نهر الزمن لا يتوقف؛ فالعام الجديد ما هو إلا استمرار للعام الذي سبقه. والكوارث والأخطاء البشرية التي وقعت فيه لن تتلاشى تأثيراتها وارتداداتها على الإنسان والطبيعة، وربما تستمر لسنوات وعقود.
الآن نرى العالم يرسخ تحت أوجاع كثيرة انبثقت خلال السنوات الماضية، ومن المؤكد أنها لن تبقى على حالها أو تنتهي في العام القادم. وربما تتوالد هموم جديدة ينتج عنها أوجاع أخرى شديدة.
فما زال التلوث البشري يضرب بأطنابه على بقاع الأرض بفضل زيادة ما تنفثه السيارات والمركبات والمصانع من ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة. وبسبب ما قام به الإنسان من زحف نحو الأرض الخضراء؛ ليشيّد عليها المباني الحجرية المتطاولة، ويزيل الغابات، ويشق الجبال ليقيم بينها الطرق.
هكذا تقلصت الأرض الزراعية، وتقلبت الفصول والمواسم، وتغير المناخ حيث ارتفعت درجات الحرارة، التي نتج عنها - كما يرى خبراء المناخ – الجفاف وقلة المياه، وكثرة الحرائق، وارتفاع مستويات سطح البحر، وشدة الفيضانات والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي.
لقد مر العام الماضي بأحزان وأوجاع كثيرة في أنحاء العالم: فقد شهد النصف الأول منه كوارث طبيعية: فيضانات، وأعاصير، وزلازل بلغت 187 كارثة في 79 دولة، ألحقت الضرر بأكثر من 50 مليون شخص، وتسببت بخسائر أكثر من 40 مليار دولار. عدا عن استمرار كارثة كورونا ومتحوراتها، وعودتها بقوة إلى الصين.
والقاعدة الصحية بأن أي تغير في الطبيعة يتبعه تغير في الإنسان بوصفه جزءًا من الطبيعة، ومع هذا التغير المشوه الذي أحدثه الإنسان في الطبيعة يتشوه الإنسان نفسه بسرعة، فيغدو لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب. فيعمل على تغيير ما لا يحسن تغييره، ويعدل ما لا يجب تعديله. فيعنف في أفعاله، ويشتط في سلوكه، فنرى من يقتل أخاه، ومن يسرق جاره، ومن يعذب أبناءه، ومن يختلق دينًا جديدًا، ويتمرد على الطبيعة الإنسانية. وفي النهاية لا ينجو من الوقوع في سوء أعماله.
لا شك بوجود محاولات ينجح فيها الإنسان بأن يظفر بلحظات يختطفها من فم الزمن؛ ليحس بالسعادة والفرح. منها لحظات نجاح في امتحان، أو سفر في رحلة، أو احتفال بذكرى، أو لقاء حبيب. هي حركات بسيطة تشع في النفس بعض الفرح، ثم يعود الإنسان بعدها إلى واقع حياته، إلى أنانيته وجشعه وحقده، وطغيانه على الفقراء والمساكين، وقمعه حرية الرأي، وعدم احترام حقوق الناس. إنه واقع بائس يضيق بالمحن.
لعل من مسؤولية الإنسان أن يكف عن التغيير العشوائي في الطبيعة، وأن ينظر إلى حياته على ضوء من حوله؛ فلا يخرج عن قوانينها، فيستفيد منها بقدر ما يحفظ عيشته، ويحافظ على وجوده، فلا يهدم جبلًا، ولا يردم قناة، أو نهرًا، أو يزيل غابة، أو يقتل حيوانًا، أو يلوث بيئة. كما عليه ألا يغير في جسده وعقله، وما استقرت عليه طبيعته الإنسانية وغريزته.
إن معظمنا يرغب في العيش بهدوء وراحة بال، ولكنا لا نستطيع تحقيق ذلك إلا بالحب، حب الطبيعة، حب الحياة، حب الآخرين، حب القناعة والقبول بما منحنا الله من رزق، وبما نحن عليه من خلقة. آن للكره أن يتوقف وللحروب أن تنتهي. بعودة الإنسان إلى عقله، وكف شروره وتعصبه، وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وتقبل التعدد الذي هو سنة الله في خلقه، والتعايش مع الآخر؛ فالأرص لنا جميعًا، والله خلقنا من نفس واحدة.
نقول: إن العام الجديد يحمل أوجاعًا كثيرة بعضها تحدر من العام الماضي، وبعضها كليل امرئ القيس يرخي سدوله في مطلع العام. ورغم ذلك لا نتخلى عن الأمل في التغلب على الأوجاع، أو على الأقل تخفيفها من خلال إعادة النظر في توجهاتنا، وممارساتنا الحالية، واحترام قيم الحياة الإنسانية، كما نصت عليها الشرائع السماوية، وتعاليم الأنبياء والصالحين، وكل من وقف في وجه الظلم والطغيان والفساد، وحارب التفاهة وانحدار القيم والأخلاق.
