فصل الدين عن الدولة قديم يتجدد في ثياب ملونة فلا تعرف اللون الأصلي من اللون المصطنع
بعد الحرب الأهلية و التي سميت العشرية السوداء و ما خلفته من ضحايا عُدَّتْ بالآلاف ، إثر الصراع الذي دار بين الجبهة افسلامية للإنقاد ( الفيس) عادت الفوضى إلى الساحة الجزائرية من جديد حملت طابعا اقتصاديا بسبب غلاء الأسعار في المواد الغذائية في الفترة ما بين 2011 إلى غاية 2019 التي شهدت الجزائر ثورة جديدة لكنها كانت سلمية سميت بثورة الإبتسامة التي كانت حدثا تاريخيا ضخما عاشها الراي العام المحلي و الدولي ، حدث تعاطفت معه المؤسسة العسكرية التي اعترفت بالحراك الشعبي و لم تخرج عتادها الحربي لتواجه به الجماهير الشعبية
في مثل هذا الشهر من مارس 1989 أعلنت الجبهة الإسلامية للإنقاذ عن تأسيسها الرسمي بعدما فتح الشاذلي بن جديد باب التعددية الحزبية و منح حرية تشكيل الجمعيات ، نشاة الفيس تمت بعمل تنسيقي بين ثلاثة تيارات، السلفي ، الجهادي و تيار الجزأرة ، و شكل الثلاثي عباسي مدني و علي بن حاج و محمد السعيد اللحمة التي تؤسس لدولة إسلامية يقوم دستورها على الشريعة الإسلامية ، متخذين من بيان أول نوفمبر شعارهم، حيث حملوا راية "الله أكبر" و هم يخرجون في مسيرات شعبية سلمية، قبل أن تواجههم الآلة العسكرية و هذا في انتخابات جوان 1990 التي كانت لصالح الإسلاميين و توقيف المسار الإنتخابي
لم يقبل النظام بالهزيمة، و لذا لم يكن هناك اي اتفاق بين النظام و الفيس و هذا لأسباب عديدة و كما يقول الشيخ البشير الإبراهيمي لأن الذين يسكنون الوطن صنفان ، وطن توجد فيه كنيسةحرة و مسجد مستعبد، و هذا ما يؤكد أن الصراع بين النظام و الفيس سببه الإستعمار الذي كان يعمل لضرب الإسلام و طمس الهوية الإسلامية التي كافح من أجلها قادة المقاومات الشعبية بدءًا من الأمير عبد القادر الشيح الحداد و المقراني إلى مجموعة الـ: 22 التي فجرت الثورة الجزئرية ، أراد خلالها رجال مخلصون أن يكملوا المسيرة في الدفاع عن المقومات الإسلامية التي جاءت بها مدرسة محمد (ص)، لكن أطراف تكيد للإسلام أرادت بافكارها أن تشوه صورة الإسلاميين.
ففصل الدين عن الدولة قديم يتجدد في ثياب ملونة فلا تعرف اللون الأصلي من اللون المزيف ، ففي وقت مضى أرادت أطراف و لا تزال الى اليوم، بعدما نظمت نفسها في جمعيات تطالب أن يكون في الدستور أحد بنوده فصل الدين عن الدولة ، هدفها الوحيد إلحاق الجزائر المسلمة بفرنسا اللائكية، و ها نحن اليوم نقرأ في الصحف عن مبادرة لإطلاق اسماء أجنبية على أحياء و شوارع الجزائر و هي غاية في نفس يعقوب لتغييب تاريخ الثورة و أبطالها الذين ضحوا بالنفس و النفيس من أجل تحرير الجزائر من الإستعمار و الدفاع عن اللغة العربية و الهوية الجزائرية و الوقوف ضد ثقافة التغريب، الصراع إذن بين النظام و الفيس كان بين الحق و الباطل، النظام الذي تديره ايادي من وراء بحار أرادت أن تتحكم في عقيدة الجزائريين و تجردهم من جلدهم و تقول له أنا أحق منك في التصرف في دينك، فلا تدخل المسجد إلا بإذني و أنا من يختار لك ما تقوله و أنت على المنبر ، أيادٍ أرادت أن تتحكم في حياة المسلم لدرجة أنها تكاد تقول له أنا من يرشدك إلى كيف تعاشر زوجتك، و بذلك تحرره من كل القيود فيعيش كالبهائم بلا حدود
