامُه
من اللغة: وسادةُ الصحو التي تنكأ الجفنَ كجرح
من اللغة: هاجسُ القفزِ في كمّ المجاز
من اللغة: فعلُ الهروب في عباءة الاستعارة
من اللغة: رغبةُ السكونِ بعد قطفِ كناية
إنّ ماتستغرِق فيه الكتابةُ عبر هذا التشكيل الأجناسي يحيلنا إلى تقنيّةِ التفكيك بالقصد لوحدة البُنية Structuration ( البَنيَنة ) وهي نوع من أنواع ممارسة الخلق الفنّي لمنتج أدبي متكامل ، يخلخل عند القارئ منطق الاستعمالات المعتادة للأجناس المتعدّدة من القول الأدبيّ ،ولعلّ "جيرار جينت" كان يتلمّس جماليّات لهذا الأداء لاتتوفّر في غيره من طُرق التشكيل ، فخرج علينا بمقولة نقديّة ناجعةٍ لترويض هذا الاشتباك الأجناسي في القول الأدبي وهي " عبر النصيّة " أي كلّ ما يجعل نصّ ما في علاقة جليّة أو خفيّة مع نص آخر وأحد أشكال العلاقة هو ما أطلق عليه النص المتفرع أو النصيّة الفوقية حيث يتعالق نصٌّ فرعيّ بنصٍ سبقه باعتباره نص بؤري أو أصلي وقد اشتُقّ منه النصُّ الفرعي ،هذا الأداء تتفنّن بممارسته الكاتبة عبر عتبات العناوين الفرعيّة في أحد عشر فصلاً حيث توزّعها بتناغمٍ ينسينا التخوم الفاصلة بين السرديّ والشعريّ ويزجّنا في تناغم جماليّ متناسق :
*(في كلّ مرّة قرأتُ أو سمعتُ عن الدراويش كنتُهم في التسليم لمَا أنا، فكنتُ وليدةً جديدة.
في كلّ لحظة يخدّرني الجمالُ وتملؤني النعمة وتعود الدهشة والآلام لصعقي ولإعادة نسغ الكون إلى دمي ، في مناماتٍ كثيرة كنتُ الدراويشَ، وفي صحوي أصيرُهم أكثر حينما أكتب أحلامي عنهم .)
*النامُون كغرسٍ لا يحترق ،العابقون بضوع الشعاع الخفيّ ..
العابرون كأخيلة تمَسُّ ولا ترَى، السابحون في الريح إلى روح التراب..
المطوّفون حول اليأس كأنّه قناديل ، المُجلجلون بالبأس كأنّه أزاميل ،
يرصفون الطريقَ إلى السماوات، يعبرون صوتيَ القاطعَ
كعبورِ لمَعة سيفٍ في وهج الدمّ
يعلون صوتَهم بذي الحنجرة: إنَه الغمر
الآيبون إلى محرابه، وقد علّقوني بثيابه
يقسموا إنّه الشقيّ لكلّ آهةٍ تشتعلُ في كبد،
بحزنٍ دالّ أهرب بدمهم، أكوّر أكمامهم المجهدة
وأصنع منها وسائدٙ يُهدهَد عليها تعبُهم فجراً
يُظمِئ أبداً *
وقد بلغت هذه " النصيّة الفوقيّة " حدّاً سمحت به المؤلّفة للسيرة الذاتية أن تأخذ بُعداً جماليّاً متجانساً ، فعملية الخلق الفني تمرّ قبل كل شيء عبر واقع ذات المؤلّف، وهي عمليّةٌ ليست عفويّة بشكل مطلق- كما يرى بعض الرومانسيين، كما أنها ليست انعكاساً للحظةٍ جامدة تسرد التواريخ ، وهكذا بدت العتبات الداخليّة في عدّة فصول من الكتاب مادّةً سِيريّة للذات الواقعيّة لتتمّ إعادة تدويرها في مايليها من إشراقاتٍ فائضها الشعريّ يغوصُ في تكوين الشخصية الإنسانية، لدى الفرد والمجتمع عبْرَ ظروف تناقضية معقدة وغير ثابتة، تجعلها في حالة قلق دائم من محيطها الكارثيّ ،حاولت الكاتبة خلق هذا البعد الجمالي في عتبتي فصلين من الكتاب ، أحدهما تحت عنوان " الحرب " والآخر " الأب " :
*( في الثامن من نيسان (أبريل) عام2011 توفي والدي ذي الأربعين عاماً ونيّف فجأة بسكتة قلبية، وكنت قد رأيت مناماً أنه قفز ليسبح في مسبح فارغ إلا من بعض الأوراق العشبية وذرات التراب في الساحة الخلفية للسكن الجامعي الذي كنت أسكن فيه في سنتي الجامعية الأولى، لكني لم ألْقِ بالاً للمنام حين رأيته رغم تزامنه ورؤيتي في اليوم التالي لغراب ضخم جاثم على سروة عملاقة تحاذي شبّاك غرفتي بالسكن، فأنا لا أتطيّر من رؤية المنامات ولا أتطيّر من رؤية الحيوانات وإن كانت قبيحة إلى الحد الذي يفوق الوصف كما كان ذلك الغراب. لاحقاً صرت أرى أبي في النوم إما مع جمع من الجنود المكحّلين، أو لأروي له روايات لم يتح لنا العمر الذي قضيناه معاُ أن نرويها.)
