في فصل الربيع تتفتح الأزهار وتزدان الطبيعة بالحسن والجمال، فرؤية الأزهار بمناظرها البديعة يسعد النفس ويخفف آلامها، ويبدد الأحزان، وقد وصف الشعراء القدامى والمحدثون جمال الطبيعة في شهر الربيع وتحدثوا عن ، وفي هذا المقال نماذج لحديث الشعراء عن الأزهار ،والدراسات التي أجريت حولها من خلال ثلاثة محاور :
المحور الأول : الزهور في شعر بعض الشعراء:
فيما يلي نماذج مختارة للزهور في شعر بعض الشعراء:
يقول الشاعر أبو تمام يقول فيها:
نَزلَتْ مُقَدمَة ُ المَصِيفِ حَمِيدة ً ويدُ الشتاءِ جديدة ُ لا تكفرُ
لولا الذي غرسَ الشتاءُ بكفهِ لاَقَى المَصِيفُ هَشَائِماً لاتُثْمِرُ
ما كانتِ الأيامُ تسلبُ بهجة ً لو أنَّ حسنَ الروضِ كانَ يعمرُ
أولا ترى الأشياءَ إنْ هيَ غيرتْ سَمُجتْ وحُسْنُ الأرْضِ حِينَ تُغَيَّرُ
يا صاحِبَيَّ تَقصَّيا نَظرَيْكُمَا تريا وجوهَ الأرضِ كيفَ تصورُ
تريا نهاراً مشمساً قد شابهُ زهرُ الربا فكأنما هو مقمرُ
دنيا معاشٌ للورى حتى إذا حل الربيعُ فإنّما هيَ منظرُ
أضحتْ تصوغُ بطونها لظهورها نَوْراً تكادُ له القُلوبُ تُنَورُ
مِن كل زَاهِرَة ٍ تَرقْرَقُ بالنَّدَى فكأنها عينٌ عليهِ تحدرُ
يقول أبو نواس :
من حديثي أني مررت بها يوما
وقلبي من الهوى مستطارُ
وبها نرجس ينادي غلامي
قف فقد أدركت لدينا العقارُ
وتغنّى الدرّاج واستمطر اللهو
وجادت بنورها الأزهارُ
فانثنينا إلى رياض عيونٍ
ناظراتٍ ما إن بهنّ احورارُ
ورأى الورد عسكرين من الصور
فنادى فجاءه الجلنارُ
فاستجاشا تفاح لبنان لما
حميت في وطيسها الأوتارُ
يقول الشاعر :
مما روضة من حر نجد تهللت ... عليها سماء ليلة والصبا تسرى
بها ذرق غض النبات وصنوة ... تعاورها الأمطار كفراً على كفر
بأطيب منها نكهة بعد هجمة ... ونشراً ولا وعتاء طيبة النشر
يقول الشاعر الأندلسي ابن الزقاق:
ورياض من الشقائق أضحى
يتهادى فيها نسيمُ الرياح
زرتها والغمام يجلد منها
زهرات ثروق لون الراح
قيل ما ذنبها فقلت مجيباً
سرقت حمرة الخدود الملاح!
يقول كشاجم عن الشَّقائق :
أما الظَّلامُ فقد رقَّت غــلائلـــــــهُ والصُّبحُ حين بدا بالنُّورِ يختالُ
فانظرْ بعينك أغصانَ الشَّقائق في فُروعها زهرٌ في الحُسن أمثالُ
من كلِّ مشرقةِ الألوانِ ناضـــرةٍ لها على الغُصن إيقادٌ وإشعالُ
حمراءَ من صبغةِ الباري بقُدرته مصقولةٍ لم ينلْها قطّ صقَّــــالُ
كأنَّها وجناتٌ أربعٌ جُمـــــــعتْ وكلُّ واحدةٍ في صحنِها خـــالُ
المحور الثاني: بعض الدراسات التي أجريت حول الأزهار في الشعر العربي:
من أبرز الدراسات التي أجريت حول الأزهار في الشعر العربي:
ﻭﺻﻒ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﱴ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ، وصف الازهار في شعر ابن وکيع التنيسي، وصف الازهار في الشعر الأندلسي ، وصف الأزهار في شعر ابن الأبار البلنسي مهاد نظري و نماذج تطبيقية، وصف الأزهار في الشعر العربي ، الزهريات في شعر القرنين الثالث والرابع للهجرة (دراسة فنية)للباحثة /رئاب عبد الصاحب خفي،الربيع ودوره في الأدب العباسي لرحمان خليفة بشار
المحور الثالث والرئيس: الأزهار في قصائد ديوان (جولة في عربات الحزن) للدكتور عبد الرحمن العشماوي
تناول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي الأزهار في قصائد ديوان (جولة في عربات الحزن) ، حيث تحدث عن: طلب رؤية الأزهار، وانتعاش الأزهار، وزهور الليل مجروحة الأكمام، والحب المتبادل بين السحائب والزهر وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:
طلب الشاعر رؤية الأزهار:
يطلب الشاعر من روضة الشعر أن تدعه يرى الأزهار فيقول في قصيدة (نطفة الفجر ):
دعيني أرى الأزهار يا روضة الشعر ***وهزي إلى قلبي بأغصانك الخُضر (1)
انتعاش الأزهار:
يبين الشاعر في قصيدة (نطفة الفجر)الأثر الذي يحدثه الغيم والمطر من سعادة الأرض وانتعاش الأزهار فيقول :
وأسأل عنك البرق يفتضُّ غيمة ** موطأة الأكناف، موفورة القطر !
