رايفين فرجاني - علم إجتماع الأسرة

العائلة: مقدمة قصيرة جدا

علم إجتماع الأسرة,هو جانب أساسي من علم الإجتماع معني بموضوعة رئيسية

هي

الأسرة.

وما يرتبط بها من مواضيع تكوين الأسرة,والعلاقات بين أفرادها,بما في ذلك النشأة, والتربية,والعواطف الأسرية,وتحديد صلة القرابة,وتوسيع العائلة,والحفاظ على بقاء العائلة. وهذا في حد ذاته,يدخل في واحدة من أكثر المواضيع المهملة,والتي تشغل من الأهمية ما يوازي دراسات الأسرة؛وهو علم الإقتصاد المنزلي. وهو علم مرتبط بمواضيع أخرى مثل المأكل والملبس والمسكن. أي الضروريات الأساسية للحفاظ على بقاء الفرد. هذا غير كونه فرع يتشارك فيه علم الإقتصاد مع علم الإجتماع. إن (المنزل) يعد وحدة إدارية وإقتصادية وأسرية في آن. أيضا الأسرة,أو العائلة,تدخل بوصفها بنية هام في علم العرقيات,واحد من أهم علوم الإنسانيات.

الأسرة هي جماعة بشرية مكونة من أفراد (بدءا من فردين وأكثر) تجمعهم صلات القرابة.

وهي بذلك تشكل نصف أنواع المجتمعات كلها لأن القرابة صلة قوية جدا,تجمع بين الجماعات الأكبر حجما؛العائلة,العشيرة,القبيلة,العرق.

النصف الثاني من العلاقات,هي الجماعة,التي تربط أفرادها صلات (المصلحة) أو الألفة.

ولهذه دراسة أخرى مستقلة.

صلات القرابة,تتدرج على مستويات,من الأصغر والأقرب,إلى الأكبر والأبعد

1-الأسرة

2-العائلة

3-العشيرة / القبيلة

4-العرق

5-الشعب

ويمكن القول أنه ثلاثة فروع رئيسية كبرى؛العائلة,ثم العشيرة,ثم العرق.

تربط بينهم صلات القرابة.

والقرابة مفهوم مطاط جدا,يمكن إيجازه في التعريف الآتي

القرابة صلة تجمع بين فرد وآخر,بأن قرّب أحدهما أو كليهما للآخر

ويفترض هذا القرب أن يحدث نوع من المطابقة أو المشابهة,بين سلوك الفرد وقريبه

هذه المشابهة أو المقاربة تحدث فقط في إحدى أربع حالات شائعة,نعرضهم من الأقوى إلى الأضعف,مع الأخذ في الإعتبار أولا إمكانية تحديد قرابة فرد لفرد عن فرد آخر,وثانيا مع إعتبار أن القرابة,عادة يقصد بها أيضا ويراد نفس مفهوم (صلة الدم) على النحو الذي نوضحه في الآتي

1-الجينات
الجينات أو المورثات,هي أصغر وحدة تمثل وتحدد صفة عقلية أو جسدية في الكائن الحي. والمورثات يتشارك فيها جميع الكائنات الحية,إلا أن الأقرباء يتشاركون معا المورثات الأكثر شبها فنجد أن الأب يورث صفاته للإبن بالتشارك مع الزوجة (أم إبنه). فمثلا يرث الإبن قامة أبيه الطويلة,وسمرة أمه,وملامح تمزج بين ملامحهما.

ولأن الجينات تجري في الجسد مجرى الدم,يقال أن الإبن من دم أبوه,أو قطعة من جسده أمه. فتعد هذه أقوى صلة قرابة,والتي تجمع بين الأب والإبن,وبين الأبناء معا (لأنهم إخوة من أب واحد أو أم واحدة أو كليهما). وتأتي تباعا خلفها جميع أنواع صلات القرابة الأخرى. فالحفيد لأنه إبن الإبن (هو إمتداد لنسل ودم الجد),ولأن الجد هو السلف,فالأب هو إبن الجد. ولأن الخال والخالة إخوة الأم,والعم والعمة إخوة الأب. ثم أبناء العمومة,وأبناء الخؤولة.

