د. محمد عباس محمد عرابي - جهود الإمام محمد متولي الشعراوي في خدمة القرآن الكريم والفكر الإسلامي (دراسات وأبحاث مختارة)

هل ينكر ضوء الشمس إلا أرمد؟!!

ما ذا نسمي من يرى الفيل أرنبًا؟!!!

ماذا نسمي من يتذوق العسل الشهي الحلو ثم يقول: إنه مالح أجاج بشدة؟!!!!

هل يختلف المنصفون على إمامة الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله وجهوده في خدمة القرآن الكريم والدعوة ومنهجه الوسطي المعتدل في تبسيط فهم معاني آيات القرآن الكريم والدعوة إلى الشرع الحكيم والدين المستقيم ؟!!!!!

*منهج وأسلوب الشعراوي في خواطره:

رحم الله شيخنا الجليل الإمام محمد متولى الشعراوي الحسيني سليل آل البيت الكرام (1329-1419هـ)رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته ،فقد اجتهد في خواطره حول القرآن الكريم ،وقدم هذه الخواطر بأسلوب بسيط سهل قائم على الحوار والتبسيط ؛ولكونه معلما للبلاغة (رحمه الله )فقد استخدام الأساليب التربوية ،ومراعاة الفروق الفردية في الشرح والتبسيط لخير كلام ؛كلام رب العالمين في ضوء منهج الوسيطة والاعتدال والحكمة والموعظة الحسنة ففهم خواطره الأمي قبل المتعلم في ريف مصر ومدنها بل والعالم أجمع ،ففهم الناس الكثير والكثير لآيات القرآن الكريم معانيها ومقاصدها وقصصها ...أعجب بها القاصي والداني

*ملامح من خدمة الإمام الشعراوي للقرآن الكريم:

ومما لا يعرفه الكثير عن خدمة الإمام محمد متولى الشعراوي رحمه الله للقرآن الكريم أنه كما قال شيخ الأزهر الجليل الشيخ الدكتور /أحمد الطيب أن الشعراوي نذر نفسه لخدمة القرآن الكريم ،ومن مظاهر ذلك أن شيخنا الشعراوي رحمه الله رصد مبلغ مئة ألف جنيه في أول التسعينات من القرن الماضي لتكريم أصحاب الدراسات والأبحاث القرآنية المتميز في مجال الإعجاز في القرآن الكريم (العلمي والتشريعي واللغوي ضمن مسابقة الشعراوي للدراسات الإسلامية حول الإعجاز في القرآن الكريم برعاية الأزهر الشريف (مجمع البحوث الإسلامية )،رحم الله الشعراوي جزاء ما قدم لخدمة القرآن الكريم

وقد نشرت صحيفة اللواء مؤخرًا آراء علماء الأزهر في الشيخ الشعراوي وفي خواطره وترجمته للإنجليزية كالدكتور أحمد عمر هاشم ،والشيخ علي جمعة :

* الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء يقول :

الشيخ الشعراوي أحد أئمة الإسلام المجددين للتفسير في هذا العصر؛ ويقول الدكتور علي جمعة، أن مشروع ترجمة خواطر الشيخ الشعراوي بدأ منذ 17 عاما، ومرحلة الترجمة استمرت سبع سنوات، ومرحلة المراجعة استمرت عشر سنوات، وتتضمن الترجمة 27 مجلدا مطبوعا ورقميا على موقع وتطبيقات إلكترونية تتيح الخواطر باللغتين العربية والإنجليزية، ويرى أن ترجمة خواطر الشيخ الشعراوي تؤدي إلى نشر مفاهيم وتعاليم الدين الإسلامي الوسطي ووصول هذا العلم إلى المسلمين غير الناطقين بالعربية أو الباحثين في المجالات الإسلامية، حيث إن المشروع بأكمله وقف خيري وموقعه وتطبيقاته الإلكترونية مجانية ومتاحة للجميع.

*دراسات حول جهود الشعراوي في التفسير:

ومن الجدير ذكره أنه قد أجريت عدة دراسات حول جهود الشعراوي في التفسير منها

* دراسة رولي محسن 2000م:"

منهج الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير القرآن الكريم

وتم التقدم بها عام 2000م جامعة آل البيت، كلية الشريعة، قسم أصول الدين، وقد توصلت لعدة نتائج أبرزها: أن تفسير الشعراوي جاء صالحا للاعتماد عليه والاطلاع منه لأنه جاء بلغة موفقة للعصر الذي نعيش فيه محتويا معظم جوانب التفسيرية التي تناولها من سبقه من المفسرين وذلك بسبب اعتمادهم على تفاسيرهم.

