المحامي علي ابوحبله - نودع عاما ونستقبل عاما جديد ولسان حالنا يقول " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ "

نودع عام 2022 الأكثر دمويه واستباحة لدماء أبناء شعبنا الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ، كان عاما مثقل بالأحزان التي عمت مختلف الجغرافية الفلسطينية وقد افتقدنا خلاله فلذات أكبادنا الذين كان لهم شرف الاستشهاد في مقاومة الاحتلال العنصري البغيض الذي يمارس سياسة الابرتهايد والاضطهاد

و السؤال هل من تغير في مستقبل امتنا العربية والاسلاميه ، والى متى سيبقى حالنا العربي والإسلامي يسير من سيء إلى أسوأ ومن مؤامرة لمؤامرة ومن صراع إلى صراع ؟؟؟ فهل من مبرر استمرار الصراعات العربية وهل من مبرر لاستمرار الحروب العربيه والى متى سيبقى هذا العجز العربي ؟؟ والنظام العربي مستمر في محاباته وهرولته للتطبيع وتحالفه مع الكيان العنصري الفاشي الغاصب للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني على حساب الحق الفلسطيني واحتلال إسرائيل لفلسطين .

متى ننتصر لحقوقنا الوطنية لننتصر على معاناتنا مع أنفسنا وننتصر على خلافاتنا وننتصر على انقسامنا ، فهل ننتصر على عدوانيتنا لأنفسنا لننتصر على الإرهاب والقتل والدمار الذي يضرب مجتمعنا ويهز أركانه ،قد يكون الجواب أن لا مجال للتفاؤل لأننا في وضعنا الحالي وتفرقنا ابعد ما نكون عن تحقيق الأماني ، خاصة وأننا نعيش في ظل وضع عربي منقسم على نفسه ونظام عربي رهن وجوده ومستقبله بالأمنيات والتحالف مع أعداء ألامه العربية والاسلاميه ،

نعم نودع عام ٢٠٢٢ والحسرة والألم هي عنوان ذلك العام المنصرم لأنه عنوان الألم والحسرة على فقداننا لفلذات التي استباحت دماؤنا قوات الاحتلال الصهيوني واستباحت حرمات أرضنا ومقدساتنا .

انه للصراع والاقتتال العربي بلا مبرر ولا ينتهي ، هناك عشرات الآلاف من ضحايا الإرهاب الذي صنعته وغذته أمريكا عبر حلفائها ، المتآمرين على امن ألامه العربية يدعون أنهم يحاربون الإرهاب وهم من يمولون الإرهاب ويغذونه ،

عام ٢٠٢٢ هو استنساخ لعام ٢٠٢١ عام يتسم بعدوان إسرائيل المستمر على شعبنا العربي الفلسطيني وممارسة المستوطنون وجيش الاحتلال للقتل بأبشع صوره وهدم البيوت على ساكنيها ولم تسلم من ذلك دور العبادة وكل البني التحتية هو عام اقتحام إسرائيل للأقصى ليسجل الأعلى والأخطر .


عدوان إسرائيل على شعبنا الفلسطيني يجابه بصمت عربي مخزي وبتحرك للضمير للشارع الأوروبي وعام الخنوع والاستسلام للشارع العربي وهو عام الانهزامية للامه العربية التي لم تحقق حلمها وأهدافها وهي منخرطة بمشاريع غير عربيه وضمن مشروع تآمري استهدف ألامه العربية وحرف بوصلتها عن أولوية القضايا وهي قضية فلسطين ،

لم يتحقق حلم شعبنا الفلسطيني بإنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني وما زلنا في موضوع المصالحة مكانك سر رغم التوافق على المبادرة الجزائرية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، عام ٢٠٢٢ ترك رواسب الانقسام الذي مازال يعشش في عقول وأذهان البعض من أبناء شعبنا الفلسطيني ، ونحن نودع عام ٢٠٢٢ الذي لم يترك لنا بصيص أمل لنهاية النفق لنرى النور والحرية التي نطمح لتحقيقها ، أمريكا والغرب ما زالتا يدعمان ويغذيان الإرهاب الذي يستهدف ألامه العربية ويستهدف سوريا والعراق ولبنان وليبيا وتونس والأردن وفلسطين ويدعمان احتلال إسرائيل وممارساتها بحق الشعب الفلسطيني

لم تظهر بوادر أمل لإنهاء احتلال إسرائيل لفلسطين لنبني تفاؤل بالعام القادم في ظل الفاشية الصهيونية وتهديدها وتوعدها لمحاربة الشعب الفلسطيني وحرمانه من أرضه وأبسط حقوقه في الحياة

نودع عام كانت فيه حال امتنا العربية قد وصلت لمرحلة التشرذم الحقيقي وان الفتن تنخر الجسم العربي وان العراقيون والسوريين واللبنانيين والليبيين واليمنيين والتونسيين وغيرهم من العرب منقسمون على أنفسهم بفعل المؤامرة التي تستهدف وحدة امتنا العربية بفعل مخطط التقسيم العرقي والطائفي والمذهبي ضمن المشروع الأمريكي الصهيوني الذي ما زال يجثم على صدورنا ،

