بداية أحب أن أؤكد بأن هذا المقال ليس مقارنة بين الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والرئيس الارتري اسياس افورقي. المقال يحاول تسليط الضوء على سياسة الولايات المتحدة تجاه الرئيسين على ضوء أفكار التغيير، وفكرة تغيير الأنظمة السياسية والأشخاص أو بالأخص فكرة إحداث تغيير سياسي في ارتريا بدعم من الولايات المتحدة الامريكية.
منطلق هذه الكتابة هو ايماني الراسخ، والذي عبرت عنه أكثر من مرة كتابة وحديثا، بعدم جدوى إحداث تغيير سياسي في ارتريا اعتمادا على القوى الخارجية سواء كانت هذه القوى دولية أو إقليمية، بسبب أن شركاء التغيير سيطالبون بنصيبهم في ثمرات التغيير وقد تصل هذه المطالب إلى حد "التبعية" الكاملة. وبما أن الموارد السياسية دوما ما تكون مواردا تنازعية، فإن احتمال الصراع بين شركاء التغيير تفتح الباب للندم على حدوثه من الأساس.
حاولت الولايات المتحدة قتل هوغو شافيز وتغيير نظام حكمه وحاولت كذلك نفس الشيء مع خلفه مادورو لدرجة أنها اعترفت بحكومة معارضة له وهي حكومة خوان غوايدو، ليس ذلك فحسب بل سمحت لها، أي للحكومة المناوئة، بالحصول على موارد شركة البترول الفنزويلية، وفنزويلا أكبر مصدر للنفط في أمريكا اللاتينية.
اليوم هناك شبه اجماع بأن الولايات المتحدة لم تستطع اسقاط الرجل، نظرا لتغير الإدارة في واشنطن من ناحية ونظرا كذلك "لتغير الأولويات" في واشنطن. ففي مارس الماضي قام وفد من إدارة بايدن بزيارة كاراكاس والتقى بالرئيس مادورو ولم يقابل قائد المعارضة ورئيس الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة خوان غوايدو. وهذا تغيير في السياسيات كبير. غوايدو أدرك طبيعة التغيرات في واشنطن وحل حكومته المعارضة، وبقى مادورو سيد المسرح الوحيد. تابعت صحيفة الشرق الأوسط ملف أعدته وكالة الانباء الفرنسية عن سياسة أمريكا عن فنزويلا وفيه يقول مبعوث أمريكا إلى فنزويلا الدبلوماسي اليوت ابرامز بان إدارة بايدن "تخلت" عن فكرة اسقاط مادورو المدعوم من كوبا والصين وروسيا بسبب تغير الأولويات وبسبب الحرب في أوكرانيا وفوز اليسار الحليف له البرازيل وكولومبيا.
بالانتقال إلى ارتريا تطرأ أسئلة (يحاول افورقي تصوير اسقاط نظامه كهدف استراتيجي للولايات المتحدة) لكن هل الأمر كذلك، حقا؟ بالطبع هذا يقود إلى سؤال آخر: هل يشكل افورقي خطرا على مصالح الولايات المتحدة حتى تضع تغييره على رأس أجندتها؟ قد تختلف الإجابات حسب كل رؤية كل شخص، وإن كنت شخصيا أميل إلى الاعتقاد بأنه يمثل وضعا "مريحا" لامريكا بالنظر إلى تهديدات جدية أخرى لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة. كل الإدارات المتعاقبة على واشنطن، خاصة الديمقراطية منها والتي جاهرت بعدائها لأفورقي، لم تضع اسقاط نظامه على رأس أولوياتها، على عكس ما يدعي هو.
ولو افترضنا أن تصور افورقي عن نوايا أمريكا ضده سليما، فإن التغيرات التي تطرأ على العالم تجعل أمريكا في شغل شاغل عنه. وهذا يجب أن يكون كالماء البارد على نار الأمل في نفوس الذين يحلمون بالتغيير في ارتريا على يد الولايات المتحدة أو حلفائها الإقليميين. فنزويلا ليست ارتريا ويكفي أن كارتيل البترول الأمريكي يرسم سياسة الولايات المتحدة تجاهها وهذا عامل آخر يجب أن يوضع في الاعتبار.
