قبل التطرق للرواية قابلت الكاتب بالندوة، وواجهته بما خلصت إليه من الرواية فقال أنها مجرد رواية وهو لا يروج للداهشية، وإنما فقط اتخذ هذه التنقية في الكتابة كشكل يخصه بحثا عن التميز، ومع التسليم بصدق ما قال فلا يمكن تجاوز هذه المسماة "عقيدة الداهشية"
عرض الكاتب في ما يقرب من ستمائة لشرح نشأة ومسار العقيدة الداهشية، واتبع تقنية المغامرة وفك الرموز والشفرات متخذا من منهج الكاتب الأمريكي دان براون (كاتب شفرة دافنشي وملائكة وشياطين) وهو المعني بفك الرموز والشفرات التي تنضوي عليها بعض المخطوطات الأثرية القديمة التي تخص المسيحية على وجه الخصوص، أو التي تخص الماسونية، غير أنه بغض النظر عن من يتفق أو يختلف معه فقد اتبع أسلوب علمي بحت ليكتب خلاصة ما وصل إليه من خلال شخصية رئيسة في كل رواياته وهو دكتور روبرت لانجدون أستاذ علم الرموز بجامعة هارفارد، وفي حرفية لا تنكر يصحب القاريء معه بالتدريج في كل خطوة يخطوها لفك رموز وطلاسم وشفرات ليدلل بها على وجهة نظر هو مقتنع بها فيمارس حرفية البحث كما حرفية الكتابة كي يقنع القاريء طواعية بوجهة نظره دون أن يفرضها عليه، مع حرصه على منطقية الطرح والاستدلال فكان بحق يحترم عقلية القاريء.
بدأ الكاتب سامح الجباس روايته بأن دار نشر لبنانية اتصلت به وطلبت منه اللقاء من خلال مندوبة تدعى "فاطمة" الذي تبين فيما بعد أن هذه الدار تريد منه أن يكتب رواية عن شخصية لبنانية هامة ولما تساءل لماذا لم يعرضوا الأمر على كاتب لبناني قالت له أن الموقف فيه بعض الحساسية والتي سيعرفها فيما بعد من خلال تدرج الأحداث ثم أعطته مفتاح ولما سألها عنه قالت ستعرف ماهية استخدامه حين تأتي المرحلة التي ستستخدمه فيها وأنها ستكون بجانبه دائما في كل خطوة ومع توالي الأحداث تتصل به لتقول له أن عليه أن يذهب إلى شقة في شارع عماد الدين بالقاهرة وأنه سيفتحها بالمفتاح الذي معه، وينفذ ما قالت ليدخل الشقة ذات الأثاث القديم ليكتشف أن بها حجرتان مغلقتان لا يمكنه فتحهما، كما أن محتويات الشقة تشير إلى علامات استفهام كثيرة، ثم يسافر إلى لبنان بناء على الاتفاق المبدئي مع فاطمة وكل خطوة أو مرحلة جديدة هو لا يعرفها إلا قبل تنفيذها بيوم على الأكثر.
أما حالة الغموض والابهار التي اتبعها الكاتب فهي التقنية التي بها يريد أن يجعل القاريء في حالة تشويق لكل جديد حتى يعرف نهاية الإلغاز المفتعل أيضا.
خلال صفحات الرواية ذات الحشو المكثف من مجتزآت من روايات وقصص ومقالات وكتب (أكثر من نصفها)، والزج بأسماء بعض النخب الفنيةوالأدبية والفكرية والسياسية والدينية في مصر الذين يعتنقون الداهشية منذ أن تواصلوا مع سليم العشي ذي الأصول المسيحية والذي سمي بعد ذلك بداهش للتدليل على صدق نبوته وهو من بدأ حياته داخل لبنان كساحر، وهذا التوصيف الأخير في حد ذاته ينسف أي مصداقية له في أي عمل يعمله، فما بالنا "بالنبوة".
الأخوة الإنسانية وقبول الآخر:
شعارات خادعة يرفعه كل ذي مأرب لتمرير أغراضه بعد أن اتخذ إلهه هواه، فهاديهم الحبيب داهش الذي ولد يتيما يدعو الكل تحت هذا الشعار الزائف لتمرير عقيدة:
"وحدة الوجود أو وحدة الأديان" الشيطانية بمعنى أن كل الأديان هي صورة من صور الله، وهم بذلك يدحضون الحقيقة الإلهية:
"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" 19 آل عمران
"وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" 85 آل عمران
وهي دعوات قديمة قدم وجود الإنسان على الأرض، وعلى نفس النهج سارغلاة المتصوفة مثل محيي الدين بن عربي "في كتابه الفتوحات المكية" وبشار بن برد، وشهاب الدين السهروردي، والحلاج الذي صرخ في أحد الأسواق لأن الله حل فيه، وغيرهم كثر....
