علي ابوحبله - تشكيل ميليشيا مسلحة للمستوطنين سلاح ذو حدين

اعداد وتقرير علي ابوحبله

بعد الصعود الكبير للفاشية الصهيونية ، فإنّ وزير الأمن الداخلي بن غفير يشرع بتسليح المستوطنين تحت عنوان مواجهة الفلسطينيين وهو في حقيقة الأمر يخفي نوايا خطيرة ومبيته قد تمهد لانفصال المستوطنين عن الكيان الصهيوني والشروع لإقامة مملكة يهودا وال سامره في الضفة الغربية ، وهذا يعيدنا إلى تاريخ نشأة الكيان الصهيوني وإرهاب منظمات الإرهاب الصهيوني عصابات شتيرن والهاجاناه ، فقد صدر دستور منظمة الهاجاناه عام 1924، الذي عرفها بأنها منظمة عسكرية سرية تهدف للدفاع عن اليهود في فلسطين بواسطة الميليشيا الشعبية، وأنها مفتوحة لانضمام كل صهيوني وصهيونية يبلغان من العمر 17 عامًا فما فوق، دون تمييز. وأعلنت الهاجاناه في دستورها مبادئها التي نصت على استمداد قوتها الأساسية من اتصالها الوثيق مع الجماهير، والعمل وفقًا لقيم حركة الاستيطان العاملة، والهجرة السرية، والتمسك بأسس التربية الصهيونية، والإخلاص للمشروع الصهيوني.

شروع بن غفير بتسليح المستوطنين كما أعلن ألجمعه في القدس اثر عملية النبي يعقوب أمر متوقع "، فقد اتفق حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو مع حزب "عوتسما يهوديت" بزعامة ايتمار بن غفير، ذو التوجهات الفاشية في إطار التفاهمات السياسية بين الطرفين للشراكة في الحكومة الإسرائيلية الجديدة على شرعنه 65 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية المحتلة، خلال 60 يومًا من تنصيبها وذلك خلال جلسة المفاوضات الائتلافية التي عقدت بين الجانبين وتوصيل هذه البؤر بالمياه والكهرباء والبنية التحتية الخليوية وتعزيزها بـتدابير أمنية. كما تشمل البنود التي تم التوافق عليها تعديل قانون الانفصال (عن غزة) بهدف شرعنة البؤرة الاستيطانية "حومش" القائمة على أراضي قرية برقه، بما يسمح بتواجد يهودي هناك للدراسة في المعهد الديني التوراتي.

صعود الفاشية في إسرائيل مهد الطريق أمام تشكيل ميليشيات مسلحة تحمل في ثناياها ومضامينها مخاطر تتهدد الوجود الفلسطيني وتمهد لتمرير مشروع المستوطنين ذات الأصول الدينية المتطرفة لإقامة " مملكة يهودا وال سامره " ولا غرابة في الأمر أن هذه المجموعات المسلحة الارهابيه هم على شاكلة أصحاب القمصان البنية في ألمانيا النازية والقمصان السوداء في ايطاليا الفاشية بعد الحرب العالمية الأولى. " «الميليشيا التطوعية للأمن القومي»)، التي يطلق عليها عادة القمصان السوداء، كان في الأصل الجناح شبه العسكري للحزب الوطني الفاشي، والمعروف باسم Squadrismo، وبعد 1923 ميليشيا من جميع المتطوعين في مملكة إيطاليا تحت الحكم الفاشي، مماثلة إلى كتيبة العاصفة في ألمانيا النازية. تميز أعضاؤها بزيهم الأسود (على غرار زي أرديتي، قوات النخبة الإيطالية في الحرب العالمية الأولى) وولائهم لبينيتو موسوليني، gدوتشي (زعيم) الفاشية، الذين أقسموا عليه."

" كان مؤسسو الجماعات شبه العسكرية من المثقفين القوميين وضباط الجيش السابقين وملاك الأراضي الشباب المعارضين لنقابات العمال والفلاحين. أصبحت أساليبهم أكثر قسوة مع نمو قوة موسوليني، واستخدموا العنف والتخويف ضد خصوم موسوليني. في عام 1943، بعد سقوط النظام الفاشي، تم دمج القمصان السوداء في الجيش الإيطالي الملكي وتم حلها."

ان تشكيل هذه المجموعات تحت اسم الامن الوطني لن تقتصر مخاطرها على الفلسطينيين بالقدر الذي تشكله من مخاطر على العلمانيين اليهود أنفسهم ضمن مفهوم تحويل إسرائيل لكيان أصولي ديني متطرف ومتزمت ، وسبق أن دعا "مائير اتينغر" أحد قادة المستوطنين المتطرفين إلى تفعيل خلايا سرية من المستوطنين لردع الفلسطينيين، ومنع استمرار دائرة العمليات في ظل عجز الجيش الإسرائيلي عن وقفها.

هناك مخاوف تسود الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من الخطر المحتمل والمتزايد لمجموعات اليمين المتطرف المسماة "شبان التلال وتدفيع الثمن"، بحسب يديعوت. عن الجهات السياسية الداعمة لتلك المجموعات، أشار التقرير إلى أنها تحصل على دعم وغطاء من أحزاب اليمين المتطرف مثل حزب اليهودية الصهيونية بزعامة "بتسلئيل سموترش" ودعم قانوني من خلال الترافع عن أفرادها في المحاكم من قبل "إيتمار بن جبير". يشار إلى أن هذه المجموعات قد ارتكبت العديد من الاعتداءات والجرائم ضد الفلسطينيين أبرزها إحراق منزل عائلة دوابشة وهم نيام قبل أعوام. المصدر : شهاب

إن هدف بن غفير من الإعلان عن تسليح المستوطنين إضفاء (شرعية) قانونية على ما يقوم به هؤلاء المتطرفين من إرهاب منظم ضد الفلسطينيين وقد تشكل الأعمال العدائية ــ حرجاً لهذا الكيان المؤقت، أو قد تكون محل متابعة قانونية لدى المحافل القانونية في هذا الكيان المؤقت أو خارجه. وفي حقيقة الأمر أن إضفاء شرعيه على تسليح المستوطنين خطر ذو حدين يتهدد أمن واستقرار المنطقة ويتهدد الفلسطينيين كما يتهدد الإسرائيليين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...