*إنه وقت الريح
الصهيلِ الآتي من الجبال، والنشيجِ المنفتح من الوديان
كما في الوقت القديم،
حيث تعلّق عيونُ الأب مداراتِ الأخيلة
وترعى خصبَها
فلو بقيَ ليَ الأب كان سيلعب وإيّاي لعبَة الخطفِ
كالبرق في التقاطهِ
والكلمةِ بالخفة بلا كلف
وكنت سأجهدُ في الإقناع.
هذا وقتُ الريح ،
يبدو الأبُ من ستائر الخوفِ
يحوّم كالطير في مداراتِ الأزمنة
يقول: أنا السقفُ والردمُ،
أنا العمودُ والهدمُ
يمتثل ويتمثَّل فيحنو ويجفو
ويصير في الريح .. *

المَطاف :
فيما سلف من تحرّياتٍ قرائيّة ربّما صار بالإمكان تقدير الدور الجمالي الذي توفّره تقنيّة التنوع والتشكيل الأجناسي في المنتج الأدبيّ وخصوصاً مع النصوص المفكّرة التي ترافقها غالباً برودة في الأداء وجديّة في أجواء تلقّيها من قبل القارئ إلّا أنها عبر التنوّع والتشكيل الأجناسي تحصل هذه النصوص على حيويّة جماليّة تضفي على أجواء التلقّي حبوراً وشغفاً قرائيّاً وهذا ما وفّرته ياسمين الترك بالاعتماد على مجموعة من العناصر تشتغل في توقيتٍ كتابيّ واحد وهي العقلُ والمخيلة و العاطفة والموسيقا الداخليّة ،
ولكن لماذا قد يغامر كاتبٌ أو تغامر كاتبةٌ وخصوصاً في بواكير الأعمال فيزجوا في ميدان التلقّي العربي بمنتجٍ أدبيّ هاربٍ من الأنماط السائدة شكلاً فيشتبه على القارئ الذي حوله عصر الاستهلاك إلى متلقٍ ملول مستعجل ، لماذا يزجّ بمنتَجٍ شاردٍ عن الرائج السائد مضموناً ولغةً ، فارٍّ من شهوة التسليع فيخسرمزاجيّة الجمهور ! هل هو تنزيهٌ للأدب من آثام ثقافة الصحافة العجلى،وثقافة المنصّات المسطحة وتلك المداهنة المتبادلة بين الكثير من نصوص الشعر والنثر وبين قرائه،وافتعالها بإسم التجريب ! لكلّ منّا إجابته بلاشكّ إلّا أنّنا فيما قدّمناهُ حول كتاب " منامات صوفي " حاولنا أن نقترح سؤالاً أكثر جديّة في نهاية المطاف حول مدى غربتنا عن القصيدة المفكّرة والسرديّات الهجينة وهل مازال بإمكاننا العثورة على مهارة فنيّة من هذا النوع عند كتّاب الأدب المستقبليّين ، وهل مانجحت بتحقيقه ماكينة الاستهلاكيّة في أن تجعل من السطحيّ عميقاً يستوجب بالضرورة ولادة محبرةٍ جريئة على المألوف تؤمّن لنا فرصة للمقارنة بينه وبين العميق والفريد حقّاً ، ليندلع في هشيمنا المستهلك شغف حبّنا للحيوي والجديد ، هل نحن في زنزانة قرائيّة مكتظّة ، هل" منامات صوفي " ومايرافقه من الاصدارات الشحيحة لآخرين من هذا المستوى يمكن أن تمثّل صوتَ خشخشة المفاتيح في أقفالها :
في المدينة التي تترادف فيها أسطح البيوت
كرؤوس مساجين
مسندة إلى أكتاف بعضهم
وهم وقوف في زنزانة ضيقة؛
تلوح عدة شرفات واسعة ككف باح يا باح؛
لو أظفر من العالم المزدحم بشرفة واحدة كهذه الكف
يليق عليها أن أقول أحبّك
..................
............................
باسم أحمد القاسم
سورية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...