بهذه الروح نستقبل العام الجديد.
الآن نرى العالم يرسخ تحت أوجاع كثيرة انبثقت خلال السنوات الماضية، ومن المؤكد أنها لن تبقى على حالها أو تنتهي في العام القادم. وربما تتوالد هموم جديدة ينتج عنها أوجاع أخرى شديدة.
فما زال التلوث البشري يضرب بأطنابه على بقاع الأرض بفضل زيادة ما تنفثه السيارات والمركبات والمصانع من ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة. وبسبب ما قام به الإنسان من زحف نحو الأرض الخضراء؛ ليشيّد عليها المباني الحجرية المتطاولة، ويزيل الغابات، ويشق الجبال ليقيم بينها الطرق.
هكذا تقلصت الأرض الزراعية، وتقلبت الفصول والمواسم، وتغير المناخ حيث ارتفعت درجات الحرارة، التي نتج عنها - كما يرى خبراء المناخ – الجفاف وقلة المياه، وكثرة الحرائق، وارتفاع مستويات سطح البحر، وشدة الفيضانات والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي.
لقد مر العام الماضي بأحزان وأوجاع كثيرة في أنحاء العالم: فقد شهد النصف الأول منه كوارث طبيعية: فيضانات، وأعاصير، وزلازل بلغت 187 كارثة في 79 دولة، ألحقت الضرر بأكثر من 50 مليون شخص، وتسببت بخسائر أكثر من 40 مليار دولار. عدا عن استمرار كارثة كورونا ومتحوراتها، وعودتها بقوة إلى الصين.
والقاعدة الصحية بأن أي تغير في الطبيعة يتبعه تغير في الإنسان بوصفه جزءًا من الطبيعة، ومع هذا التغير المشوه الذي أحدثه الإنسان في الطبيعة يتشوه الإنسان نفسه بسرعة، فيغدو لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب. فيعمل على تغيير ما لا يحسن تغييره، ويعدل ما لا يجب تعديله. فيعنف في أفعاله، ويشتط في سلوكه، فنرى من يقتل أخاه، ومن يسرق جاره، ومن يعذب أبناءه، ومن يختلق دينًا جديدًا، ويتمرد على الطبيعة الإنسانية. وفي النهاية لا ينجو من الوقوع في سوء أعماله.
لا شك بوجود محاولات ينجح فيها الإنسان بأن يظفر بلحظات يختطفها من فم الزمن؛ ليحس بالسعادة والفرح. منها لحظات نجاح في امتحان، أو سفر في رحلة، أو احتفال بذكرى، أو لقاء حبيب. هي حركات بسيطة تشع في النفس بعض الفرح، ثم يعود الإنسان بعدها إلى واقع حياته، إلى أنانيته وجشعه وحقده، وطغيانه على الفقراء والمساكين، وقمعه حرية الرأي، وعدم احترام حقوق الناس. إنه واقع بائس يضيق بالمحن.
لعل من مسؤولية الإنسان أن يكف عن التغيير العشوائي في الطبيعة، وأن ينظر إلى حياته على ضوء من حوله؛ فلا يخرج عن قوانينها، فيستفيد منها بقدر ما يحفظ عيشته، ويحافظ على وجوده، فلا يهدم جبلًا، ولا يردم قناة، أو نهرًا، أو يزيل غابة، أو يقتل حيوانًا، أو يلوث بيئة. كما عليه ألا يغير في جسده وعقله، وما استقرت عليه طبيعته الإنسانية وغريزته.
إن معظمنا يرغب في العيش بهدوء وراحة بال، ولكنا لا نستطيع تحقيق ذلك إلا بالحب، حب الطبيعة، حب الحياة، حب الآخرين، حب القناعة والقبول بما منحنا الله من رزق، وبما نحن عليه من خلقة. آن للكره أن يتوقف وللحروب أن تنتهي. بعودة الإنسان إلى عقله، وكف شروره وتعصبه، وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وتقبل التعدد الذي هو سنة الله في خلقه، والتعايش مع الآخر؛ فالأرص لنا جميعًا، والله خلقنا من نفس واحدة.
نقول: إن العام الجديد يحمل أوجاعًا كثيرة بعضها تحدر من العام الماضي، وبعضها كليل امرئ القيس يرخي سدوله في مطلع العام. ورغم ذلك لا نتخلى عن الأمل في التغلب على الأوجاع، أو على الأقل تخفيفها من خلال إعادة النظر في توجهاتنا، وممارساتنا الحالية، واحترام قيم الحياة الإنسانية، كما نصت عليها الشرائع السماوية، وتعاليم الأنبياء والصالحين، وكل من وقف في وجه الظلم والطغيان والفساد، وحارب التفاهة وانحدار القيم والأخلاق.
بهذه الروح نستقبل العام الجديد.