يعانقها شوقًا ويُدفئ جسمها ** فتعرقُ والأشواق في القلب كالجمر!
فتبكي إلى أن يضحك الروضُ تحتها **ويُفضي لسانُ الحمد والشكر
وتنتعش الأزهار ،حتى كأنما **سرى في خلاياها من العشق ما يُغري (2)
زهور الليل مجروحة الأكمام:
يبين الشاعر في قصيدة (بذور) أن زهور الليل مجروحة الأكمام فيقول:
فكم طويت سهولا *** شُدَّت إلى الآكام
وكم رأيت زهورا *** مجروحة الأكمام. (3)
الحب المتبادل بين السحائب والزهر:
في قصيدة (نطفة الفجر) يصف الشاعر الحب المتبادل بين السحائب والزهر، حيث يبين أن السحائب مشتاقة عاشقة للزهر فيقول :
سحائب تمضي في اشتياق ولوعة ** فمن ثيب ترجو وصالا ومن بكر
تَحنُّ إلى برق يحرك شوقها **ويجعلها سَكرى اشتهاءً بلا خمرِ
فسجلت الآفاق أروع قصةٍ** من العشق ما بين السحائب والزهر(4)
المراجع :
جهاد فاضل، الأزهار والبساتين في حضارة المسلمين، الأحد 9 ذي القعدة 1431 هـ - 17 اكتوبر 2010م - العدد 15455،صحيفة الرياض
عبد الرحمن العشماوي ، جولة في عربات الحزن ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1423هـ
ِ
(1)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن)، قصيدة (نطفة الفجر )،ص39
(2)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن)، قصيدة (نطفة الفجر )،ص43
(3)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن)، قصيدة (بذور)،ص63
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن)، قصيدة )، قصيدة (نطفة الفجر )ص43-44
المحور الأول : الزهور في شعر بعض الشعراء:
فيما يلي نماذج مختارة للزهور في شعر بعض الشعراء:
يقول الشاعر أبو تمام يقول فيها:
نَزلَتْ مُقَدمَة ُ المَصِيفِ حَمِيدة ً ويدُ الشتاءِ جديدة ُ لا تكفرُ
لولا الذي غرسَ الشتاءُ بكفهِ لاَقَى المَصِيفُ هَشَائِماً لاتُثْمِرُ
ما كانتِ الأيامُ تسلبُ بهجة ً لو أنَّ حسنَ الروضِ كانَ يعمرُ
أولا ترى الأشياءَ إنْ هيَ غيرتْ سَمُجتْ وحُسْنُ الأرْضِ حِينَ تُغَيَّرُ
يا صاحِبَيَّ تَقصَّيا نَظرَيْكُمَا تريا وجوهَ الأرضِ كيفَ تصورُ
تريا نهاراً مشمساً قد شابهُ زهرُ الربا فكأنما هو مقمرُ
دنيا معاشٌ للورى حتى إذا حل الربيعُ فإنّما هيَ منظرُ
أضحتْ تصوغُ بطونها لظهورها نَوْراً تكادُ له القُلوبُ تُنَورُ
مِن كل زَاهِرَة ٍ تَرقْرَقُ بالنَّدَى فكأنها عينٌ عليهِ تحدرُ
يقول أبو نواس :
من حديثي أني مررت بها يوما
وقلبي من الهوى مستطارُ
وبها نرجس ينادي غلامي
قف فقد أدركت لدينا العقارُ
وتغنّى الدرّاج واستمطر اللهو
وجادت بنورها الأزهارُ
فانثنينا إلى رياض عيونٍ
ناظراتٍ ما إن بهنّ احورارُ
ورأى الورد عسكرين من الصور
فنادى فجاءه الجلنارُ
فاستجاشا تفاح لبنان لما
حميت في وطيسها الأوتارُ
يقول الشاعر :
مما روضة من حر نجد تهللت ... عليها سماء ليلة والصبا تسرى
بها ذرق غض النبات وصنوة ... تعاورها الأمطار كفراً على كفر
بأطيب منها نكهة بعد هجمة ... ونشراً ولا وعتاء طيبة النشر
يقول الشاعر الأندلسي ابن الزقاق:
ورياض من الشقائق أضحى
يتهادى فيها نسيمُ الرياح
زرتها والغمام يجلد منها
زهرات ثروق لون الراح
قيل ما ذنبها فقلت مجيباً
سرقت حمرة الخدود الملاح!
