د. محمد عباس محمد عرابي - وصف جواد الشعر والخيل العتاق في شعر الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي (نماذج مختارة)

تحدث الشاعر القدير الدكتور عبد الرحمن العشماوي في الكثير من قصائد دواوينه الشعرية عن الجواد والخيل، وتمت الإشارة إلى ذلك في بعض المقالات التي أعددناها حول بعض ما تضمنته قصائد دواوين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي ، و فيما يلي إشارة لبعض مختارات منها نعرضها من خلال محورين على النحو التالي:

***المحور الأول: وصف جواد الشعر:
فقد بين شاعرنا أن جواد شعره له مكانة خاصة فله تُمهد الأرض ،وهو جواد أصيل سرجه حساس ،ولمهارته يثق به القلب والإحساس ،ومن خلاله تذكر الشاعر أيام الطفولة البريئة الجميلة حيث يقول :
جوادشعري يُثير الأرضَ حافره
إذاجرى مهّدتْ من أجله الطُّرُقا
عليه سرجٌ من الإحساسِ وثّقَه
حنينُ قلبي ووجداني به وثِقا
ألاسقى اللهُ أيامَ الطفولةِ في
تلك المغاني التي لاتعرف القلقا
كنا نرى البئرَ بحراً لاحدودَ له
أوأنها كمحيطٍ موجُه اصطفقا
كنا نرى الشِّعبَ بستانَ الحياةِ فما
أصفى السواقي وأحلى اللوزَ والنَّبِقا

***و في قصيدة (شعري)يبين شاعرنا القدير أن (شعره جواد أصيل به يسافر ) حيث يقول :
شعري جوادٌ أصيل ** به إليكم أسافر.
فكم سلكت دروبًا ** مسكونة بالمخاطر
أركضت فيها جوادي ** ميامنا ومياسر
وكم صعدت جبالا ** عن الرؤوس حواسر (1)

***المحور الثاني: وصف الخيل العتاق:
وصف الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي الخيول الأصيلة فبين أن صهيلها كالأناشيد، وأن القواطع تشدو على ركض الخيول الميمون وفيما يلي بيان ذلك
‏ صهيل الخيل كالأناشيد:
بين شاعرنا أن صهيل الخيل كالأناشيد حيث يقول
رأيت (أبا أيوب )ذكرى جليلة **وقلبًا ثمار الصدق فيه يوانعُ
رأيت خيول ٍالفاتحين صهيلها ** أناشيد عزٍّ رددتها المواقع (2)

***القواطع تشدو على ركض الخيول الميمون:
وقد بين شاعرنا أن القواطع تشدو على ركض الخيول الميمون حيث يقول :
رأيت جنود الحق ،والخيل خيلنا ** على ركضها الميمون تشدو القواطع
وللفاتح المقدام ألف حكاية **روتها على مر الزمان الوقائع ُ (3)

***وصف الخيل العتاق :
وصف عبد الرحمن العشماوي الخيل العتاق فبين أنها وسيلة مريحة للتجوال في بلادنا العربية الأصيلة والتي في مقدمتها الحجاز ونجد (مملكة السيادة والريادة )،والبلاد العربية الجميلة حيث الشام والعراق ،وتحدث عن أصالة خيول الشعر حيث يقول :
دعيني أسرجِ الخيلَ العِتاقا
‏وأجعلُها إلى هَدَفي انطلاقا
‏أطوفُ بها مدائن ذكرياتي
‏وأخترق الفَلاةَ بها اختراقا
‏وأجعل في الحجاز لها مَقاماً
‏وفي نجدٍ أمدُّ لها سِياقا
أعلِّمها تجاوز كلِّ سدٍّ
يُواجِهُها وأُكسِبُها السِّباقا
أزورُ بها جبالَ الشَّام صيفاً
وفي وقتِ الربيعِ أرى العِراقا
خيولُ الشِّعرِ تُسمعني صهيلاً
يَزيدُ القلبَ حبَّاً واشتياقا
تلاقَى عند من أهواهُ عقلي
وبوح القلب فاتَّفقا اتِّفاقا
لوانّ السُّحْبَ قد خُلقتْ عطاشاً
لما انفلق التراب ُلها انفلاقا
ولا هشّت لطلعتها الروابي
ولا مدّت لها الأشجارُ ساقا
مجال الخير ميدانٌ فسيحٌ
فيا بُشرى لمن عَرفَ المَساقا
أرى الأمجادَ ترمقني بعينٍ
إليها قلبيَ الولهان تاقا
ولوأني استطعت مددتُ منها
على أحداث أمتنا رِواقا

**تحرك خيول الفتح والفجر طالعُ
وصف شاعرنا تحرك خيول الفتح والفجر طالعُ حيث يقول :
شقيت بها دهرًا ،فلما تحركت ** إليك خيول الفتح والفجر طالعُ
رأيت قناديل الهدى حينما سرى ** إليك بها في عتمة الليل !(4)
***في ليلة الهجرة أسْرج َ الرسول (صلى الله عليه وسلم ) خيل الحقّ في غسقِ الدُّجَى:
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي في قصيدة حداء في موكب الهجرة " أنه في ليلة الهجرة أسْرج َ الرسول (صلى الله عليه وسلم ) خيل الحقّ في غسقِ الدُّجَى،حيث يقول:
وعلى الفراشِ جَناحُ جبريلَ الذي *.*.*.* ألقى إليك الوَحْيَ غضًّا مُزْهِرا
أسْرجتَ خيل الحقّ في غسقِ الدُّجَى *.*.*.* وخَرجتَ والتاريخُ يُبصرُ ما جرى
ومررتَ من بين الرجالِ ؛ كأنّهم *.*.*.* خُشُبٌ ؛ وسلّمتَ الأمانةَ حَيْدَرا
أحثُ التّرابَ على الرّؤوسِ ولا تخفْ *. فَعيونُ مَنْ رصدوا طريقَك لا ترى
هُمُو أتقنوا مكرا ؛ ولكن ما دروا *.*.*.* عن مكر من خلق الوجودَ وقدّرا
يا مقبلًا والمسرجون هَواهُمُوا *.*.*.* يتلفّتون إلى الوراء تذمّرا
أبصرتَ نورَ الحقّ بالقلبِ الذي *.*.*.* أضحى نقيًّا مِنْ هواهُ مطهّرا
غَسَلَتْهُ في الطّسْتِ الكريمِ ملائكٌ *.*.*.* حتى غدا أصفى وأنقى جوهرا . (5)


(1) عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (شعري) ،ص 183
(2) عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن )،ص32
(3) عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن )،ص33
(4) عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن )،ص34
(5) عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" قصيدة " " حداء في موكب الهجرة " ،ص38

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...