بناء على ما سبق فعلى طلاب التغيير في ارتريا أن يدركوا أنه ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع "تغييرك".
منطلق هذه الكتابة هو ايماني الراسخ، والذي عبرت عنه أكثر من مرة كتابة وحديثا، بعدم جدوى إحداث تغيير سياسي في ارتريا اعتمادا على القوى الخارجية سواء كانت هذه القوى دولية أو إقليمية، بسبب أن شركاء التغيير سيطالبون بنصيبهم في ثمرات التغيير وقد تصل هذه المطالب إلى حد "التبعية" الكاملة. وبما أن الموارد السياسية دوما ما تكون مواردا تنازعية، فإن احتمال الصراع بين شركاء التغيير تفتح الباب للندم على حدوثه من الأساس.
حاولت الولايات المتحدة قتل هوغو شافيز وتغيير نظام حكمه وحاولت كذلك نفس الشيء مع خلفه مادورو لدرجة أنها اعترفت بحكومة معارضة له وهي حكومة خوان غوايدو، ليس ذلك فحسب بل سمحت لها، أي للحكومة المناوئة، بالحصول على موارد شركة البترول الفنزويلية، وفنزويلا أكبر مصدر للنفط في أمريكا اللاتينية.
اليوم هناك شبه اجماع بأن الولايات المتحدة لم تستطع اسقاط الرجل، نظرا لتغير الإدارة في واشنطن من ناحية ونظرا كذلك "لتغير الأولويات" في واشنطن. ففي مارس الماضي قام وفد من إدارة بايدن بزيارة كاراكاس والتقى بالرئيس مادورو ولم يقابل قائد المعارضة ورئيس الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة خوان غوايدو. وهذا تغيير في السياسيات كبير. غوايدو أدرك طبيعة التغيرات في واشنطن وحل حكومته المعارضة، وبقى مادورو سيد المسرح الوحيد. تابعت صحيفة الشرق الأوسط ملف أعدته وكالة الانباء الفرنسية عن سياسة أمريكا عن فنزويلا وفيه يقول مبعوث أمريكا إلى فنزويلا الدبلوماسي اليوت ابرامز بان إدارة بايدن "تخلت" عن فكرة اسقاط مادورو المدعوم من كوبا والصين وروسيا بسبب تغير الأولويات وبسبب الحرب في أوكرانيا وفوز اليسار الحليف له البرازيل وكولومبيا.
بالانتقال إلى ارتريا تطرأ أسئلة (يحاول افورقي تصوير اسقاط نظامه كهدف استراتيجي للولايات المتحدة) لكن هل الأمر كذلك، حقا؟ بالطبع هذا يقود إلى سؤال آخر: هل يشكل افورقي خطرا على مصالح الولايات المتحدة حتى تضع تغييره على رأس أجندتها؟ قد تختلف الإجابات حسب كل رؤية كل شخص، وإن كنت شخصيا أميل إلى الاعتقاد بأنه يمثل وضعا "مريحا" لامريكا بالنظر إلى تهديدات جدية أخرى لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة. كل الإدارات المتعاقبة على واشنطن، خاصة الديمقراطية منها والتي جاهرت بعدائها لأفورقي، لم تضع اسقاط نظامه على رأس أولوياتها، على عكس ما يدعي هو.
ولو افترضنا أن تصور افورقي عن نوايا أمريكا ضده سليما، فإن التغيرات التي تطرأ على العالم تجعل أمريكا في شغل شاغل عنه. وهذا يجب أن يكون كالماء البارد على نار الأمل في نفوس الذين يحلمون بالتغيير في ارتريا على يد الولايات المتحدة أو حلفائها الإقليميين. فنزويلا ليست ارتريا ويكفي أن كارتيل البترول الأمريكي يرسم سياسة الولايات المتحدة تجاهها وهذا عامل آخر يجب أن يوضع في الاعتبار.
بناء على ما سبق فعلى طلاب التغيير في ارتريا أن يدركوا أنه ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع "تغييرك".