في الساعات الاخيرة من هذا اليوم،تسرب للإعلام الالكتروني تسجيل صوتي منسوب لامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ يتحدث فيه عن عمق الخلافات بين القيادة الفلسطينية وصفها الاول،ابتداء من الرئيس محمود عباس ابو مازن وحتى اعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح فيما يخص الخلافات حول وراثة الرئيس،والية العمل داخل مؤسسة القيادة،وقد بث خلال التسريب عبارات نابية،وتهجمات شخصية،وانتقادات لاذعة تقود الى الامتعاظ والاسف من الجمهور الفلسطيني والعربي والدولي المتعاطف مع القضية الفلسطينية،ويخدش صورة تلك القيادة التي من المفترض أن تكون في مرحلة تهيأ كبيرة للتصدي للحكومة الاسرائيلية المتطرفة الجديدة،وما تعده للتعامل مع الفلسطينيين من حيث الانسان والأرض والمقدسات.
بالمقابل،يخرج خبر من داخل قلاع الاسر يفيد أن الاسير زكريا الزبيدي قائد كتاب شهداء الاقصى وعضو المجلس الثوري لفتح،وهو المعزول منذ اكثر من سنة وأربعة اشهر بعد مشاركته في التحرر الذاتي من سجن جلبوع في ايلول من العام الفائت مع خمسة من زملاءه الاخرين،هذا الخبر يفيد ان الزبيدي قدم طلبا لإدارة السجون يبدي فيه استعداد للتبرع بنخاعه الشوكي لزميله الاسير المريض بالسرطان وليد دقة والذي امضى خمسا وثلاثين عاما من عمره بالأسر ولا زال مسجونا بحكمه المؤبد،الزبيدي يبدي استعداده الصريح والمكتوب في تقديم نخاعة الشوكي لزميلة الدقة بكامل إرادته وتصميمه في مشهد تضحوي فريد وعميق،وصورة قل مثيلها على اتساع المعمورة،خاصة في تسجيد أخوة القيد والأسر والفداء والتضحية،والتفاني والبذل،يقول وهو مقيد في القدمين والرجلين ويعيش فترات العزل الاجباري والتنكيل اليومي،إسطحوا ظهري وانتزعوا نخاعي الشوكي وقدموه للدقة لعله يشفى،يريد أن يحارب الموت الذي يهدد زميله الذي ربما لم يلتقي به ولم يعرفه من قبل،وهو في ذورة عزله ومعاناته القاسية.
قارنوا بين المشهدين ــ إذا ما تم تأكيد التسريب ــ،مشهد خلافات مقيته،تبعث على الغيثان،وتؤكد تخوفات وقلق العامة من اليوم التالي لميراث الرئيس السياسي،وعمق الاختلاف بين الطامعين بالوراثة،إذا كان منهم اصلا من هو جدير بالخلافة،والذي من الطبيعي أن يقرر ذلك الشعب بكامل حريته واختياره،والتلفظ بألفاظ معيبة،لا تليق بقمة الهرم السياسي لشعب يقدم يوميا الشهداء والجرحى والأسرى على مذبح الحرية والاستقلال أن تصدر عن أي منهم،فهيَ تُخْجِلْ،وتستفز المشاعر،وبين مشهد التضحية العظيمة من قبل اسير لأسير،وهما اسيرين محسوبين على نفس التنظيم.
كما أن هذان المشهدان يحسبان الى خطين متناقضين لا زالا في الساحة الفلسطينية،خط يؤمن بالتسويات عبر المفاوضات،والعودة للشرعية الدولية ،واعلاء الصوت الفلسطيني بالمقاومة الشعبية السلمية،مهما كانت إجراءات المحتل الاسرائيلي،وخط مقاوم،لا زال ملتصقا بالارداة الشعبية ووجعها وطموحاتها وسبيلها،بكل اشكال الكفاح والمقاومة،وهذا الخط الاخير هو الذي يحقق ميدانيا أحد أسباب القوة وهي الوحدة،فالزبيدي لم ينحاز للدقة لأنهما من نفس التنظيم،لا ،ابدا،فعندما اراد نزلاء زنزانة اسرى الجهاد في جلبوع الهروب من السجن،إختاروا الزبيدي معهم وفي مقدمتهم،وهذا تجسيد التحامي على وحدة ميدان الصراع،وعندما ارتقى شقيقه المقاوم داوود في احدى مواجهات مخيم جنين،وتمكن الزبيدي من التواصل مع اخوته وذوية معزيا،أشار لهم بأن يكون جثمان داوود كباقي الجثامين المحتجزة التي لا زالت في قضية الاحتلال،يكون عليه ما يكون عليهم،دون استثناءات في المطالبة،أو تمييز في المطالبة.
