فتــــاة الخدر.. المنخل اليشكرى - إعداد: نقوس المهدي

يصنف شاعرنا المنخل بن الحارث اليشكري ، -لقب بالمنخل لأنه ينخل الشعر - الى جانب دوقلة بن العبد المنبجي في " الدعدية او اليتيمة " وأبي الحسن علي بن زريق البغدادي في " القصيدة الفراقية او العينية او اليتيمة " من الشعراء الموحدين المشهورين الذين ارتبط ذكرهم بالقصيدة الوحيدة، وسموا لهذا " بشعراء القصيدة الواحدة او ذوو القصيدة اليتيمة "، بالرغم من ان له قصائد أخرى، ويعد من الشعراء المغتالين، الذين قتلهم شعرهم لذلك فإن المصادر التاريخية والأدبية التي تشير للمنخّل اليشكري جد قليلة. ولا نكاد نجد له اثرا ادبيا اخر باستثناء هذه القصيدة التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، وقد نجحت في التصدي لسطوة النعمان بن المنذر، وهي مكونة من ثلاث اجزاء، كل جزء منها أجمل من الآخر، وتتميز بشدة روعة معانيها وعذوبة ابياتها وجمالها، ومتانة لغتها ، والسهولة فى القول الى الوصف الجميل للمشاعر الجياشة وحالته العاطفية وهو بحضرة المتجردة في يوم مطير لا حرب ولا شغل فيه..
وأصل الحكاية ان المنخل بن الحارث اليشكري وهو المنخل بن مسعود المتوفي سنة 20 ق هـ قال هذه القصيدة في المتجردة زوجة النعمان بن المنذر ملك الحيرة حين شاهدها في قصر الخورنق الذي بناه سنمار، وقد قيل ايضا في رواية اخرى انها ابنته لورود إسمها في القصيدة، والفرضية الأكثر قربا الى الحقيقة أنها زوجة النعمان بن المنذر. واسمها ماريا بنت المنذر الأسود. وكانت فاتنة، معتدلة القد والقوام، تزوجها النعمان بعد ان طلقها من زيجة أخرى بحيلة إحتالها، وقد أحبها النابغة الذبياني وقال فيها فصيدته الماجنة الشهيرة التي يصفها فيها وصفا صريحا
أَمِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتدِ = عَجلانَ ذا زادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِ
وجرى له ما جرى بعد ان وشى به المنخل اليشكري لدى زوجها، عموما يقال أن المنخلّ اليشكري كان من ندماء النعمان, ويدخل الخورنق بحرية، وكان صبوح جميل الوجه حسن الكلام يميل الى الى اللهو والمؤانسة، فيما كان النعمان دميما خشنا قبيح الهيئة، وقد صفا له الجو بعد فرار النابغة، ليصفها بهذه القصيدة ..
وتقول بعض الروايات ان المنخل اليشكري كان يدخل عليها القصر في السر ليلا ويخرج الفجر ولكن امرهما افتضح ، ووصلت الهمسات الى النعمان فظل هاربا في صحراء الجزيرة العربية الى ان قبض عليه وأمر بدفنه حيا في الصحراء . وسار ذكره مضرب الامثال في من لا ترجى اوبته ( لا افعله حتى يؤوب المنخل ) ..

أجمل الاوقات والى قصيدة قادمة مع التحيات


نقوس المهدي/المغرب








فتــــاة الخدر
المنخل اليشكري
ان كنت عاذلتي فسيري = نحو العراق ولاتحوري
لا تسألي عن جل مالي = وانظري كرمي وخيري
وفوارس كأوار حر = النار حلاس الذكوري
شدوا دوابر بيضهم = في كل محكمة القتير
واستلأموا وتلببوا = ان التلبب للمغير
وعلى الجياد المضمرات = فوارس مثل الصقور
يخرجن من حلل الغبار = يجفن بالنعيم الكثير
أقررت عيني من = أولئك والفوائح بالعبير
واذا الرياح تناحت = بجوانب البيت الكسير
ألفتني هش اليدين = بمري قدحي او شجيري
ولقد دخلت على الفتاة = الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء = ترفل في الدمقس وفي الحرير
فدفعتها فتدافعت = مشي القطاة الى الغدير
ولثمتها فتنفست = كتنفس الظبي الغدير
فدنت وقالت يامنخل = مابجسمك من حرور
ماشف جسمي غير جسمك = فاهدئي عني مسيري
وأحبها وتحبني = ويحب ناقتها بعيري
يارب يوم للمنخل = قد لها فيه قصير
ولقد شربت بالخيل = الأناث وبالذكوري
ولقد شربت الخمر = بالعبد الصحيح وباللأسير
ولقد شربت من الم = دامة بالصغير وبالكبير
فاذا انتشيت فأنني = رب الخورنق والسدير
واذا صحوت فأنني = رب الشويهة والبعير
ياهند من لمتيم = ياهند..للعاني الأسير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...