ويأتيك أيضا في نفس المستوى,ومن حالات نادرة جدا,أخو الأخ ولكنه ليس أخاك,وذلك عندما تتزوج أمك من رجل آخر فتنجب منه ولد,والرجل عنده ولد. هذا الولد يصير أخو أخوك ولكنه ليس أخوك,أو أختك,أو الوليد من أبوك الذي تزوج إمرأة أخرى. وعادة قد تنتمي هذه القرابة إلى نوعية قرابات الزواج والنسب.

ثم هناك أبناء أبناء العمومة والخؤولة,وهناك أبناء العمومة والخؤولة للأم والأب,ثم إخوة الجد والجدة (من كل الطرفين جدك وجدتك من أمك,وجدك وجدتك من أبيك),وأبناء عمومتهم وخؤولتهم من الجد الأكبر.

ويمكن تتبع هذا النوع من القرابة,ومدها لأقصاها رجوع للخلف مع الصعود لكل جد من كلا الأب والأم (إلا أن الأمر سوف يزداد تعقيدا ويتحول إلى نوع من قرابات النسب ما لم نحدد مسارا ثابتا لنصعد إليه,مثل الأب وأبو الأب (الجد) وجد الأب (أبو أبو الأب) وأبو أبو أبو اللأب,صعودا مستمرا إلى كل الآباء,دون الإلتفات إلى الأمهات,أو العكس). والعكس,يمكن محاولة تتبع الأبناء إلى أبناءهم وأبناء أبنائهم هبوطا للأسفل (أو صعودا للمستقبل) ولكن هذا أيضا سوف يشتت المرء ما لم يختر مسارا ثابتا وإبنا واحدا يتتبع إبنه أو إبنته تباعا للأسفل (وذلك لأن الإبن إن أنجب إثنين,وكل واحد من الأخوين أنجب إثنين,وكل واحد من الأربعة أنجب إثنين,فصاروا ثمانية,وستة عشر,إلى ما لا نهاية من التسلسلات العددية التي تضيف تعقيدا على التتابعات العائلية).

2-الزواج
الزواج هو عملية إجتماعية تقرن بين فرد وآخر وفق إعتراف ديني أو مدني

يتم الإعلان عن هذا الإعتراف عادة بمجموعة من المراسيم أو الطقوس التي تتصف بالشرعية الدينية أو القانونية. وعادة يتم توثيق الزواج برسوم أو وثائق رسمية تحفظ في ذاكرة أو أرشيف الدولة لضمان حقوق كل الطرفين. فعقد القران ربط بينهما (للأبد طالما لم يتم إلغاء العقد المبرم بينهما) بما يوجب حقوق وواجبات لدى كل الطرفين تجاه الآخر. وعقد الزواج مستمر للأبد في بعض الطوائف المسيحية,وحل عقد الزواج مكروه عند بعض الطوائف الإسلامية. وقد أثبتت الديانات رسوخها كأيديولوجيات ومذاهب ناظمة لعقد القران هذا. بعكس المذاهب السياسية التحررية الإلحادية الجديدة في الغرب. فقد أوجدت بدائل ومسميات أخرى للقران بين فرد وآخر,فيما يسمى خليل وخليله. فيما يشبه حشر نمط جديد من العلاقات الإنسانية (يختلف عن الزواج,وعن الصداق,وعن العشاق). بل والأنكح من ذلك هو الخلل الذي أصاب طبيعة الزوج حيث هو تآلف بين فردين من جنسين مختلفين لاستكمال طبيعة الزواج (الطبيعية) كونه عملية حيوية ضرورية لبقاء الجنس البشري,من خلال عملية أساسية هي (الجنس) بمعناه الخارجي (مضاجعة رجل وإمرأة) أو الداخلي (تزاوج بين نواة وبويضة). ومن حقيقة وجود أبناؤهما تتآلف قرابتهما أكثر,ويستمران في الحفاظ على إستمرار عائلة كل منهما. لذا كان من المتعارف عليه أن الزواج بين رجل وامرأة هو الشكل الطبيعي السليم للزواج. أصبح عند الغرب الزواج بين رجل ورجل آخر, أو إمرأة وإمرأة أخرى أمرا مستساغا جدا!.