يستمر داهش يصف لنا كيف تكون مسيحي داهشي، ومسلم داهشي، ويهودي داهشي، ودرزي وبوذي...........إلخ، فماري حداد الداهشية تحتفل "بعيد العذراء" والحقيقة أنه لا إبهار في ذلك، فالشيطان الذي يحكم العالم الآن (قرن الشيطان)وله حزب ضخم يتحدث باسمه، وهم "التنويريون" يؤمنون بأن لهذا العالم إلهين، إله النور وهو الشيطان، وإله الظلام وهو الله، تعالى وتنزه عما يصفون، فاللعب بالمسميات لن يطمس حقيقة الداهشية الداعية لعبادة الشيطان.
يأخذنا داهش على مهل لاثبات أنه ليس إلا نبي مرسل، في حين أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو النبي الخاتم الذي لا نبي بعده، داهش أقر في جلساته الروحية بأشياء ستحدث مستقبلا، على رأسها الحرب الأهلية اللبنانية، وهو من ألقى نواة المشمش في الأرض وأمرها فأصبحت شجرة في الحال، وهو من أشار لبالونات الدفاع المؤقت للجيش البريطاني فقطع حبله الفولاذي لينطلق بعيدا عن الأفق المرئي، والمال الذي قبض عليه براحته ثم بسطها ولم يجده، فقد قفز بقوة داهش إلى الدرج، والعصفور الذي رسمته ماري وطلبت من داهش أن يبث فيه الحياة فرسم حوله النجمة الخماسية، شعار عقيدته وأمره بالطيران فطار، قد يقول البعض أن هذه واقعية سحرية بينما هي بعيدة كل البعد عن الواقعية ولكنها تنتمي إلى السحر بامتياز، داهش ساحر يمارس السحر، وليس نبي مرسل
"قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ" 116 الأعراف
لا يفتأ داهش أو سليم العشي يحاول بمنطق معوج ملتو يثبت لنا عقيدة تناسخ الأرواح الموجودة في كل الديانات الوثنية (اليونانية والفرعونية والبوذية والهندوس....) هي حق وحقيقة، وبلغ به الحال إن يسوق جملة من الآيات ليفسرها طبقا لهواه بأنها الدالة على استنساخ الأرواح، وهو عكس كل التفاسير القديمة والحديثة للقرآن، فيسوق لنا أسئلة مثل:
هل هتلر هو نابليون؟
هل توفيق الحكيم هو المسرحي النرويجي الشهيري هنريك إبسن؟
هل سعد الله ونوس هو توفيق الحكيم؟
وغيرها من الأمثلة التي ساقها لاثبات عقيدته الداهشية التي تقر كما كل الديانات الوثنية بتناسخ الأرواح، بينما داهش الساحر والنبي الكذاب دون قصد بل ورغما عنه عندما ساق البراهين من كل الديانات التي تقر بتناسخ الأرواح قد أقر بصحة الإسلام الذي يقول أن الكفر كله ملة واحدة، لأنها جميعا تتماهى مع بعضها البعض، فهذه الأقوال والدعوات قديمة لا جديد فيها ولا إبهار.
إسم إسرائيل معناه عبد الله فهو لم يعطى روحيا ليعقوب كما قال داهش الكذاب ليدلل به كمثال امتد إليه ليثبت لنا كذبه وهو المكنى روحيا بـ "داهش"
يسرد لنا الراوي العليم سبب تحول سليم العشي إلى "داهش" هو رفضه وعدم اقتناعه بالممارسات الدينية داخل الكنائس والتي يراها من ابتكار رجال الدين، وفي الوقت نفسه هو يؤمن بكل الأنبياء والمرسلين!