من هنا نستنتجد ان هذا التناقض والتباعد في المنهاج و الممارسة بين المشهدين لرموز في حركة تعتبر الاكبر والأوسع في الشعب الفلسطيني،أن هذا التناقض،قد وصل مراحل قصوى من المسلكيات المتباعدة،بل المتنافرة،التي إن لم تعالج بالوسائل الحقيقية،قد تؤدي إلى إنقسامات قاسية في الجسد الواحد،تضيف للانقسامات الحالية انقسامات جديدة،تفقد الفلسطينيين أحد أسباب قوتهم أمام المحتل بحكومته الجديدة شديدة التطرف والصلف.
عصري فياض
بالمقابل،يخرج خبر من داخل قلاع الاسر يفيد أن الاسير زكريا الزبيدي قائد كتاب شهداء الاقصى وعضو المجلس الثوري لفتح،وهو المعزول منذ اكثر من سنة وأربعة اشهر بعد مشاركته في التحرر الذاتي من سجن جلبوع في ايلول من العام الفائت مع خمسة من زملاءه الاخرين،هذا الخبر يفيد ان الزبيدي قدم طلبا لإدارة السجون يبدي فيه استعداد للتبرع بنخاعه الشوكي لزميله الاسير المريض بالسرطان وليد دقة والذي امضى خمسا وثلاثين عاما من عمره بالأسر ولا زال مسجونا بحكمه المؤبد،الزبيدي يبدي استعداده الصريح والمكتوب في تقديم نخاعة الشوكي لزميلة الدقة بكامل إرادته وتصميمه في مشهد تضحوي فريد وعميق،وصورة قل مثيلها على اتساع المعمورة،خاصة في تسجيد أخوة القيد والأسر والفداء والتضحية،والتفاني والبذل،يقول وهو مقيد في القدمين والرجلين ويعيش فترات العزل الاجباري والتنكيل اليومي،إسطحوا ظهري وانتزعوا نخاعي الشوكي وقدموه للدقة لعله يشفى،يريد أن يحارب الموت الذي يهدد زميله الذي ربما لم يلتقي به ولم يعرفه من قبل،وهو في ذورة عزله ومعاناته القاسية.
قارنوا بين المشهدين ــ إذا ما تم تأكيد التسريب ــ،مشهد خلافات مقيته،تبعث على الغيثان،وتؤكد تخوفات وقلق العامة من اليوم التالي لميراث الرئيس السياسي،وعمق الاختلاف بين الطامعين بالوراثة،إذا كان منهم اصلا من هو جدير بالخلافة،والذي من الطبيعي أن يقرر ذلك الشعب بكامل حريته واختياره،والتلفظ بألفاظ معيبة،لا تليق بقمة الهرم السياسي لشعب يقدم يوميا الشهداء والجرحى والأسرى على مذبح الحرية والاستقلال أن تصدر عن أي منهم،فهيَ تُخْجِلْ،وتستفز المشاعر،وبين مشهد التضحية العظيمة من قبل اسير لأسير،وهما اسيرين محسوبين على نفس التنظيم.
كما أن هذان المشهدان يحسبان الى خطين متناقضين لا زالا في الساحة الفلسطينية،خط يؤمن بالتسويات عبر المفاوضات،والعودة للشرعية الدولية ،واعلاء الصوت الفلسطيني بالمقاومة الشعبية السلمية،مهما كانت إجراءات المحتل الاسرائيلي،وخط مقاوم،لا زال ملتصقا بالارداة الشعبية ووجعها وطموحاتها وسبيلها،بكل اشكال الكفاح والمقاومة،وهذا الخط الاخير هو الذي يحقق ميدانيا أحد أسباب القوة وهي الوحدة،فالزبيدي لم ينحاز للدقة لأنهما من نفس التنظيم،لا ،ابدا،فعندما اراد نزلاء زنزانة اسرى الجهاد في جلبوع الهروب من السجن،إختاروا الزبيدي معهم وفي مقدمتهم،وهذا تجسيد التحامي على وحدة ميدان الصراع،وعندما ارتقى شقيقه المقاوم داوود في احدى مواجهات مخيم جنين،وتمكن الزبيدي من التواصل مع اخوته وذوية معزيا،أشار لهم بأن يكون جثمان داوود كباقي الجثامين المحتجزة التي لا زالت في قضية الاحتلال،يكون عليه ما يكون عليهم،دون استثناءات في المطالبة،أو تمييز في المطالبة.
من هنا نستنتجد ان هذا التناقض والتباعد في المنهاج و الممارسة بين المشهدين لرموز في حركة تعتبر الاكبر والأوسع في الشعب الفلسطيني،أن هذا التناقض،قد وصل مراحل قصوى من المسلكيات المتباعدة،بل المتنافرة،التي إن لم تعالج بالوسائل الحقيقية،قد تؤدي إلى إنقسامات قاسية في الجسد الواحد،تضيف للانقسامات الحالية انقسامات جديدة،تفقد الفلسطينيين أحد أسباب قوتهم أمام المحتل بحكومته الجديدة شديدة التطرف والصلف.
عصري فياض