القرابة بين رجل وإمرأة يفترض أنها تحدث على كافة الأصعدة؛الأخلاقي (كلاهما أو أحدهما يحب الآخر,وملزم تجاهه) والجنسي (يتضاجعا معا) والحيوي (يحفظا وجودهما بتسلسل نسلهما) والقانوني (عبر مواثيق ومراسيم توثق زواجهما وتؤكده). لهذا كانت الزوجة قريبة زوجها,حيث يختلط دمائهما معا بطريقتين؛أثناء العملية الجنسية,ومن خلال إمتزاج دمائهما في إبن (أو أكثر) يجمع بين صفاتهما,ويجمع بينهما.

ولا هو زواج بين رجل وإمرأة يدفعهما إلى ذلك المشاعر الطبيعية التي لا يمكن تكوينها أو تأسيسها إلا من خلال علاقة مع شخص لا يمكن أن يقربك تحت مسمى زوج. أي أن الزوج لا يكون أخا لك ولا أبا ولا حفيدا ولا جدا

وتخرج عن الزواج تسلسلات من القرابة تسمى بقرابة النسب,وهي المستوى الثاني من القرابة,والذي يمكن أفقيا إذا ما افترضنا أن النوع الأول يسير على خط رأسي.

ولأننا لا نعرف تحديدا,إلى أين نوع يمكننا أن ندرج المواطنة / العرقية هل هي إلى العائلة أم إلى النسب,إلا أننا نحسب أنها منتشرة تماما على جميع نقاط الرسم البياني المتخيل. أو ربما تأخذ هي منحنى يمتد جامعا بين النوعين. وربما قرابة (الإنتماء إلى شعب) تستحق تفصيلا في نوع مستقل,لولا أننا نحسب أن بعض الأنواع الفرعية تستحق تفصيلا بدورها مما لا يسعنا المجال لحصره هنا. لذا سوف نأخذ نظرة موجزة,ونقول أن

-العرق

3-التبني
التبني هو نوع من القرابة الاصطناعية التي يفرضها فرد على نفسه تجاه فرد آخر

وهي بذلك تختلف عن صلات الشبه الأخرى,فلا نحن أقرباء بحكم أن نفس الدم يسري فينا, ولا بيننا أبناء يجمعوا دمائنا. ولا هو زواج بين رجل وإمرأة يدفعهما إلى ذلك المشاعر الطبيعية التي لا يمكن تكوينها أو تأسيسها إلا من خلال علاقة مع شخص لا يمكن أن يقربك تحت مسمى زوج. أي أن الإبن المتبني قد يكون غريبا أو قريبا لا يقع تحت نوع القرابة الأولى من الدرجة الأولى والثانية الحميمية (علاقات الأبوة والإخوة والعمومة). مثله مثل الزوج أو الزوجة. والمتبني يكون عادة أبا أو أما يتبنى إبنا أو إبنة. ويلتزم تجاه الإبن المتبني بحقوق إليه تفرض على الإبن بالضرورة واجبات تجاه أبوه الذي تبناه. يحدث هذا التبني عادة من خلال توثيقه بمواثيق رسمية قانونية (مثل استخراج شهادة تبني) أو من خلال المرور على طقوس عُرفية (مثل أن يرضع ولد وبنت من نفس الثدي,فهي أخته ولا تجوز له بحسب الموروث العربي).

ولأن التبني يقتضي بطبيعة الحال,أن ينشأ الإبن المتبني في كنف أبيه,فهو إذن يخرج وفق نوع التربية التي يؤسسه عليه,وعادة يتطبع بطباعة (لأن الطفل يتعلم بالتقليد لا بالتلقين). ولهذا تحدث صلة المشابهة التي لا تصلح القرابة بدونها. وعليه,فهذا يفتح المجال لأنواع عديدة من القرابة,شرعية وقوية. هاك أقواها

-الصداقة

-الجيرة

-المواطنة

4-الجنس
الجنس هو إنتماء مجموعة من الأفراد إلى جماعة من البشر تجمعهم أواصر قربى بعيدة

وتكون محددات القرابة تلك ثلاث رئيسية؛العرق والثقافة واللغة.