يقول كشاجم عن الشَّقائق :
أما الظَّلامُ فقد رقَّت غــلائلـــــــهُ والصُّبحُ حين بدا بالنُّورِ يختالُ
فانظرْ بعينك أغصانَ الشَّقائق في فُروعها زهرٌ في الحُسن أمثالُ
من كلِّ مشرقةِ الألوانِ ناضـــرةٍ لها على الغُصن إيقادٌ وإشعالُ
حمراءَ من صبغةِ الباري بقُدرته مصقولةٍ لم ينلْها قطّ صقَّــــالُ
كأنَّها وجناتٌ أربعٌ جُمـــــــعتْ وكلُّ واحدةٍ في صحنِها خـــالُ
المحور الثاني: بعض الدراسات التي أجريت حول الأزهار في الشعر العربي:
من أبرز الدراسات التي أجريت حول الأزهار في الشعر العربي:
ﻭﺻﻒ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﱴ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ، وصف الازهار في شعر ابن وکيع التنيسي، وصف الازهار في الشعر الأندلسي ، وصف الأزهار في شعر ابن الأبار البلنسي مهاد نظري و نماذج تطبيقية، وصف الأزهار في الشعر العربي ، الزهريات في شعر القرنين الثالث والرابع للهجرة (دراسة فنية)للباحثة /رئاب عبد الصاحب خفي،الربيع ودوره في الأدب العباسي لرحمان خليفة بشار
المحور الثالث والرئيس: الأزهار في قصائد ديوان (جولة في عربات الحزن) للدكتور عبد الرحمن العشماوي
تناول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي الأزهار في قصائد ديوان (جولة في عربات الحزن) ، حيث تحدث عن: طلب رؤية الأزهار، وانتعاش الأزهار، وزهور الليل مجروحة الأكمام، والحب المتبادل بين السحائب والزهر وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:
طلب الشاعر رؤية الأزهار:
يطلب الشاعر من روضة الشعر أن تدعه يرى الأزهار فيقول في قصيدة (نطفة الفجر ):
دعيني أرى الأزهار يا روضة الشعر ***وهزي إلى قلبي بأغصانك الخُضر (1)
انتعاش الأزهار:
يبين الشاعر في قصيدة (نطفة الفجر)الأثر الذي يحدثه الغيم والمطر من سعادة الأرض وانتعاش الأزهار فيقول :
وأسأل عنك البرق يفتضُّ غيمة ** موطأة الأكناف، موفورة القطر !
يعانقها شوقًا ويُدفئ جسمها ** فتعرقُ والأشواق في القلب كالجمر!
فتبكي إلى أن يضحك الروضُ تحتها **ويُفضي لسانُ الحمد والشكر
وتنتعش الأزهار ،حتى كأنما **سرى في خلاياها من العشق ما يُغري (2)
زهور الليل مجروحة الأكمام:
يبين الشاعر في قصيدة (بذور) أن زهور الليل مجروحة الأكمام فيقول:
فكم طويت سهولا *** شُدَّت إلى الآكام
وكم رأيت زهورا *** مجروحة الأكمام. (3)
الحب المتبادل بين السحائب والزهر:
في قصيدة (نطفة الفجر) يصف الشاعر الحب المتبادل بين السحائب والزهر، حيث يبين أن السحائب مشتاقة عاشقة للزهر فيقول :
سحائب تمضي في اشتياق ولوعة ** فمن ثيب ترجو وصالا ومن بكر
تَحنُّ إلى برق يحرك شوقها **ويجعلها سَكرى اشتهاءً بلا خمرِ
فسجلت الآفاق أروع قصةٍ** من العشق ما بين السحائب والزهر(4)
المراجع :
جهاد فاضل، الأزهار والبساتين في حضارة المسلمين، الأحد 9 ذي القعدة 1431 هـ - 17 اكتوبر 2010م - العدد 15455،صحيفة الرياض
عبد الرحمن العشماوي ، جولة في عربات الحزن ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1423هـ
ِ
(1)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن)، قصيدة (نطفة الفجر )،ص39
(2)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن)، قصيدة (نطفة الفجر )،ص43
(3)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن)، قصيدة (بذور)،ص63
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (جولة في عربات الحزن)، قصيدة )، قصيدة (نطفة الفجر )ص43-44