أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور.. حكمة (أبو المخشي)!!

1- اللؤلؤة : حكمة (أبو المخشي) !!
" قال الشاعر الأندلسي (المغمور) المدعو: أبو المخشي ، من قصيدته هذا البيت:
وكأن الناعم المسرور لم .. يك مسروراً إذا لاقى الردى
2- المحــارة :
- سأصرف النظر عن اختلاف محدود في صيغة البيت : (لاح الردى – أو : لاقى الردى) فقد تلقيت هذه القصيدة (سماعاً) من أستاذي الدكتور "أحمد هيكل" – رحمه الله – حين كان يدرس لدفعتي في دار العلوم مادة "الأدب الأندلسي" بالفرقة الثالثة عام (1959) ، ولا أزال أستعيدها في خاطري بصوته – رضي الله عنه .
- اجتذبني هذا البيت بدلالته القاطعة (سيكولوجياً) في نسيان النفس لكل الملذات الفائتة إذا ما واجهت تجربة قاسية .
- أحياناً : أحاول تطبيق هذا المعنى على (الراحلين) من الأهل والمعارف !! فهل ما لاقوه – بعد الرحيل – أنساهم ما كانوا يعيشونه من تجارب، على اختلافها ؟!
- هل استراح الراحلون ، أم واجهوا نقيض ما كانوا يعيشون ؟
- وهل نُغبَط نحن الأحياء بأننا بقينا من بعدهم نشاهد ما لم يشاهدوه ؟ أم أنهم هم الذين استراحوا بمبارحة ما كانوا يعيشون ؟
- شاعرنا الفيلسوف (المعري) عبر عن جانب من هذا المعنى في قوله :
ضَجْعَةُ الْمَوْتِ رَقْدَةٌ يَسْتَرِيحُ الْـ .. ـجِسْمُ فِيهَا وَالْعَيْشُ مِثْلُ السُّهَادِ
- وأحسب أن فيلسوف المعرة كان يصدر عن تجربته الخاصة ، فهو الذي جعل من حياته سهاداً قلقاً، ومعاناة مستمرة، أما وأن (حسابه على الله) وحسابنا كذلك ، فإننا لا نستطيع أن نجزم بأنه استراح في رقدته، أو أنه لا يزال يعيش سهاداً أشد معاناة، على طريقة "أبو المخشي" !!
- والمعنى المستمر في استخلاص تجربة بيت "أبو المخشي": هل كان رحيل أصحاب السلطان والهيلمان والجبروت (في الدنيا) أوصلهم (في الآخرة) إلى النقيض ؟! أم أننا – نحن الذين لا نزال نعاني تجربة الحياة الدنيا – المعرضون لهذا الانقلاب الذي عبر عنه الشاعر الأندلسي (الرائع) المغمور ؟!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من قصيدة الشاعر الأندلسي "ابو المخشي"، تنظر قصيدته الكاملة، ومطلعها: خضعت أم بناتي للعدا ..... في كتاب "الأدب الأندلسي" للدكتور أحمد هيكل .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...