*دراسة التجاني 2004م:

ودراسة:"تفسير الشيخ الشعراوي للقرآن الكريم ومنهجه فيه مع دراسة مقارنه مع المفسرين المعاصرين منها رسالة الدكتوراه المقدمة لجامعة عين شمس كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 2004 والتي تقدم بها الباحث محمد أحمد التجاني علي"

وفيها ذكر التيجاني : أن الشيخ الشعراوي كان موسوعية ثقافية تكشف عنها متابعة تناوله لآي القرآن الكريم حتى عده بعض العلماء المعاصرين من أبرز المجددين في مجال تفسير القرآن الكريم .

كما بين التيجاني أن تفسير الشيخ الشعراوي يمتاز بلغة سهلة عصرية يفهمها متوسطو الثقافة فضلا عن جمهرة المثقفين، وما يتمتع به أيضا من– في معاني آي القرآن الكريم ،بل ألفاظه ،واكتشاف الفروق الدقيقة بين المعاني المتعددة للفظة الواحدة في السياقات القرآنية المتكاثرة.

*دراسة القميحي 2013م :

كتاب:"الشيخ محمد متولي الشعراوي ومنهجه في التفسير" وهو في الأصل ( رسالة دكتوراه )،وهو من تأليف الباحث عثمان احمد عبد الرحيم القميحي، وصدرت طبعته الأولى عام 2013م،وهو يقع في 392صفحة للناشر : دار السلام – مصر

وعن هذا الكتاب يقول الناشر دار السلام – مصر موضحا مكانة الشيخ الشعراوي لدى العلماء والعامة ،ورأي الشعراوي نفسه في خواطره :" يجول بك هذا في فكر الإمام الشيخ الشعراوي، وذلك من خلال التعرف على منهجه في التفسير، وهو العالم الذي جذب إليه أنظار الملايين من علماء المسلمين وعامتهم بما قدمه من تفسير يواكب روح العصر، ويخاطب علماء الأمة وعوامها على السواء، وقد جلَّ قدره بين العلماء الذين تعددت مواهبهم العلمية والإيمانية، حتى إن تفسير القرآن قد بدا على لسانه جديدًا فريدًا، وذلك بأبسط الكلمات، وأرشق الأساليب. يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي موضحًا منهجه في التفسير: « خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيرًا للقرآن، وإنما هي هبات صفائية تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات.. ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر لكان أولى الناس بتفسيره؛ لأنه عليه نزل، وبه انفعل، وله بلغ، وبه علم وعمل، وله ظهرت معجزاته. ولكن رسول الله اكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي " افعل ولا تفعل..». رحم اللَّـه الإمام الشيخ الشعراوي وجعله في الخالدين!!" اللهم آمين

*دراسة الباحث حمدي إبراهيم حسن:

وهي بعنوان: التجديد في الفكر الاسلامي عند الشيخ محمد متولى الشعراوي)، رسالة ماجستير قدمت لجامعة الأزهر، كلية اصول الدين جامعة الازهر بالمنصورة، وحصل بها على درجة الماجستير في الفلسفة الاسلامية (

وقد عرض لهذه الدراسة الأستاذ صبحي مجاهد في مقال له بعنوان قال فيه رسالة ماجستير بجامعة الأزهر: الشيخ الشعراوي أول من قاد التجديد والإصلاح في التعليم الأزهري. وأوضح للناس نظرة الدين الإسلامي ودحض الباطل. ولم يترك قضية إلا وأحاط بها من كل جانب

