( 02 جانفي 1492 كانت نهاية السلطة السياسية الإسلامية )
تاريخ الأندلس زاخر بالأحداث و الثورات دفاعا عن الدين و العروبة و يحتاج إلى تسليط عليه الضوء أكثر من قبل الباحثين و المؤرخين بالأخص من خلال تنظيم ندوات أو ملتقيات و توثيق هذه الأحداث
تاريخ الأندلس زاخر بالأحداث و الثورات دفاعا عن الدين و العروبة و يحتاج إلى تسليط عليه الضوء أكثر من قبل الباحثين و المؤرخين بالأخص من خلال تنظيم ندوات أو ملتقيات و توثيق هذه الأحداث
هي غرناطة أو كما تسمى إمارة بني الأحمر بالأندلس؛ أو إمارة بني نصر، أراد المؤرخ عبد الله حمادي أن يستعيد شيئا من الذاكرة التاريخية و ظروف سقوط غرناطة التي يصادف للثاني من جانفي 1492 و سُمّي هذا التاريخ بانتكاسة المسلمين، حين أقدم أبو الحسن سلطان غرناطة على الزواج من مسيحية و كيف دبّت الغيرة في قلب زوجته الحرّة عائشة فما فتئت هذه الأخيرة أن ألبت ولدها أبي عبد الله الصغير على والده حتى لا يتقاسم إرث السلطة مع أبناء المسيحية معشوقة أبو الحسن، حيث انتهى الأمر أن دفعت بابنها أن يتحالف مع الملكين الكاثوليكيين إيزابيلا و فرناندوا ويستقوى بهما على والده ومن هناك بدأ تدخل النصارى في مصير مستقبل غرناطة.
نقف على ما جاء به الدكتور عبد الله حمادي و هو يعود بالذاكرة الإسلامية إلى تلك الأحداث التي لا تزال منقوشة في أذهان الأجيال على مر العصور ، هي غرناطة حوصرت من طرف الملكين إيزابيلا وفرناندو مدّة عشر سنوات ولمّا استعصى اقتحامها بنى المالكان مدينة قبالة بوّابات غرناطة أطلقوا عليها تسمية " الإيمان المقدس" Santa Fé مثلما فعل فيما بعد أبو الحسن المريني أثناء حاصره لتلمسان حيث أُجبر على بناء مدينة أمام بوابة تلمسان أطلق عليها اسم "المنصورة" ففي مثل هذا الشهر من جانفي 1492 اشتدّ وقع الثلوج في تلك السنة القاسية البرودة ، أصيب سكان غرناطة بمجاعة هائلة .
و قد أشار الدكتور عبد الله حمادي عبر صفحته في الفضاء الأزرق إلى هذه الأحداث بشكل مختصر معتمدا على المصادر الأندلسية و الحقيقة أن كثير من الباحثين تطرقوا إلى التاريخ الأندلسي، إلا أن ما كشفه الدكتور عبد الله حمادي هو المكان الذي ربما يجهله الكثير من الناس لاسيما الطلبة و المهتمين بالتاريخ الإسلامي ، حيث يشير بالقول أنه في الجنوب الشرقي من مدينة غرناطة كان يوجد مكانا يحمل اسما مكتوب باللغة الإسبانية El SUSPIRO DEL MORO وقد ترجم إلى اللغة العربية و هو يعني "زفرة العربي أو تنهيدة العربي" وأشاعوا في الثقافة الشعبية الاسبانية وحتى التاريخية والأدبية أنّه المكان الذي ألقى فيه أبو عبد الله الصغير نظرته الأخيرة على قصوره بغرناطة أو على مدينة غرناطة أثناء طرده، وهذا تخريج غير صحيح لأنّ غرناطة التي قاومت الزحف المسيحي الاستردادي لمدة تزيد عن 220 سنة؛ قد اكتظت بالفارين من المسلمين من المقاطعات التي احتلها المسيحيون طوال سنوات الصراع المتواصل الذي ظل بين مدٍّ وجزر، وظلت هجرة الأندلسيين من غرناطة متواصلة نحو ديار الإسلام كالمغرب والجزائر وتونس وحتى المشرق.
ما يلفت الانتباه أن بعض الباحثين وسعوا في الكشف عن الأحداث التي تلت سقوط غرناطة و ذلك بغية إزالة الغموض الذي لفّ سيرتهم، لكشف خبايا التاريخ الأندلسي و بخاصة التاريخ الأندلسي المواركي و الأعمال التي قام بها أكثر من 03 ملايين أندلسي في سبيل الحفاظ على وجودهم و عروبتهم و دينهم طوال قرنين كاملين نظموا خلالها ثورتين مشرفتين تصدوا فيها لأعنى قوة في الأرض في القرن السادس عشر، و قد كانت للدكتور عبد الله حمادي دراسات عديدة حول تاريخ الأندلسيين و سقوط غرناطة ، إلا أن الدراسة التي قام بها الدكتور عادل سعيد بشتاوي في كتابه بعنوان: "الأندلسيون المواركة" و هي دراسة في تاريخ الأندلسيين بعد سقوط غرناطة ، وقد قدم صاحب الكتب ملاحظة للتعريف بالأندلسيين المواركة ، و المواركة هم العرب الذين بقوا في قشتالة و مملكة غرناطة إثر صدور مرسوم التنصير سنة 1502 و هي (أي المواركة) تعريب لكلمة moriscos القشتالية التي تعني النصارى الجدد أو النصارى الصغار، في التاريخ السالف الذكر انتهت آخر معالم السلطة السياسية الإسلامية، و رغم التوقيع على معاهدة تسليم غرناطة و انقضاض نبلاء قشتالة على أراضي الأندلسيين الغرناطيين
ظل السلام قائما و مستمرا لفترة قبل أن يتم نفي الأندلسيين المواركة،
هذه صورة موثقة لسوق الحرير القديم في غرناطة
كت يمكن قوله هو أن الباحث عادل سعيد بشتاوي لم يترك كبيرة و لا صغيرة حول الثورات التي قام بها الأندلسيين الأولى و الثانية و بخاصة الثورة الأندلسية الكبرى و هو كتاب شيق يستحق القراءة مرة و اثنان و ثلاثة لهضم الأحداث التاريخية بشكل صحيح، و الكتاب يضم العديد من الصور حول أحياء و قصور غرناطة و نوافيرها و أسواقها و من هذه الأسواق سوق الحرير القديم بغرناطة.
قراءة علجية عيش