د. محمد عباس محمد عرابي - الحث على نفع الآخرين في السنة النبوية

؛لذا حثنا عليه ديننا الحنيف ،وجاءت نصوص السنة النبوية تؤكد على ذلك ،وفيما يلي بعض النصوص من السنة النبوية التي تحث على نفع الآخرين يتم ذكرها على النحو التالي :
أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ*
بينت السنة النبوية أن أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ،لذا يجب علينا الحرص على نفع الآخرين ؛ففي الحديث عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهم ):قال :قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، [ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ]رواه الطبرني .
وتذكر قول أبي الفتح البستي :
أحسِنْ إلى النّاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ
فطالَما استبَعدَ الإنسانَ إحسانُ
وإنْ أساءَ مُسيءٌ فلْيَكنْ لكَ في
عُروضِ زَلَّتِهِ صَفْحٌ وغُفرانُ
ولا تنس قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ):
دعوة للصلة والعطاء والعفو:
وفي ظل حث السنة النبوية على نفع الآخرين جاءت دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم بالصلة والعطاء والعفو، فها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم يوصي عقبةَ بنَ عامرٍ -رضي الله عنه- وهو يمشي معه أنه قال له: "يا عقبة بن عامر! صِلْ من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك"، قال عقبة: ثم قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عقبة! أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك"(رواه الإمام أحمد).
وقال رجل: "يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلُم عنهم ويجهلون علي"، فقال: "فإن كنت كما قلت، فكأنما تُسِفُّهم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"(رواه مسلم).
معاملة الآخرين بخلق حسن:
حثت السنة النبوية على معاملة الآخرين بخلق حسن، فها هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : «إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، وليسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلُق»، (رواه البزار والحاكم (1/212)
*دعوة لتنفيس الكروب عن الناس:
حثت السنة النبوية على لتنفيس الكروب عن الناس، نفع الآخرين وعمل الخير دون مقابل بعيدا عن النفعية والمصلحة ،فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ إلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبَطْأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رقم: 2699]
فالحمد لله أن ديننا دين نفع، فنفع الآخرين يسعد النفس ويخلصها من همها وكدرها ويجعلها في طمأنينة ورضا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...