داهش لا يعمل بينما المال لديه مكدس يفوق خزانة بنك، ولمزيد من تلبيس الدين على العوام، فإن آل حداد التي تعرضت للسجن والنفي، ومنهم ماري حداد تقول:
"صبرا آل حداد فإن موعدكم الجنة" على غرار "صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة "
مازال الراوي العليم يمارس الدجل غير الممنهج، فقد أضفى على داهش صفة جديد بالإضافة إلى كونه نبي مرسل، فهو أيضا أديب عملاق، أما أغلفة كتب الأديب "النبي" عليها صور فتيات عاريات لأن العري من الفطرة!!!!!! ولا تعليق على النبي "السوبر"
كما أن داهش الدجال يوجد منه ست نسخ بحيث تراه في مكان بلباس وفي الوقت نفسه هو موجود في أماكن أخرى بلباس مختلف في كل نسخة، وقد أطلق عليه الرصاص في إيران فمات ونعاه الداهشيون بينما الذي أطلق عليه الرصاص كان نسخة منه، والأصل موجود في لبنان، ويستمر في الزيف الصراح، فماري ترى ماحدث لداهش يماثل ما حدث للمسيح عيسى عليه السلام، لأنهم يقولون أنه صلب بينما القرآن يقول:
"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" 157 النساء
وقول الراوي العليم:
"إذ ذاك قرعت الجرس، ففتح لي أحدهم بعد دقيقتين وقال لي: " رأينا الدكتور داهش يقف بيننا فجأة ونحن جالسان، دون أن نراه يدخل من أي باب"
داهش وتابعيه يريدون رسم هالة من الزيف المتعمد وغير المتقن حول شخصه لتلبيس الدين على عوام الناس.
بنص القرآن لما عصى آدم ربه فقال تعالى:
"قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ" 24 الأعراف
الله جل شأنه يقول أن آدم سيعيش على الأرض ولم يقل لنا أن له حياة بالقمر، ولكن طبقا للعقيدة الداهشية فإنه يوجد بالقمر بشرا، طول الفرد منهم مائة متر وعرضه ثلاثين سنتيمتر، وله "عين واحدة" في إشارة فاضحة بجانب "النجمة الخماسية" والتي هي شعار العقيدة الداهشية إلى حقيقة الدين الجديد الذي بذل داهش مجهودا خرافيا ليقنعنا "بنبوته"
ولكي يضفي شرعية وهالة زائفة على منتجه الهمل أو سقط المتاع، فقد ساق بعض أقوال لعلماء دين مسلمين مؤيدين له، وبفرض حدوث هذا بالفعل، فهذا من قبيل الخداع البين لأنه من الممكن أن الصورة لم تتضح لهم، لم يعرفوا حقيقة الدكتور داهش فلم تصلهم المعلومة عنه كاملة خاصة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وما لا يعرفه داهش أن المسلمين لا يضفون هالة من القداسة على بشر سوى الأنبياء،وعلماء الدين لدينا ليسوا فوق النقض، فهم بشر يصيبون ويخطئون وعرضة للفتن، فلا عصمة إلا لنبي، حتى الأنبياء معصومون بقدرة الله وليس باجتهادهم الشخصي.
يروي الكاتب بقية اكتشافاته في بيت الدكتور داهش، فقد دخل حجرة وأمر ألا يلمس فيها شيء ووجد السيدة زينا حداد وعمرها قد تخطى المائة ورأى خمس نسخ من الدكتور داهش كل نسخة بلباس مختلف ودخلت إلى الغرفة من باب مختلف وكلهم صافحوه.
ثم يؤطر داهش عقيدته الغراء في صفحة 330 بصريح دعواها إلى عقيدة وحدة الوجود، وتناسخ الأرواح، وقفزها من شخص إلى آخر أو إلى نبات أو حيوان أو إلى كوكب آخر، بل زاد من الإفك قوله أن المسيح عاد مرة أخرى متجسدا فيه، وهذا لعمري لهو من قبيل الكفر البواح والدعوة الصريحة إليه، لأن هذه الدعوات قد أقر جميع الأئمة وعلماء الدين، قدامى ومحدثين بكفر من يعتنقها.
