د. محمد عباس محمد عرابي - برجماتية. منفعة. مصلحة... ونفع ديننا

الدنيا بخير

هكذا قلت لصديق ذهب للغرب لإكمال دراسته هناك ردا على سؤال :لقد وصل الحال هناك للوصف التالي :

نفعتني أنفعك .لي عندك مصلحة أصحابك وأتركك فور انتفاعي منك ،لن أحسن إليك إلا إذا كنت سأنتفع منك ،لن أقرضك دون ربح وفائدة مالية

قلت له هون عليك الأمر ،ليس كل الناس هكذا

قال لي معظم من تعاملت معه هناك هكذا إلا رحم ربي ،وقال وهناك في الشرق من يسير على هذا الدرب !!

قلت له :هذه فلسفة يؤمن بها البعض تسمى (برجماتية .منفعة .مصلحة )

قال :للأسف بدت تنتشر بكثرة ..

فقلت له البراجماتية تهتم بمحاولة العمل للوصول الى منفعة حقيقية

وقلت له لا تحزن وتقبل الجميع على ما هو عليه ،ولكن

أحسن للجميع وعاملهم بالحسنى وإن كان يتعامل بالبرجماتية ففي الحديث عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهم ):قال :قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، [ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ]رواه الطبرني .

وتذكر قول أبي الفتح البستي :

أحسِنْ إلى النّاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ

فطالَما استبَعدَ الإنسانَ إحسانُ

وإنْ أساءَ مُسيءٌ فلْيَكنْ لكَ في

عُروضِ زَلَّتِهِ صَفْحٌ وغُفرانُ

ولا تنس قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ):

وهو يوصي عقبةَ بنَ عامرٍ -رضي الله عنه- وهو يمشي معه أنه قال له: "يا عقبة بن عامر! صِلْ من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك"، قال عقبة: ثم قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عقبة! أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك"(رواه الإمام أحمد).

وقال رجل: "يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلُم عنهم ويجهلون علي"، فقال: "فإن كنت كما قلت، فكأنما تُسِفُّهم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"(رواه مسلم).

وتذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، وليسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلُق»، (رواه البزار والحاكم (1/212)

فما أجمل نفع الآخرين وعمل الخير دون مقابل بعيدا عن النفعية والمصلحة ،فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ إلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبَطْأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رقم: 2699]

فالحمد لله أن ديننا دين نفع ، يمقت الأنانية وينفر منها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...