أي أن هناك عوامل تتداخل في نشأة شعب أو عرق ما أخرى غير العرقية بمعنى إنتماء الأبناء -بشكل أو بآخر- إلى نفس الجيل من الآباء. خاصة وأن العرقية في حد ذاتها,تتدخل في تحديدها عوامل بيئية تختلط بالعوامل الوراثية,مثل أن سكان المناطق الحارة أكثر سمرة على سبيل المثال من سكان المناطق الباردة.

إلا أن هذا,وإن كان لا يبتعد كثير عن نوعية القرابة / المشابهة التي نعاينها هنا,إلا أنها ليست المقصودة. الجنس أعلاه,يعين البشر بحسب عرقهم / لونهم ما بين أسود وأبيض.

و

الجنس طبقة تصنيفية تميز الكائنات الحية بحسب دورها الجنسي.

في العادة ما بين ذكر وأنثى (هناك كائنات أخرى تتكاثر بشكل لا جنسي لا تقليدي؛الأميبا) أي عند البشر يكون الجنس ما بين رجل وإمرأة (عدا ما يحدث في حالات نادرة جدا هي الخنوثة). ولذلك,يكون قريب الرجل (بالمشابهة الجنسية) هو الرجل. وقريبة المرأة هي المرأة. والله تشعر أنه لهذا السبب لا يصلح الزواج بين رجل ورجل,مثلما لا يصلح الزوج بين أخ وأخيه,أو بين إبن وأبيه (ولنقل أمه أو أخته بحسب بعض أعتى الإنحرافات الجنسية وأكثرها إنتشارا). ومثلما يجري التحريم في التراث العربي والإسلامي للزواج بين فتى وفتاة ألقما نفس الثدي. وبنفس المنطق الإجتماعي الإنساني,نفهم ولو جزئيا أسباب تحريم الإسلام حسب بعض المذاهب للتبني.

ولكن ما يخصنا هنا أن نقول,أنه وبسبب هذه الفروق الواضحة,ولأن الشبه يفرض على المرء علاقة ود وربما حب مع شبيهه,فهذا ربما يؤدي لعلاقة كره واستغلال مع غير شبيهه (خاصة وكأن هذه المشاعر تتغذى بإفتراض أن من لم يشبهننا فليس منا,ومن ليس منا فهو علينا). هذا واحد من الأسباب -وليس السبب الوحيد- لتحامل الأبيض على الأسود. ولتحامل الرجل على المرأة. وإن كانت الأمة السوداء لم تستطع إنتزاع حقها بشكل كبير ومؤثر ومقبول (إلى حد كبير) كما هو معهود اليوم,إلا من خلال تأزر بني الأسود معا,وتشكيلهم لقوة مجابهة ضد القوة الظالمة. فإن المرأة عاجزة عن تحقيق ذلك حتى يومنا هذا.

