في مغرب العجائب، استوقفني دفاع وزير العدل عبد اللطيف وهبي عن سلامة معايير امتحان المحاماة والمغزى من رفع عدد الناجحين من 600 وهو الحدّ الذي أوصت به الهيئات العليا إلى أكثر من ألفين. والمثير هو تمسكه بأن "الآلة" هي التي تولت التصحيح فيما تراجع دور أعضاء اللجنة. ولكن قبل وبعد العمل الآلي، هناك عقول وأيادي بشرية ترتب الأوراق ومعايير المعالجة الإلكترونية والمراجعة البعدية. وفوق كل هذه الاعتبارات، تزداد موجة التشكيك فيما يحتاج وزير العدل تأكيد مدى الاستحقاق ونجاعة أجوبة الناجحين كافة في مجاراة المعايير المحددة في الامتحان.
لكن المثير في تصريح السيد وهبي عبارة تستحق تحليلا نقديا للخطاب الذي يقدمه وزير في حكومة ورئيس حزب ومحام، وهي ثلاثية تفترض توخي مسؤولية حكومية ومجتمعية في آن واحد. يقول السيد وهبي: "ولدي عندو جوج ديال إجازات في مونتريل.. بّاه لا باس عليه.. وخلّص عليه.. وقرّاه في الخارج."
لا خلاف على أن من حق وهبي المواطن أن يبعث ابنه للدراسة حتى إلى المريخ أو المتجمد الجنوبي. لكن تصريح عضو في الحكومة، بنبرة ترافع متعال في مغزاه، تضع من ليس لهم آباء أثرياء ولم يبعثوهم إلى الخارج في مستوى أقل درجة أو نُقصان حظ في تحقيق ذواتهم والنجاح في مهنة المحاماة أو غيرها. هو تصريح يكشف من حيث لا يدري صاحبه عن مغرب السرعتين، ومغرب المنزلتين، وازدواجية الشخصية في مغرب من له سند يدعمه ويموّل دراساته في الخارج ومغرب اليد قصيرة والعين بصيرة والكفاف والعفاف. وهذا في حد ذاته خطاب يصف البناء الطبقي للمجتمع المغربي.
للأسف، لم يتوخ الوزير وهبي التعبير بألفاظ وتركيبة لا تنم عن منظور الفوارق الطبقية بين مغرب "بّاه لا باس عليه" ومغرب "بّاه مقسّح مع الوقت"، بل اعتبر عبارته إفحامًا وإسكاتًا لمنتقديه. في المقابل، لا يمكن أن يتخيل المرء أن وزير العدل الكندي قد يدلي بتصريح مماثل يتباهى فيه بأنه "لا باس عليه"، ومؤل دراسة ابنه في الولايات المتحدة. لن يحدث هذا حتى في أعمق العواصم انغماسا في الليبرالية وقوة المال.
لا عجب من خطاب التباهي بالمقدرة المالية في عاصمة مغرب الفقراء، وهو خطاب يجاري منطق حكومة تكنوقراطية تصرف شؤونها عبر الجسر الجسور بين السلطة والثروة!
لكن المثير في تصريح السيد وهبي عبارة تستحق تحليلا نقديا للخطاب الذي يقدمه وزير في حكومة ورئيس حزب ومحام، وهي ثلاثية تفترض توخي مسؤولية حكومية ومجتمعية في آن واحد. يقول السيد وهبي: "ولدي عندو جوج ديال إجازات في مونتريل.. بّاه لا باس عليه.. وخلّص عليه.. وقرّاه في الخارج."
لا خلاف على أن من حق وهبي المواطن أن يبعث ابنه للدراسة حتى إلى المريخ أو المتجمد الجنوبي. لكن تصريح عضو في الحكومة، بنبرة ترافع متعال في مغزاه، تضع من ليس لهم آباء أثرياء ولم يبعثوهم إلى الخارج في مستوى أقل درجة أو نُقصان حظ في تحقيق ذواتهم والنجاح في مهنة المحاماة أو غيرها. هو تصريح يكشف من حيث لا يدري صاحبه عن مغرب السرعتين، ومغرب المنزلتين، وازدواجية الشخصية في مغرب من له سند يدعمه ويموّل دراساته في الخارج ومغرب اليد قصيرة والعين بصيرة والكفاف والعفاف. وهذا في حد ذاته خطاب يصف البناء الطبقي للمجتمع المغربي.
للأسف، لم يتوخ الوزير وهبي التعبير بألفاظ وتركيبة لا تنم عن منظور الفوارق الطبقية بين مغرب "بّاه لا باس عليه" ومغرب "بّاه مقسّح مع الوقت"، بل اعتبر عبارته إفحامًا وإسكاتًا لمنتقديه. في المقابل، لا يمكن أن يتخيل المرء أن وزير العدل الكندي قد يدلي بتصريح مماثل يتباهى فيه بأنه "لا باس عليه"، ومؤل دراسة ابنه في الولايات المتحدة. لن يحدث هذا حتى في أعمق العواصم انغماسا في الليبرالية وقوة المال.
لا عجب من خطاب التباهي بالمقدرة المالية في عاصمة مغرب الفقراء، وهو خطاب يجاري منطق حكومة تكنوقراطية تصرف شؤونها عبر الجسر الجسور بين السلطة والثروة!