تتغير الحياة من حولنا بشكلٍ سريع يفوق تصورنا ويتطلب منا استيعابها واستيعاب نتائجها وافرازات واقعها، وأدركنا أن لكل زمنٍ معطياته وقواعده ولغته ومفرداته التي يتلقفها الأغلبية فيتصارعون حولها ويختلفون عليها لكن بعيداً عن مناقشة جوهرها لتشغلهم القشور والمسميات عن إدراك المعاني، وكثيراً ما نستعين بمصطلحاتٍ وتوصيفات (مستوردة) تبدو في الظاهر عصرية ومنطقية لكنها لا تزيد الناس استنارةً بقدر ما تجعلهم منغمسين في مزيد ٍ من الإنقسام والإلهاء عن مضمون الأفكار، خاصةً وأن حالة الفوضى التي تميز المشهد الحالي على أكثر من صعيد تمثل فرصةً ذهبية للبعض (لتسويق نفسه) وصناعة صورة مزيفة عنه ليستفيد منها كيفما شاء..
ولربما كان الترميز والإلتفاف على المسميات جزءاً من طبيعة مجتمعاتنا الذي نمارسه في أبسط سلوكياتنا، فنلجأ للحديث عن الكثير من المخاوف لا شعورياً بصيغة المبني للمجهول، ونصف الأمراض والأشباح والحب والحروب بنفس الأسلوب ربما لأننا لم نعتد أن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية واعتدنا على ترديد ما تتناقله وسائل الإعلام دون أن نحلله فغيّر ذلك من (لغة) الحوار بين الناس حتى أصبحت أغلب الآراء نسخاً من بعضها البعض وأحياناً بشكلٍ غير منطقي لا يتسق مع التباين والإختلاف بينهم في الصفات والثقافة وكأن الكثيرين فقدوا هويتهم وقدرتهم على التفكير بشكلٍ مستقل، فنحن كشعوب نتمنى ونسعى دوماً للتقريب فيما بيننا ولما يجعل ثقافاتنا المتنوعة في حالة انسجام وتناغم يثبت أن تعدد الأصوات والألوان والحالات هو ثراء، ولكن ذلك لا يعني أن يفقد البعض خصائصه تأثراً بموجة سائدة قد تنحسر في أي وقت لاحق..
ولذلك نادراً ما نسمع أو نقرأ عن من يناقش الأفكار لا الأحداث التي هي نتيجة لفكرةٍ ما أياً كانت، فيقيمها بحسب تأثيرها على المجتمع سلباً أم إيجاباً دون الإنسياق لصراعات لا معنى لها على النتائج فيما المشكلة تنبع من الفكرة أصلاً، وهو ما يجعل الناس دوماً في حالة من الإصطفاف والغليان بين مؤيد ومعارض دون أن نتوقف لبرهة ونتسائل عن سبب استمرار إخفاقاتنا، فمن الأجدر بنا قبل أن اتخاذ موقفٍ ما من أي قضية أن ندرك أن أغلب الصراعات الحالية هي صراعات أفكار لا صراعات ثقافات وأديان وطبقات ولغات وأن الفكر والمصلحة قد تجمع أشخاصاً أو فئات من خلفيات متناقضة..
فلو أخذنا الكيان الصهيوني الغاصب كمثال والذي يقدم نفسه على أنه موطن ليهود العالم سنجد أن مؤسس فكره ثيودور هرتزل كاتب ملحد من أصل يهودي كتب عدداً من الأعمال المسرحية بين الكوميدية والرومانسية وقام بإستغلال الديانة اليهودية لتكون واجهةً للفكر الصهيوني الإستعماري وحولها من ديانة إلى فلسفة عرق يؤمن بأفضليته وتفوقه رغم أنه لم يكن مؤمناً به، وهو ما يوضح أن الصهيونية فكر لا علاقة له بالدين بدءاً من مؤسسه والذي انشغل كثر بمناقشة ممارساته ونتائجه دون العودة إلى جذوره التي تفسر ببساطة كل ما نراه على أرض الواقع، وهو ما يمتد ليشمل مختلف المواضيع الجدلية التي تنقسم حولها الآراء ووجهات النظر، وهو ما يستوجب أن نكون أكثر وعياً كي لا ننجر إلى صراعات وخلافات تزيدنا انقساماً خاصةً وأن الكثير منها يتم إثارته بشكل متعمد ولأفكار تخلو من القيمة والمعنى والذوق والخلق والجمال..