ونحن نودع عام ٢٠٢٢ لم تحقق أهداف شعبنا الفلسطيني بإنهاء الانقسام وتوحيد الجغرافية الفلسطينية ولم تنجح الحكومة الفلسطينية التي يرئسها محمد اشتيه في تحقيق برنامجها السياسي للانفكاك الاقتصادي عن إسرائيل ولم تنجح في إحداث التنمية ألاقتصاديه المستدامة وفشلت خطة العناقيد ، وباتت الأيدي العاملة الفلسطينيه وقود يستغلها الاحتلال لبناء المستوطنات وتوسعها

عام ٢٠٢٢ هو عام تغير موازين القوى الدولية والاقليميه بفعل تداعيات الحرب الروسية الاوكرانيه وتغير المعادلات الدولية والاقليميه ، وان هذا التغير لم يغير من حقيقة غياب القضية الفلسطينية عن مسرح الأحداث في الصراعات الاقليميه والدولية ولم يغير من حقيقة غياب الإجماع العربي عن القضية الفلسطينية ، وان العالم العربي بغالبيته يهرول للتحالف مع إسرائيل على حساب الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية ،

عام ٢٠٢٢ هو عام تبديد أموال العرب ومدخراتهم يبددونها شرقا وغربا إما على التآمر على بعضهم بعضا فحرب اليمن تستنزف خزائن حكومات دول الخليج والصراع على سوريا كلف مليارات الدولارات هذا عدا الملذات التي تستنزف القدرات المالية لخزائن الحكام العرب

ونحن نودع ٢٠٢٢ ولسان حالنا أن لا أمل ولا تفاؤل بالمستقبل الواعد القريب ، لان الحكام العرب هم أنفسهم لن يتغيروا أو يكون بمقدورهم التغيير ارتضوا التحالف مع أمريكا وإسرائيل والغرب على حساب الحرية والكرامة وبناء مستقبل للأوطان ،

وان السوريين والعراقيين واللبنانيين والليبيين والتونسيين وكل العرب وعلى رأسهم الفلسطينيون يدفعون ضريبة الكرامة العربية بمواجهة المؤامرة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتدعيم وترسيخ امن إسرائيل على حساب امن واستقرار ألامه العربية ، وحال امتنا العربية جمعاء لن يكون بأحسن حال وهي تستقبل عامها الجديد 2023 بدون أي أفق سياسي ينهي الصراعات ويضع حدا لحروب تستنزف مقدرات ألامه العربية ويقتل فيها الإنسان العربي بلا مبرر وتأجيج نيران الصراعات المذهبية الطائفية وعنوانها الحرب الشيعية السنية حيث لا بوادر للتقارب والحوار المذهبي للجمع بين كافة المسلمين وتوحيد جهودهم.

وصدق الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ "، وهذه الآية الكريمة في تفسيرها فيها حكمة بليغة تتطلب من العقلاء في هذه ألامه إلى هداية ألامه وإصلاح شؤونها وتقويمها لتسير نحو الخير والصواب للخروج من مستنقع الفساد والماسي والفرقة التي تعيشها ألامه العربية الاسلاميه اليوم ،

وليعلم الجميع أن الله ليس بغافل عن الظالمين سواء كانوا حكاما أو في منزلتهم من البشر ، وليعلم الجميع أن صلاح ألامه هو بصلاح النفس وببعدها عن الظلم والعمل بما انزل الله لتحقيق الأمن والعدل ، ونسأل الله أن تعود ألامه جمعاء لرشدها ووعيها وان تشرع بالتغيير وفق ما أراده الله وان تنتصر للحق والعدل والمساواة للخروج من معاناة ما نعاني منه وهذا ما نتمنى تحقيقه في عامنا الجديد 2023 حيث ودعنا العام الماضي والحسرة والألم تكتوي في نفوسنا ، وان الأمل يعترينا في تحقيق غايتنا وأهدافنا في العام الجديد متطلعين للخروج من هذا النفق المظلم لرحابة العدل والأمن والطمأنينة والانتصار لمطالبنا المحقة وتحرير فلسطين من دنس الاحتلال الصهيوني ومن تحلل امتنا وخلاصها من القيود الامريكيه الغربية ومن الهيمنة الصهيونية وفرملة التطبيع مع الحكومة الفاشية الصهيونية التي يرئسها نتنياهو

إن الأوان للتحرير وتحرر امتنا العربية من قيود العبودية والتبعية لأمريكا والغرب والصهيونيه ومن استقرار وامن سوريا والعراق ولبنان ومصر وليبيا وتونس وفلسطين وهزيمة الإرهاب بكل معنى من معاني ما هدفت أمريكا والغرب والصهيونية العالمية وحلفائهم من تحقيقه وذلك بهزيمة مشروعهم التآمري الذي يستهدف ألامه العربية الاسلاميه ويستهدف فلسطين وتهويد القدس وتقسيم المسجد الاقصى والتوسع الاستيطاني وفرض سياسة الضم لما تبقى من فلسطين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...