وفي الصفحات التي تلت ذلك تطرق داهش إلى حل معضلة الاختلافات بين الأديان، وكيف يمكن حلها كي نذوب جميعا في عقيدته المخلقة، فالمسلمون يرون المسيح نبي ولم يصلب، والمسيحيون يرونه إلها وصلب ومات وقام، فيقول أن كلا الطرفين على حق وكلاهما صادق في دعواه.فيقول:
"الناس في ذلك الوقت رأوا يسوع المسيح على الصليب، وشاهدوه يموت، لكن الأمر الذي لم يعرفوه هو ببساطة، كان تجليا من قبل كيان روحي، كان شبيها روحيا، لا يسوع المسيح النبي البشري الذي كان على الصليب، يسوع الإنسان لم يصلب لأنه أعاد طلب ذلك"
داهش الساحر والنبي الكاذب ينفي عن القرآن تحديدا أنه وحي من الله بمعنى أنه يقر بـ "خلق القرآن" وهذا أيضا ادعاء قديم مارسه المعتزلة والفساق والزنادقة والمرتدون والمبشرون والمستشرقون، حيث أن إنكار أن القرآن منزل بوحي من السماء قاله جملة من المستشرقين على رأسهم جوزيف شاخت، وبروكلمان، ودينييه، ...... وآخرين.
ثم يصل بنا داهش الذي عمل في البداية كساحر ثم أصبح نبي مرسل من الله!! لديه مائة جاكيت مهداه من الأرواح!!، ولماذهب إلى الحلاق ووجده مشغول خلع رأسه من بين كتفيه وأعطاها للحلاق وسيمر عليه بعد ساعتين ليأخذها .
يستمر الكاتب في سرد أصول الداهشية بأنها نشأت في أمريكا ثم امتدت حتى العالم الإسلامي وذكر بعض الأسماء التي باركتها واقتنعت بالدين الجديد، والداهشيون يرفضون الوحي الإلهي ويسخرون ممن يسلمون بحقيقته، وكأن العقيدة الداهشية جمعت كل ما اتفق عليه حزب الشيطان من كل صوب ونحب حتى الوحي يرفضونه، وباب التوبة مفتوح حتى بعد الموت!! والجنة والنار حالة عقلية يجسمها الفكر ويصنعها الخيال، الداهشيون يسعون لسيطرة اليهود على العالم وإثبات الصلة القوية بين جلساتهم الروحية والماسونية وشهود يهوه، وحسب زعمهم لهم اتباع كثر في العالم الإسلامي خاصة مصر حيث توجد لها عدة جمعيات، وهناك بعض الصحف والمجلات التي تروج لها مثل الأهرام وصباح الخير وآخر ساعة والمصور والمقتطف.
الدعوة إلى عدم الإنجاب:
بتحليل ساذج يسوقه داهش، تتضح دعوته إلى عدم الإنجاب لتتجلى بوضوح مآرب الداعمين لهذه الدعوة الشيطانية، بلوغ المليار الذهبية، بعكس المغزي الأساسي من خلق آدم، عمارة الأرض بيد ذريته الواجب الحفاظ عليها وليس العمل على إفنائها.
لا يفتأ الراوي العليم يحدثنا عن تحضير الأرواح وذكر لأسماء المشاهير من مختلف النخب حتى ولو كانوا نخبا دينية وكأن ذكر هؤلاء يعطي شرعية لعقيدة الشيطان، فكان رجال الأعمال ورؤساء القبائل يقولون لسيدنا محمد "ما نراك اتبعك إلا الذين هم أرازلنا، بينما داهش يقول لنا ما اتبعني إلا مشاهير النخب بأنواعها، فهل هذا مسوغ لصدق دعوته وهو الزائف المزيف؟!
"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" 85 الإسراء
نعم الروح إذا صعدت إلى بارئها فإنها لا تعود إلا يوم البعث والنشور، أما ما يسمى زورا وبهتانا بجلسات تحضير الأرواح، والتنويم المغناطيسي، هي ليست إلا من أفعال السحرة الذي مارسوا الكفر على أعين الجن الذين يسخرونه لخدمتهم بطقوس نعرفها جميعا.
داهش الساحر ذي الستة نسخ مات كأي بشر "وماتت معه نسخه" عادي بالمستشفى، فلو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير، وإلا لماذا لم تهل علينا نسخة من نسخه لتبشر بإفكه؟ ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون.
إن العقيدة الداهشية هي "تجميع" متقن لكل حيل وألاعيب الشيطان وحزبه وتابعيه منذ هبوطه على الأرض مع آدم لإخراج ذريته من عبادة الله الواحد وتضليلهم بمسميات مختلفة، فكل عبادة لغير الله هي عبادة للشيطان، فالعقيدة الداهشية هي نفسها الدين الإبراهيمي أو غيرها مما سيستحدث من مسميات كلها خرجت من مشكاة واحدة،لأن كيد الشيطان ضعيف فلا جديد يذكر لديه، وليس بعد الحق إلا الضلال المبين.
