د. محمد عباس محمد عرابي - كيفية مواجهة الصعوبات والشدائد في ضوء.. كتاب "هكذا هزموا اليأس" للدكتورة/سلوى العضيدان

لا لليأس؛ نعم للصبر والتفاؤل، نعم لمواجهة الصعوبات والشدائد بإيمان ممزوج بالاستعانة بالله ؛نقول ذلك في ظل كثرة حالات الانتحار التي يقبل عليها بعض الشباب والبعض منهم يبثها بثًا مباشرًا عبر وسائط التواصل الاجتماعي لمشكلة ما قد تكون بسيطة كرسوب في امتحان، أو لموت عزيز ،أو خسارة مالية أو عدم القدرة على سداد دين ،أو عدم القدرة على تحقيق هدف، أو غير ذلك ؛ وإنه لمن السهل التغلب على هذه الصعاب والشدائد بقليل من الصبر ،والاستعانة بالله وحسن التوكل عليه .
ولبيان كيفية التغلب على اليأس سبق وأن عرضنا لكتاب "لا تحزن " وكتاب "جدد حياتك " واليوم يدور هذا المقال حول: كيفية مواجهة الصعوبات والشدائد في ضوء كتاب "هكذا هزموا اليأس" للدكتورة/سلوى العضيدان (يقع الكتاب في 309 صفحة من القطه المتوسط ،نشر مؤسسة الجريسي للنشر والتوزيع 2014م) ؛حيث تتم الإشارة إلى مضمون الكتاب ومحتوياته على النحو التالي :
*مضمون الكتاب:
يزرع كتاب "هكذا هزموا اليأس" للدكتورة/سلوى العضيدان الأمل في النفوس، والمساعدة على التخلص من الفشل والإحباط واليأس، عدم الاستسلام لليأس والقنوط، وهو يتناول
‎ العديد من التجارب الإنسانية ‎ حكايات واقعية لقصص لعظماء من عرب وعجم سطروا بسطور من نور كفاح عظيم ،وصبر جميل تحلوا به فتغلبوا على الصعاب، وتميزوا وحققوا نجاحات باهرة ؛فاستطاعوا أن يسعدوا أنفسهم والمحيطين بهم ؛وحول هذه المعاني تقول الدكتورة للدكتورة/سلوى العضيدان في مقدمة كتابها هكذا هزموا اليأس:" يجب أن تعلم أيها القارئ الكريم بأن العظماء ليس شرطًا أن يكونوا ممن رست سفن التاريخ على موانئ حياتهم ذات يوم .. بل إنني أعتقد جازمة بأن كل إنسان حارب اليأس والفشل وسجل أسطورة نجاحه بكل إرادة وتصميم فإنه حري به أن يكون عظيماً حتى وإن كان إنساناً بسيطاً في نظر الآخرين"
محتويات الكتاب: *
اشتمل الكتاب على ستة أقسام:
القسم الأول: *
دار القسم الأول حول التحذير قيود اليأس، حيث بينت الكاتبة أن لليأس آثارًا سلبيةً تحول بين المرء وتحقيق أهدافه، وتحقيق النجاح، وقد حاولت الكاتبة تقديم روشتة علاجية لزراعة الأمل في نفوس اليأسين من الآيات القرآنية والأقوال المأثورة.
* القسم الثاني:
وفي القسم الثاني من الكتاب قامت الكاتبة بتعريف اليأس وبيان ماهيته، وحكمه في ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء، مع عرض الأدلة على ذلك من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.
وقد ناقشت الكاتبة في هذا القسم أيضًا أسباب شعور المرء باليأس والإحباط
القسم الثالث: *
وقد حثت الكاتبة في القسم الثالث من الكاتب على الاستعانة بالله، وعرضت لقصة وقعت إبان البعثة النبوية لرسونا الرسول محمد" صلى الله عليه وسلم"، للاستفادة مما بها من عبر وعظات ودروس وخاصة شحذ الهمم والاستعانة بالله سبحانه وتعالى) وقت الأزمات والشدائد والمشكلات.
* القسم الرابع:
جاء القسم الرابع بعنوان" إنّ مع العسر يُسرًا" حيث ذكرت الكاتبة القراء بقصص من التاريخ القديم ذات العبر والعظات بهدف غرس التفاؤل والرضا والأمل في النفوس.
*القسم الخامس:
وفيه دعت الكاتبة إلى عدم الاستسلام لمشاعر اليأس مهما كانت الظروف المحيطة ،واستشهدت على ذلك بقصص من الواقع منها المخترع العظيم توماس إديسون الذي وصفته المدرسة ومعلموها بأنه الطفل البليد الذي لايمكن أن يتعلم لشدة غبائه الذي بفضل توفيق الله ثم الجهود العظيمة التي بذلتها أمه في تعليمه تعليما ذاتيا تغلب على الظروف الصعبة التي كان يمر بها ،واستطاع أن يحلق في سماء الإبداع وتحقيق الإنجازات العظيمة التي ما زالت البشرية تنتفع بها وخاصة "الكهرباء "وفي هذا درس عظيم في ضرورة عدم الاستسلام لأي مشاعر اليأس مهما كانت الشدائد والمعوقات والصعوبات والأزمات .
القسم السادس:
حذرت فيه الكاتبة الأشخاص السلبيين" سارقي الأحلام" بسبب مل يبثونه من أفكار تدفع نحو القنوط والإحباط واليأس ،فعلينا الحذر منهم وعدم الانصياع للأفكار السلبية ،والمضي قدمًا نحو تحقيق الأحلام والطموحات ،ومن العظماء الذين حققوا طموحاتهم رغم الأفكار المثبطة مونتي الذي استطاع أن يهزم اليأس تقول القصة كما ذكرتها الكاتبة :
"كان مونتي طالباً في المدرسة العليا ، أعطى المدرس طلاب الصف مهمة الكتابة عما يرغبون في عمله عندما يكبرون
كتب مونتي أنه يرغب في امتلاك مزرعة على مساحة هائلة من الأرض يربي فيها العديد من خيول السباقات
أعطاه المدرس درجة ضعيف جداً وبرر ذلك بأن الدرجة تعكس اعتقاده بأن الهدف بعيداً عن الواقعية . فما من غلام فقير يعيش في البر على ظهر شاحنة يمكنه بأي حال من الأحوال أن يجمع مالاً يكفي لشراء مزرعة على مساحة هائلة من الأرض، وشراء الخيول وأدواتها ومتطلبات تربيتها ، وأيضاً دفع أجور العاملين في المزرعة
وعندما عرض المدرس على مونتي فرصة إعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى ، قال له مونتي :” احتفظ أنت بالدرجة ، وسأحتفظ أنا بحلمي “
واليوم أصبح مونتي يمتلك مزرعته المقامة على مساحات شاسعة من الأرض في كاليفورنيا ، يربي فيها خيل السباق ويدرب المئات من مربي الخيول لأنه فقط لم يدع أحد يسرق حلمه"
فهيا بنا نردد لا وألف لا لليأس ، نعم للأمل والتفاؤل والتغلب على اليأس و الشدائد والاستعانة بالله .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...