أراد الإستعمار و عملائه في الجزائر أن يحتقروا الذوق الإسلامي و قد بدأوا بالمرأة لإفساد أخلاقها بنشر الثقافة التغريبية عن طريق المهرجانات و حفلات الغناء و الرقص، متخذة من المناسبات فرصة لتهييجها كعيد المرأة العالمي، لاسيما و المرأة الجزائرية تحتفل بعيدها العالمي يوم الأربعاء 08 مارس 2023 ، و لنسأل أنفسنا ماذا حققت المرأة و هي تحتفل بهذا اليوم ؟ ليس الحديث هنا عن المرأة التي حافظت على كرامتها و كبريائها، بل عن تلك التي نراها اليوم تقود جماعات إجرامية أو ضمنها، أو تلك التي قبلت على نفسها أن تكون "انتحارية" ، نتحدث عن المرأة التي تبيت في الشارع و تتسول و تتاجر بالمخدرات و المتواجدة في السجون، نتحدث عن المطلقة و الأرملة التي تسعى لرعاية ابنائها و قد تحملت المتاعب و الشقاء من أجلهم و هي تواجه قهر الرجال كيف نحتفل بهذه الشريحة، هل بتقديم لها وردة حمراء؟ و نحييها تحية الجبناء ثم نمضي ؟
الكل أجمع أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ( الفيس) كانت حاملة مشروع المجتمع لإنقاذه و إخراجه من التخلف و حمايته من الفساد، و لو أعطت السلطة للفيس الفرصة يوم فاز بالإنتخابات لممارسة حقه الشرعي في تسيير امور البلاد، لما حدث ما حدث، الحقيقة أن قضية الحركات الإسلامية أسالت كثير من الحبر بين مؤيد و معارض، المؤيدون يتساءلون لماذا تخاف الأنظمة من حكم الإسلاميين؟، و المعارضون قالوا أن الإسلام دين عنف و الإسلاميين إرهابيون، في حين يرى طرف ثالث أن الصراع بين النظام و الفيس كان صراعا من أجل الزعامة، و كأن التاريخ يعود إلأى الوراء ، إلى صيف 62 أو قبل، و هذا الصراع انتقل حتى داخل الفيس، فكانت النتيجة فشل كل مبادرة تتعلق بالإصلاحات و القوانين بما فيها قانون المصالحة الوطنية ، كانت الإنقسامية بين ابناء البلد الواحد قد رسمت المشهد السياسي في البلاد و كان التشتت و العصبية التي ولدت الكراهية و العدائية بين الجزائريين، و كان كل واحد منهما يرى نفسه هو على حق و الآخر على باطل.
----------------------------------
علجية عيش و بدون خلفيات
----------------------------------
بعد الحرب الأهلية و التي سميت العشرية السوداء و ما خلفته من ضحايا عُدَّتْ بالآلاف ، إثر الصراع الذي دار بين الجبهة افسلامية للإنقاد ( الفيس) عادت الفوضى إلى الساحة الجزائرية من جديد حملت طابعا اقتصاديا بسبب غلاء الأسعار في المواد الغذائية في الفترة ما بين 2011 إلى غاية 2019 التي شهدت الجزائر ثورة جديدة لكنها كانت سلمية سميت بثورة الإبتسامة التي كانت حدثا تاريخيا ضخما عاشها الراي العام المحلي و الدولي ، حدث تعاطفت معه المؤسسة العسكرية التي اعترفت بالحراك الشعبي و لم تخرج عتادها الحربي لتواجه به الجماهير الشعبية
في مثل هذا الشهر من مارس 1989 أعلنت الجبهة الإسلامية للإنقاذ عن تأسيسها الرسمي بعدما فتح الشاذلي بن جديد باب التعددية الحزبية و منح حرية تشكيل الجمعيات ، نشاة الفيس تمت بعمل تنسيقي بين ثلاثة تيارات، السلفي ، الجهادي و تيار الجزأرة ، و شكل الثلاثي عباسي مدني و علي بن حاج و محمد السعيد اللحمة التي تؤسس لدولة إسلامية يقوم دستورها على الشريعة الإسلامية ، متخذين من بيان أول نوفمبر شعارهم، حيث حملوا راية "الله أكبر" و هم يخرجون في مسيرات شعبية سلمية، قبل أن تواجههم الآلة العسكرية و هذا في انتخابات جوان 1990 التي كانت لصالح الإسلاميين و توقيف المسار الإنتخابي
لم يقبل النظام بالهزيمة، و لذا لم يكن هناك اي اتفاق بين النظام و الفيس و هذا لأسباب عديدة و كما يقول الشيخ البشير الإبراهيمي لأن الذين يسكنون الوطن صنفان ، وطن توجد فيه كنيسةحرة و مسجد مستعبد، و هذا ما يؤكد أن الصراع بين النظام و الفيس سببه الإستعمار الذي كان يعمل لضرب الإسلام و طمس الهوية الإسلامية التي كافح من أجلها قادة المقاومات الشعبية بدءًا من الأمير عبد القادر الشيح الحداد و المقراني إلى مجموعة الـ: 22 التي فجرت الثورة الجزئرية ، أراد خلالها رجال مخلصون أن يكملوا المسيرة في الدفاع عن المقومات الإسلامية التي جاءت بها مدرسة محمد (ص)، لكن أطراف تكيد للإسلام أرادت بافكارها أن تشوه صورة الإسلاميين.