عرض الكاتب في ما يقرب من ستمائة لشرح نشأة ومسار العقيدة الداهشية، واتبع تقنية المغامرة وفك الرموز والشفرات متخذا من منهج الكاتب الأمريكي دان براون (كاتب شفرة دافنشي وملائكة وشياطين) وهو المعني بفك الرموز والشفرات التي تنضوي عليها بعض المخطوطات الأثرية القديمة التي تخص المسيحية على وجه الخصوص، أو التي تخص الماسونية، غير أنه بغض النظر عن من يتفق أو يختلف معه فقد اتبع أسلوب علمي بحت ليكتب خلاصة ما وصل إليه من خلال شخصية رئيسة في كل رواياته وهو دكتور روبرت لانجدون أستاذ علم الرموز بجامعة هارفارد، وفي حرفية لا تنكر يصحب القاريء معه بالتدريج في كل خطوة يخطوها لفك رموز وطلاسم وشفرات ليدلل بها على وجهة نظر هو مقتنع بها فيمارس حرفية البحث كما حرفية الكتابة كي يقنع القاريء طواعية بوجهة نظره دون أن يفرضها عليه، مع حرصه على منطقية الطرح والاستدلال فكان بحق يحترم عقلية القاريء.
بدأ الكاتب سامح الجباس روايته بأن دار نشر لبنانية اتصلت به وطلبت منه اللقاء من خلال مندوبة تدعى "فاطمة" الذي تبين فيما بعد أن هذه الدار تريد منه أن يكتب رواية عن شخصية لبنانية هامة ولما تساءل لماذا لم يعرضوا الأمر على كاتب لبناني قالت له أن الموقف فيه بعض الحساسية والتي سيعرفها فيما بعد من خلال تدرج الأحداث ثم أعطته مفتاح ولما سألها عنه قالت ستعرف ماهية استخدامه حين تأتي المرحلة التي ستستخدمه فيها وأنها ستكون بجانبه دائما في كل خطوة ومع توالي الأحداث تتصل به لتقول له أن عليه أن يذهب إلى شقة في شارع عماد الدين بالقاهرة وأنه سيفتحها بالمفتاح الذي معه، وينفذ ما قالت ليدخل الشقة ذات الأثاث القديم ليكتشف أن بها حجرتان مغلقتان لا يمكنه فتحهما، كما أن محتويات الشقة تشير إلى علامات استفهام كثيرة، ثم يسافر إلى لبنان بناء على الاتفاق المبدئي مع فاطمة وكل خطوة أو مرحلة جديدة هو لا يعرفها إلا قبل تنفيذها بيوم على الأكثر.
أما حالة الغموض والابهار التي اتبعها الكاتب فهي التقنية التي بها يريد أن يجعل القاريء في حالة تشويق لكل جديد حتى يعرف نهاية الإلغاز المفتعل أيضا.
خلال صفحات الرواية ذات الحشو المكثف من مجتزآت من روايات وقصص ومقالات وكتب (أكثر من نصفها)، والزج بأسماء بعض النخب الفنيةوالأدبية والفكرية والسياسية والدينية في مصر الذين يعتنقون الداهشية منذ أن تواصلوا مع سليم العشي ذي الأصول المسيحية والذي سمي بعد ذلك بداهش للتدليل على صدق نبوته وهو من بدأ حياته داخل لبنان كساحر، وهذا التوصيف الأخير في حد ذاته ينسف أي مصداقية له في أي عمل يعمله، فما بالنا "بالنبوة".
الأخوة الإنسانية وقبول الآخر:
شعارات خادعة يرفعه كل ذي مأرب لتمرير أغراضه بعد أن اتخذ إلهه هواه، فهاديهم الحبيب داهش الذي ولد يتيما يدعو الكل تحت هذا الشعار الزائف لتمرير عقيدة:
"وحدة الوجود أو وحدة الأديان" الشيطانية بمعنى أن كل الأديان هي صورة من صور الله، وهم بذلك يدحضون الحقيقة الإلهية:
"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" 19 آل عمران
"وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" 85 آل عمران
وهي دعوات قديمة قدم وجود الإنسان على الأرض، وعلى نفس النهج سارغلاة المتصوفة مثل محيي الدين بن عربي "في كتابه الفتوحات المكية" وبشار بن برد، وشهاب الدين السهروردي، والحلاج الذي صرخ في أحد الأسواق لأن الله حل فيه، وغيرهم كثر....