خالد جهاد..
ولربما كان الترميز والإلتفاف على المسميات جزءاً من طبيعة مجتمعاتنا الذي نمارسه في أبسط سلوكياتنا، فنلجأ للحديث عن الكثير من المخاوف لا شعورياً بصيغة المبني للمجهول، ونصف الأمراض والأشباح والحب والحروب بنفس الأسلوب ربما لأننا لم نعتد أن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية واعتدنا على ترديد ما تتناقله وسائل الإعلام دون أن نحلله فغيّر ذلك من (لغة) الحوار بين الناس حتى أصبحت أغلب الآراء نسخاً من بعضها البعض وأحياناً بشكلٍ غير منطقي لا يتسق مع التباين والإختلاف بينهم في الصفات والثقافة وكأن الكثيرين فقدوا هويتهم وقدرتهم على التفكير بشكلٍ مستقل، فنحن كشعوب نتمنى ونسعى دوماً للتقريب فيما بيننا ولما يجعل ثقافاتنا المتنوعة في حالة انسجام وتناغم يثبت أن تعدد الأصوات والألوان والحالات هو ثراء، ولكن ذلك لا يعني أن يفقد البعض خصائصه تأثراً بموجة سائدة قد تنحسر في أي وقت لاحق..
ولذلك نادراً ما نسمع أو نقرأ عن من يناقش الأفكار لا الأحداث التي هي نتيجة لفكرةٍ ما أياً كانت، فيقيمها بحسب تأثيرها على المجتمع سلباً أم إيجاباً دون الإنسياق لصراعات لا معنى لها على النتائج فيما المشكلة تنبع من الفكرة أصلاً، وهو ما يجعل الناس دوماً في حالة من الإصطفاف والغليان بين مؤيد ومعارض دون أن نتوقف لبرهة ونتسائل عن سبب استمرار إخفاقاتنا، فمن الأجدر بنا قبل أن اتخاذ موقفٍ ما من أي قضية أن ندرك أن أغلب الصراعات الحالية هي صراعات أفكار لا صراعات ثقافات وأديان وطبقات ولغات وأن الفكر والمصلحة قد تجمع أشخاصاً أو فئات من خلفيات متناقضة..
فلو أخذنا الكيان الصهيوني الغاصب كمثال والذي يقدم نفسه على أنه موطن ليهود العالم سنجد أن مؤسس فكره ثيودور هرتزل كاتب ملحد من أصل يهودي كتب عدداً من الأعمال المسرحية بين الكوميدية والرومانسية وقام بإستغلال الديانة اليهودية لتكون واجهةً للفكر الصهيوني الإستعماري وحولها من ديانة إلى فلسفة عرق يؤمن بأفضليته وتفوقه رغم أنه لم يكن مؤمناً به، وهو ما يوضح أن الصهيونية فكر لا علاقة له بالدين بدءاً من مؤسسه والذي انشغل كثر بمناقشة ممارساته ونتائجه دون العودة إلى جذوره التي تفسر ببساطة كل ما نراه على أرض الواقع، وهو ما يمتد ليشمل مختلف المواضيع الجدلية التي تنقسم حولها الآراء ووجهات النظر، وهو ما يستوجب أن نكون أكثر وعياً كي لا ننجر إلى صراعات وخلافات تزيدنا انقساماً خاصةً وأن الكثير منها يتم إثارته بشكل متعمد ولأفكار تخلو من القيمة والمعنى والذوق والخلق والجمال..
خالد جهاد..