ففصل الدين عن الدولة قديم يتجدد في ثياب ملونة فلا تعرف اللون الأصلي من اللون المزيف ، ففي وقت مضى أرادت أطراف و لا تزال الى اليوم، بعدما نظمت نفسها في جمعيات تطالب أن يكون في الدستور أحد بنوده فصل الدين عن الدولة ، هدفها الوحيد إلحاق الجزائر المسلمة بفرنسا اللائكية، و ها نحن اليوم نقرأ في الصحف عن مبادرة لإطلاق اسماء أجنبية على أحياء و شوارع الجزائر و هي غاية في نفس يعقوب لتغييب تاريخ الثورة و أبطالها الذين ضحوا بالنفس و النفيس من أجل تحرير الجزائر من الإستعمار و الدفاع عن اللغة العربية و الهوية الجزائرية و الوقوف ضد ثقافة التغريب، الصراع إذن بين النظام و الفيس كان بين الحق و الباطل، النظام الذي تديره ايادي من وراء بحار أرادت أن تتحكم في عقيدة الجزائريين و تجردهم من جلدهم و تقول له أنا أحق منك في التصرف في دينك، فلا تدخل المسجد إلا بإذني و أنا من يختار لك ما تقوله و أنت على المنبر ، أيادٍ أرادت أن تتحكم في حياة المسلم لدرجة أنها تكاد تقول له أنا من يرشدك إلى كيف تعاشر زوجتك، و بذلك تحرره من كل القيود فيعيش كالبهائم بلا حدود
أراد الإستعمار و عملائه في الجزائر أن يحتقروا الذوق الإسلامي و قد بدأوا بالمرأة لإفساد أخلاقها بنشر الثقافة التغريبية عن طريق المهرجانات و حفلات الغناء و الرقص، متخذة من المناسبات فرصة لتهييجها كعيد المرأة العالمي، لاسيما و المرأة الجزائرية تحتفل بعيدها العالمي يوم الأربعاء 08 مارس 2023 ، و لنسأل أنفسنا ماذا حققت المرأة و هي تحتفل بهذا اليوم ؟ ليس الحديث هنا عن المرأة التي حافظت على كرامتها و كبريائها، بل عن تلك التي نراها اليوم تقود جماعات إجرامية أو ضمنها، أو تلك التي قبلت على نفسها أن تكون "انتحارية" ، نتحدث عن المرأة التي تبيت في الشارع و تتسول و تتاجر بالمخدرات و المتواجدة في السجون، نتحدث عن المطلقة و الأرملة التي تسعى لرعاية ابنائها و قد تحملت المتاعب و الشقاء من أجلهم و هي تواجه قهر الرجال كيف نحتفل بهذه الشريحة، هل بتقديم لها وردة حمراء؟ و نحييها تحية الجبناء ثم نمضي ؟
الكل أجمع أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ( الفيس) كانت حاملة مشروع المجتمع لإنقاذه و إخراجه من التخلف و حمايته من الفساد، و لو أعطت السلطة للفيس الفرصة يوم فاز بالإنتخابات لممارسة حقه الشرعي في تسيير امور البلاد، لما حدث ما حدث، الحقيقة أن قضية الحركات الإسلامية أسالت كثير من الحبر بين مؤيد و معارض، المؤيدون يتساءلون لماذا تخاف الأنظمة من حكم الإسلاميين؟، و المعارضون قالوا أن الإسلام دين عنف و الإسلاميين إرهابيون، في حين يرى طرف ثالث أن الصراع بين النظام و الفيس كان صراعا من أجل الزعامة، و كأن التاريخ يعود إلأى الوراء ، إلى صيف 62 أو قبل، و هذا الصراع انتقل حتى داخل الفيس، فكانت النتيجة فشل كل مبادرة تتعلق بالإصلاحات و القوانين بما فيها قانون المصالحة الوطنية ، كانت الإنقسامية بين ابناء البلد الواحد قد رسمت المشهد السياسي في البلاد و كان التشتت و العصبية التي ولدت الكراهية و العدائية بين الجزائريين، و كان كل واحد منهما يرى نفسه هو على حق و الآخر على باطل.
----------------------------------
علجية عيش و بدون خلفيات
----------------------------------