يستمر داهش يصف لنا كيف تكون مسيحي داهشي، ومسلم داهشي، ويهودي داهشي، ودرزي وبوذي...........إلخ، فماري حداد الداهشية تحتفل "بعيد العذراء" والحقيقة أنه لا إبهار في ذلك، فالشيطان الذي يحكم العالم الآن (قرن الشيطان)وله حزب ضخم يتحدث باسمه، وهم "التنويريون" يؤمنون بأن لهذا العالم إلهين، إله النور وهو الشيطان، وإله الظلام وهو الله، تعالى وتنزه عما يصفون، فاللعب بالمسميات لن يطمس حقيقة الداهشية الداعية لعبادة الشيطان.
يأخذنا داهش على مهل لاثبات أنه ليس إلا نبي مرسل، في حين أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو النبي الخاتم الذي لا نبي بعده، داهش أقر في جلساته الروحية بأشياء ستحدث مستقبلا، على رأسها الحرب الأهلية اللبنانية، وهو من ألقى نواة المشمش في الأرض وأمرها فأصبحت شجرة في الحال، وهو من أشار لبالونات الدفاع المؤقت للجيش البريطاني فقطع حبله الفولاذي لينطلق بعيدا عن الأفق المرئي، والمال الذي قبض عليه براحته ثم بسطها ولم يجده، فقد قفز بقوة داهش إلى الدرج، والعصفور الذي رسمته ماري وطلبت من داهش أن يبث فيه الحياة فرسم حوله النجمة الخماسية، شعار عقيدته وأمره بالطيران فطار، قد يقول البعض أن هذه واقعية سحرية بينما هي بعيدة كل البعد عن الواقعية ولكنها تنتمي إلى السحر بامتياز، داهش ساحر يمارس السحر، وليس نبي مرسل
"قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ" 116 الأعراف
لا يفتأ داهش أو سليم العشي يحاول بمنطق معوج ملتو يثبت لنا عقيدة تناسخ الأرواح الموجودة في كل الديانات الوثنية (اليونانية والفرعونية والبوذية والهندوس....) هي حق وحقيقة، وبلغ به الحال إن يسوق جملة من الآيات ليفسرها طبقا لهواه بأنها الدالة على استنساخ الأرواح، وهو عكس كل التفاسير القديمة والحديثة للقرآن، فيسوق لنا أسئلة مثل:
هل هتلر هو نابليون؟
هل توفيق الحكيم هو المسرحي النرويجي الشهيري هنريك إبسن؟
هل سعد الله ونوس هو توفيق الحكيم؟
وغيرها من الأمثلة التي ساقها لاثبات عقيدته الداهشية التي تقر كما كل الديانات الوثنية بتناسخ الأرواح، بينما داهش الساحر والنبي الكذاب دون قصد بل ورغما عنه عندما ساق البراهين من كل الديانات التي تقر بتناسخ الأرواح قد أقر بصحة الإسلام الذي يقول أن الكفر كله ملة واحدة، لأنها جميعا تتماهى مع بعضها البعض، فهذه الأقوال والدعوات قديمة لا جديد فيها ولا إبهار.
إسم إسرائيل معناه عبد الله فهو لم يعطى روحيا ليعقوب كما قال داهش الكذاب ليدلل به كمثال امتد إليه ليثبت لنا كذبه وهو المكنى روحيا بـ "داهش"
يسرد لنا الراوي العليم سبب تحول سليم العشي إلى "داهش" هو رفضه وعدم اقتناعه بالممارسات الدينية داخل الكنائس والتي يراها من ابتكار رجال الدين، وفي الوقت نفسه هو يؤمن بكل الأنبياء والمرسلين!