هذا الموقف الظالم,يشبه ما يحدث تماما للأطفال (صغار السن) ولكبار السن أيضا. وإن كانت هناك دراسات مكثفة للأطفال وللنساء (هناك مدرسة فلسفية كاملة إسمها النسوية) إلا أن الكبار للأسف,لا يحظون في الغرب بهذا التقدير (يتم إلقاءهم في نوع من سلال القمامة إسمها دور رعاية المسنين) فيما يشبه النزعة البدائية القديمة للتخلص من الكبار (في مجتمع أكثر وحشية بما لا يختلف عما يحدث في المجتمع الغربي الآن). ومع ذلك,فإن الكبار,وبحكم أنهم كبار,فلهم عقل ناضج (بغض النظر عن أي أمراض عقلية قد تصيبهم بحكم أعمارهم). أما الأطفال,فهم أطفال,بعقول لم تنضج بعد,لذا يلزمهم المزيد من دراسات الطفولة -نخصص لها مقالة تمهيدية- التي تستوفي النظر في كافة البحوث الصحية والتربوية والقانونية والإجتماعية والأسرية والتعليمية وخلافه. هذا أيضا نحتاجه مع كبار السن,إلا أن الكبار,لا زال العديد منهم مهيمنين في كل من المجتمع الغربي والشرقي بحكم التملك الرأسمالي,أو بحكم عادات تقدير الكبار كما عندنا نحن العرب. أما النساء,فقد استبدلت حقوقهم بمجرد مجموعة من الأدوار الزائفة, التي لم توقف عمليات الإبادة العرقية التي تحدث ضد عرق النساء في العديد من المناطق حول العالم. فيظل التعنيف الأسري للأطفال أو الحجر الجبري للمسنين (لا أتحدث هنا عن عمليات القتل والخطف للأطفال ثم المسنين) أهون بمراحل عن الإبادة الممنهجة ضد النساء (بما في ذلك عمليات القتل والخطف والإغتصاب ضدهن). ولا ننسى هنا أن النساء,هن أيضا شريحة متداخلة مع الكبار (بينهن نساء سيدات) ومع الصغار (بينهن نساء فتيات).

هل ذكرنا جميع أنواع القرابة؛سواء الرئيسية منها والفرعية؟

في الواقع .. الإجابة هي لا

هناك نوع أكثر تفردا,وكنت أكثر تحيرا في ذكره,مما جعلني أنساه أو أتناساه

5-الفرد
أقرب فرد إلى المرء هو نفسه,لأننا نعرف أن الإنسان قريب جدا من نفسه,فهذه حقيقة لا يمكن أن ننكرها أولا,ولا يمكننا أن نزايد عليها ثانيا. والموت هو خير شاهد عليها,لأنك حين تموت,لا يموت غيرك,لا يموت أي شخص آخر,هذا موتك,منفصل عن موتي كما أكد فلاسفة الوجودية. هذا شيء لا يمكن لأحد أن يشارك فيه أحد آخر. كذلك الآنية,فمهما حاولت أنا,لن أفهم فهما كاملا,ولو ظللت أحمص الأدلة العلمية قرونا,لن أعرف بشكل يقيني ما الذي يدور داخل نفسك,فلا يمكنني أن أكون داخلك,كما لا يمكنك أنت أن تكون داخلي. لا يمكنني يقينا أن أرى ما تراه عينيك لأتحقق من أننا نرى تماما نفس الصورة (والمصاب بعمى الألوان يشهد على هذا التغير). الدليل الثالث,وهو دليل قاطع أيضا لا يقل حسما عن الدليلين المذكورين,وهو أن الإنسان,بقدر ما هو فرد عددا,فهو الأكثر تفردا كيفا,فلم يكتشف بعد كائن آخر قل شبيهه مثلما كان الإنسان. مهما أجتمعت مجموعة من الصفات مثلا بين حيوان وآخر أو بين إنسان وآخر,فالإنسان دائما يختلف عن أي إنسان آخر.

لكن لماذا يتعلق إنسان بإنسان آخر,يبدوا أن هناك نزعة في الإنسان نحو الإختلاف,وهو المعادل عندي للسمو,ولا يحدث هذا السمو,إلا إذا عثر على شخص آخر. لا يمكن للإنسان أن يتقبل أو يحتمل فقط مجرد نفسه,والله لأموت,وليموت من الملل,والألم,واليأس. لهذا اخترع الإنسان ثلاث قيم للخير هي الطموح والحب والكرامة. فيه الإنسان يقاوم الموت بطموحه,ويؤسس لحريته. وفيه يقاوم إنغلاقه على ذاته بحبه لشخص آخر,ويؤثره على نفسه. وفيه يحافظ على تفرده من خلال كرامته (فالتفرد هو الشيء الآخر المقابل لرغبته بالآخر,هو ذاته,الإثنان وجهان للإختلاف).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...