وقد ذكر الأستاذ صبحي مجاهدأن الدراسة قد توصلت إلى

أن قضية الدفاع عن ثوابت الدين وأصوله عند الشيخ الشعراوي شغله الشاغل فلا يخلو لقاء من لقاءاته، أو مؤلف من مؤلفاته إلا وكان الدفاع عن أصول الدين وثوابته النصيب الأكبر في تفكيره ولقاءاته، فكان يقف بالمرصاد لكل من يريد أن يعمل على هدم ثوابت وأصول الإسلام والإساءة إليه ، وتشويه صورته من المُغرضين ، ولم يستخدم الشيخ البحث العقلي لذات العقل ولكن ليصل بالبحث العقلي إلى ما يشغل الناس من مشاكل ومعضلات ،كما انه لم يجمع في دراسته الواسعة بين الكتاب والسنة وعلومهما فقط، فقد جمع في فكره أهم ما يحتاجه ويتطلبه فهم النص الشرعي وإدراك مغزاه من أهم العلوم الإنسانية كالطب والفلك والرياضيات وعلوم المعاني والبيان، والأدب والشعر والعلوم الاجتماعية، مع الانفتاح على الأوضاع الحاضرة والمتطلبات المعاصرة"..
وذكر الأستاذ صبحي مجاهد أن الدراسة قد توصلت إلى أن الشيخ الشعراوي بين للناس نظرة الدين الإسلامي، وذلك من خلال دحض فضيلته الباطل، وكشف زيغ الفرق الباطلة التي أرادت أن تشوه العقائد الأساسية للإسلام وشريعته السمحاء، فهاجم كل أصحاب البدع وغيرهم من أصحاب المذاهب المنحرفة عن الكتاب والسنة وقد اجتهد كل الاجتهاد برفع وإزالة ما توهم لدى البعض من تناقض سواء كان ذلك التوهم من تناقض بعض آيات القرآن بعضها ببعض، أو ما توهم لدى البعض من تعارض العقل مع النقل ، أو تعارض القرآن مع بعض الحقائق العلمية ، وذلك لإزالة اللبس والغموض برفع ما يتوهم من تعارض واختلاف كما ان الشيخ كان خبيراً ومعاصراً للمعضلات والمشاكل الاجتماعية"

*دراسة الكاتب : عبد الكريم حمو:

دراسة الكاتب : عبد الكريم حمو المعنونة بـ" منهجية الشيخ محمد متولي الشعراوي في التفسير القرآني"والمنشورة عام 2021م مجلة الحضارة الإسلامية Volume 13, Numéro 16, Pages 209-228

دراسة: (أصالة صلاح ذياب) :

وهي رسالة ماجستير بعنوان (الشيخ محمد متولي الشعراوي "رحمه الله"ت 1419 هجرية وآراؤه الكلامية في ضوء كتابه تفسير الشعراوي –سورة آل عمران- جمع و دراسة ) تم التقدم بها لقسم العقيدة والفكر الاسلامي في كلية العلوم الاسلامية بجامعة سامراء بالعراق عام 2022م

دراسة الباحث | عمر رجب محمود علي :

وهي بعنوان "الإلهيــــات في فكــــــــــــر الشــيـــــخ الشـعـــــــراوي" وهي رسالة مقدمة لنيل درجة التخصص "الماجستير"عام 2009م من قسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة

وقد توصلت إلى أن جهود الشيخ الشعراوي في مسائل الاعتقاد لا تقل عن جهوده في التفسير أو اللغة أو البلاغة ، حيث تناول هذه القضية في خواطره ومحاضراته ، وكان سبيله الوضوح التام ، مبتعدا عن تعقيدات الفلاسفة واختلافات المتكلمين ؛ مما أفهم العامة وأذهل الخاصة

وبين أن الشيخ الشعراوي وقد عرض ( قضية الألوهية ) عرضا واضحا لا لبس فيه ولا غموض ، رابطا بين العقيدة والسلوك على نحو فريد جمع فيه بين العمق والدقة إلى جانب الوضوح والبساطة ، مع الملحة والطرفة ، فجاء فكره في مجمله بعث وتجديد للتراث القديم ، وتقويم وتعزيز للفكر الحديث .

لذا حرك القلوب وأقنع العقول، وجدد معاني الإيمان في النفوس.

وقد ذكر الباحث | عمر رجب قول الدكتور محمد رجب البيومي: " تواضع الشيخ حين قرر أن خواطره لا تعني تفسيرا للقرآن مع أنها من صميم التفسير ، واسم المجلدات التي ظهرت هو ( تفسير الشعراوي ) ولعل هذا التواضع مبعثه الاحتراز الشديد أن يكون في خواطره مالا يتفق ومراد الله

دراسة فالح علي فالح جميعان:

الاستنباطات الواردة في تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي: عرض ودراسة وهي رسالة دكتوراه قدمت لجامعة اليرموك، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عام 2015م

وقد تناولت جانب الاستنباط في تفسير الشيخ الشعراوي، وهدفت إلى تتبع استنباطاته في تفسيره ودراستها، واستخراج طريقته في الاستنباط من خلالها.

رحم الله فضيلة الشيخ الشعراوي الذي كان دائما شعاره في الدعوة وفي خواطره :

(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ سورة النحل /)125)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...