داهش لا يعمل بينما المال لديه مكدس يفوق خزانة بنك، ولمزيد من تلبيس الدين على العوام، فإن آل حداد التي تعرضت للسجن والنفي، ومنهم ماري حداد تقول:
"صبرا آل حداد فإن موعدكم الجنة" على غرار "صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة "
مازال الراوي العليم يمارس الدجل غير الممنهج، فقد أضفى على داهش صفة جديد بالإضافة إلى كونه نبي مرسل، فهو أيضا أديب عملاق، أما أغلفة كتب الأديب "النبي" عليها صور فتيات عاريات لأن العري من الفطرة!!!!!! ولا تعليق على النبي "السوبر"
كما أن داهش الدجال يوجد منه ست نسخ بحيث تراه في مكان بلباس وفي الوقت نفسه هو موجود في أماكن أخرى بلباس مختلف في كل نسخة، وقد أطلق عليه الرصاص في إيران فمات ونعاه الداهشيون بينما الذي أطلق عليه الرصاص كان نسخة منه، والأصل موجود في لبنان، ويستمر في الزيف الصراح، فماري ترى ماحدث لداهش يماثل ما حدث للمسيح عيسى عليه السلام، لأنهم يقولون أنه صلب بينما القرآن يقول:
"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" 157 النساء
وقول الراوي العليم:
"إذ ذاك قرعت الجرس، ففتح لي أحدهم بعد دقيقتين وقال لي: " رأينا الدكتور داهش يقف بيننا فجأة ونحن جالسان، دون أن نراه يدخل من أي باب"
داهش وتابعيه يريدون رسم هالة من الزيف المتعمد وغير المتقن حول شخصه لتلبيس الدين على عوام الناس.
بنص القرآن لما عصى آدم ربه فقال تعالى:
"قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ" 24 الأعراف
الله جل شأنه يقول أن آدم سيعيش على الأرض ولم يقل لنا أن له حياة بالقمر، ولكن طبقا للعقيدة الداهشية فإنه يوجد بالقمر بشرا، طول الفرد منهم مائة متر وعرضه ثلاثين سنتيمتر، وله "عين واحدة" في إشارة فاضحة بجانب "النجمة الخماسية" والتي هي شعار العقيدة الداهشية إلى حقيقة الدين الجديد الذي بذل داهش مجهودا خرافيا ليقنعنا "بنبوته"
ولكي يضفي شرعية وهالة زائفة على منتجه الهمل أو سقط المتاع، فقد ساق بعض أقوال لعلماء دين مسلمين مؤيدين له، وبفرض حدوث هذا بالفعل، فهذا من قبيل الخداع البين لأنه من الممكن أن الصورة لم تتضح لهم، لم يعرفوا حقيقة الدكتور داهش فلم تصلهم المعلومة عنه كاملة خاصة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وما لا يعرفه داهش أن المسلمين لا يضفون هالة من القداسة على بشر سوى الأنبياء،وعلماء الدين لدينا ليسوا فوق النقض، فهم بشر يصيبون ويخطئون وعرضة للفتن، فلا عصمة إلا لنبي، حتى الأنبياء معصومون بقدرة الله وليس باجتهادهم الشخصي.
يروي الكاتب بقية اكتشافاته في بيت الدكتور داهش، فقد دخل حجرة وأمر ألا يلمس فيها شيء ووجد السيدة زينا حداد وعمرها قد تخطى المائة ورأى خمس نسخ من الدكتور داهش كل نسخة بلباس مختلف ودخلت إلى الغرفة من باب مختلف وكلهم صافحوه.
ثم يؤطر داهش عقيدته الغراء في صفحة 330 بصريح دعواها إلى عقيدة وحدة الوجود، وتناسخ الأرواح، وقفزها من شخص إلى آخر أو إلى نبات أو حيوان أو إلى كوكب آخر، بل زاد من الإفك قوله أن المسيح عاد مرة أخرى متجسدا فيه، وهذا لعمري لهو من قبيل الكفر البواح والدعوة الصريحة إليه، لأن هذه الدعوات قد أقر جميع الأئمة وعلماء الدين، قدامى ومحدثين بكفر من يعتنقها.
وفي الصفحات التي تلت ذلك تطرق داهش إلى حل معضلة الاختلافات بين الأديان، وكيف يمكن حلها كي نذوب جميعا في عقيدته المخلقة، فالمسلمون يرون المسيح نبي ولم يصلب، والمسيحيون يرونه إلها وصلب ومات وقام، فيقول أن كلا الطرفين على حق وكلاهما صادق في دعواه.فيقول:
"الناس في ذلك الوقت رأوا يسوع المسيح على الصليب، وشاهدوه يموت، لكن الأمر الذي لم يعرفوه هو ببساطة، كان تجليا من قبل كيان روحي، كان شبيها روحيا، لا يسوع المسيح النبي البشري الذي كان على الصليب، يسوع الإنسان لم يصلب لأنه أعاد طلب ذلك"
داهش الساحر والنبي الكاذب ينفي عن القرآن تحديدا أنه وحي من الله بمعنى أنه يقر بـ "خلق القرآن" وهذا أيضا ادعاء قديم مارسه المعتزلة والفساق والزنادقة والمرتدون والمبشرون والمستشرقون، حيث أن إنكار أن القرآن منزل بوحي من السماء قاله جملة من المستشرقين على رأسهم جوزيف شاخت، وبروكلمان، ودينييه، ...... وآخرين.
ثم يصل بنا داهش الذي عمل في البداية كساحر ثم أصبح نبي مرسل من الله!! لديه مائة جاكيت مهداه من الأرواح!!، ولماذهب إلى الحلاق ووجده مشغول خلع رأسه من بين كتفيه وأعطاها للحلاق وسيمر عليه بعد ساعتين ليأخذها .
يستمر الكاتب في سرد أصول الداهشية بأنها نشأت في أمريكا ثم امتدت حتى العالم الإسلامي وذكر بعض الأسماء التي باركتها واقتنعت بالدين الجديد، والداهشيون يرفضون الوحي الإلهي ويسخرون ممن يسلمون بحقيقته، وكأن العقيدة الداهشية جمعت كل ما اتفق عليه حزب الشيطان من كل صوب ونحب حتى الوحي يرفضونه، وباب التوبة مفتوح حتى بعد الموت!! والجنة والنار حالة عقلية يجسمها الفكر ويصنعها الخيال، الداهشيون يسعون لسيطرة اليهود على العالم وإثبات الصلة القوية بين جلساتهم الروحية والماسونية وشهود يهوه، وحسب زعمهم لهم اتباع كثر في العالم الإسلامي خاصة مصر حيث توجد لها عدة جمعيات، وهناك بعض الصحف والمجلات التي تروج لها مثل الأهرام وصباح الخير وآخر ساعة والمصور والمقتطف.
الدعوة إلى عدم الإنجاب:
بتحليل ساذج يسوقه داهش، تتضح دعوته إلى عدم الإنجاب لتتجلى بوضوح مآرب الداعمين لهذه الدعوة الشيطانية، بلوغ المليار الذهبية، بعكس المغزي الأساسي من خلق آدم، عمارة الأرض بيد ذريته الواجب الحفاظ عليها وليس العمل على إفنائها.
لا يفتأ الراوي العليم يحدثنا عن تحضير الأرواح وذكر لأسماء المشاهير من مختلف النخب حتى ولو كانوا نخبا دينية وكأن ذكر هؤلاء يعطي شرعية لعقيدة الشيطان، فكان رجال الأعمال ورؤساء القبائل يقولون لسيدنا محمد "ما نراك اتبعك إلا الذين هم أرازلنا، بينما داهش يقول لنا ما اتبعني إلا مشاهير النخب بأنواعها، فهل هذا مسوغ لصدق دعوته وهو الزائف المزيف؟!
"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" 85 الإسراء
نعم الروح إذا صعدت إلى بارئها فإنها لا تعود إلا يوم البعث والنشور، أما ما يسمى زورا وبهتانا بجلسات تحضير الأرواح، والتنويم المغناطيسي، هي ليست إلا من أفعال السحرة الذي مارسوا الكفر على أعين الجن الذين يسخرونه لخدمتهم بطقوس نعرفها جميعا.
داهش الساحر ذي الستة نسخ مات كأي بشر "وماتت معه نسخه" عادي بالمستشفى، فلو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير، وإلا لماذا لم تهل علينا نسخة من نسخه لتبشر بإفكه؟ ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون.
إن العقيدة الداهشية هي "تجميع" متقن لكل حيل وألاعيب الشيطان وحزبه وتابعيه منذ هبوطه على الأرض مع آدم لإخراج ذريته من عبادة الله الواحد وتضليلهم بمسميات مختلفة، فكل عبادة لغير الله هي عبادة للشيطان، فالعقيدة الداهشية هي نفسها الدين الإبراهيمي أو غيرها مما سيستحدث من مسميات كلها خرجت من مشكاة واحدة،لأن كيد الشيطان ضعيف فلا جديد يذكر لديه، وليس بعد الحق إلا الضلال المبين.